بير١٤/١١/٢٠٢٤
ميخائيل عوض
حقق ترامب الثاني مبتغاه واحكم قبضته على الدولة الامريكية بمؤسساتها الفاعلة.
في خطاب النصر قال؛ يستعيد الشعب الامريكي دولته.
وبهذا توفرت له الفرصة والقدرة دون كثير عناء على خلاف ولايته الاولى وبينها ان لا ولاية ثالثه وتقدمه بالعمر تجعله اكثر جدية وحزما وسرعة في وضع رؤيته ومخططاته موضع التنفيذ الفوري دون ابطاء.
المؤشرات والوقائع تؤكد انه جاد عازم ولن يضيع الوقت.
بدا من فوره يعلن فريقه وهذه المرة بانتقاء وثقة واتفاق على المشروع وبرجال مختبرين وموالين وهذا مؤشر ايجابي.
ابتدع وزارة لم تكن من قبل ولا طرحت على بساط البحث في امريكا واسندها لماسك والوزارة الجديدة معنيه بتطهير الادارة الاتحادية وتشذيبها وتنقيتها وتحويلها من ببيئة فساد ومرتع البيروقراطية والنفوذ السياسي والهدر الى جهاز دولة رشيقة منتجة وفاعلة والاهم تفويض واطلاق يد ماسك فيها والوزارة وماسك ادلة على مدى الجدية والرغبة ومباشرة الجهد في اعادة هيكلة النظام السيستم الامريكي على غير ما اسسته الشركات وحكوماتها وما يفيد لوبي العولمة وستشكل ضربة على الراس لقديم السيستم.
كما اعلن تسمية عدد من انصاره ومريديه في الوزارات الهامة وخاصة الداخلية والامن الوطني وامن الحدود وجاهر بسعيه لتطهير البنتاغون واخضاع الوكالات والاهم القضاء ووزارة العدل التي تمثل ركنا محوريا في الدولة العميقة وكانت بيد لوبي للعولمة واعاقته وهددت فرصه.
جدية ترامب وسرعته ومبادرته تستفز لوبي العولمة ودولته العميقة وتقطع باستحالة تدجينه ما سيفرض على لوبي العولمة الدفاع من مصالحه وحماية نفوذه وقواعد ارتكازه والمنطقي انه اعد العدة بحساب المواجهة ومنع ترامب من تغير السيستم.
سيواجه ويعرقل ويحاول الافشال.
سيلوذ بالقضاء والقانون وبكل ما يعيق ويؤخر خطوات ترامب بما في ذلك التشجيع على التمردات واستعمال هيمنته على الاعلام فشركاته قابضة على كبريات الشركات الاعلامية والانتاج والترويج ما سيستدعي ترامب لمعركة كاسرة مع الاعلام وبدائله بالأعلام الجديد والقمع وحجب التمويل وسيكون لماسك ومؤسساته دورا محوريا.
للوبي العولمة ادوات قوية وضاربة ومن غير المستبعد ان يستخدمها ويوجه للترامبية ضربات تحت الحزام وكاسرة ومن غير المرجح ان يلجأ لاغتياله التي اصبحت اكثر صعوبة وبلا فائدة فقد انتصرت الترامبية وامنت نفسها في الكونغرس والشيوخ والمحكمة العليا والادارة وبنائب الرئيس الشاب والشبيه بترامب وعلى نهجه وربما اكثر حزما وفتوة.
اذن المال والاقتصاد ستكون مسارح المواجهة ويد لوبي العولمة هي الاعلى والاقدر في المصرف المركزي فهو ملك خاص ولأرباب المصارف وول ستريت والاسهم والديون وسلاسل التوريد والشركات متعدية الجنسية والفروع والشركاء العالميين.
المعركة كاسرة وفاصلة بين لوبي العولمة ودولته العميقه وادواته وحلفائه ولوبي الامركة والاخطر في المال والاقتصاد والديون وسلاسل التوريد فهل تستعجل الصراعات انفجار فقاعة السيستم الاقتصادي الاجتماعي بنموذجه الليبرالي المتوحش المهيمن عالميا وقاعدته في امريكا مهددة.
اذا لعبت الشركات وحكومتها الخفية ولوبي العولمة بالاقتصاد الامريكي ودفعت فقاعته للانفجار سيهتز العالم برمته وسيدخل طورا وحقبة جديدة مأزومة تنذر بالمخاطر الكبيرة.
ماذا عن الترامبية الثانية ومستقبل اوروبا واتحادها والحرب الاوكرانية؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق