اخبار ذات صلة

الجمعة، 9 ديسمبر 2022

اجمل ما قيل في عشق الجنوب بقلم معمر الضالعي

 



كتب ..   سها البغدادي 


تحليل ادبي وفلسفي لقصيدة ( حماك الله يا قمرُ) للمهندس معمر صالح الضالعي . والتي بعد قرائتها عدة مرات تجلت بها معاني العشق والحب الأزلي للجنوب ، ذلك الوطن الذي تزحف لاجله قوافل التحرير والنضال ، فترتقي شهدائها الى السماء و ثخن جراحها وتضرب و تتعرض للخيانة ، تلك القوافل تزحف على اثرها التتر ، وهو وصف لاعداء الجنوب بالهمجية وعمليات الإبادة التي يتعرض لها شعب الجنوب على اياديهم ، فيجد المهندس نفسة معتذراً نيابة عن تلك القوافل ليقول  لا تلومنا ايها الوطن الحبيب عن تأخرنا في الوصل اليك واستعادة حرية وكرامة الجنوب.


لنقف دقيقة مع هذه الابيات :

——

ما تدرين  يا حسناء ، كم تاهتْ قوافلنا ... 

وكم ضُللنا  في سفرٍ ... بمن خانوا ومن  غدروا...  


أما تدرين كم أُثخنّا ، كم أُعرجنا .... وكم أسرت قوافلنا....

وكم  ضُربت  قوافلنا ...  

بمن لم يكتبوا سفْراً .....

و من لم يقرعوا وترُ. 

———-

في القصيدة تتجلى ملهمة المهندس ، الامرأة الجميلة فيجد نفسة يتحدث عن عشق وحب لتلك الملهمة وذلك الوطن الذي صوره في دجى عيناها ، و انسياب شعر الضوء على فستانها النضرُ.

عندما تقرأ الابيات الأولى فانك تجد بكل بساطة كلمات توصف امرأة رائعة الجمال وبحب لا يوصف كتبت الابيات الأولى:


رحلت مواريا عني دجى عينيك يا قمر ُ.

وشعر الضوء منسابُ على فستانك النضرُ.

وفي أعماقك الالماس والياقوت ... والدررُ.


قمة الروعة في ذلك الوصف التي انطلقت به القصيدة ، وبروعة المرأة الجميلة التي كانت ملهمة المهندس في هذه القصيدة والذي قد نعرفها او لا نعرفها ولكن ملهمة استحقت ان توضع في أوصافها الوطن ، فلابد انها قد استحقت ذلك ، وهنا يتجلى تقدير المهندس معمر و رفعه  للمرأة ومكانتها ، حتى أصبحت رمز للوطن وحبه وعشقه.


في القصيدة يتحدث الى تلك الجميلة والى الوطن ، الجميلة التي أشاحت وجهها عنه عتباً عن تأخره في الوصول ، فيطلب منها ان تلتفت اليه ليشرح تلك الأسباب وما الذي واجه هو وتلك القوافل  في تلك الاسفار في الطريق اليها ، وهو بذلك يشرح كل ما تعرضت له قوافل النضال في مسيرتها نحو تحرير واستعادة دولة الجنوب ، فيجد نفسه مقصراً ومعتذراً لذلك الوطن الحبيب ،  و يطلب الصفح .

ولكي نترك المزيد من التأمل للجميع في هذه القصيدة  الذي نجد له حب وعشق لامرأة استحقت ان تكون الملهمة لحب الوطن الذي تحدث الشاعر عن قوافله التي تستمر في السير للوصول الى الحرية والكرامة مهما كانت العوائق . فنجد أنفسنا مع قصيدة تروي قصتين بمنتهى الجمال ،

الوطن الرائع ، وتلك الرائعة التي استحقت ان يوصف بها الوطن .


سأترككم الان مع القصيدة لمزيداً من التأمل بقصيدة استحقت ان تكون اجمل ما قيل في عشق الجنوب.


حماك الله يا قمرُ.

————————

المهندس /  معمر صالح الضالعي.

———————— 


رحلت موارياً عني دجى عينيك يا قمرُ.

وشعر الضوء منسابُ على فستانك العطرُ .

وفي أعماقك الياقوت والالماس .... والدررُ



وحين رجعت يا حسناء لم ألقى سوى حجر ... وفي أعماقهِ حجرُ.


أديري وجهك نحوي ...

لأنظر في دجا عيناك ..... يأقمرُ


اديري وجهك نحوي ...

لأعرف كيف ابدو  الان في عينيك .... يا قمرُ.


أديري وجهك نحوي...

فهذا القب من سهميك .... يا عيناي يحتضرُ...


انا بشرُ... انا بشرُ ..... انا بشرُ.  


انا بشرُ ، يعيش بقلبه يا نبض قلبي ، الكون و البشرُ.


انا بشرٌ  ... وفي قلبي تمرُ الف قافلة ...

 تحث خطاها في سفرِ ... ودونه ... دونه سفرُ. 


اديري وجهك نحوي ...

لتصمت في فمي الكلمات ملىء الصمت من صمت...


و ما في الصمت من أخبار يملئ صمتها الخبرُ.....


اديري وجهكِ نحوي .... لأفراح حين ألقى النور ...

 

وأن كنت قضيت الليل في سهرٍ ، يطوف حوله سهرُ وفي أعماقه سهرُ.


حماك اللهُ .... يا قمر ُ

 

أديري  وجهك نحوي ...

بلا لومٍِ ولا عتبٍ .....

فما حملتُ من حملٍ ينوء بألفِ قافلةٍ ...

يحث خطاهُ ... في أعقابها التترُ. 


أما تدرين  يا حسناء ، كم تاهتْ قوافلنا ... 

وكم ضُللنا  في سفرٍ ... بمن خانوا ومن  غدروا...  


أما تدوين كم أُثخنّا ، كم أُعرجنا .... وكم أسرت قوافلنا....

وكم  ضُربت  قوافلنا ...  

بمن لم يكتبوا سفْراً .....

و من لم يقرعوا وترُ. 


فرفقاً فينا أنت الرفق يا قمرُ.


وان ضاقت بك أعذاري...

حتى غدت لك الأعذار من أعذاري تعتدرُ.


فأنتي في الوطن وطني

وانتي الزاد والسفرُ.....


وانتي الجنة الأولى ...

وانتي النور والنظر ُ. 

ولو خُيرتُ اين تكون  جناتي .... 

حين تبدل لأكوان والأزمان ..

ويختفي فيهما الأثرُ.


لقلت في دجى  عيناك ...

يا عيناي .... يا قمرُ


لقلت فيك .... منك ، إليك بين  جمالك النظِرُ. 


لقلت في ذراعيك وبين يديك ....  يا قمر 


فداك القلبُ ، نبض القلب.

...

حماك الله .... يا قمرُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق