كثرت في الآونة الأخيرة، اكتشاف حالات عديدة لتهريب المخدرات من اليمن الى مصر..
وتكررت حوادث التهريب، سواء بواسطة المطارات الجوية، او عبر المنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر.
وأبرز تلك القضايا:
القضية الأولى:
في شهر يناير ٢.١٨م، تم القبض على خمسة يمنيين، وبمساعدة خمسة اشقاء مصريين، من منطقة مرسي علم م/ سيناء، كانوا المتهمين المصريين بانتظار شحنة مهربة وزنها (١١٣) كيلو جرام، من مخدر (الهيروين) قادمة من اليمن عبر البحر الأحمر، بواسطة مركب يمنية، وتم القبض على المتهمين اليمنيين والمصريين جميعا، واحالة أوراقهم الى محكمة جنايات البحر الأحمر، والتي أصدرت حكمها، بإحالة أوراق المتهمين جميعا، الى فضيلة مفتي الجمهورية (حكم بالإعدام).
القضية الثانية:
في شهر مارس ٢٠١٩م، تم ضبط يمني في مطار القاهرة، محاولا تهريب كمية مقدارها (٥ كيلو جرام)، من مخدر الهيروين داخل اكياس مكسرات موجود داخل حقائبة ..
واقر الجاني بعد التحقيق، بوجود عصابة أخرى تسانده مكونة من خمسة أشخاص معظمهم اقرباء لبعض، ومقيمين في احدى شقق المنيل بالقاهره، وبالفعل تم مداهمة الشقة المذكورة، وكان القبض على العصابة متلبسين بحوزتهم نصف كيلو من مخدر الهيروين.
القضية الثالثة:
قبل يومين تمكن امن مطار عدن الدولي، من ضبط مسافر، وبحوزته كميات كبيرة من المخدرات المضبوطة، مقدرة ب(٤كيلو جرام) من مخدر الهيروين، عثر عليها في ساق المتهم وملفوفة بمادة الجبس، حين كان يدعي انه جريح، كما اعترف بوجود شخص اخر، متواجد في احدى فنادق عدن، وبحوزته ستة كيلو من نفس المخدر، وسيسافر بها الى مصر في الرحلات القادمة..
ولما سبق ذكرة تفرض علينا بعض الأسئلة أهمها:
- ماذا يريد هؤلاء المهربين الحمقى الاشرار من افعالهم القبيحة ؟؟
- هل يعلموا مدى الضرر المادي والمعنوي الذي سيلحق بسمعة اليمنيين داخل مصر؟؟
- هل يعلموا بمدى الضرر لليمنيين القادمين الى مصر من شدة الاحترازات الأمنية للسلطات المصرية ؟؟.. ولها الحق الكامل في كل ذلك حماية لأمنها وشعبها من هؤلاء الحمقى الأشرار !!
- هل يعلموا ان مصر الحبيبة، هي المنفذالخارجي الوحيد للمواطن اليمني، لغرض العلاج والدراسة والسفر الى دول أخر؟؟
حيث لايوجد افضل منها من كل النواحي سواءً من حيث التكاليف المادية وتسهيلات اجراءات السفر والكثير من المميزات الذي لايتسع المجال لذكرها واهمها مستوى الأسعار والمعيشة المناسبة لمستوى دخل المواطن اليمني...
لذلك كان واجبا علينا، ان نوضح مدى الضرر الشديد الذي يلحق بالمجتمع المصري من جراء افة المخدرات.
وأبين العقوبة القانونية المستحقة، وفقا للقانون المصري لهولاء الأشرار.
تأثير المخدرات على المجتمع المصري:
اثبتت الدراسات المصرية، ان تناول المخدرات يسبب وقوع ٧٩٪ من الجرائم، وذلك حسب احصائيات المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي..
حيث اثبتت احصائيات، سجلت مع نزلاء مؤسسات عقابية في مصر، ان هناك ترابط وثيق بين ارتكاب الجرائم وتعاطي المخدرات وفقا للاتي:
٨٦٪ من جرائم الاغتصاب في مصر، و٥٨٪ من جرائم هتك العرض، و٢٤٪ من جرائم السرقة، و٢٣٪ من جرائم القتل، سببها تعاطي مخدر (الحشيش) فقط، فما بالكم بتعاطي الأنواع الأخرى من المخدرات، الأكثر تأثيرا على عقل وادرك الإنسان، كالكوكايين والهيروين والافيون ونحو ذلك ..
ولعل اشهر تلك الحوادث المفزعة، كانت في حي حلمية الزيتون شرق القاهرة، عندما اسيتيقظ أهالي الحي على حادث مفجع، بقيام شاب مدمن بذبح أمة بسكينة حادة من الخلف، مستعينا بصديقا لة لسرقة أموالها ومصوغاتها.
عقوبة المخدرات في القانون المصري:
١- عقوبة (الاستيراد او التصدير او الإنتاج او الزراعة) تصل الى الإعدام وغرامة مالية لاتقل عن مائة الف جنية ولاتزيد عن خمسمائة الف جنية، م(٣٣) من قانون مكافحة المخدرات المصري.
٢- عقوبة (الاتجار او الترويج)، هي الإعدام او السجن المؤبد، وفقا لوقائع وظروف وملابسات الجريمة من تشديد او تخفيف للعقوبة م(٣٤) من نفس القانون.
-وفي عقوبة (الاتجار)، تقل العقوبة الى سنة ولاتتجاوز خمس سنوات، وغرامة لاتقل عن الفين جنية ولاتزيد عن خمسة الف، في حالة ان يكون المخدر طبيعي او ضعيف التأثير، ويتم تحديد ذلك وفقا لتقرير المعمل الجنائي، م(٣٥) من نفس القانون.
٣- عقوبة (الحيازة والأحراز)، باي صورة كانت الإعدام او الأشغال الشاقة المؤبدة، والغرامة من مائة الف جنية الى خمسمائة الف م(٣٦) من نفس القانون.
٤- عقوبة (المتعاطي)، الحبس مدة لاتقل عن سنة وبغرامة لاتقل عن الف جنية ولاتتجاوز خمسة الف جنية.
-وتزداد العقوبة بحسب درجة خطورة المخدر، فإذا كان من نوع الكوكايين او الهيروين، تكون العقوبة الحبس لايقل عن سنتين، وبالغرامة لاتقل عن عشرة الف جنية، م(٣٩) من نفس القانون.
٥- وحدد القانون المصري، ظوابط لتحديد وتطبيق العقوبة على المدان وفقا للاتي:
- كمية المواد المخدرة.
- نوعية المواد المخدرة.
- طبيعة المواد المخدرة.
- تصنيف المواد المخدرة بحسب درجة تأثيرها على العقل والإدراك، وفقا للترتيب الوارد في الجدول الملحق بقانون مكافحة المخدرات..واقواها تاثيرا الكوكايين والهيروين واقلها تاثيرا الترامادول.
-٦ (القات)، ويحتوي على مادة يطلق عليها تسمية ( مينوامين)، وهي مادة شبة قلوية، شبيهة بمركب (اميفيتامين)، وهي مادة منشطة ومسببة لانعدام الشهية، ويصنف هذا المركب المذكور( أمفيتامين) برقم (١٧) في الجدول الملحق في القانون.. كما صنفت منظمة الصحة العالمية القات، كعقار ضار يسبب في حالات متوسطة من الإدمان.
نأمل بعد هذا المنشور من شبابنا الابتعاد عن هذة الآفة بكل الصور والوسائل الممكنة لأضرارها المدمرة على الأفراد والمجتمع.
حفظ الله اليمن ومصر من كل شر مستطير.
تحياتي
✍️المستشار/
صالح المرفدي
باحث دكتوراه القانون الجنائي
جامعة عين شمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق