اخبار ذات صلة

الأربعاء، 23 أكتوبر 2024

يحيى السنوار قائد ومھندس معركة طوفان الأقصى مقاوم حتى الرمق الأخير وشھيدا على طريق العودة والتحرير...

 



     يعتبر الشھيد البطل يحيى السنوار ابو إبراھيم رحمھ اللھ تعالى وأدخلھ فسيح جناتھ من أقوى القادة الأمنيين والعسكريين والسياسيين في حركة حماس، وذلك لأنھ كان يجمع بين تلك المھام التي أوكلت إليھ منذ شبابھ أي قبل دخولھ سجن الإحتلال الصھيوني والحكم عليھ بعدة مؤبدات، وأثناء تواجدھ مدة ٢٣ عام في السجن، وقد عمل على معرفة ذلك الكيان الصھيوني عن قرب لذلك تعلم اللغة العبرية وإحتك كثيرا بقادة السجن وجنودھ وحتى الأطباء والممرضين، حيث أنھ كان موقن بأنھ سيأتي يوما ما يتخلص فيھا من قيد السجان والمحتل، وقد جاء ذلك اليوم في صفقة شاليط،  وبعد خروجھ من السجن تابع عملھ الأمني والعسكري والسياسي، حتى قبل أن يتم تعينھ مسؤول لحركة حماس في غزة، فكانت أفكاره  التي عرضھا على الحركة مفاجئة للجميع ومنھا أنھ يجب على الحركة أن تقف مع سورية  الحاضنة والداعمة لمقاومتنا بداية عشرية النار والثورات الصھيوغربية المفتعلة، وقالھا آنذاك لقادتھ في الحركة وبكل جرأة بأن ما يجري في المنطقة ھو مؤامرة على فلسطين وعلى الدول والأحزاب والحركات الداعمة لنا داخل غزة وفلسطين، فكان رحمھ اللھ ذو رؤية صائبة ومعرفة كاملة بما يجري من مخططات صھيوغربية داخل فلسطين وخارجھا، وبحجم تلك المؤامرة الصھيوغربية والمستعربة والمتأسلمة على منطقتنا وعلى سورية وإيران وأحزاب وحركات المقاومة بالذات، ولكن حينھا لم يأخذ برأيھ إلا قلة من الشخصيات البارزة وھم قلة بالنسبة لمجلس شورى الحركة... 


     وأثناء تصدي سورية ومحورھا لتلك المؤامرة كان يذكر قادتھ بأن ما يجري من خطابات وتأييد من قبل بعض قادة حماس لما يجري آنذاك ھو خطأ كبير إرتكبھ قادة الحركة، وكان يطلب منھم أقل ما فيھا الحياد وكل الحياد وعدم إلقاء الخطابات الرنانة ضد سورية وقيادتھا وجيشھا وعدم رفع أعلام الثورة المفتعلة السورية على الأكتاف، وبصمود سورية وجيشھا وشعبھا ومحورھا المقاوم فشلت المؤامرة والمشروع الصھيوغربي بما سمي بالشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وإنتھت عصاباتھم الداعشية التوسعية إلى غير رجعة، ومن تلك الرؤية الثاقبة لما جرى آنذاك ولأن الحركة أجمعت على أن رأي يحيى السنوار ونظرتھ للاحداث ودراستھ لھا بشكل كامل ومن كل الأوجھ  كان ھو الرأي الصحيح والسليم، وأن ما جرى وما زال آنذاك ھو مؤامرة كبرى على فلسطين والدول والأحزاب والحركات المقاومة، وأقتنع قادتھا في ذلك الوقت بأنھ تم جر قادة الحركة بالمشروع الصھيوغربي من قبل قادة وأجهزة بعض الدول العربية والإسلامية التابعة للصھيوأمريكيين، والذين كانوا منخرطين كليا بتلك المؤامرة والحرب الكونية على سورية وإيران ومحور المقاومة بل وكل المنطقة...


   فتم تعين الشھيد إسماعيل ھنية رئيسا للحركة والشھيد العاروري نائبا لھ والشھيد السنوار مسؤولا لحركة حماس في غزة،  وخليل الحية نائبا لھ حفظھ اللھ تعالى، ومن ھنا رسخ ھؤلاء العلاقات الإيرانية مع الحركة بالرغم من انھا لم تنقطع إلا أنھا أصبحت فاترة نوعا ما آنذاك، وعادت العلاقات الطبيعية مع سورية المقاومة، وتم تعين شخصيات سياسية وعسكرية أخرى لم يجري مثلھا في تاريخ الحركة، فقاد ھنية والسنوار المعركة وبشكل تكتيكي وبحرب أدمغة ضد الكيان الصھيوغربي، وتم  تشكيل قوات إضافية للحركة ودعم حركات المقاومة في الضفة الغربية بالسلاح وتشكيل أخرى في مدن الضفة الغربية،  فكان السنوار رحمھ اللھ ھو القائد الفعلي للحركة داخليا وخارجيا وھذا لا يقلل من حنكة وحكمة ھنية والآخرين المعروفة لدى محور المقاومة والمنطقة برمتها، ولكن كانت أفكار ھنية ورؤيتھ تتطابق وتتوافق مع رؤية السنوار فكان مؤيدا لھ في كل خطواتھ داخل غزة من ناحية أمنية وعسكرية وأيضا مؤيدا لرؤيتھ السياسية في فلسطين والمنطقة والعالم...


    فخاض السنوار معارك مع ذلك الكيان الصھيوني ومنھا معركة سيف القدس والتي إنتصرت فيھا مقاومة غزة، وبنفس الوقت كان على رأس التجھيزات العسكرية والأمنية وصناعة الأسلحة البرية والجوية وحتى البحرية، وأعد للأعداء ما إستطاع من قوة أرھبتھم وھزمتھم في ٧ تشرين أكتوبر بمعركة طوفان الأقصى المباركة، والتي تحقق فيھا نصر جديد لفلسطين ولمحورھا وللأمة لم ولن ينسى من ذاكرة المنطقة والعالم، ولم يمحى من تاريخ الھزائم والخزي والعار لذلك الكيان الصھيوني ودولتھ المارقة وداعميھ قادة الغرب المتصھينين، وكل ما جرى بعد ذلك التاريخ من إبادة جماعية وتدمير ممنھج للحجر والشجر والبشر من قبل الكيان الصھيوغربي ھو لترميم صورتھ التي ھزمت وصورة جنودھ الذين مرغت انوفھم وأنوف قادتھم المتغطرسين في التراب،   وبعد أكثر من عام لم يحقق الكيان الصھيوني أي من اھدافھ التي كان يعلن عنھا بالرغم من دعم قادة وجيوش أمريكا وحلف الناتو الصھيوني لذلك الكيان بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ومنھا المحرمة دوليا،  وكل انواع الدعم اللوجستي إلا أن كيانھم الصھيوني فشل فشلا ذريعا بل كشف الوجھ الحقيقي لقادة ذلك الكيان الصھيوني كعصابات مجرمة وقاتلة وعابرة للحدود،  وبدعم مؤسسيھم ومدربيھم وداعميھم قادة بريطانيا وأمريكا وغيرھم من قادة الغرب المتصھين....


       وبالرغم من أن الوسطاء القطريين والمصريين وبعض المفاوضين الصھاينة أكدوا مرارا وتكرارا أمام العالم بأن من يعطل مفاوضات صفقة الأسرى ھو النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة وقادة أمريكا المتصھينين يعلمون ذلك كل العلم لكنھم كانوا يرددون أكاذيب النتن ياھو بل يدعون بأن السنوار ھو من يعطلھا،  ولو كان حقا أن السنوار ھو من كان يعطل المفاوضات المتعددة كما إدعى النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة وداعميھ قادة امريكا والغرب المتصھين لتم إيقاف الحرب بعد إغتيال الشھيد السنوار، لكنھم جميعا الصھاينة وداعميھم المتصھينين لا يريدون إيقاف تلك الحرب الظالمة والإبادة الجماعية بحق شعب غزة ولا يريدون إيقافھا بحق لبنان وحزب اللھ الذي كان يقول وما زال يردد إذا تم إيقاف الحرب على غزة سيتم إيقاف الحرب على الجبھة اللبنانية وكل الجبھات المساندة لغزة وشعبھا ومقاومتھا، لكن طموح الصھيوأمريكيين ومشاريعھم ومخططاتھم بالسيطرة الكاملة والتوسع في المنطقة برمتھا يمنعھم من إيقاف الحرب، بل وفي غرفھم المغلقة يقولون للنتن ياھو إستمر بتلك الإبادة والإغتيالات لتنفيذ مشاريعھم السابقة والمتجددة والتي عجزوا عن تنفيذھا منذ عقود عبر عصاباتھم القاعدية الإستعمارية والداعشية التوسعية، وسيھزم الجمع ويولون الدبر كما ھزموا في الماضي البعيد والقريب،  واللھ على ذلك لقدير بعونھ لمحور المقاومة ولكل من يلحق بھ مستقبلا حتى لا يجدوا في يوم من الأيام عصابات جيش الكيان الصھيوني تقصف مدنھم وقراھم وجيوشھم وشعوبھم وبدعم صھيوأمريكي غربي، إذا لا سمح اللھ ولا قدر ھزم المقاوميين في غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن والعراق وسورية وإيران، وھو محور لم ولن يھزم أبدا مھما بلغت التضحيات لأنھ محور الحق الإلھي الذي يضحي ويدافع عن فلسطين المحتلة المنطقة والأمة والإنسانية جمعاء...


    لذلك نفذت معركة طوفان الأقصى وأصبحت معركة المحور والأمة والإنسانية وكل أحرار وشرفاء المنطقة والعالم، لأنھم يعلمون بأن مخططات ومشاريع السيطرة والإستعمار والتوسع لھؤلاء الصھاينة والمتصھينين الغربيين ستجدد رغم ھزائمھم المتلاحقة عبر عقود مضت، وفي ھذھ المعركة ورغم فقد الأحبة والقادة العظام والمدنيين والعسكريين والدمار الممنھج للبشر والشجر والحجر، إلا أن المقاومة ومحورھا لم ولن يھزموا أبدا بإستشھاد قائد من داخل غزة وفلسطين أو من خارجھا، لأن ھؤلاء العظماء والسادة الشھداء ھنية والعاروري وحسن نصر اللھ والسنوار وغيرھم من القادة العظماء رحمھم اللھ جميعا وادخلھم جنات النعيم، أعدوا جيلا بل أجيالا داخل فلسطين وخارجھا من دول المحور ومن احرار وشرفاء الأمة والإنسانية مقاتلين ومقاوميين سيعملون ليلا ونهارا على تخليص فلسطين والأمة والمنطقة والإنسانية جمعاء من شر وظلم وغطرسة وجرائم ومشاريع وفكر ذلك الكيان الصھيوني وداعميھ قادة أمريكا والغرب المتصھينين وجنودھم وعصابات وجيوشھم وقواعدھم وبوارجھم وطائراتھم ودباباتھم، وھو كيان زائل قريبا بإذن اللھ تعالى سواء توسعت الحرب لتصبح إقليمية أو عالمية، ومھما طالت أو قصرت ھذھ الحرب الصھيوناتوية غربية على غزة وفلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن وإيران والمنطقة كاملة لمن يقرأ أھدافھم التوسعية الشرق أوسطية جيدا، وھذھ الأجيال تدير معركة طوفان الأقصى بجدارة وشجاعة وفي كل الجبھات والميادين...


      وسيحصد ذلك الكيان الصھيوني وداعميھ النازيبن قادة أمريكا وبريطانيا وغيرھم من قادة الغرب المتصھينين مرارة الهزيمة النھائية على كل مشاريعھم ومخططاتھم التوسعية الشرق أوسطية الكبيرة والجديدة والمتجددة بكل مسمياتھا، وصفقاتھم التطبيعية والإستسلامية في فلسطين والمنطقة والعالم، من ھذھ الأجيال الصاعدة والتي تحمل في أفكارھا وعقولھا وقلوبھا وطوفانھا المبارك الثأر  لكل ما أرتكب بحقھم وبحق قادتھم العظام وشعوبھم ومنطقتھم وھم يعرفون الأسماء والأرقام والوجوھ جيدا، وإن تغيرت أو حاول البعض تحسين صورتھا المجرمة مسقبلا، وسينتقمون منھم جميعا وسيتم التحرير الكامل لفلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية وللمنطقة وللأرض والإنسان في كل مكان إن لم يكن اليوم فغدا وغدا لناظرھ قريب، وقد ظھر ذلك التدريب والإعداد لتلك الأجيال المقاومة بعد أغتيال قادتھم العظام في ميادين القتال وآخرھم الشھيد والمقاتل البطل حتى الرمق الأخير يحيى السنوار والذي ستكون صورة مقاومتھ الشجاعة لآخر نفس قبل إستشھادة مصدر إلھام لتلك الأجيال الصاعدة وحتى للأجيال في المنطقة والعالم من العسكريين والمدنيين الذين سيلتحقون بمحور المقاومة ، ولم تھدأ الجبھات داخل غزة والضفة ولبنان وغيرھا من دول وحركات وأحزاب المحور المقاوم لا برا ولا بحرا ولا جوا، وستبقى مستمرة بمقاومتھا وھجومھا إلى أن يتحقق النصر النھائي، والنصر والتحرير والعودة صبر ساعة ولو كرھ الكافرون الصھاينة وداعميھم  المتصھينين ومنافقيھم في العالم أجمع....


أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق