بيروت؛ ١٨/١٠/٢٠٢٤
ميخائيل عوض
زمن غير المسبوقات سيشهد احداث وتحولات مفاجئة وربما صادمة.
الحرب الوجودية وحرب يوم القيامة التي ارادها نتنياهو وقرر خوضها بلا هوادة وبلا حساب لإدراكه انها اخر حروب إسرائيل التي ان هزمت فيها فلا مكان لها في المنطقة بحسب قوله وغالانت.
اتضحت ملامحها ونتائجها قبل ان تضع اوزاها وبحسب المعطيات الميدانية والواقعية وميزان القوى الكلي والبيئة الاستراتيجية الجاري تعزيزها. نجزم بانها قاب قوسين من وضع اوزارها. وقد هزمت فيها اسرائيل وهزيمتها المدوية ستصادق على نبوءة نتنياهو غالانت فالمنطقة لن تقبل اسرائيل.
فزمن نتيناهو وحربه يسارع النفاذ وفرصته تنحسر بسرعة دنو الانتخابات الامريكية.
القاعدة؛ ان الدول تخسر الحرب ان لم تحقق اهدافها واذا لم تصفي المقاومات والجماعات غير النظامية التي تقاتلها. والمقاومات تنتصر اذا ابطلت هدف تدميرها وهذه القاعدة مازالت فاعلة في الحرب الجارية غير المسبوقة.
اسرائيل نجحت بالتدمير والابادة وقتل الاطفال والنساء والامنين وتدمير البنى التحتية والاعتداءات على سورية واليمن والعراق وايران بفعل امتلاكها لأدوات القتل والتدمير التي قدمت لها هدية مجانية من امريكا والاطلسي ونجحت في حرب الاغتيالات للخدمات الجليلة التي تقدمها امريكا وعالمها الانجلو ساكسوني المتوحش.
سوى ذلك لم تحقق اي من غاياتها واهدافها. والقاعدة ان الانتصارات في الحروب لا تحتسب بالمدة والشدة والمسارح والكلفة انما بما تحقق من اهداف.
على مدى خمسين سنة خسرت اسرائيل الجولات وتورطت امريكا مباشرة بجيوشها وحلفائها وغزت ودمرت واشاعت الفوضى وخسرت حروبها. فهذا هو مسار الأزمنة والتاريخ وحقائق الجغرافية والجيوبولوتيك.
لن تربح هذه الحرب وفي الوقائع ان امريكا وعالمها واسرائيل بذلت واستخدمت كل واي من عناصر قوتها ولم يعد لها وليس في الافق او البيئة احتمال ان تتولد عناصر قوة لتستخدمها في تعديل موازين الحرب ومسارتها.
في قواعد السوابق؛ اذا عدوك خسر الحرب فانت انتصرت. والنصر درجات نصف نصر ان تمنع عدوك من تحقيق اهدافه والنصر الكامل ان تبادر وتهاجم وتصفي قدراته وان تبدا بفرض ارادتك ورؤيتك ومشروعك.
الانتصارات في حرب الجولات كانت انصاف انتصارات.
وكان الوعد الصادق يعدنا بنصر كامل مؤداه الزحف والتحرير والصلاة في الاقصى. غير ان الفعل الجاري منذ الطوفان العجائبية تميز بالدفاعية وصارت الاهداف؛ الرد على الضربات بما يتناسب معها والسعي لوقف الحرب واعلى ما اعلنه الشيخ نعيم قاسم اعادة اسرائيل ونتنياهو الى الاسطبل!!؟؟ وايلام الإسرائيليين؟!!
مكر التاريخ وحقائق الأزمنة والجغرافية وحاجات التطور والارتقاء للبشرية تفرض مهماتها عنوة فكم من ثورة ومقاومة وامه خسرت لأنها لم تتعرف ولم تستجب لتلك الحاجات.
وغالب الظن رغم ان بعضه اثم؛ ان المحور دولا وفصائلا لم تتعرف الى اللحظة وحاجاتها واستحقاقاتها فتمترست بالدفاعية.
الدفاعية موت كل مقاومة وكل هبة شعبية وما غزي قوم في ديارهم الا ذلوا والهجوم افضل وسائل الدفاع.
والمقتل ان تفكر وتتصرف بما تمليه عليك افكارك وتصوراتك وتتجاهل ما تمليه الحقائق والحاجات فالزمن منذ خلقت الارض والبشر يفرض قواعده وحاجاته ولا يتنظر او يستجيب للإرادات وتوقيتاتها.
المحور قاتل ببسالة وتضحياته هائلة وايران بذلت الثمين والرخيص ولم تبخل قط وثمن التضحيات في حدها الادنى هزيمة إسرائيل وحلفها الكوني.
اما النصر الكامل والبناء وانتاج البدائل فهذه مهمة تبدو اجله عند ايران. وعندما دنى زمن الذبح بالصواريخ ضلت تذبح بالقطنة. ليأخذ الزمن والواقع وحاجاته امره بيده ويولد الفواعل لإنجاز قفزات تاريخية والتغيرات النوعية.
فما رميت ان رميت ان الله رمى.
رمية الله لتصحيح رميات البشر عندما تفوتهم المعرفة بالجاري وحاجاته وغايتها ان يتحقق وعده؛ فالحق يعود لأصحابه ويسود العدل.
فرمية الله ستجد من يلبيها والحرب هي القابلة القانونية لتوليد الجديد من رحم القديم.
الجديد سيولد ومحور المقاومة ادى قسطه للعلى اما غدا فله احكامه وقواه القاطرة فالحاجات لا تنتظر كالفرص سريعة النفاذ.
هنري كيسنجر وصف القائد/ الفاعل؛ من يعرف الجاري اليوم وما سيكون غدا ويعمل ليكون في صالحه.
لم يخترع البارود انما فهم وفسر الحدود بين الحرية والجبرية.
فمن فاته معرفة الجاري لن يعرف ما يكون ولن يصنعه على هواه وتوقيته.
إسرائيل هزمت ولن تقبلها المنطقة. ماذا سيكون مستقبل المحور واي مشاريع تؤمنه وتجعله القائد في المستقبل؟.
مازال الوقت متاح ولم تنفذ الفرص كلها.
مهلا عليك اذا استفزك ما كتبنا؟؟ فتذكر او عد واقرأ بنتائج الحرب العالمية الاولى التي احتربت فيها ضواري الرأسمالية الاوربية ولم ينتصر احدها بل فاجأت الثورة البلشفية الروسية واستثمرت في نتائج الحرب وخرجت امريكا من قوقعتها وتحولت قوة عالمية فاعلة.
اما في الثانية فقد خسر الحرب الفريقان الاوروبيان وهيمنت امريكا والاتحاد السوفيتي.
هذه حقائق ودروس ومسارات تقررت فليس حكما ان ينتصر احد المتحاربين ويقود.
وتذكر ان الحياة لا تحب الفراغ ولا تكافئ المنتظرين والمترددين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق