اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

معركة واحدة على المسارين الميدانى والسياسي !!


لم يعد خافيا على أحد أن ما يحدث على ساحة المجتمع العربي منذ مطلع العام 2011 هو مؤامرة أمريكية صهيونية بامتياز، وهى حلقة جديدة من حلقات العداء ضد أمتنا العربية من قبل القوى الاستعمارية المتآمرة علينا تاريخيا، وفى إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد قامت أمريكا وإسرائيل وحلفاءهما الغربيين بتنفيذ مخططهم الذي يسعى إلى تقسيم وتفتيت الوطن العربي.. 

وبالطبع لكل مرحلة من مراحل التآمر آلياتها وأدواتها التي تختلف عن المراحل السابقة عليها، وهنا قرر الأصيل في هذه الحرب الجديدة على أمتنا العربية أن يستخدم مجموعة من الآليات والأدوات الجديدة التي لم يستخدمها في الحروب السابقة.

ويأتى الجنرال إعلام في مقدمة هذه الآليات الجديدة حيث تم استخدامه في نشر الأكاذيب حول ما يحدث داخل مجتمعاتنا العربية من أجل تضليل الرأى العام العربي والعالمى، وقد نجحت هذه الآلية إلى حد كبير في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات التي اجتاحت العالم، وأصبحت هذه الوسائل الإعلامية الجديدة المصدر الأول لتشكيل الوعى عبر تلقى المعارف والمعلومات، وبالطبع استطاع الأصيل في هذه الحرب وهو العدو الأمريكى - الصهيونى في السيطرة الكاملة على الجنرال إعلام.

ثم جاءت الآلية الثانية في هذه الحرب متمثلة في استخدام الورقة المذهبية والعرقية والطائفية لزعزعة الأمن والاستقرار داخل مجتمعاتنا العربية، وتفكيك النسيج الاجتماعى المتماسك كمقدمة لإشعال النزاعات والصراعات والحروب الأهلية، وهو ما يعنى تفجير المجتمعات من الداخل، دون الحاجة إلى التدخل العسكري الخارجى المباشر، وعلى الرغم من عدم نجاح هذه الآلية إلا أن العدو ظل يستخدمها في معركته الجديدة ضد أمتنا العربية.

وتأتى الآلية الثالثة متمثلة في أموال النفط الخليجى التي دفعت لتمويل تلك الحروب، فالأصيل في هذه المعركة (الأمريكى – الصهيونى ) لن يدفع دولارا واحدا من جيبه في تمويل هذه الحروب، لكنه اعتمد على أن يكون تمويل هذه الحروب من الأموال العربية النفطية، لذلك لا عجب أن يصرح رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم وعبر وسائل الإعلام أن ما صرف على تمويل الحرب في سورية فقط وصل إلى 137 مليار دولار وما خفى كان أعظم.

وكانت الآلية الرابعة المستخدمة في هذه الحروب هي الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تم استجلابها لخوض الحرب بالوكالة عن الأصيل في طول وعرض الوطن العربي، وبالطبع تم صناعتها بعناية شديدة على شكل مجموعات وفرق وفصائل وتنظيمات يحمل كل منها اسم مختلف، ففى الوقت الذي كان تنظيم القاعدة هو التنظيم الإرهابى الأول في العالم سرعان ما اختفى لتظهر لنا داعش والنصرة وجيش الإسلام وغيرها العشرات بل والمئات من المسميات على كامل الجغرافيا العربية.

وبالطبع كانت مصر وسورية هما الجائزة الكبرى في مشروع الشرق الأوسط الجديد، لأنهما يمتلكان جيوشا قوية يمكنها التصدى للمؤامرة وإجهاضها، وهو ما حدث بالفعل حيث تمكن الجيش المصرى والجيش العربي السورى من التصدى للجماعات التكفيرية الإرهابية التي تعمل بالوكالة على الأرض العربية في مصر وسورية، وهو ما أفشل مشروع الشرق الأوسط الجديد من تحقيق طموحاته وأحلامه في التقسيم والتفتيت.

وخلال الأيام الماضية وبعد كل هذه الانتصارات التي حققها الجيش العربي السورى على كامل الجغرافيا السورية في مواجهة الجماعات التكفيرية الإرهابية، وصلنا إلى المعركة الأخيرة والتي يناور فيها العدو التركى منذ ما يقرب من عام وهى معركة إدلب، والتي تراوح فيها الحديث بين حسمها عسكريا أو عبر طاولة المفاوضات.. 

وهنا لابد من التذكير بأن الرئيس بشار الأسد أكد منذ بداية الحرب وفى أكثر من مناسبة وأكثر من خطاب أن هذه الحرب التي تخوضها سورية اليوم تتم على مستويين الأول هو المستوى الميدانى والثانى هو المستوى السياسي، وقد صدق الرئيس الأسد فلم يترك الجيش العربي السورى الميدان طوال سنوات الحرب، وفى ذات الوقت لم تترك سورية طاولة المفاوضات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر حليفها الروسي.

وكثيرا ما كان يتم التشكيك في هذا الحليف خاصة في علاقته بالعدو الصهيونى والعدو التركى، وهناك أصوات كثيرة كانت تحذر من تخليه عن سورية، لكن الأيام أثبتت عكس ذلك فكل عدوان صهيونى على سوريا تصدت له الدفاعات الجوية السورية وأجهضته بشكل واضح، وكل المراوغات التركية لعدم حسم معركة إدلب تصدت لها روسيا ووقفت في الصف السورى، وأخيرا حذرت تركيا من المماطلة وطالبتها بتنفيذ إلتزامتها في إدلب، والتي تم الاتفاق عليها في تفاهمات أستانة واتفاق سوتشي.

وخلال جولة أستانة الثالثة عشر هذا الأسبوع أكد الدكتور "بشار الجعفرى" عدم تنفيذ تركيا لما تم الاتفاق حوله بشأن إدلب من انسحاب الجماعات الإرهابية وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.. وأكد أن سورية تعتبر الوجود التركى احتلال وعدوان على أراضيها ومن حقها الرد عليه.. وأكد كذلك أنه لا التركى ولا الأمريكى يملك حق الحديث عن أي شبر من الأراضى السورية وهما ينتهكان القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة بتواجدهما غير الشرعى على الأراضى السورية.

وفى الوقت الذي تنتصر فيه الدبلوماسية العربية السورية عبر المسار السياسي بفضل دعم الحليف الروسي، يستعد الجيش العربي السورى لحسم المعركة الميدانية الأخيرة في إدلب، وبذلك لا يكون أمام التركى والأمريكى إلا الانسحاب من الشمال السورى فوجودهما بحجة مكافحة الإرهاب، وما دام الإرهاب قد اندحر فلا مبرر لوجودهما..

وفى ذات الوقت الذي يحسم فيه الجيش العربي السورى آخر معاركه، يحسم الجيش المصرى معركته الميدانية مع الإرهاب في سيناء، ويحسم معارك أخرى سياسية في ليبيا والسودان للحفاظ على الأمن القومى المصرى المهدد في الغرب والجنوب، ومن هنا يتضح أن معركة مصر وسورية معركة واحدة يتم حسمها على المسارين الميدانى والسياسي، اللهم بلغت اللهم فاشهد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق