اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

المقاومة هى الحل الوحيد فى مواجهة العدو الصهيوني !!بقلم د/محمدسيدأحمد



حينما يقرر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر أن المقاومة ولدت لتبقى, وأن المقاومة هى شرف هذه الأمة, فلابد وأن يأخذ هذا الكلام على محمل الجد لأنه الزعيم الذى لم تصدر منه كلمة إلا وكان لها معنى ومغزى. وحينما يقرر نفس الزعيم أن حكام الخليج هم الوجه الآخر للاستعمار والرجعية ولابد من اجتثاثهم, فهذا أيضا كلام له معنى ومغزى, لأنه نابع من خلاصة تجربة الرجل الذى عاش ومات وهو يحلم بتحقيق الوحدة لهذه الأمة.
 إن كلمات جمال عبد الناصر الذى رحل عن عالمنا منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان لازالت صالحة للتطبيق حتى اليوم, فالمقاومة فعلا ولدت لتبقى, فمازالت المقاومة تشكل الهاجس الأكبر للاستعمار والرجعية العربية وإذا كان حزب الله هو الذى يقود المقاومة فى اللحظة الراهنة فيمكننا أن نقول وبحق أنه شرف هذه الأمة. 
وفى الوقت الذى يشهر فيه حزب الله سلاحه فى وجه العدو الصهيونى ويسعى بمقاومته للقضاء على المخططات التآمرية التى تستهدف تقسيم وتفتيت الأمة العربية, نجد حكام الخليج كما هم تاريخيا يتآمرون على الأمة العربية وينفذون الأجندة الأمريكية - الصهيونية لتقسيم وتفتيت الوطن العربي ويدعمون الجماعات التكفيرية الإرهابية أحد أهم أدوات مشروع الشرق الأوسط الجديد لإشعال الفتن والنزاعات والحروب الداخلية .

لقد تم استبدال الصراع العربي – الصهيونى بصراع عربي – عربي, وبدلا من مواجهة العدو الصهيونى بالمال والسلاح الخليجى أصبحت المواجهة عربية – عربية وأصبح المال والسلاح الخليجى يوظف لمواجهة سنية – شيعية وهمية, ومن هنا تتجسد مقولة الزعيم جمال عبد الناصر التى تؤكد أن حكام الخليج هم الوجه الآخر للاستعمار والرجعية ولذلك وجب اجتثاثهم.

وفى الوقت الذى انصرف العالم العربي وانكفئ على نفسه لمواجهة الإرهاب الداخلى والمؤامرة التى تحاك ضده فتركت الساحة للعدو الصهيونى يعربد فيها كما يشاء ويقوم ببناء المستوطنات على الأرض العربية فى فلسطين ويهود القدس ويعلنها عاصمة أبدية لكيانه الغاصب ويطمس كل معالمه ويذبح ويبيد شعبنا العربي الفلسطينى بدماء باردة دون أن يتحرك ساكن للحكام العرب خاصة دول الخليج المنشغلة بالحروب الداخلية العربية والتى تدعم فيها الإرهابيين فى كل من سورية والعراق وليبيا واليمن ومصر وتونس والجزائر والسودان والصومال بهدف تقسيم وتفتيت هذه المجتمعات. 
وفى هذه الأثناء يعلن حزب الله معاداته للكيان الصهيونى واستعداده للرد عليه فى أى وقت وفى أى مكان وبالفعل كلما تمت عملية من العدو الصهيونى ضد حزب الله وكوادره سواء فى الداخل اللبنانى أو خارجه جاء الرد سريعا وحاسما فى العمق الصهيونى مكبدا العدو خسائر فادحة فى المعدات العسكرية وأرواح جنوده وضباطه, ولم يكتفى الحزب بذلك فقط بل قرر أن ينضم لمعركة الشرف والكرامة التى تخوضها سورية العربية دفاعا عن المشروع القومى العربي المقاوم ونجاحه الكبير بجوار الجيش العربي السورى فى تجفيف منابع الإرهاب الداعشي - الصهيونى على الأرض السورية.

ولا يستطيع أحد أن ينكر أن حزب الله وحده الذى استطاع أن يلقن العدو الصهيونى دروسا قاسية, وهو وحده الذى رسم ومازال يرسم خرائط اشتباك جديدة مع العدو, ففى الوقت الذى ظن فيه العدو الصهيونى أنه استطاع أن يخرج مصر وفلسطين والأردن من المواجهة العسكرية عبر اتفاقيات سلام مزعومة ( كامب ديفيد – أوسلو – وادى عربة ) وبالتالى يمكن أن يجر سورية الى طاولة المفاوضات وبذلك ينهى حالة الصراع, لكن هذا الظن قد خاب على يد القائد الخالد حافظ الأسد الذى دخل المفاوضات ولمدة عشر سنوات دون توقيع مع الاحتفاظ لبلاده بحالة الصراع من أجل تحرير كامل التراب العربي المحتل, فى الوقت الذى لم يبخل فيه على دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية, وهنا يأتى دور حزب الله الذى غير كل هذه المعادلة, حيث أجبر العدو الصهيونى على الانسحاب من الجنوب اللبنانى عام 2000 بدون اتفاقيات أو معاهدات أو جلوس على طاولة مفاوضات, ثم لقنه درسا آخر فى الصمود والتحدى وانتصر عليه فى حرب تموز 2006.   

وفى الذكرى الثالثة عشر لانتصارات تموز وفى الوقت الذى هرولت فيه الرجعية العربية وغالبية الحكام العرب ليعلنوا التطبيع مع العدو الصهيونى ويرفعون راية الاستسلام تحت زعم أنهم لا يواجهون العدو الصهيونى وحده بل يواجهون الولايات المتحدة الأمريكية, وأى مواجهة مع هذا العدو ستكون خاسرة, يخرج علينا سماحة السيد حسن نصر الله ليوجه كلماته ليس فقط للعدو الصهيونى بل لكل الحكام العرب المتخاذلين وللرجعية العربية الخائنة والعميلة تاريخيا, وكان حديثه هذه المرة به العديد من المفاجآت السارة لكل مواطن عربي شريف ومقاوم.

فهو مازال يؤكد أن الكيان الصهيونى أوهن من بيت العنكبوت وهذا ما أوضحناه فى مقال الاسبوع الماضى عبر الاحداث الساخنة والنيران المشتعلة بالداخل الصهيونى والتى تتجاهلها وسائل الإعلام المتصهينة غربيا وعربيا, وخلال اللقاء عبر قناة المنار وضع أمامه وتحت يديه خريطة فلسطين المحتلة وأكد أن المقاومة قادرة على محو 1200 كيلومتر أى كامل الأرض المحتلة, وإذا فكر العدو فى دخول الحرب سيتم تدميره وإعادته الى العصر الحجرى, وأكد أيضا أنه إذا كان للعدو الصهيونى شيئا بعد إيلات فالمقاومة سوف تطوله بسلاحها, ولم يكتفى سماحة السيد بذلك فقط بل أكد أنه سيصلى بالقدس وهى رسالة لقرب بدأ معركة محو العدو الصهيونى من فوق خريطة الوطن العربي.

جاءت رسائل سماحة السيد حسن نصر الله فى موعدها تماماً لتؤكد أن المقاومة وحدها هى الحل فى مواجهة العدو الصهيونى, وعلى الشعوب العربية أن تردد بأعلى صوتها  وفى ذكرى انتصارات تموز الممتدة من 1952 حتى اليوم كلمات القائد الخالد جمال عبد الناصر أن المقاومة ولدت لتبقى, وأن حكام الخليج هم الوجه الآخر للاستعمار والرجعية العربية ولابد من اجتثاثهم, ويجب أن يترسخ فى العقل والضمير الجمعى العربي أن المقاومة هى شرف هذه الأمة, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق