المهندس/ معمر صالح الضالعي
الاية 62 من سورة الواقعة قوله سبحانه و تعالى …
(( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62))
يخبرنا الله سبحانه و تعالى عن علمنا للنشأة الاولى ..
((فلولا تذكرون …))
ولكن هل نستطيع تذكرها او انها قد محيت من ذاكرتنا…..
من المواضيع المهمة التي قلما نتحدث عنها، بالرغم من الشعور الذي يراود الانسان ان هناك نشأة اولى او جود سابقاً لنا قبل هذا الوجود…
دعونا نقف عند كلمة النشأة الاولى، فالله سبحانه و تعالى لم يوصفها بالحياة الاولى ، بل جاء الوصف بقوله تعالى النشأة الاولى.
ما هو الاختلاف اذاً ؟
قبل ان نحاول ان نفهم النشأة الاولى او لنسميها حياتنا او وجودنا الاول قبل هذه الحياة، دعونا نحاول فهم الاختلاف من خلال طبيعة الغاية او المهمة التي اوكلت لنا في هذه الحياة و ما الذي اوكل لنا في الحياة الاولى او النشأة الاولى..
و بالرغم ان هناك القليل ممن حاولوا شرح ذلك بطريقة واضحة و مفهومة و لكن كان هناك الشرح الاكثر وضوحاً للشيخ ذاكر نايك و هو تلميذ الشيخ احمد ديدات رحمه الله ، و بالطبع هذين الشيخين تميزوا بدرجة عالية من الذكاء و الحرص في طرح المسائل الدينية.
بالطبع المهمة التي نحن نعيشها في هذه الحياة هي الاختبار في اتباع الرسل و الايمان بوحدانية الله و حده لا شريك له، و اتباع تعليمات الرسل..
لقد كان و ما زال الكثير من الملاحدة يسألون لماذا وضعنا في هذا الاختبار ؟
و الحقيقة انا وضعنا في هذا الاختبار بملىء ارادتنا و بعد موافقتنا بذلك. فالله سبحانه و تعالى هو العدل المطلق و هو الرحمن الرحيم.
وهنا يكون السؤال كيف ذلك و متى ؟ نحن لا نذكر انا قد قبلنا هذا التحدي و المخاطرة الكبيرة التي رفضت السماوات و الارض و الجبال ان يحملنها و حملها الانسان ، انه كان ظلوماً جهولاً.
كيف و متى قبلنا نحن البشر هذا ؟، وهنا تكون الاجابة من خلال فهمنا للحياة الاولى او النشأة الاولى و التي قبلنا فيها هذا الاختبار .
وبالرغم ان البعض يرى ان النشأة الاولى هي خلق آدم عليه السلام الا ان ما اورده بعض المفكرين ان الله قد اوقف البشر في صعيداً واحداً و اخذ منهم الاقرار و العهد قبل خلقهم على هذه الارض، وهذا ما يجعلنا نميل لهذا التفسير ، ولذلك سنذهب لقوله سبحانه و تعالى…
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173). سورة الاعراف
وهذه الآية توضح لنا النشأة الاولى او الحياة الاولى التي كلفنا بها نحن البشر بهذا الاختبار.
بالطبع سندخل الاختبار اي هذه الحياة و لكن لا نتذكر شيء فذاكرة النشأة الاولى تمحى حتى يكون الاختبار عادل ، فلا يمكن ان تدخل الاختبار و انت تحمل الكتاب الذي ستأتي منه الاسئلة. لا يتذكر الانسان انه قد اتخذ على نفسه عهداً بالايمان بالله و الشهادة بوحدانيته، و لكن يوم القيامة يتذكر الانسان ذلك فلا يستطيع الاعتراض على نتيجة ذلك الاختبار و لا يستطيع ان يقول اني لم اوافق على الدخول في هذا الاختبار ، فنحن دخلنا هذا الاختبار بملىء ارادتنا و نسأل الله ان يوفقنا جميعاً في اجتياز هذا الاختبار مؤمنين نشهد بوحدانية الله و نتبع الرسل لنفوز بالحياة الابدية في جنات عرضها السماوات و الارض ، فمخاطر الفشل في هذا الاختبار كبيرة و العياذ بالله و لمعرفة المخاطرة الاساسية في هذا الاختبار ، دعونا نعيد التفكر في الآيتين
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173
او تقولوا انما اشرك آبائنا من قبل و كنا ….
كارثة البشرية هي الشرك و عبادة غير الله … ومن الشرك تخرج كل الموبقات
فالبوذيين اصبح بوذا لديهم اله و المسيحيين اصبح عيسى عليه السلام اله ، و من الشيعة من يعتبرون علي اله و الحسين اله ، و الهندوس لديهم تعدد الالهة و غيرهم …
فتجد قول الله فيهم
( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ).
بالشرك ترتكب الابادات فهناك بشرا جعلوا انفسهم ارباباً يحلون القتل و الدمار و الكبائر ، فلا نجد جريمة من جرائم الابادة و القتل و الرذيلة الا كانت مرتبطة بالشرك و خروج الانسان عن الايمان و العهد بعبادة الله وحدة لا شريك له.
للحديث بقية
المهندس/ معمر صالح الضالعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق