اخبار ذات صلة

الخميس، 21 نوفمبر 2024

أين لبنان؟.. يا فيروز!

 



نسرين مرعب

عيد فيروز الذي يتزامن مع عشية عيد الاستقلال، يدفعنا لطرح أسئلة عديدة أوّلها: أيّ استقلال؟ فهل نحن مستقلّون؟ وبأيّ وقاحة سنحتفل بـ22 تشرين الثاني والجنوب بات أرضاً محروقة يتبجّح فيها الإسرائيلي؟ والضاحية بكل أحيائها اليوم جريحة بإجرام نيران معادية، وسماء لبنان منتهكة بالطائرات الحربية المحتلة!


ترتبط “فيروز”، باسم لبنان، ويرتبط صوتها بصباحاتنا في هذا الوطن، بفنجان القهوة، بالسهل، بالجبل، بالشمال بالجنوب… بالمقاهي، بالطرقات، بكل شبر في هذه الـ10452 كلم² المنهكة!


فيروز في مكان ما، هي للعديد منا وطن، وأغانيها التي حيكت بألحان رحبانية، ما زالت رغم كل الألم، والخوف، والانكسار، قادرة على إيقاظنا من كابوس الحرب، إلى حلم الوطن، وإعادتنا إلى رائحة ترابه.. الرائحة التي ولدنا على فطرتها قبل أن نعي كم من احتلال واحتلال يقف عند حدودنا!


“أيقنة” فيروز، ليست “تقية”، ربما هو قدرها! أن تكون أيقونة وطن إنكسر آلاف المرات، وطن عندما كان ينهض كانت تغني له هي بصوتها، وحينما كان يسقط جريحاً كانت أيضاً هي من تبكيه بصوتها، وطن ذات يوم أضاع بحلم فيروز شادي، وبواقعنا أضاع الأرض والسيادة والمستقبل..


هو قدر، ربما فيروز نفسها تراه عبئاً عليها، هي الجالسة في منزلها الدافئ، محاطة بماضيها وذكرياتها، بأعمدة بعلبك المنتصرة، وبغرفتها في فندق بالميرا… هي التي تبكي في سرّها وطنها، قبل أن تبكي محطات من حياتها، وأن تبكينا نحن الذين لم يتبقَ لنا من لبنان “الجميل” إلّا هي!


فيروز التي يتزامن عيدها مع عشية عيد الاستقلال، تحيلنا إلى أسئلةعديدة أوّلها: أيّ استقلال؟ فهل نحن مستقلون؟ وبأيّ وقاحة سنحتفل بـ22 تشرين الثاني والجنوب بات أرضاً محروقة يتبجّح فيها الإسرائيلي؟ والضاحية بكل أحيائها اليوم جريحة بإجرام نيران معادية، وسماء لبنان منتهكة بالطائرات الحربية المحتلة!


ربما، علينا أن نتخطّى يوم 22 تشرين الثاني. أن نمحوه من روزنامة عامنا الأسود، وأن نتوقف فقط عند الـ21 من هذا الشهر، عند عيد فيروزتنا، فهو ربما الضوء الخافت الذي ما زال يكسر سواد أيامنا!


فيروز وحدها، اليوم التي تستحق أن نطفئ معها شمعتها الـ90، وأن نضمر في أنفسنا أمنية لوطن ليس بيدنا سوى رفع الصلوات له..

المصدر .. هنا لبنان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق