عندما يمتهن الطب مهندسون .. يتحول الجرحى الى قطع للتشليح .. البريهي نموذجا
مركز الملك سلمان عندما يمول ملائكة العذاب في مستشفى البريهي وهو لا يعلم ؟
جرحى الحرب .. يشكون البريهي ولجنة مركز الملك سلمان ويطالبون بانصافهم
جرحى الجبهات في مستشفى البريهي بعدن .. استغلال وفوضى واهمال ولامبالاة
تقرير / نصر الاشول - ليزا الجاندي
معاناة بلا حدود يواجهها جرحى المقاومة والجيش في عدن ، وهم الذين قدموا اغلى ما يملكون للتصدي للعدوان الفارسي على اليمن عبر اذرع ايران، مستشفى البريهي يفقد الإنسانية ، فوضى وسمسرة واستغلال ومتاجرة ، هذا ما يتعرض له جرحى الخطوط الأولى في مستشفى البريهي بعدن ، المستشفى الذي تحول الى مسلخ للجرحى ولجيوبهم وللجهات الداعمة لهم ، وبدلا من تطبيب جراحاتهم ، عمد المستشفى الى استغلالهم بشكل ينم عن موت المضير الإنساني لدى من يصفون انفسهم بملائكة الرحمة وهم في الحقيقة ملائكة العذاب ، يمارس كل ذلك بمشاركة اللجان المشرفة على الجرحى ومندوبيها التابعين لمركز الملك سلمان ، ناهيك عن تعنت المستشفيات الخاصة المتعاقدة مع المركز.
وفي التفاصيل يروى الجريح "فواز العجردي" من محافظة الضالع اصيب في جبهة مريس وتم اسعافه الى العاصمة عدن لتلقي العلاج في مستشفى البريهي على حساب مركز سلمان .
يقول العجردي وهو مصاب بجراح في المخ جراء شظايا قذيفة ، انه وفور ايصاله الى المستشفى قوبل مرافقه برفض المستشفى ادخال الجريح لتلقي العلاج وتم وضعه في الطوارئ واكتفوا بتضميد اولي للجراح فقط ، حيث مكث ٢٤ ساعة في الطوارئ.
وعن أسباب رفض المستشفى فتح ملف للمريض على حساب مركز الملك سلمان قالوا ان جراحه خفيفة ولا يفتح الملف الا اربعة آلاف دولار امريكي ، ورفضوا .
ويؤكد العجردي ان اقاربه هم من دفع تكاليف مكوثه ٢٤ ساعه من حسابهم الشخصي وتم إعادة الجريح الى الضالع حيث لا يزال يتلقى العلاج في مستشفى التضامن هناك ، الى هنا ويبدو الامر طبيعي حتى وان تخلى مستشفيا لبريهي عن مهمته الإنسانية.
لكن في التفاصيل يتضح حجم الاستغلال والاستغفال الذي يمارسه المستشفى دون رادع من دين او وازع من ضمير ، حيث انه وعندما عندما ذهب مرافق الجريح في اليوم الثاني الى استعلامات المستشفى للسؤال عن حساب الجريح فواز العجردي ، فوجئ انه تم فتح حساب باسمه بـ (4) آلاف دولار امريكي ، مدفوعة نقدا وتم إغلاق الملف بينما الجريح لم يمكث بالمستشفى سوى ٢٤ ساعه وعلى حساب اهله .
ذهبنا بأنفسنا الى المستشفى بمعية مرافق الجريح للتأكد من صحة ما يقوله وفوجئنا أيضا بالاستماع المباشر للاستعلامات انه بالفعل تم فتح الحساب باسم الجريح الجعردي وتم دفع المبلغ نقدا على حساب مركز الملك سلمان ، فيما الجريح قد عاد الى محافظته الضالع ويتلقى العلاج هناك على نفقته الخاصة.
البريهي واللامبالاة
شكوك كثيرة تدور حول مندوبة مستشفى البريهي " أ " وعلاقتها بلوبي الفساد على حساب الجرحى في المركز والمستشفى، وهو ما يحتم علينا في هذه السطور ان نطالب بإخضاعها للتحقيق كونها منسقة مالية بين المستشفى ومركز الملك سلمان وبتنسيق مباشر مع (ع،ن) لتكن مندوبة للمركز في المستشفى.
الإهمال يقتل احد الجرحى
قصة لمعاناة جريح اخر "توفي لاحقا" من ابناء الضالع مديرية جحاف ناجي مسعد علي ، الذي أصيب في جبهة مريس والذي ظل مرقد في العناية المركزة ليوم كامل حتى ظهيرة اليوم الثاني اتى احد الاطباء لمعاينته بعد انتفاضة من مرافقي الجريح واهله نتيجة الاهمال واللامبالاة التي رأوها من قبل اللجنة المسؤولة عن الجرحى وادارة المستشفى .
يقول أحد مرافقي الجريح انه كان يحتاج الى اختصاصي عظام وهذا غير متوفر لدى المستشفى ، كما ان الجريح كان يعاني من نزيف في الدماغ ، بل افتى احد الأطباء ان الجريح لا يحتاج لتدخل جراحي في حين ان الجريح مغمى عليه.
ويضيف المرافق : قمنا بأخذ فحوصات الجريح بعد تخاذل اللجنة واهمالها وتقاعس المستشفى عن واجبه وما رأيناه من إهمال من إدارة المستشفى تجاه كافة الجرحى الذين تكفل مركز الملك سلمان بعلاجهم ، فذهبنا لاستشارة اطباء من خارج المستشفى لتلافي اي انتكاسة للجريح بسبب النزيف ، في حين ارجع أطباء تم سؤالهم عن سبب عدم التدخل الجراحي في البريهي لإنقاذ الجريح ، فأفادوا ان ذلك يرجع الى عدم امتلاك المستشفى جراح بهذه الكفاءة للقيام بهكذا عمليات .
جريحان آخران هما؛ محمد علي مسعد ، وصالح توفيق الصيادي منذ ان وصلوا من جبهة حمك في الساعة الثالثة عصرا حتى العاشرة مساء وهم في طوارئ مستشفى البريهي حيث لم تقبل إدارة المستشفى إدخالهم للعلاج لان مندوبة المستشفى في مركز الملك سلمان لم توافق على ذلك ولم تفتح لهما ملفات على حساب مركز سلمان ، وبعد مشادات كلامية معها، طلبت توجيه خطي من النوبة بصفته رئيس لجنة مركز الملك سلمان للجرحى، وذهب مرافقي الجريحين الى منزله فلم يعثروا عليه ، اخذوا رقم جواله واتصلوا عليه لكنه يرد على اتصالاتهم.
عاد اقارب الجرحين الى المستشفى بانتظار "النوبة" وطبيب اخر لتشخيص وتقيم حالة الجرحى، وفي انعدام كامل للمسؤولية او الشعور بتأنيث الضمير ظل الجريحان اكثر من ثلاثة ايام ولم يأتي أي طبيب لمعاينتهما .
مأساة جريح
ياسر خميس احمد عوض جريح آخر أصيب في عام 2015 في جعولة اثناء مشاركته مع ابطال المقاومة في الحرب ضد اليمليشيا الانقلابية، واثناء المواجهات أصيب إصابة بالغة في قدمه اليسرى، كما تم بتر يده اليسرى، ونقل على اثرها الى مستشفى البريهي ، وقد حاولنا التحدث معه لكن ابنه افاد انه ولشدة اصابته وألمه لا يستطيع التحدث معنا ، وحدثنا ابنه نيابة عنه موضحا ان والده يعاني منذُ عام 2015 الى يومنا هذا وهو ما يزال يرقد في مستشفى البريهي بالعاصمة عدن وحالته تزداد سوءاً يوماً اثر يوم !
ويضف نجل الجريح ياسر عوض : والدي اصيب في جعولة عام 2015 حينما كان مشاركاً مع المقاومة ضد الغزو الايراني علينا، وعندما اصيب تم نقله الى مستشفى البريهي وظل فيه لاكثر من سبعة اشهرٍ ، بعدها تم نقله الى الأردن لكي يتلقى علاجه هناك ويعود الينا سالماً معافى وكان حينها يستطيع القيام والقعود فوق جاري النقل وظل في الأردن عاماً كاملاً حتى عاد وكانت عودته الى مسشتفى البريهي وإلى اليوم وهو ما يزال مرقداً فيه كما ترونه امامكم وحالته تزداد سوء".
مشيرا إلى أن والده كان يستطيع التحرك على رجليه المصابة والسليمة ويستطيع الجلوس فوق السرير وعلى سرير النقل ولكنه الان لا يستطيع التحرك او القيام من سريره وكما ترونه طريح الفراش لا يستطيع حتى ان يتحدث معكم !
لافتا الى انهم كلما طالبوا بتسفيره الى الخارج مرة اخرى ليتم معالجته يتم الرد لهم من مندوبي مركز الملك سلمان بأنه حالياً لا يوجد سفر!
وناشد نجل الجريح كل الجهات المسؤولة النظر فيما يعانيه والده اليوم وانقاذه من حالته التي تتدهور كل يوم ، مطالباً بسرعة إعادة الدكتورة زينب العربي للعمل في المستشفى".
مهندسون يمتهنون الطب !
وفي واقعة لم يشهد لها مثيل أي بلد ولم يسمع عنها لافي كتب الصحة ولا الهندسة ولا في المعادلات الفيزيائية والكيمائية ولم يطرحها نيوتن او يناقشها اديسون بل هي من ابتداعات وزارة الصحة اليمنية ، حيث فرضت اشخاص تخصصاتهم في الهندسة ليكونوا رؤساء لجان طيبة مسؤولة عن شؤون الجرحى وليس هذا فحسب بل مسؤولين بشكل مباشر عن الشهداء والجرحى ، وعلى رأس هذه اللجان "ع، ن " ، و.د "أ، " ويواجه هؤلاء ومن هم تحت مسؤولياتهم اتهامات من الجرحى وذويهم بانهم يتلاعبون بمخصصات الجرحى ويستحوذون عليها.
كثير من الجرحى لا يزالوا يتذكرون الجانب الإنساني والمعاملة الجيدة لاطباء سابقين عملوا مع مركز سلمان دائرة الشهداء والجرحى ، واكدوا انهم كانوا يخدمون الجرحى بكل الامكانيات المتاحة ، وهم، قاسم الشعيبي والذي اسس اقوى قاعدة بيانات للجرحى ، والدكتور ناجي الحميرا والدكتور علي منصور ابين، لكن وبعد ان تم تسريحهم ولأسباب غير معروفة من اللجنة ، تفشى الفساد وكثرت شكاوي الجرحى من المعاملة السيئة التي يلاقونها ناهيك عن الاستغلال الذي يتعرضون له، مع ان مملكة الحزم ومركز الملك سلمان لم يبخلوا يوما على الجرحى بما يحتاجون اليه، الا انهم – بحسب الجرحى – وثقوا بشخصيات ليست اهلا للثقة فكانت المعاناة هي الأبرز.
طبيبة أخرى تدعى "زينب القيسي" يشيد الجرحى بتعاملها الإنساني معهم حيث كانت تعمل ضمن لجنة الجرحى كأحد اعضائها ، لكن رفضها المشاركة في التلاعب بالأموال المخصصة لعلاج الجرحى ، تم تحريض ادارة مركز الملك سلمان ضدها وطالب لوبي الفساد في المستشفى بفصلها ،وبحسب مصادر فقد كان موافقة أولية لفصلها ولكن انتفاضة كل الجرحى للتضامن معها ، وتنظيمهم وقفة احتجاجيه امام بوابة مستشفى البريهي، للمطالبة ببقاء "زينب" معهم وذلك لتمتعها بروح إنسانية عالية انعكس ذلك على تعاملها مع الجرحى.
بعد تبليغ وزير الصحة من قبل المهندسة اشراق وبحضور مدير مركز سلمان الاستاذ صالح الذيباني ،لايقاف . "د.أ." كونها تتدخل بمهام اللجنة الوزارية وتسببت في صدامات مع باقي اللجنة ، وشكوى مرافقي الجرحى بأن تعاملها غير لائق بها كطبيبة ، وكذلك تهجمها على احدى جرحى جبهة مكيراس يدعى" يزن" ونعتها له بالشتم ووصفها له بـ "داعشي " ، واعادة النظر في اللجنة العاملة بمستشفى البريهي ، وجه وزير الصحة بإيقاف زينب واثمار من لجنة الجرحى ، توقفت زينب عن العمل بينما اثمار لم تنفذ توجيهات الوزير وظلت تمارس العمل بالتنسيق مع علوي النوبة ومستشفى البريهي .
كما تم توقيف رمزي بجنف من قبل الوزير كونه مهندس ولا علاقة له بالطب حيث كان يشغل عضوا في اللجنة التابعة لمركز سلمان .
نداء الى مركز الملك سلمان
ووجه الجرحى نداء الى مركز الملك سلمان لإعادة النظر في قرار التعامل مع مستشفى البريهي بعدن ، والبحث عن مستشفيات أخرى تتمتع بالشفافية والأمانة والتفاني في خدمة المرضى ، وذلك حتى لا تتفاقم معاناة الجرحى يوما اثر الآخر ، هؤلاء الجرحى يقول احدهم : "قدمنا الغالي والنفيس من اجل قطع دابر ايران والحفاظ على امن السعودية واليمن والأمن القومي العربي عامة ، ووهبنا الدماء والاشلاء فداء لنجاح المشروع العربي الذي تنشدونه ، فمالكم كيف تحكمون ؟!
ملايين الدولارات تدفع لزمرة امتهنت المتاجرة بكل شيء على حساب مهنة الطب المقدسة واخلاقياتها فكيف يؤتمنون على حياة الجرحى.
ووفقا لإحصائية شبه رسمية فإن عدد الجرحى منذ مارس الماضي 2500 جريح يعانون معاناة شديدة لا يعانيها جرحى الانقلابيين بحوزة المقاومة والجيش.
وحدهم الجرحى الذين تكفل بعلاجهم مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز من يعاني ، فيما نظرائهم ، ممن تكفل بعلاجهم الهلال الاماراتي لا يعانون بعكس سمعنا منهم اثناء زيارتنا لهم كلمات الشكر والثناء على اولاد زايد الذين قالوا انهم لم يقصروا في حقهم وشكروا مندوبيهم الكرام على تعاونهم .
مقابل ذلك يشكوا جرحى مركز سلمان من عدم توفر الغذاء والشراب والمصاريف، لكنهم يلقون باللوم ليس على المركز ولكن على اللجان المشرفة التي وثق بها المركز ويطالبون بسرعة تغييرها وإخضاع العاملين فيها للتحقيق.
يقول أحد الجرحى الذين يتلقون العلاج على نفقة مركز الملك سلمان " نطالب الملك سلمان بتغيير اللجنة وإعطاءنا حقوقنا كاملة اسوة برفاقنا التابعين لأمارات الخير وجرحى الساحل الغربي" .
يشار الى ان الجرحى نزلاء مستشفى البريهي نفذوا وقفة احتجاجية رفضا لإقصاء الطبيبة زينب من اللجنة الطبية التابعة للملك سلمان ، فردت إدارة المستشفى بتهديد كل الجرحى الذين خرجوا للمطالبة بإعادة الطبيبة زينب العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق