كتب: احمد عاطف
بدأت عجلة المباحثات، التي انطلقت اليوم في السويد ،كمشاورات اوليه لبناء الثقه بين الشرعية والحوثيين باعتبارهما الطرفان المعنيان بوقف الحرب في اليمن. ولايخفى على اي متتبع التعقيدات المتعددة التي سيجابهها المتفاوضون سواءاً اليوم في السويد ام في غيرها من العواصم التي ستنتظر الماراثون التفاوضي اليمني.
ولعل ابرز هذه التعقيدات تكمن في المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الشرعية ( مخرجات مؤتمر الحوار والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن ٢٢١٦)، بالاضافه الى التعقيدات الناشئة عن الوضع العسكري على الارض وعدم خروج اي من الطرفين منتصراً من المعركة التي انطلقت في ٢.١٥م؛ ناهيك عن الصغط الدولي المطالب بايقاف الحرب فوراً وتصاعد مطالبات اعضاء مهمين في الكونجرس من الحزبين لوقف التعاون العسكري مع السعودية على اثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشوقجي؛ كلها تعقيدات ستؤثر دون شك على ادارة دول التحالف للحرب وسينعكس ذلك على مجريات التفاوض الذي بدأ اليوم ولن ينتهي قريباً.
انعقاد مفاوضات السويد في ظل كل هذه التعقيدات والمتغيرات سيجعل الشرعية في مأزق: فلا هي استطاعت تحقيق نصر عسكري كاسح ضد الحوثيين يساعدها في فرض شروطها على طاولة التفاوض، ولا استطاعت فرض وجودها في المناطق المحرره.
وهذا المأزق سيجعل وفد الشرعية (والتحالف بالنتيجه )في موقف ضعيف لن يمكنهم من اقناع العالم ( ناهيك عن اقناع الحوثيين) بضرورة قيام الحوثيين بتسليم اسلحتهم وادارات الدوله في صنعاء طوعاً للشرعية.
ولذا يبدو ان الهدف الرئيسي من مباحثات السويد هو تسجيل نصر سياسي ، ولو شكلي، للامم المتحدة ومندوبها من خلال الوصول الى وقف الحرب.
وقف الحرب يصب في صالح الشعب في الشمال والجنوب وفي صالح الحوثيين والجنوبيين وليس الشرعية وهذا اضافه جديدة لمأزقها حيث:
- سيستفيد الحوثيون من وقف الحرب في تعزيز مواقعهم في الحديدة وبقية الجبهات، وتعزيز سلطتهم داخل صنعاء، وفي فتح مطار صنعاء الدولي، وسيكسبون دعم المجتمع الدولي وانصارهم الاقليميين الذين سيمدونهم بالمؤن والنقود والعتاد، وسيعملون على تطبيع الاوضاع في مناطقهم وتكريس وجودهم كسلطة امر واقع.
- وسيستفيد الجنوبيون من وقف الحرب في وقف نزيف الدم الجنوبي في جبهات الشمال، وستخلق مناخات الحوار السياسي لمستقبل اليمن سيكون للجنوبيين دوراً رئيساً فيها. كما سينتهي دور امراء الحرب والمستفيدين من استمراريتها داخل الشرعيه وخارجها وهذا سيساعد المواطن الجنوبي على التقاط انفاسة وتعزيز مطالبه سلمياً عبر الحراك الجماهيري الذي انطلق قبل اكثر من عقد من الزمان ومازال.
مأزق الشرعية سيمنعها من معارضة لعمل المبعوث الدولي وتحركاته مع كل الاطراف لان شرعيتها اساساً مستمدة من الامم المتحدة .
كما انعدام تأثير الشرعيه على الارض سيعزز من مأزقها ولن يمنحها كروتاً للضغط على الحوثيين. كان بامكان الشرعية استخدام ماتحقق من انتصارات في الجنوب والساحل الغربي لو هي أحسنت التصرف مع القوى الجنوبية المسيطرة هناك وخاصة المجلس الانتقالي.
هل هناك متسع من الوقت لان يراجع الرئيس هادي مواقف الشرعية من الجنوبيين بما يتناسب والحقائق على الارض؟ ارجو ذلك.
٦ ديسمبر ٢.١٨م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق