اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024

مهندس طوفان الاقصى يحيى السنوار .. يرتقي شهيداً

 


د . حسناء نصر الحسين 

بعد مضي عام على ملحمة طوفان الأقصى نجح الكيان المجرم باغتيال القائد يحيى السنوار الذي قضى سنوات عمره ما بين  أسيراً في سجون الاحتلال ومقاتلا في جبهات القتال ، وهو الذي تبوأ منصبا سياسيا حل من خلاله بديلا عن الشهيد اسماعيل هنية ، هذه النقلة الكبيرة في تاريخه الجهادي لم تبعده عن اخوة الجهاد فكان معهم في الميدان ليرتقي شهيداً.

لم يخفِ الكيان ومن خلفه أمريكا سعادتهم بعملية اغتياله مما جعلهم يفكرون بكيفية استثمار الحدث فكانت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الامريكي  جو بايدن ورئيس حكومة الكيان نتنياهو للبحث في كيفية استغلال الحدث الكبير من خلال الحديث عن تحرير الرهائن وانهاء الحرب ، وهذا الخبر يؤكد حجم الألم الذي يعاني منه الكيان الصهيوني خلال عام كامل من معركة طوفان الاقصى التي تحمل بصمات الشهيد القائد يحيى السنوار في كل مراحلها  لترى اسرائيل وامريكا في اغتياله الخلاص من عار الهزيمة الكبرى التي لحقت بهم والخسائر الجسيمة التي تكبدتها دويلة الكيان خلال معركة الطوفان حتى وصلوا للتفكير الدنيء باستثمار اغتياله ليتحول لفرصة لإنزال هذا الثقل الكبير عن انفسهم وهم الذي خسروا في كل المعارك والجبهات بدءا من معركة الرأي العام  مرورا في السمعة لهذا الكيان الذي التصقت فيه سمة القتل والحرق والتدمير دونما تمييز وانتهاءاً بالجبهات التي لم تحصد الفرق العسكرية الصهيونية فيها من نتائج سوى سحق رؤوس الاطفال وحرق أجساد النازحين في الخيام ولعل جريمة مخيم النصيرات على الرغم من المشهد المؤلم الا انه قدم الصورة الحقيقية لهذا الكيان للعالم أجمع مما دفع برؤساء دول وحكومات داعمة لهذا الكيان أن تدين اجرامه لانها عاجزة عن تحمل هذا القدر من التوحش على مرأى ومسمع من العالم 

الحاجة الاسرائيلية الامريكية للاستثمار بدم السنوار للخروج من هذا المأزق الذي اتسع ليشكل ازمة دولية للكيان وداعميه اساسها الغطرسة لدى هذين الكيانين الامريكي والاسرائيلي اللذين رفضا طيلة عام كامل الاعتراف بالخسائر وايقاف آلات ومكنات الاجرام الغربي بحق ابناء غزة ، فأرادت ان تحول اغتيال السنوار لإنجاز يسجل للكيان الاسرائيلي ومن خلاله تذهب امريكا لفرض شروطها على المقاومة الفلسطينية بتسليم الرهائن وانهاء الحرب بالشروط التي تناسب الكيان الاسرائيلي ، لتقع امريكا واسرائيل بخطأ التقدير مرة اخرى فهي التي رأت باغتيال السيد حسن نصر الله ورفاقه نصر كبير سيحدث فجوة في آلية عمل المقاومة الا ان هذا لم يحصل بل اتت النتائج عكسية تماما ، استطاعت المقاومة الاسلامية اللبنانية النهوض واستعادة قوتها ورباطة جأشها بوقت قياسي والعالم اليوم يرى حجم العمليات ودقتها التي ينفذها ابناء الشهيد القائد حسن نصرالله ومدى ايلامها للكيان ، وهذا المشهد سيتكرر مع ابناء الشهيد القائد يحيى السنوار وسيتحول دمه الطاهر الى نار تحرق الكيان ، سنرى تصعيدا في عمليات المقاومة على كافة الجبهات ليبقى اسم الشهيد السنوار مصدر رعب لن يتخلص منه قادة الكيان حتى بعد اغتياله 

ولن تستطع اسرائيل مسح اثره من تاريخ حروبها الخاسرة وهو الذي عنون تاريخ مرحلة قد تمتد لعقد او اكثر بمعركة طوفان الاقصى وهو الذي اعاد البوصلة المفقودة للشعوب الحرة في هذا العالم وهو الذي اخرج القاتل المتوحش من الجسد الاسرائيلي وعرّاه امام العالم ، وهو الذي قدم الأنموذج المقاوم للمقاومة من خلال وحدة الساحات ، كيف ستتخلص اسرائيل من هذا الأثر وكيف ستنهي مقاومة رأت قائدها يرتقي شهيداً محارباً في الميدان يحمل سلاح جنديا اسرائيليا قتله في خان يونس ليبقى سلاح هذا الجندي الاسرائيلي بيد السنوار حتى لحظات استشهاده وفيه رسالة مهمة مفادها سأقتلك بنفس السلاح الذي قتلتنا فيه .

نجح الكيان في اغتيال الاجساد وليس العقول والنهج والعقيدة ، اغتيل  الشهيد عز الدين القسام وبقي نهجه واغتيل الشيخ أحمد ياسين وبقي نهجه وبقيت مقاومته تقدم الشهداء على طريق القدس وخير دليل على ذلك ارتقاء السنوار ابن مدرسة الشيخ احمد ياسين شهيدا .

رحيل الاشخاص لا يعني ترحيل القضية لا يعني انهيار الجسد المقاوم بل هذا مطلب هؤلاء المقاومين وينتظرون الشهادة ويلحون في طلبها . 

وفي الخلاصة أقول للكيان نجحت في اطلاق سموم قهرك وفشلك على جسد السنوار ومن سبقه لكنك فشلت في اغتيال القضية ، فشلت في اذعان صاحب الحق والضحية ، فشلت في اسكات صرخات النساء وبكاء الاطفال وأنين الشيوخ التي أعادت احياء القضية ، فدم الشهداء يثبت لك ، كما أثبت لمن سبقك وسيثبتُ لمن سيأتي بعدك  بأنك لن تنجح في  اغتيال القضية .  

فكل من يراهن على دماء الشهداء وعلى حرية الاسرى فهو واهم ، سيأتي سنوار آخر ويكمل الطريق حتى تحقيق أهداف الطوفان ويُفشل رؤية  الرئيس الاسرائيلي يتسحاك هرتسوغ بأن كل شيء يبدأ وينتهي مع يحيى السنوار ، ونحن نقول لهرتسوغ الآن بدأنا.


🖊 د . حسناء نصر الحسين     

     كاتبة وباحثة في العلاقات الدولية _ دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق