اخبار ذات صلة

الأحد، 11 ديسمبر 2022

المختبرات البيولوجية في أوكرانيا .. والمعلومات التي لا تريد واشنطن تأكيدها او نفيها

 

 


مختبرات بيولوجية سرية في أوكرانيا، تمولها الإدارة الأمريكية، تعمل على مشاريع سرية هدفها الرئيسي انتاج أسلحة كيميائية وبيولوجية "انتقائية"، كشف عنها الستار من قبل وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها على الأراضي الأوكرانية في شهر فبراير الماضي.

هذا ما دفع روسيا لاتهام اوكرانيا بتطوير أسلحة بيولوجية قبل ثمانية أشهر، في المؤتمر التاسع لاتفاقية الأسلحة البيولوجية، حيث رفعت موسكو الموضوع وقدمت بيانات جديدة حول الأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها.

ولكن بمراجعة الردود الرسمية الأمريكية، نرى بأن واشنطن اكتفت بالالتفات عن الأجابة وعرض الحقيقة، حيث تجنبت آنذاك السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض جين بساكي، في تغريداتها، الإجابة عن التساؤلات التي ترد حول المعامل البيولوجية الأميركية في أوكرانيا، لكنها وجدت الوقت الكافي لتتهم روسيا أنها تستعد لاستخدام هذه الأسلحة، من دون تقديم أي دليل على صحة كلامها.

ونائب وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، خلال جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ الأميركي، ذكرت أنَّ "إدارة بايدن تموّل بالفعل سلسلةً كاملةً من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا"، وبيّنت أنَّ "محتوياتها خطرةٌ جداً إلى درجةِ أننا نشعر بقلقٍ عميقٍ من أن تقع هذه المواد في أيدي الجيش الروسي".

بدوره، قال الصحافي الأميركي تاكر كارلسون لقناة "فوكس نيوز" إنّ التصريحات الأميركية "غيرُ موثوقةٍ"، مشيراً إلى أنَّ "نولاند وبساكي، أدلتا في وقتٍ واحدٍ تقريباً بتصريحاتٍ متناقضةٍ حول ما إذا كانت هناك مختبراتٌ بيولوجيةٌ سرّيةٌ تموّلها الولايات المتحدة في أوكرانيا".

تصريح آخر من الإدارة الأميركية أتى على لسان مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، أمس الخميس، التي أقرت بأنّ "أوكرانيا تشغّل أكثر من 10 مختبرات بيولوجية مرتبطة بمشاريع دفاعية وصحية"، مشيرةً إلى أنّ "الحكومة الأميركية قدّمت لكييف مساعدات في مجال السلامة البيولوجية".

وخطورة هذه الأسلحة تكمن في إمكانية تطويرها في الاتجاه الجيني، إذ يمكن أن تصيب أعراقاً معينة دون أخرى، ومن الواضح جداً وجود أنشطة خطرة تقوم بها الولايات المتحدة وأوكرانيا في هذه المختبرات، لأن تطوير الأسلحة البيولوجية في المسار السلمي يمكن أن يتم في مصانع معروفة، فلماذا عمل الجانبان الأميركي والأوكراني على تطويرها في مختبرات سرية؟.

والجدير بالذكر أن البشرية واجهت بالفعل شيئًا مشابهًا خلال جائحة كورونا بحسب العلماء والأخصائيين، فقد تم تسجيل غالبية الوفيات الناجمة عن الفيروس بين كبار السن والمرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة وكذلك ... ذوي البشرة السمراء، بحسب الجراح العام الدكتور جيروم آدامز.

بينما أشار البروفيسور جيفري دي ساكس (خبير/ مجلة لانسيت الطبية) في أكثر من مناسبة عن الأصل الاصطناعي لفيروس كورونا، الذي قال في احدى تصريحاته: "لا تزال أصول جائحة COVID-19 غير معروفة، ولكن ربما تكون قد حصلت على مساعدة من المختبر البيولوجي الأمريكي المتقدم".

ويستثمر البيت الأبيض مبالغ ضخمة في الأبحاث البيولوجية. فقد وقع الرئيس الأمركي جو بايدن في 18 أكتوبر 2022، استراتيجية الدفاع البيولوجي الوطنية وخطة تنفيذها. من خلال هذه الاستراتيجية، تنوي واشنطن إنفاق 88 مليار دولار لتوسيع أبحاثها البيولوجية العسكرية حول العالم. كما حصل البنتاغون على براءات اختراع لعدد من المشاريع التي تهدف إلى تطوير وسائل لنقل الحشرات المصابة، فضلاً عن تطوير وسائل رش المواد البيولوجية والكيميائية. وخلال العملية العسكرية الروسية على أراضي أوكرانيا، تمكن الجيش الروسي من العثور على عدد من الطائرات بدون طيار المعدلة لرش مواد كيميائية.

والهدف الرئيسي لواشنطن من انشائها لمختبرات بيولوجية في مناطق مختلفة من العالم هو زيادة هيمنتها العسكرية على العالم، ودرء المخاطر الصحية التي قد تنجم عن وقوع حوادث في هذه المختبرات، غير آبهة بخطورة العمل على مثل هذه المشاريع الخطيرة التي يمكن بأي لحظة أن تفجر وباءًا في العالم قد يفتك بالبشرية بشكل كامل، فأزمة فيروس كورونا لوحدها أودت بحياة الآلاف وكادت أن تركع بلادًا بأكملها.

والجدير بالذكر أن مجلة The Intercept، ألقت الضوء على عدد كبير من الحوادث التي طالت مختبرات بيولوجية، في إشارة منها إلى الخطر الذي تشكله هذه المختبرات.

حيث قامت بتحليل وثائق المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، تحديدًا تلك التي تتحدث عن العديد من الانتهاكات فيما يتعلق بمتطلبات السلامة من قبل موظفي هذه المراكز.

تحقيق المجلة استند إلى أكثر من 5500 صفحة من وثائق المعاهد الوطنية للصحة التي تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات عن سلسلة من الحوادث المؤسفة، منها: المعدات المعطلة، والأكواب المنسكبة، والقوارض المعدلة وراثيًا التي تجري في القاعة، وعدة حوادث حصلت أثناء تعامل العلماء مع الفيروسات القاتلة أو المنهكة في مختبرات عالية الأمان.


بقلم / رسلان داؤد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق