اخبار ذات صلة

الأحد، 11 ديسمبر 2022

الحاجة عزيزة توزع ١٠٠٠ وجبة يوميا رغم إرتفاع الأسعار وتحتضن العرب المغتربين بأمبابة

 



سها البغدادي 


سمعت عن سيدة تنشر المحبة والسعادة والسلام فى منطقة أمبابة منذ ٣٢ عاما وأكثر  وذلك بمبادراتها الخيرية فهي التى تقوم بإطعام ١٠٠٠ مسكين وفقير يوميا ، أخذني الفضول لكي أذهب إليها وأنشر عن الخير الذي تقدمه رغم إرتفاع أسعار الغذاء وكنت أظنها سيدة مسنة ولكني تفاجئت بأنها سيدة أربعينية فقد بدأت مشوارها الخيري فى مساعدة الفقراء عندما كان عمرها لا يتجاوز ١٦ عاما وتمتلك صفة لا يتميز بها إلا المقربين إلى الله وهى حسن التوكل على الله عز وجل وهذا ما ظهر أمامي عندما سألتها أنتى بتعملي إيه علشان تقدرى تستمري فى مواصلة العمل الخيري رغم كل المعوقات ، قالت لى أنا بقدم اللى موجود واللى بقدر عليه حتى لو رغيف عيش وقطعة من الجبنة وربنا أكيد لن ينسى عباده فالله هو الرزاق حتى لو السلع غالية ربنا أكيد مش هيقطع عمل خير بدأنا فيه وأكيد هيبعت رزق الناس دى .


أم العرب وأم للجنوبيين 


والعجيب أن الحاجة عزيزة لم تكتفى باطعام أهل مصر فقط بل أمتد عمل الخير لجميع العرب النازحين من الحروب والمقيمين داخل مصر ، وجدت عندها جنسيات عربية مختلفة ، وتفاجئت أيضا أثناء جولتى داخل الجمعية الخيرية بطالب يسمى ريان  بكلية الطب بجامعة حلوان من منطقة حضرموت ، يأتي كل يوم للتطوع فى العمل الخيري عندما ينتهى من المحاضرات  ، حيث يشارك دكتور ريان بوقته لعمل الخير فيقوم بتجهيز واعداد الطعام من أجل اطعام الفقراء ، ويشعر بسعادة بالغة وعدما سألته هل هذا العمل لا يؤثر على وقت المذاكرة كطالب بكلية صعبة مثل كلية الطب فقال لى أنا اشعر بالبركة والخير كما أن وجودى كمتطوع فى الجمعية الخيرية يشعرني أنى بوسط عائلتى فلا أشعر بالغربة على الإطلاق فمصر أم الدنيا وأشعر أن الحاجة عزيزة أمى الثانية التى احتضنتنى كأبن من أبناءها  وأعيش فى مصر وسط هؤلاء الطيبين الذين لم أشعر معهم ولو للحظة أنى غريب وهذا ليس بغريب على شعب مصر الكريم .


صاحبة السعادة 


الحاجة عزيزة عبد العليم، ابنة امبابة التى لقبها أهل شارعها بـ«صاحبة السعادة»  ، كرست حياتها لخدمة الفقراء والمحتاجين 


وعندما سألتها عن سبب عشقها لعمل الخير وبالاخص أطعام الفقراء والمساكين قائلت «من وأنا صغيرة بحب أشارك في مساعدة الناس وأقدم الطعام والأموال لكسب رضا الله وبدأت مشروعي الخيري بالقليل عندما نزلت من المنوفية إلى أمبابة فكنت أجيب الحلة وأطبخ وأطعم الفقراء وكانت فرحتي أكبر من فرحة الفقراء أنفسهم كنت بحس أني بطير فى الهواء من السعادة »


صناعة الخير 


على مدار ٣٠  عاما، جعلت الحاجة  «عزيزة»  صناعة الخير هدفا لها حيث أنها حتى أصبحت روحها بالعمل الخيري  بدأت بتحفيظ القرآن، ثم انتقلت للمشاركة في الأعمال الخيرية عبر العديد من الجمعيات الخيرية وبدأت بجمعية أحباب الكريم وكبرتها حتى أصبحت ملازا وملجأ لكل محتاج وفقير ولم تكتفي الحاجة عزيزة بإطعام المساكين بل أنها تساهم فى تجهيز العرائس بمساعدة أسرتها وأقاربها وأهل الخير ونجحت فى ذلك العمل الخيري  وتؤمن الحاجة عزيزة أن التعاون والتكافل سر من أسرار أمن واستقرار المجتمع لنشر المحبة والسلام بين جميع أفراد المجتمع ، فتفريج الهم وكشف الكرب عن الناس له سر عظيم ، فالخير فى أمتي إلى يوم الدين والتجارة مع الله ربحانة .


أحلام حقيقة 


لم تكتفي السيدة الأربعينية بتقديم ألف وجبة طعام يوميا بل أنها تسعى لتوصيل وصلات المياه والكهرباء للمنازل واعادة ترميم المنازل وتجديدها و عمل الأسقف وتوزيع الملابس فى الأعياد على الاطفال وتوزيع البطاطين كمبادرة للتدفئة ولم تكتفى بكل هذا بل انها تقدم الادوية للمرضى وتكفل الايتام وتأمل الحاجة ان يمتد عملها الخيري لكل دار فى كل محافظات مصر كما أن حلمها يمتد إلى كافة الدول الفقيرة بالوطن العربي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق