اخبار ذات صلة

الجمعة، 19 مايو 2023

قمة الحاضر والمستقبل للم الشمل العربي وبناء شرقنا الأوسط العربي الجديد...


 

     هي قمة عربية إستثنائية ومختلفة عن كل القمم العربية السابقة، القمة ٣٢ للجامعة العربية وإجتماع القادة العرب في المملكة العربية السعودية وفي جدة العاصمة التجارية والسياحية للسعودية، وبالرغم من كل الإختلافات الماضية في عشرية النار والربيع الدموي المفتعل من قبل الصهيوغربيين عامة والذي فرق الأمة وإستنزف كل قوتها الدينية والسياسية والإقتصادية والعسكرية والعلمية والثقافية والإجتماعية وحتى شوه صورة عادتنا وتقاليدنا وقيمنا ومبادئنا الحسنة والأصيلة والتي لا نريد الخوض فيها نهائيا، لأن هذه القمة ستكون قمة الحاضر والمستقبل للم الشمل العربي من جديد وبناء شرقنا الأوسط العربي الجديد الخالي من أية تبعية للخارج الصهيوغربي والذي لم يجلب لنا وعبر سنوات كثيرة مضت إلا الإستعمار والإحتلال والفتن وسفك الدماء والمشاريع والمخططات التي يسعى من خلالها للهيمنة المطلقة والشاملة على دولنا وقادتنا وجيوشنا وشعوبنا وخيراتنا وثرواتنا لتعيش شعوبهم مئات السنين مستقبلا وتعود شعوب منطقتنا  إلى العصر الحجري دون أي تجديد أو تغيير أو تنمية حقيقية ونهضة للمنطقة برمتها وحتى لا يكون لنا أي دور في المتغيرات الدولية القادمة والتي بدأت ملامحها بالظهور هذه الأيام...


      وهذه القمة العربية التي ستعقد غدا الجمعة في جدة جاءت في وقتها وبمشاركة كل قادة العرب لأهميتها اللوجستية والتي سيتم من خلالها الوصول إلى مناقشة أهم القضايا العربية وإيجاد حلول لها وهي قضايا شائكة ومعقدة حدثت في الماضي البعيد والقريب وعلى رأسها القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية قضية فلسطين، وأيضا إيجاد حلول جذرية ونهائية في سورية لإعادة وحدة الأراضي السورية وإنهاء الإحتلال الأمريكي والتركي وخروج كل العصابات الداعشية بمختلف مسمياتها لتعود إلى دولها التي جاءت منها، وكذلك القضية الليبية وغيرها وأيضا إيجاد حل نهائي لما يدور في السودان من إقتتال عسكري ذهب ضحيته المئات من المدنيبن الأبرياء، وأيضا ستتم مناقشة كل القضايا السياسية والعسكرية والإقتصادية وغيرها والتي ستعيد التكامل العربي والتعاون العربي المشترك بين قادة العرب والدول الشعوب العربية...


     وهنا يجب علينا أن نشكر الدول العربية التي ساهمت بكل طاقاتها لإعادة اللحمة العربية العربية والعربية الإسلامية وهي الجزائر وسلطنة عمان والعراق والأردن ومصر والإمارات وأصدقائنا وحلفائنا الحقيقين الذين يوحدون ولا يفرقون وهم روسيا والصين، الأمر الذي أدى إلى حضور كامل لقادة العرب في هذه القمة الإستثنائية، وأيضا ورغم الضغوطات الخارجية الأمريكية على السعودية وبعض الدول العربية إلا أنها رفضت جملة وتفصيلا من قبل الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان وغيرهم من قادة العرب وبالذات فيما يخص إعادة العلاقات مع سورية، وأيضا كان للتغيير الكلي للسياسة الخارجية السعودية إتجاه إيران وسورية وتوزان علاقاتها الخارجية مع دول المنطقة وتوجهها إلى روسيا والصين هي الحدث الأهم والذي كان صفعة كبرى تفاجأت بها دول  الصهيوأمريكيبن والغربيين، والحدث الأبرز الذي كان ينتظره الجميع هو حضور الرئيس الرمز المقاوم بشار الأسد حفظه الله ورعاه للمشاركة في قمة جدة لأن بعض التائهين والضالين من ادوات أمريكا والصهاينة داخل دولنا كانوا يشككون من الحضور الرئاسي أو الإنابة...


     أما فيما يتعلق بالتهديدات الأمريكية وما تعده من قوانين وعقوبات أخرى في الكنغرس ضد الدول التي أعادت علاقاتها مع سورية، فهي مرفوضة نهائيا ولا تعني أحد من قادة العرب  وهذا الإجماع العربي والحضور لكل الدول العربية في قمة جدة هو رد على هذه التهديدات والتي لا تخيف أحدا من القادة المجتمعين، فهذه هي أمريكا وهذا هو الغرب المجرم وسياسته الخارجية وعبر تاريخهم الأسود المليئ بالجرائم وسفك دماء الشعوب وتهجيرهم ونهب ثرواتهم لم ولن تتغيرأبدا (فرق تسد)،فهذه القوانين القيصرية والعقوبات بكل أنواعها فرضت منذ أكثر من ٤٠ عام على إيران وكوبا وعلى الصين وكوريا الشمالية وروسيا ولم تتأثر تلك الدول أبدا بل زادت قوتها الإقتصادية والمالية والعسكرية وكل القوانين القيصرية والعقوبات إرتدت على أصحابها الغربيين وعلى دولهم وشعوبهم وها هي بنوكهم تتلاحق بإعلان إفلاسها وعملاتهم في نزول مستمر والتضخم في بلدانهم حدث ولا حرج وشعوبهم بدأت بالمظاهرات اليومية رفضا لأوضاعهم المزرية ولكل  سياساتهم العدائية إتجاه دول وشعوب منطقتنا وإتجاه روسيا والصين وغيرها من الدول التي تناهض وتقاوم محاولات هيمنتهم الشيطانية...


     وبالإضافة لكل الكلمات التي ستلقى في القمة من قبل القادة العرب إلا أن في تلك القمة ستكون هناك كلمتان مهمتان ولها رمزية كبيرة ودلالات للمرحلة القادمة للم الشمل العربي وتوحيد الجهود لحل الخلافات بشكل كامل وفوري في منطقتنا والتوجه المباشر للتعاون والشراكة والوحدة وبكل المجالات وبالذات السياسية والأمنية والإقتصادية بين دولنا وقادتنا وشعوبنا لتتوحد الأمة وتنهض من كبواتها الماضية،  اولها كلمة الملك سلمان أو ولي عهده محمد بن سلمان، وكلمة الرئيس الأسد وهي الأبرز في تلك القمة والتي ينتظرهها كل العرب ومن خلالهما ستظهر خطوات المرحلة القادمة لدول الأمة والتي سيتم إتخاذها والعمل عليها خلال الأشهر والسنوات القادمة...


     ونرجوا من الله سبحانه وتعالى النجاح الكامل لهذه القمة وأن يتخذ في أجنداتها قرارات مهمة ترضي الشعوب العربية التي عانت وما زالت تعاني الأمرين، للم الشمل العربي وبناء خطط عمل عربية موحدة ومشتركة وبكل المجالات لمنطقتنا ولشرقنا الأوسط العربي كما نريده نحن كأمة عربية لا أن يفرض علينا كما كان في الماضي من الصهيوأمريكيين والغربين عامة، ولا ننسى بأن كل القادة العرب يريدون النجاح لهذه القمة لتنفيذ مشاريعهم التنموية والإقتصادية والتي قال عنها ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في لقاء قبل عدة سنوات بأنه سيعمل في السنوات القادمة مع القادة العرب على جعل منطقتنا أفضل من أمريكا وأوروبا ونرجوا أن تكون كذلك...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق