اخبار ذات صلة

الجمعة، 19 مايو 2023

في ذكرى النكبة ٧٥ للشعب الفلسطيني وللأمة هل سيتخذ العرب في إجتماع القمة العربية القادم المقاومة كخيار فلسطيني وعربي وإسلامي وعالمي...

 


   

   من يقرأ تاريخنا جيدا منذ الماضي البعيد والقريب مرورا  بإحتلال ١٩٤٨ لفلسطين من قبل عصابات الصهيونية العالمية وداعمتها آنذاك بريطانيا المجرمة جالبت المصائب والكوارث والإحتلال لمنطقتنا والعالم، مرورا بالإحتلال الثاني للضفة الغربية والأراضي العربية الأخرى  ١٩٦٧ وما تبعها من حروب عربية  مع ذلك الكيان الصهيوني وداعميه معركة الكرامة ومن ثم تشرين إلى مقاومة الفصائل الفلسطينية واللبنانية في الثمنينيات إلى تحرير الجنوب اللبناني في ٢٠٠٠ إلى حروب المقاوميبن في لبنان وغزة منذ ٢٠٠٦  لغاية معركة ثأر الأحرار قبل عدة أيام يجد بأننا أمة مقاومة وبالمقاومة ننتصر ونحقق أهدافنا، ولم ولن يعيد لنا فلسطين وأراضينا العربية الأخرى ومقدساتنا إلا المقاومة والقوة التي نرهب بها عدو الله والرسل والأمة والإنسانية كاملة لأنها كانت وما زالت هي الخيار الوحيد للفلسطينين وللعرب والمسلمين للخلاص من أي إحتلال لدولنا وسيادتنا ووحدتنا وإستقلالنا الحقيقي الخالي من أية تبعية والرافض لأية ضغوط صهيوغربية أو عهود ووعود وهمية عبر إتفاقيات سلام وتطبيع فاشلة منذ أن تم توقيعها والموافقة عليها لأنها لم ولن تكون يوما لصالح أمتنا وقضيتنا المركزية، بل كانت وما زالت لصالح بقاء وثبات وإطالة عمر ذلك الكيان الصهيوني في فلسطين والجولان ومزارع شبعا بل في المنطقة برمتها لتنفيذ مخططاته الأخرى التلمودية التوسعية وأحلامه الهستيرية في منطقتما والعالم، حيث أن هذا الإحتلال الصهيوبريطاني سابقا والصهيوأمريكي أوروبي حاليا أصاب الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي بنكبة هجرت شعبا بأكمله لتوطين قطعان عصاباتهم الصهاينة مكانهم، وما زلنا جميعا كفلسطينين وأمة نعاني من تبعاتها وآثارها لغاية يومنا الحالي بل وتبعها نكسة أخرى عندما إحتل هذا الكيان الضفة الغربية وهم نفس العصابات وقادتها وداعميها  بريطانيا وأمريكا بالذات والغرب المتصهين برمته وإن تغيرت الوجوه والأسماء والسنوات...


     وللأسف الشديد وبعد مرور كل تلك السنوات على نكبة الأمة ومن ثم نكستها وبالرغم من نجاح بعض جيوش الدول العربية والمقاومة والمقاوميين من هزيمة ذلك الكيان الصهيوني وداعميه بعدة هزائم وعبر سنوات مضت لغاية يومنا الحالي وبالرغم من فشل كل إتفاقيات السلام والتطبيع والصفقات وحل الدولتين...وغيرها والتي كانت وما زالت تهدف وتسعى لتصفية قضية الشعب الفلسطيني وقضية الأمة نهائيا إلا أنه ما زال هناك إنقسام بين الفلسطينين والأمة  قائم على فكرين...

١_منهم من هو مستسلم وخاضع للغرب المتصهين وللصهاينة ويقع بأفخاخ ودهاليز مشاريعهم في المنطقة، ومنهم من ما زال يؤمن بالسلام والتطبيع تائها بالعهود الأمريكية الغربية، والذين ما زالوا يرددون بأن أمن إسرائيل هو من أمنهم القومي، وهؤلاء كان يجب عليهم أن يستغلوا كل إنتصار للأمة ودولها وجيوشها ومقاومتها منذ معركة الكرامة وتشرين مرورا بكل إنتصار لمحور المقاومة والمقاوميين لغاية إنتصار معركة ثأر الأحرار ويستخدموه كمصدر قوة للمقاومة السياسية في أروقة المنظمات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة...وغيرها ضد ذلك الكيان الصهيوني وداعميه الصهيوغربيبن...



٢_ ومنهم من كان وما زال يقاوم الغرب المتصهين وعصاباته المحتلة لفلسطين ويحارب مشاريعهم ومخططاتهم ولم ولن يخضع أو يسالم او يسامح أو يطبع مع ذلك العدو الصهيوني وداعميه في أمريكا وبريطانيا وكل دول الغرب المتصهين وهؤلاء هم قادة الأمة الحقيقيون الذين يدافعون عن الأمة وقضيتها المركزية ويعملون على تحريريها اليوم قبل الغد بالمقاومة السياسية والعسكرية والإعلامية...وغيرها وقد أثبت التاريخ أنهم إنتصروا وأية حلول مستقبلية لأوهام ما يسمى بحل الدولتين فلم ولن يكون إلا بقوة ودعم حركات المقاومة وفصائلها في فلسطين وخارجها وحينها نحصل على بعض حقوقنا  ونتحدث مع داعمي الكيان الصهيوني في الغرب من مصدر قوة وليس من مصدر ضعف...


   وكما كنت أقول في كل مقالاتي السابقة بأن على أصحاب الفكر الأول من التائهين بوعود وعهود الصهيوغربيين أن ينظروا كيف كانت ردة فعلهم الهستيرية على المصالحات العربية العربية والعربية السورية بالذات والعربية الإيرانية والعربية التركية والسورية التركية بالذات، وعلى التقارب العربي الإسلامي مع أصدقائنا وأشقائنا الروس والصينين...وغيرهم  والذين يقاومون محاولات بقاء هيمنتهم وظلمهم وإستغلالهم وقتلهم للشعوب وإحتلالهم لدولنا وأراضينا ومقدساتنا ولشعوب منطقتنا والعالم، فهؤلاء لا يريدون للأمة ولا لقادتها ولا لدولها وشعوبها وطوائفها ومذاهبها وجيوشها وحكوماتها ولا للإنسانية كاملة من أن يتسامحوا ويتصالحوا ويتفقوا لأن قاعدتهم منذ الإستعمار القديم لغاية إيامنا الحالية وللمستقبل فرق تسد وبتلك الفرقة والخلافات يستطيعون أن يسيطروا على كل دولنا وخيراتنا وثرواتنا ومصادر قوتنا ويجعلونا دائما مجرد تبع لهم وليس أمة ذات سيادة وإستقلال وأمة حق وكرامة وشموخ وشهامة ومقاومة ولا نرضى بالذل والإهانة لنا أو لغيرنا من شعوب الإنسانية جمعاء....

   

     وأما دعوات أمريكا والغرب برمته لما يسمى بحل الدولتين فهو ليس إلا ذرا للرماد في العيون وسحرا متجددا يغسلون به ادمغتنا وعقول أجيالنا الحالية والمستقبلية ووعود وعهود فارغة من أي مضمون لأنهم لو كانوا جادين حقا بحل الدولتين لما وقفوا قلبا وقالبا مع ذلك الكيان الصهيوني منذ النكبة مرورا بالنكسة لغاية يومنا الحالي ودافعوا عنه في حروبه على الشعب الفلسطيني وشعوب جوار فلسطين وشعوب الأمة، ولما منعوا بالفيتو الأمريكي والأوروبي أي قرار يطرح ضده في مجلس الأمن والأمم المتحدة وحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الدولية، ولو كانوا صادقين حقا لنفذوا قرارات الأمم المتحدة ذات الشأن والخاصة بالقضية الفلسطينية على أرض الواقع،  أو لإستخدموا قوتهم على الكيان الصهيوني لتنفيذها، فالرهان على هؤلاء خاسر بكل ما تعنيه الكلمة من خسارة لأنهم جميعا صهاينة وغرب متصهين لا يقومون بأي عمل ولا يتخذوا أي قرار إلا لخدمة سياساتهم الأمريكية الغربية القائمة على الهيمنة والسيطرة وحماية ما يسمونه مصالحهم ومصالح كيانهم الصهيوني في فلسطين والمنطقة والعالم أجمع...


    ومحور المقاومة الفلسطيني والعربي والإسلامي والروسي والصيني وغيرهم  ورجال الله على الأرض وهم فصائل المقاومة وحركاتها وأحزابها  داخل فلسطين وخارجها والدول الداعمة لهم إيران وسورية هم من حطم إسطورت قوتهم الزائفة وجبروتهم وغطرستهم، وأثبت بأن ذلك الكيان الصهيوني وداعميه في أمريكا وأوروبا هم أوهن من بيت العنكبوت ورسخ قاعدة مهمة في منطقتنا والعالم بأن زمن الهزائم قد ولى ونحن نعيش زمن الإنتصارات المتلاحقة حتى نصل للنصر النهائي والتحرير الكامل لفلسطين والجولان ومزارع شبعا وللأرض والإنسان في منطقتنا والعالم أجمع، وكل إنتصارات الأمة في الماضي البعيد والقريب وآخرها إنتصار معركة ثأر الأحرار حطمت أوهام وأحلام عصابات الكيان الصهيوني وداعميهم بالتوسع والهيمنة وبأنهم دول لا تقهر ولا تهزم، وتلك الإنتصارات حققها المقاومين بصبرهم وثباتهم ودمائهم وقوتهم وإصرارهم وعدم خوفهم من تلك العصابات وداعميهم أو مسياستهم، والكيان الصهيوني وقادته وداعميه يعيشون اليوم في حالة هستيريا لأن أكاذيب قوتهم وهيمنتهم على المنطقة والعالم كشفت أمام شعوبهم ومشاريع توسعهم وهيمنتهم فشلت وهم يتخبطون ولا يستطيعون عمل أي شيئ مع هؤلاء المقاوميبن ومحورهم، وأجيالنا الصاعدة الذين يتدربون ليلا ونهارا على عدم الخضوع والخنوع والذل للمحتل الصهيوني ولداعميه ويجب مواجهتهم جيلا بعد جيل  بالمقاومة وفي كل مكان وزمان حتى نحصل على إحدى الحسنين إما النصر والتحرير أو الشهادة...


    لذلك على قادة الأمة العربية خاصة والذين سيجتمعون في قمة جدة في الأيام القادمة، وأيضا قادة الأمة الإسلامية بعربها وعجمها أن يتبعوا ويدعموا مقاومة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج  ومقاومة غزة ومقاومة حزب الله كما إتبعتها ودعمتها دول محور المقاومة إيران وسورية والذين بدورهم إستخدموا هذه القوة وتلك الإنتصارات لعمل تحالف دولي ضم روسيا والصين ودول أمريكا الجنوبية...وغيرها لتكون لصالح الأمة وقضاياها ولمناهضة ومقاومة محاولات الهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية والمتصهينة على منطقتنا والعالم،  وخسائرهم المتلاحقة وهزائمهم في منطقتنا وعجزهم أمام الإنتصار الروسي في أوكرانيا دليل قاطعا بأن تلك الدول منهكة ومنهارة وعلى حافة الهاوية لأنها هزمت في منطقتنا وفي كل مكان من العالم، والأيام والأشهر القادمة ستعلن هزيمتها رسميا، وستبدأ دول محور المقاومة العربي والإسلامي والعالمي بعمل متغيرات دولية جديد تثبت على أرض الواقع، والتي لم تحدث منذ مئة عام كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس الروسي في زيارته الأخيرة لروسيا ورد عليه الرئيس الروسي بوتين أوفقك الرأي...


      لذلك على قادة الدول العربية والإسلامية أن يتوحدوا ويقوموا بالإسراع أكثر بوتيرة حل كل الخلافات والنزاعات المفتعلة في منطقتنا من الصهيوغربيين، ولننسى الماضي وننظر للحاضر والمستقبل ليكون لنا أقطاب متعددة في المتغيرات الدولية  القادمة ويكون لنا أكثر من قطب وليعود دورنا الحقيقي والفعلي بين الأمم، كما قال وزير خارجية سورية المخضرم فيصل المقداد عند وصوله للسعودية في مطار جدة لحضور  إجتماعات القمة العربية المرتقبة لننسى الماضي وننظر للحاضر والمستقبل، وهي كلمات قوية ومهمة من أحد أهم أعضاء ومؤسسي محور المقاومة العالمي _ والذين يعلمون جيدا ما تفكر به إيران وروسيا والصين وغيرها من الدول لعمل تلك المتغيرات الدولية القادمة_  وهي رسالة لقادة العرب والمسلمين الذين سيجتمعون قريبا في جدة ويجب عليهم قراءة تلك الكلمات المختصرة  جيدا لأنها لمصلحتهم ومصلحة دولهم وشعوبهم والمنطقة والأمة كاملة ولأن هذا المحور العربي والإسلامي والعالمي المقاوم للهيمنة الصهيوغربية هو من سيكون له الكلمة العليا في المنطقة والعالم، وهو من سيحرر العالم من ظلم وهيمنة الصهيوغربيين ويحرر الأرض والمقدسات والإنسان في منطقتنا والعالم قريبا بإذن الله تعالى...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق