البعض منا في المنطقة للأسف الشديد ما زال يراھن على الإنتخابات الأمريكية القادمة خلال عدة أيام أي يوم الثلاثاء القادم، ومن سيفوز وسنبقى في دوامة الإنتخابات الأمريكية حتى يتبين من ھو الرئيس القادم للبيت الأسود ھل ھو الحزب الديمقراطي بقيادة ھاريس أم الحزب الجمھوري بقيادة ترامب، بالرغم من أن الجميع يعلم بأن السياسة الخارجية للحزبين والمرشحين لا تتغير أبدا وبالذات فيما يخص منطقتنا وقضيتنا الفلسطينية...وغيرھا من قضايا الأمة، ولا تتغير بدعمھم اللوجستي الشامل لقاعدتھم التنفيذية وكيانھم الصھيوني المحتل لفلسطين والأراضي العربية الأخرى، والخلاف بالآراء والتقييم في المنطقة والعالم على أفضلية من يدخل البيت الأسود ويكون الحزب الحاكم ھل ھو الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمھوري...؟ والحزبين وعبر تاريخھم إستمدوا من بريطانيا سياسة اللعب على الخلافات وتقييم الآراء لتنفيذ سياسة (فرق تسد)، فكان الأمريكان يقومون بفرز القادة حسب مخططاتھم الفتنوية في المنطقة والعالم، فجزء قالوا عنھم متشددين مستبدين أعداء والجزء الثاني معتدلين عادلين حلفاء، وكانوا يعملون ليلا ونھارا على نشر ھذھ التجزئة بين قادة الأمة والعالم لزيادة فرقتھم، والتي من خلالھا يستطيعون تنفيذ مخططاتھم الإستعمارية والتوسعية للسيطرة على المنطقة والعالم برمتھ...
وللأسف الشديد كان وما زال بعض قادة المنطقة والعالم يسيرون وراء تلك الشعارات والتصنيفات، ويصدقون تلك الأكاذيب ويفرشون البساط الأحمر للصھيوأمريكيين غربيين في دولھم وأمام كل الأبواب لأنھم وصفوھم بالحلفاء والشركاء، وكانت ھذھ التصنيفات لتنفيذ مخططاتھم ومشاريعھم المتفق عليھا في غرفھم المغلقة، دون ان يعلم بعض قادة المنطقة والعالم بأن ھؤلاء الصھيوغربيين لا يوجد لھم حليف في منطقتنا غير مستعمرتھم وقاعدتھم وكيانھم الصھيوني، ولا يوجد لھم حليف في العالم إلا كياناتھم وقواعدھم القديمة والأخرى المصطنعة في أوكرانيا وتايوان الصينية، وبأن ھؤلاء الصھيوأمريكيين غربيين طيلة عقود كانوا يضحكون على ذقوننا بھذھ التسميات التي لا يراد منھا إلا بقاء بعض قادة المنطقة والعالم يسيرون في فلكھم وعلى ضلالتھم، دون تفكير بشعوبھم ومصالحھم وبقضيتھم المركزية فلسطين المحتلة وباقي القضايا العربية والإسلامية والعالمية الأخرى...
وما يھمنا ھو منطقتنا وقضيتنا المركزية فلسطين المحتلة والتي سلمتھا بريطانيا النازية لعصابات الكيان الصھيوني منذ أكثر من مئة عام أي منذ إستعمارھا البغيض لفلسطين وغيرھا، تلك العصابات المجرمة القاتلة المتوحشة منذ إنشائھا إرتكبت بحق شعبنا الفلسطيني أبشع الجرائم البشعة والإبادة الجماعية، وطيلت عقود وھم يدعمون عصابات كيانھم المصطنع ويحاولون تزينھا حتى أصبحت دولة، وزعماء العصابات أصبحوا زعماء أحزاب سياسية وألبسوھم البدل الرسمية، وفتحوا لھم الآفاق حتى تم تثبيتھم داخل فلسطين، ومنھا حاولوا السيطرة مرات عدة وبعدة حروب على الدول المحيطة والمنطقة برمتھا لتنفيذ مخططاتهم التلمودية، وفشلوا عبر حروب وعقود مضت من الصراع، ثم جاؤوا للمنطقة بإتفاقيات السلام المشؤومة قديما وحديثا، ومن ثم إستعمروا وعلنا دولا عربية وإسلامية بحجج كاذبة ومسرحيات متفق عليھا فيما بينھم وبالذات بين أمريكا وبريطانيا، فأخترعوا مع قواعدھم مسرحية ١١ أيلول لإحتلال أفغانستان للإنقضاض على روسيا وتفككيھا كما جرى سابقا أيام الإتحاد السوفياتي، ثم كتبوا سيناريو أسلحة الدمار الشامل الكاذبة في العراق لإحتلالھ والسيطرة على المنطقة، وتم كشف كل تلك الأكاذيب والمسرحيات بعد ذلك أمام العالم أجمع، ثم جاؤوا بعصابات الدواعش للمنطقة وما جرى في عشرية النار ثم فرضوا على سورية عقوبات وقوانين قيصرية...وغيرھا وھي عقوبات كانت للمنطقة برمتھا، ثم جاؤوا بصفقات القرن والتطبيع المشؤومة، وكل ذلك كان وما زال لتنفيذ مشاريعھم الشرق اوسطية الإستعمارية التلمودية الصھيونية التوسعية في المنطقة والعالم، والتي نادوا بھا كثيرا عبر رؤسائھم من الحزبين الجمھوري والديمقراطي ووزراء خارجيتھم كوندليزا رايز وھيلاري كلينتون، وقد باءت كل مخططاتھم ومشاريعھم وحروبھم وإستعمارھم وعصاباتھم وعقوباتھم وقوانينھم القيصرية بالفشل، وتم رميھا في مزابل التاريخ العربي والإسلامي بسواعد رجال اللھ على الأرض من محور المقاومة دولا وجيوشا وحركات وأحزاب ومستقلين وبدعم من دول وأحرار العالم...
إلى أن جاءت معركة طوفان الأقصى المباركة والتي من بركاتھا أنھا كشفت الأقنعة عن اوجھ قادة امريكا والغرب المتصھينين، والذين حينما شعروا بھزيمة كيانھم الصھيوني في ٧ تشرين أكتوبر بدأت وفودھم الرئاسية والوزارية تتناوب على قاعدتھم الرئيسية وكيانھم الصھيوني في فلسطين المحتلة وفي المنطقة، وقد صرحوا بألسنتھم الھجومية مرات عدة وقالوا بأنھ لا يوجد لھم حليف في المنطقة إلا كيانھم المسمى بإسرائيل، وأنھم يھود وصھاينة ويخدمون الصھيونية العالمية، وأعطوا الأوامر لإداراتھم النازية بدعم كيانھم بكل أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية ومنھا المحرمة دوليا لإبادة غزة وشعبھا بحجة القضاء على حماس وفصائل المقاومة،، ضاربيبن بعرض الحائط كل القرارات الدولية والأممية والقانونية والإلھية والإنسانية التي تشرع وتجيز لحركات التحرر في منطقتنا والعالم بمحاربة المحتل بكل الوسائل المتاحة حتى يتم تحرير أوطانهم، وبعدھا إنتقلت الإبادة الصھيونية إلى جنوب لبنان وقصفوا سورية مرات عدة، وأمريكا وبريطانيا قصفوا اليمن مرات عدة وقصفوا العراق أيضا وبنفس الأكاذيب من الصھيوغربيين، وكل ذلك لدعم كيانھم الصھيوني وقاعدتھم الإستعمارية، ولمنع وتقييد جبھات الإسناد التي ساندت غزة منذ بداية الحرب الكونية الصھيوأمريكية غربية عليھا أي منذ ٨ تشرين أكتوبر لغاية اليوم...
ورغم كل ھذھ الھجمة الشرسة على دول وحركات التحرر الفلسطيني والعربي والإسلامي، ورغم الإبادة والإغتيالات والقصف اللحظي لبيئات المقاومة وشعوبھا إلا أنھم فشلوا وھزموا منذ ٧ تشرين أكتوبر لغاية كتابة ھذھ السطور، وصمدت دول وحركات محور المقاومة وشعوبھا، وأثبتت لبعض القادة العرب والمسلمين بأن قادة الصھيوأمريكيين غربيين ھم أعداء للمنطقة وللأمة كاملة وليس فقط لدول وحركات محور المقاومة، وأنھم طيلة عقود كانوا يعملون على تقوية قاعدتھم وتثبيتھا في فلسطين والمنطقة حتى تنفذ شرق أوسطھم الجديد أو الكبير، وھو بالأساس مخطط إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، لكن تم تجميلة إلى شرق أوسط جديد أو كبير حتى تبقى أكاذيبھم مصدقة لدى بعض القادة العرب والمسلمين الذين كانوا يسمونھم حلفاء وشركاء...
ويبدوا أن ھؤلاء الصھيوأمريكيين غربيين ذھبت عنھم السكرة وجاءت الفكرة بعد أن كشفوا أنفسھم الشيطاية أمام بعض من يسمونھم حلفاء، ولم يعد قادة امريكا والغرب ووزراء خارجيتھم المتصھينين كالسابق يصرحون علنا عن مشروع الشرق الأوسط الكبير والجديد، لأن أقنعتھم الزائفة والملونة كشفت وھزمت ھذھ المشاريع والمخططات سابقا، فأوكلوا النتن ياھو في غرفھم المغلقة للتصريح مرات عدة ومنذ بداية الحرب الكونية على غزة بإعادة سيناريوھات الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، والعمل ومع كل الدعم اللوجستي لتحقيقھ مع تصريحات منمقة لإعادة حلفائھم في المنطقة، ولتبقى أكاذيبھم القديمة والمتجددة مصدقة لديھم، وللأسف الشديد أن بعض ھؤلاء القادة ما زال يصدق تلك الشعارات الكاذبة...
والبعض الآخر وبالرغم من أنھم إستخدموا السياسة والدبلوماسية كورقة قانونية ودولية بأيديھم إلا أن ھناك أوراق أخرى لم تستخدم لغاية الآن، وھي كثيرة حتى يتم إيقاف الحرب الكونية على غزة ولبنان ومحور المقاومة والمنطقة برمتھا، بالرغم من أنھم كشفوا أوجھ قادة أمريكا والغرب الحقيقية، وتاكدوا بأنفسھم حجم الخبث والتنسيق والتلاعب الصھيوأمريكي، لذلك رفضوا منذ معركة طوفان الأقصى لغاية اليوم أي إصطفاف مع الصھيوأمريكيين غربيين لعمل تحالفات دولية ضد محور المقاومة المساند لغزة وفلسطين وشعبھا....
وھنا يجب على قادة ودول المنطقة أن يعيدوا تقيم علاقاتھم جيدا مع قادة أمريكا وأوروبا المتصھينين وفقا للتصريحات التي صدرت من أفواھھم وألسنتھم عبر أكثر من عام مضى، ووفقا للدعم اللوجستي العسكري والإستخباراتي والسياسي والإعلامي...وغيرھ لقاعدتھم المسماھ بإسرائيل، ووفقا لشركاتھم الواضحة بالإبادة الجماعية والتطھير العرقي والتدمير الممنھج للبشر والشجر والحجر في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وسورية، ويجب عليھم أن لا يبقوا تائھين بشعارات وأكاذيب قادة أمريكا والغرب المتصھينين وبأنھم حلفاء ووسطاء وشركاء، والتي إستخدموھا عبر عقود مضت لتبقى الأمة وقادتھا وجيوشھا وشعوبھا في خلاف وفتن وإنقسام إلى يوم القيامة، وتبقى قاعدتھم وأداتھم التنفيذية الصھيونية ھي المسيطرة على المنطقة برمتھا، ويجب عليھم أن يعملوا على توثيق علاقاتھم مع إيران الإسلامية توثيقا لوجستيا إستراتيجيا كاملا وبكل المجالات العسكرية والسياسية والإقتصادية والإعلامية والثقافية، لأنھا علاقات واحدة منذ آلاف السنين لا فرق بينھا وھذا ما تؤكدھ الجغرافيا والتاريخ والدين الإسلامي الذي يوحد الأمة كاملة، وكما قال وزير الخارجية العماني يوم أمس بأنھ يجب على بعض قادة المنطقة أن يغيروا ثقافتھم بإعتبار إيران عدو لأنھم بذلك يسيروا وراء أجندات النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة الصھيونازية، وأيضا وراء أجندات قادة أمريكا والغرب المتصھينين...
لذلك على ھؤلاء القادة العرب والمسلمين أن يقولوا لقادة أمريكا سواء فاز ترامب او كاميلا ھاريس وبصوت عالي نحن ھنا منذ أن خلق اللھ الأرض وما عليھا ولم ولن نسمح لكيانكم الصھيوني المصطنع وقاعدتكم في المنطقة من تغيير ملامح المنطقة وتاريخھا وجغرافيتھا وبرھا وبحرھا وجوها بأحلام تلمودية صھيونية نازية مزورة لتنفيذ مخططات الشرق الأوسط الكبير والجديد حسب مصالحكم، وأننا نحن من سيعمل الشرق الأوسط الجديد لمنطقتنا بأيدينا وأفكارنا وكفائاتنا وخبراتنا وأموالنا وسواعدنا، وعليكم أن تخرجوا من المنطقة برمتھا وتسحبوا قواعدكم وجيوشكم وبوارجكم وطائراتكم من برنا وبحرنا وجونا لأنھا وجدت لدعم حليفتكم وقاعدتكم المسماھ بإسرائيل وليس لحمايتنا...
فھل نسمع مثل ھذھ التصريحات وبشكل صريح وجريئ في الأيام القادمة حتى نقيد ونمنع شھية النتن ياھو من توسيع الحرب لتصبح إقليمية وتتمدد إلى حرب عالمية، ويوصل النيران الإستعمارية التوسعية الصھيوأمريكيةغربية إلى دولنا وشعوبنا، والكل يعلم بأنھ رفض إيقاف الحرب على غزة وعلى لبنان، وتلاعب منذ أكثر من عام على كل الإتفاقيات ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ليطيل أيام الحرب حتى تظھر نتائج الإنتخابات الأمريكية وسواء فاز ترامب أم كاميلا ھاريس فسيبقى كل الدعم لھ ولقاعدتھم الصھيونية، وما يجبرھم على إيقاف الحرب ھو خسائرھم التي يكبدھا لھم مقاومي أمتنا في غزة ولبنان واليمن والعراق وفي كل ميادين القتال والتي لا تعد ولا تحصى، وأيضا رص صفوف دول الأمة مع إيران وسورية لدعم حركات وأحزاب محور المقاومة عسكريا وسياسيا وإعلاميا وماليا حتى يتحقق النصر النھائي بتحرير فلسطين والمنطقة من الصھيوغربيين وكل سيناريوھات مخططاتھم الكاذبة قريبا بإذن اللھ تعالى...
أحمد إبراھيم احمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق