اخبار ذات صلة

الجمعة، 29 أبريل 2022

في يوم القدس العالمي محور المقاومة أصبح أقرب لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة...



       هو يوم عظيم وقرار حكيم أتخذ من قبل صاحب بصيرة ورؤيا طويلة الأمد ليذكر الأمة بالعودة لله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام لتنهض الأمة الإسلامية بعربها وعجمها وتتخلص من الوهن والضعف والهشاشة والفرقة وتلتقي وتتوحد على تحرير فلسطين كاملة ومدينة القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وغيرها من المقدسات الإسلامية والمسيحية من إيادي المحتلين الصهيوغربيين وقطعان عصاباتهم من المرتزقة المستوطنين...


      فعلم رحمه الله أن القدس هو من يوحد الأمة ويعيد كرامتها وقوة ماضيها العظيم وتاريخها المجيد لحاضرها ومستقبلها لتوجيه الأنظار إليه والعمل على تحريره، وكان يعلم رحمه الله بأن مؤامرات  الصهاينة وداعميهم في أمريكا وأوروبا وفتنهم وحروبهم لم ولن تنتهي على الأمة ودولها وشعوبها لتبقى الأمة ملتهية ومنشغلة بنفسها وفلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية محتلة بأيديهم وبذلك لن يجدوا من يطالب بتحريرها منهم أو يطالب بعودتها إلى أصحابها الحقيقيين  وهم الفلسطينيون ومن ورائهم العرب والمسلمين...


      لذلك ومنذ إنتصار الثورة الإسلامية على حكم الشاه البائد حضنت جمهورية إيران الإسلامية فلسطين وقضيتها ومقاومتها وبشكل علني وأمام العالم أجمع، ومنذ اللحظة الأولى من الإنتصار أمر قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني رحمه الله وأدخله فسيح جناته بإنزال العلم الإسرائيلي عن موقع السفارة بعد هروب السفير الصهيوني وطاقم سفارته من إيران إلى غير رجعة، وأمر برفع العلم الفلسطيني على موقع السفارة الصهيونية وطلب من الفلسطينين ومن المرحوم الشهيد ياسر عرفات بأن يرسل سفير لفلسطين ويستلم موقع السفارة، فكانت أول سفارة فلسطينية معترف بها على مستوى الدول في جمهورية إيران الإسلامية، 

وأيضا أمر رحمه الله بتخصيص يوم القدس العالمي حتى لا ينسى العالم العربي والإسلامي فلسطين والقدس وأمر بأن يكون في شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وشهر الجهاد والتحرير والإستشهاد والمقاومة والصبر والإنتصارات وأن يكون في آخر جمعة من الشهر المبارك...


      وبالطبع أصبح هذا اليوم المبارك يوما عربيا وإسلاميا وعالميا بإمتياز مع العرفان والتقدير والإحترام من الجميع لمن أمر به لأنه يذكرهم بالأرض المحتلة فلسطين والقدس وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية فالرحمة على روحه الطاهرة وأرواح شهداء إيران الإسلامية والأمة العربية والإسلامية كاملة الذين قضوا وهم يعملون ليلا ونهارا من أجل تحرير الأرض والأمة ودعم المقاومة بكل ما تحتاجه لإخراج المحتل الصهيوغربي من أرضنا وبرنا وجونا ومن ثم تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر ومن النهر إلى البحر...


    أمر الإمام الخميني رحمه الله بذلك اليوم حتى نعمل ليلا ونهارا لتحرير فلسطين والقدس من المحتلين الصهاينة ومن داعميهم الأمريكان، في وقت كانت بعض القيادات العربية الخليجية قد طبعت من تحت الطاولة مع الكيان الصهيوني وكانوا يذهبون لتل الربيع المحتل خفية كاللصوص أي ما سمي بتل أبيب ليلا ونهارا يسرحون ويمرحون بأحضان عاهرات الموساد الإسرائيلي ومنهن من تسلم مناصب عليا في دولة الإحتلال الصهيوني مثل تسيبي ليفني وإعترافاتها بذلك الأمر وغيرها الكثير، فإيران صادقة مع نفسها وشعبها وأمتها ومع فلسطين والقدس والمقاومة بالذات فدعمتها بكل ما تحتاجه من دعم لوجستي مادي وإعلامي وعسكري وغيره من أنواع الدعم دون خوف أو وجل أو نفاق لأمريكا وأوروبا  الصهيونيتين المؤسستين والداعمتين لعصابات اليهود وقطعان المستوطنين المحتلة لفلسطين...

   

     نعم إن إيران الإسلامية ومحورها المقاوم حضن فلسطين وقضيتها بعد أن وجد بأن بعض القادة العرب سيبيع فلسطين وشعبها مرات كثيرة مقابل بقاء عروشهم إلى يوم الدين، والأيام والأشهر والسنوات التي تلت الثورة الإسلامية والمؤامرات والحروب المفتعلة ضدها وإغتيال بعض قياداتها آنذاك وفي أيامنا الحالية كإغتيال شهيد القدس الحاج قاسم سليماني رحمه الله تعالى أكدت بأن إيران على حق وانها تعمل لصالح الأمة وقضيتها المركزية فلسطين، وأن رؤية إيران الإسلامية الحقيقية للضعف العربي ولهشاشة الأنظمة وتوغل الصهاينة بقرارات هؤلاء القادة الضعفاء كانت رؤية حقيقية ومستقبلية...


     لكن مخططاتهم الصهيونية لتجويع الشعوب المقاومة أثبتت فشلها لأنهم شعوب لم ولن ينسوا فلسطين ولن ينسوا دماء شهدائهم التي سقطت على ثرى تلك الأرض المباركة وهم يدافعون عنها، ويرفضون التطبيع بكل أشكاله مع ذلك الكيان الصهيوني ويطالبون محور المقاومة بتحرير فلسطين كاملة وطرد الصهاينة وداعميهم من فلسطين والمنطقة بأكملها، ويرفضون ويحاربون كل عمليات السلام المشؤومة القديمة والجديدة وكل سرقات القرن وإتفاقيات التطبيع المتصهينة ويعملون على نفيها من تاريخ الأمة بأكملها....


    أما بالنسبة للفلسطينيون فإن ما جرى في الماضي من إنقسام خارجي وما زال في الدول العربية والإسلامية أدى إلى إنقسام داخلي مخزي أثر على القضية برمتها وأجل تحرير فلسطين الأرض والإنسان وما زالت نتائج ذلك الإنقسام تؤثر على الفلسطينين وعلى الدول التي دعمت مقاومتهم ضد المحتل الصهيوني وداعميه، لذلك يجب أن ينتهي ذلك الإنقسام المجحف بحق  الفلسطينين وعلى فتح وحماس وكل الفصائل الفلسطينية أن تعمل على تحقيق المصالحه الوطنية الشاملة والجامعة لكل أبناء فلسطين في الداخل والشتات، ليتم عمل إنتخابات رئاسية جديدة ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة من كل الفصائل الفلسطينية برئاسة شخصية فلسطينية حرة شريفة مقاومة تعيد كل الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية لتعمل معا من أجل المقاومة والتحرير فقط والخلاص من أي عمليات سلام مشؤومة لم تكن يوما إلا لصالح عصابات الصهاينة ليأخذوا وقتهم بتنفيذ مخططاتهم التلمودية المزورة في فلسطين وفي المنطقة والعالم أجمع وهذا ما جرى بعد عمليات السلام المرسومة والمشؤومة مع فلسطين والأردن تم بعدها تنفيذ مخططات الثورات المفتعلة وبعد فشلها صفقات وسرقات القرن وبعدها عمليات التطبيع المخزية....


    وبالنسبة لإيران فإنها كانت وما زالت وستبقى داعمة لمقاومة فلسطين ومقاوميها وكل مقاومي المنطقة والعالم  وكان قادة  جمهورية إيران الإسلامية دائما يعملون على إنهاء ذلك الإنقسام العربي والفلسطيني ويؤكدون للجميع بأن ذلك الإنقسام أكبر خطر على فلسطين وإن لم ينتهي للأبد فإنه سيؤدي إلى تصفيتها نهائيا وهذا ما يخطط له الصهاينة وداعميهم الأمريكان والأوروبيين ووكلائهم وعملائهم في منطقتنا، لكن للأسف الشديد لم تجد آذان صاغية في ذلك الوقت لأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم أقوياء وسينفذون مخططات أسيادهم في منطقتنا خلال عدة أسابيع وإستمرت إحدى عشرة سنة وما زالت مستمرة رغم أن كل أحلامهم ومشاريعهم هزمت وتم رميها في مزابل التاريخ، والآن يحاولون التقارب من إيران والعراق وسورية واليمن ومدراء أجهزة إستخباراتهم تتنقل بين عواصم الأمة طهران وبغداد ودمشق...


    وإيران الإسلامية كانت دائما وما زالت تنادي بتلك اللقاءات بين دول المنطقة وقادة الأمة لتتوحد الأمة وتنهض وتحافظ على خيرات أرضها وبرها وجوها من أية أطماع خارجية، وحاليا ورغم كل العقوبات الصهيوغربية منذ قيام الثورة الإسلامية 1979 لغاية أيامنا الحالية إلا أنها كانت وستبقى قوية متماسكة ومقاومة وتقاوم الحصار والعقوبات الظالمة والمخططات الصهيوأمريكية وستنتصر عليها جميعا بعون الله لها، وما يجري من إنتصارات هنا وهناك وفي لقاءات فينا بخصوص الإتفاق النووي دليل على ذلك...


    لأن إيران الإسلامية أعدت لأعداء الله والرسل والأمة والإنسانية ما إستطاعت من سلاح ومال وقيادات لا تخاف إلا الله سبحانه وتعالى ولا تهاب الموت بل تعشق الشهادة في سبيل الله وهم جنود الله على الأرض وستنتصر هي ومحورها وبالرغم من كل المؤامرات عليها والعقوبات والتي تزداد يوما بعد يوم عليها منذ قيام الثورة الإسلامية لغاية أيامنا الحالية، وأمريكا وأوروبا المتصهينين والصهاينة والمستعربين والمتأسلمين يعلمون جيدا بأن جمهورية إيران الإسلامية هي قائدة المنطقة والأمة وهي من ستعيد وحدة الأمة من جديد بكل طوائفها ومذاهبها وهي من سيرفع لواء الأمة  وهي من سيخرج المحتلين الأمريكان والأوروبيبن وعصاباتهم المختلفة والمتنوعة وبكل وجوهها من المنطقة وهي من سيحرر فلسطين كاملة بإذن الله تعالى وعونه لها...


     وإيران وبحمد الله تعالى أصبحت قوة كبرى لا يستهان بها ومخطئ من يقول بأنها ضعفت بل بالعكس إنها في قوة تصاعدية ولن تنزل أبدا لأن الله أراد لها ذلك لتحمي الأمة وخيراتها وثرواتها ونفطها وغازها وبرها وجوها وبحرها وتحرر فلسطين والمقدسات، وأيضا هناك دولا عربية أخرى ضمن المحور  مثل الجزائر وتونس رغم الفتن التي تدار حاليا من داخلها لإشعالها كما جرى في دول عربية أخرى لكنها ستبوء بالفشل، وأيضا الأردن ورغم المؤامرات والضغوطات الخارجية والداخلية إلا أنه سيبقى متمسكا ومدافعا عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى أن يتم تحريرها ومتابعة الملك عبدالله الثاني حفظه الله لما يجري في القدس والمسجد الأقصى وبالذات في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وأحياء مدينة القدس وبالذات منطقة الشيخ جراح من إنتهاك علني ووقح للمقدسات الإسلامية والمسيحية ولأراضي وبيوت الفلسطينين هي متابعات ومواقف عز وفخار...


    وها هي جمهورية إيران الإسلامية ومحورها المقاوم في منطقتنا ولأنهم يسيرون  على تنفيذ هذا الواجب الديني الشرعي والأمر الإلهي بمحاربة أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء اليهود الصهاينة يحققون النصر تلو النصر وينتصرون في كل الميادين السياسية والدينية والعسكرية والإعلامية والإقتصادية، وهم في يوم القدس أقرب إلى تحرير القدس وفلسطين كاملة والجولان ومزارع شبعا، لأنهم نصروا الله ونصرهم مرات عدة إلى أن يتحقق النصر الإلهي بالتحرير الكامل لفلسطين ولمنطقتنا وأمتنا والإنسانية جمعاء قريبا بإذن الله تعالى...

    

     والصهيوأمريكيين والأوروبين يعلمون قوة إيران ومحورها في المنطقة والعالم وعبر تصريحات قادتها تقول بأنه غير وارد الدخول في صراع او حرب مع إيران ليس لأن أخلاقهم تمنعهم من ذلك ولكن لأنهم يعلمون عن قوة إيران العسكرية وعن العواقب التي ستكون وخيمة على رأس أمريكا وجيوشها المنتشرة في المنطقة وعلى ربيب أمريكا الكيان اليهودي الصهيوني المسمى بدولة إسرائيل، والذي يحرض على إيران ويهدد بشكل علني وفي كل تصريحات قادته السابقين واللاحقين وآخرهم المعتوه بنت   وعصابات حكومته النازية...

    

    وإيران بإذن الله تعالى ستبقى داعمة لمحور المقاومة وللمقاوميين والدول والشعوب المظلومة والمحاصرة في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وفي كل مكان من المنطقة والعالم، وسيتم تحرير كل شبر من الأراضي العربية والإسلامية بل تحربر الأرض والإنسان من الظلم والإستكبار والطغيان الأمريكي  وعصاباته الصهيونية المجرمة وغيرها من المسميات التي تطلقها على عملائها وجنودها ومجنديها وتنشرها في دولنا والعالم لتنفيذ مخططاتهم الصهيونية التلمودية المزورة في منطقتنا والعالم و بإذن الله تعالى لأن الله لهم بالمرصاد ووعدهم بأن يرسل عليهم عبادا له من ذوي البأس الشديد يصولون الديار ويدخلوا  المسجد كما دخوله أول مرة ويتبروا تتبيرا....وهؤلاء هم عباد الله من محور المقاومة والدول العربية والإسلامية الداعمة لهم الذين سينهون خرافة بني صهيون في فلسطين والمنطقة والعالم إلى الأبد....           

 

     ولا ننسى بأن إيران لها حلفاء أقوياء أيضا مثل روسيا والصين والإتفاقيات الآخيرة الموقعة بين تلك الدول دليل على الوفاق المشترك والطويل بينهم لا الخلاف كما كان يروج الإعلام الصهيوغربي عربي، وهم مخطئون لأنه حلف قوي ويخطئ من يستهين بمحور مقاومة إيران الإسلامية العربي الإسلامي والعالمي الإيراني العراقي السوري واليمني وحركات المقاومة في لبنان وفي غزة فلسطين بل وكل فلسطين وروسيا والصين وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية ....وغيرها من الدول

كالأردن وتونس والجزائر ومصر....وغيرها من الدول العربية والإسلامية والعالمية التي ستنضم لمحور المقاومة لتخلص الإنسانية من الصهيوغرببين ومخططاتهم ومشاريعهم ومن عصابات بني صهيون إلى غير رجعة والله على نصرهم لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير...

     

    وأخيرا نقول بأن يوم القدس العالمي هو بوصلة الأمة الحقيقية إتجاه خيار المقاومة الذي سيحرر فلسطين كاملة، والذي بدأ منذ اللحظة الأولى التي أعلن عنه إلى يومنا الحالي وسيبقى إلى أن يتم التحرير كاملا لفلسطين ومدينة القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وغيرها من المقدسات الإسلامية والمسيحية، والمقاومة خيار للأمة كاملة  وحمل السلاح والكفاح المسلح واجب شرعي من الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لمحاربة أعدائهم وأعداء الأمة والإنسانية جمعاء والدفاع عن الأمة ومقدساتها، والتحرير قادم كما وعدنا الله ورسوله عليه الصلاة والسلام قريبا، يرونه بعيدا ونراه قريبا بعون الله تعالى لمحورنا المقاوم المنتصر دائما...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق