اخبار ذات صلة

الأحد، 30 أبريل 2023

السودان إلى أين يتجه وماذا يخطط له في الغرف المغلقة ودهاليز السياسية الصهيوأمريكية الأوروبية في الأيام القادمة....؟


 

       الأمور تزداد تعقيدا وتتشعب عقدها كلما توسعت رقعت الحرب العبثية الدائرة وتكاثر أطرافها في السودان داخليا وخارجيا بعد مرور إسبوعين على إطلاق رصاصة الفتنة الأولى بين العسكريين والتي لا يعلم من أطلقها إلا الله بخضم الإتهامات الكثيرة والمتنوعة والمتشعبة التي يطلقها الطرفان المتنازعان ودخل الأسبوع الثالث والسيناريوهات الهوليودية بدأت تظهر وبشكل سريع، فخروج الرئيس السابق البشير وطاقمه من السجن لم يكن صدفة وكأن مفتاح السجن معهم من الداخل والبيان الذي أدلى به مساعد البشير أحمد هارون يؤكد بأن هناك مخطط كبير للسودان أولا ولكل دول أفريقيا ثانيا وبالذات التي خرجت عن السيطرة الأمريكية والأوروبية ولجأت إلى روسيا والصين وإيران وتركيا وهذا الأمر لم يعجب أمريكا واوروبا بأن يكون هناك أي دور لروسيا والصين وإيران وحتى لتركيا حليفتهم في حلف الناتو، فهم يريدون أن تبقى سيطرتهم على كل دول آسيا وأفريقيا بل كل الأرض وما عليها...


    فخروج الرئيس البشير ومن معه من قيادات سابقة إما أن يكون من قبل إستخبارات الجيش او أجهزة أخرى تابعة للجيش وبيان أحمد هارون قد يكون إما بضغوط عسكرية عليا ليلتف الشعب السوداني حول الجيش فقط دون القوات المسلحة الأخرى في معركته أو إنتقام من أحمد هارون ضد حميدتي والذي كان بينهم خلافات كبرى زمن البشير وكان البشير هو من يصلح بينهم لأنه قائد كان يعلم حجم المؤامرات الداخلية والخارجية على القوات المسلحة السودانية بشكل عام، الامر الذي فتح المجال للسودانيبن جميعا مدنيبن وعسكريين مع البشير او ضده يتراشقون الإتهامات فيما بينهم ويدعون بأن فلول البشير هي الطرف الثالث الذي أشعل هذه الحرب، وهذه المصطلحات إسطوانة مشروخة سمعناها كثيرا فيما مضى تبريرا لعجز السياسيين والعسكريين في دول أخرى سابقة من إقامة الدولة القوية بما تعنيه من كلمة والحفاظ على مؤسساتها العسكرية والمدنية وحدتها وشعبها ومقداراتها وثرواتها،            وهنا من يتابع تصريحات الأمريكيين الصهاينة وآخرها إعطاء الأمريكيين فترة ٤٨ ساعة للخروج من السودان، يعلم بأن هناك مخطط كبير للسودان لم ينفذ في الماضي القريب سيتم تنفيذه حاليا من خلال هذه الحرب العبثية المفتعلة، ومن يتابع حركة البوارج الأمريكية في المنطقة وتصريحات المحللين الأمريكيين العسكريين والمدنيين ومنها وكما يصرحون كلام حق يراد منه باطل وشر للسودان بأنه لم يعد هناك ثقة بالجنرالين لأنهما لم يلتزما بالهدن المتتابعة، وأن الجنراليين هما من إنقلب على حكومة حمدوك السابقة، والهدف من كل ذلك هو ضرب القوات المسلحة السودانية أي الطرفين المتنازعين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وغيرها من الأجهزة الأخرى وتفتتيت كل القوات المسلحة السودانية حتى تقوم أمريكا بإيصال السياسيبن التابعين لها لسدة الحكم وخلال تلك الفترة أي بعد الضربة القوية للطرفين أي للجنرالين وقواتهما سيتم وضع حاكم إداري على السودان كبريمر في العراق،  ويتم تشكيل جيش سوداني جديد بقيادة جديدة تابعة لأمريكا قلبا وقالبا وهي الخطة نفسها التي أستخدمت في تدمير الجيش العراقي والجيش الليبي كما حاولوا تدمير الجيش السوري في عشرية النار لولا أن ثبته الله وثبت قائده المقاوم بشار الأسد فبقيت الدولة السورية والحمد لله بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية قائمة قوية صلبة شامخة منتصرة على كل المؤامرة الكونية التي حيكت لها في الغرف المغلقة ودهاليز السياسة الصهيوغربية المجرمة والقاتلة للبشرية جمعاء...


     وأنا ذكرت في مقالات سابقة بأن الهدف هو تدمير القوات المسلحة والجيوش بكل تصنيفاتها في كل دولنا للسيطرة على المنطقة برمتها، وبذلك تسيطر امريكا على السودان وثرواته النفطية والغذائية والذهب الذي من خلاله ستحافظ  أمريكا على قيمة دولارها المنهار بعد الحرب الأطلسية على روسيا في أوكرانيا وقيام روسيا والصين وغيرها من دول محور المقاومة المناهض للصهيوأمريكيين والغربيين عامة ولمشاريعهم الشيطانية في منطقتنا والعالم بالتعامل مع الدول الأخرى بالعملات الوطنية لروسيا والصين ولكل الدول التي تتعامل معها وهذه كانت صفعة قوية لأمريكا أدت إلى تخبط مالي لديهم ادى إلى إعلان إفلاس بعض البنوك الأمريكية والأوروبية وفي الأشهر القادمة ستنهار عملاتهم والكثير من بنوكهم وحيتانهم الماليين والإقتصاديين الذين حاولوا التحكم بدول المنطقة والعالم من خلال الدولار الأمريكي المنهار قريبا بإذن الله تعالى...


     وأيضا في السودان الإنقسام والخلاف ليس فقط بين العسكريين وإنما بين المدنيين وبين الشعب السوداني بكل فئاته  وقومياته وقبائله وعشائره كما نرى ونسمع عبر من يتم اللقاء معهم في القنوات الفضائية المختلفة فمنهم من هو مع الجيش قلبا وقالبا ومنهم مع قوات الدعم السريع ومنهم يرفض الطرفين، ومنهم من يطالب الطرفين بالتهدئة والوفاق والجلوس على طاولة الحوار لحل كل الخلافات العسكرية والمدنية وهؤلاء هم من يريدون مصلحة السودان والسودانيين لكن لا أحد يستمع لهم أو أن رأيهم غير مسموع لكثرة المختلفين والأدوات والعملاء الذين يتبعون سفارات خارجية وينفذون أجنداتها الحالية والمستقبلية في السودان،ومن يقول بأن الطرف الثالث أو الدولة العميقة للبشير هم فقط من تلاعب لإشعال هذا الحرب هم مخطئون فهناك أكثر من طرف ثالث وبعضهم من  السياسيين المدنيين داخل السودان وخارجه ومن العسكريين سواء الجيش والذي لم ولن ترضى بعض قياداته العليا بالتقارب الذي جرى بين البرهان وحميدتي ولم ولن ترضى بمنصب رئيس مجلس السيادة الذي أعطي لحميدتي ولم ولن ترضى بأن يبقى هذا التقارب خوفا على مناصبها العليا وخوفا من تسلم حميدتي وبعض قادته مناصب عليا في حال تم دمجهم مع الجيش السوداني،  والدعم السريع أيضا يطمح بعد كل تلك الحروب التي خاضها مع أو نيابة عن الجيش داخل السودان وخارجه من أن يتم إعطائه وقادته مناصب عليا في الجيش والقوات المسلحة وفي العملية السياسية والعسكرية المستقبلية، وهذه من الخلافات التي كانت قائمة بين قادة الجيش والدعم السريع، والطرف الآخر من اللاعبين هو من المدنيين السياسيبن على سبيل المثال ما سمي أو يسمى بقوى الحرية والتغير وهم مجموعة من الشباب السوداني تم إعدادهم من الخارج في مخطط الثورات المفتعلة الصهيوأمريكي السابق ومعظمهم يحمل جنسية مزدوجة وقد يكون هم وبأوامر خارجية أمريكية أوروبية صهيونية قد أشعل شرارة هذه الحرب المفتعلة لتنفيذ مخططات أسيادهم بتفتيت القوات المسلحة السودانية سواء الجيش أو قوات الدعم السريع وإستنزافها نهائيا ليتم ضربها من قبل أمريكا ومن ثم يتم السيطرة على السودان وثرواته وقراره بشكل كامل والدليل أن كل منتسبي قوى الحرية والتغيير قد غادروا السودان عن طريق السفارات الأمريكية والأوروبية، وكأن الأمور جاهزة لهم بفتح منصات وأبواق إعلامية خارجية لزيادة الفتنة والتشكيك بين قيادة الجيش والدعم السريع لبقاء الحرب العبثية دائرة ويبقى سفك دماء السودانيين الأبرياء مستمرا، بل ويطالبون مجلس الأمن الدولي بفرض الفصل أو المادة السابعة أي بتدخل دولي وأمريكي بالذات كما طالب به أمثالهم من الأدوات التنفيذية للصهيوأمريكيين والأوروبيبن سابقا في العراق وسورية وليبيا.... وغيرها، وهذا الفصل السابع وإتخاذه أو الموافقة عليه من قبل مجلس الأمن هو أصبح ذريعة ومبرر لأمريكا بالذات لضرب الدول العربية...وغيرها للسيطرة عليها وإحتلالها بإسم القانون الدولي وقد يحدث ذلك الأمر إذا بقيت الحرب مشتعلة من قبل الجنرالات العسكريين وبتحريض من الداخل والخارج من بعض التيارات السياسية السودانية وبعض العسكريين..


    وأنا في مقالة سابقة حملت المسؤولية كاملة سواء في القرارات السابقة لرئيس مجلس السيادة البرهان ولكل ما يجري في السودان لأنه هو القائد وكان عليه أخذ الحيطة والحذر من كل المتآمرين على السودان من الداخل والخارج وكان عليه أن يكون صاحب قرار وسلطة ولا يأخذ او يوافق على أي قرارات خاطئة كالتطبيع مع الكيان الصهيوني أو إرسال قوات من الدعم السريع لقتل الشعب اليمني بما سمي التحالف العربي آنذاك، وكان عليه إستيعاب الدعم السريع وقادته بما أنهم رفاق السلاح وجزء رئيسي في القوات المسلحة السودانية وبدل فرض مدة سنتين لدمجهم وهم طالبوا بعشرة سنوات كان المفروض أنه أبقى الحوار بينهما مستمرا إلى أن يصلوا لحل وسط لكل الخلافات بينهم وأعطى مدة خمسة او ستة سنوات للدمج وتوزيع المناصب العسكرية المختلف عليها وأمام كل الشعب السوداني والعالم، وبذلك كان تم حقن دماء العسكريين والذين لا نعلم عدد قتلاهم وإصاباتهم، والمدنيبن الأبرياء الذين وصل قتلاهم لأكثر من ٤٥٠ قتيل وأكثر من ٢١٠٠ مصاب وبعضهم إصاباته خطيره وكل هؤلاء دمائهم في رقاب الجنراليين البرهان وحميدتي والذين لم ولن يكون بينهم منتصر بل المنتصر فيهم خاسر بكل ما تعنيه الكلمة وكما قال مبعوث الأمم المتحدة فولكر بأن المنتصر سيكون منبوذا من قبل كل المجتمع الدولي، لذلك يجب على البرهان وحميدتي أن يوقفوا لهيب النيران الذي يأكل بالسودان والسودانيين وسيوصلهم للهاوية والدمار وإستنزاق قوتهم وتهجير الشعب السوداني ونهب لثرواته وخيراته وإحتلاله من قبل المخططين الرئيسين لكل ما جرى في السودان وما زال يجري وهم الصهيوأمريكيين والأوروبيبن   فإذا لم يكونوا أصحاب قرار حقيقي بإنهاء هذه الحرب العبثية والعودة للحوار والإتفاق وحل كل الخلافات فإنهم سيسلمون السودان للإحتلال الصهيوأمريكي وفقا للفصل السابع وفيما بعد ستتم محاكمتهم كمجرمي حرب هم وقادتهم المقربيين منهم والذين ساعدوا بالفتنة بينهم خوفا على مناصبهم العليا وقد بدأت الأبواق الخارجية بأخذ مثل هذه الإجراءات القانونية ضدهم في الخارج....


    وإذا لم يتم إيقاف الإتهامات بين الطرفين كمتمردين وإنقلابيين وغيرها من الإتهامات ويجلس البرهان وهو صاحب السلطة العليا في السودان للتفاوض مع حميدتي في أية دولة عربية او إسلامية إفريقية كما صرح سابقا برفضه التفاوض مع حميدتي وسيتم سحق قوات الدعم السريع قريبا وهذا هراء في العلم العسكري لأن تدريبات الدعم السريع منذ نشأتها كانت لحرب المدن والشوارع وأيضا لحرب الحدود الخارجية ولن ينتصر أحد على أحد وستبقى الحرب دائرة إلى أن يتم قتل كل الشعب السوداني البريئ من تلك الأفعال المجرمة العسكرية والسياسية، وإذا بقيت الحرب مشتعلة يجب على الدول العربية والإسلامية والإتحاد الإفريقي أن يقولوا لأمريكا وبصوت مرتفع نرجوا منك عدم التدخل بأمورنا وشؤوننا في المنطقة برمتها لأن تدخلك في دولنا لم ولن يجلب إلا الشر وإنهيار الدول وقتل الشعوب وتهجيرهم ونهب خيراتهم وثرواتهم وبقاء المنطقة مشتعلة بفتن شيطانية متجددة إلى يوم البعث، ونحن من سينهي هذه الحرب العبثية لإعادة الأمور إلى نصابها في السودان سواء بالحوار المدني والسياسي مع الطرفين المتنازعين أو بتشكيل جبهة عسكرية عربية إسلامية إفريقية كقوات حفظ سلام فقط لإيقاف الحرب بين الطرفين وحقن دماء السودانيين الأبرياء ولإعادة  الحوار بينهم وإنهاء كل الخلافات وعودتهم إلى ثكناتهم العسكرية وتشكيل حكومة مدنية مؤقتة لمدة عام فقط يتم من خلال هذه المدة تحديد موعد للإنتخابات الرئاسية والبرلمانية وبقاء الحكومة أو تشكيل حكومة مدنية جديدة وبذلك يتم إعادة السودان إلى مكانته ودوره الحقيقي بين الدول العربية والإسلامية والإفريقية والدولية...


أحمد إبراهيم احمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق