اخبار ذات صلة

الأربعاء، 16 مارس 2022

أحد عشر عاما على المؤامرة الكونية على سورية...وسورية صامدة ومنتصرة رغم المأساة التي تنتظر الحل... فهل من حل في الأفق...؟


    منذ بداية الأحداث في سورية والكل يعلم بأنها مؤامرة كونية فرضت عليها وتم التخطيط لها في الغرف المغلقة الصهيوأمريكيين والأوروبيين وبعض دول المنطقة التائهين بحب الغرب المتصهين والكيان الصهيوني والمطبعين معهم هذه الأيام، فالحرب بدأت سياسية وإعلامية لتحقيق الأهداف، ومباشرة أصبحت عسكرية كحرب عصابات إرهابية ومجرمة وإستخدم خلالها السلاح بكل أنواعه ومنها المحرمة دوليا ضد الشعب السوري والجيش والقيادة ومحور المقاومة ...


     وهذه المؤامرة كانت من أشد المؤامرات التي مرت على سورية خاصة وبلاد الشام عامة بل والأمة كاملة عبر التاريخ وكان هدفها الرئيسي إسقاط القيادة والدولة السورية ومن ثم تقسيم سورية إلى عدة دويلات على أوتار طائفية ومذهبية وقومية لتبقى مقسمة إلى يوم الدين....


     وأيضا وخلال تلك الحرب تم نهب خيرات سورية النفطية القليلة بالنسبة للدول النفطية الكبرى في المنطقة، 

وحسب تقارير سورية ومنظمات دولية فقد بلغت  خسائر قطاع النفط منذ بداية المؤامرة 100 مليار دولار تقريبا نهبت من قبل عصابات الدواعش وداعميهم في تركيا وأمريكا وقوات قسد الكردية العميلة والإرهابية...

 

       هذا غير المهجرين خارج سوريا وداخلها 5.600 ملايين سوري فروا من العصابات إلى الخارج، ومثلهم في الداخل السوري بدمشق وغيرها من المحافظات السورية، و 80 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر والجوع بسبب الحصار والعقوبات وقانون قيصر الظالم أي 12 مليون سوري يعانون الفقر والجوع وتقطع الماء والكهرباء، ومقتل نحو 400 ألف سوري مدني وعسكري خلال المؤامرة الكونية على سورية، هذا غير نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى لمعالجة المصابين والمرضى، وقانون قيصر الظالم والعقوبات الإقتصادية منعت الدولة السورية من معالجة المصابين بفايروس كورونا وغيرها من الأمراض الأخرى والخطيرة كباقي دول المنطقة والعالم...


     وللأسف الشديد أن بعض السوريين التائهين ساروا مع هذه المؤامرة الكبرى وعلى كافة المستويات السياسية والعسكرية والشعبية، وكان كل المتآمرين يتوقعون سقوط القيادة والدولة خلال أيام أو إسبوع أو شهر أو عدة شهور والحمد لله أن القيادة والدولة والجيش وشرفاء الشعب السوري صمدوا صمودا أسطوريا بكل ما تعنيه الكلمة أمام تلك الحرب الكونية والهجمة الشرسة الدينية والسياسية والعسكرية والإعلامية والشعبية الكاذبة والفتنوية والتي أدت إلى تجنيد عصابات قاعدية وداعشية  وتسميتها بعدة أسماء وهي تحمل فكرا مجرما قاتل للبشرية جمعاء، حيث أنهم قاموا بتهجير الملايين من الشعب السوري إلى خارج وطنهم قسرا بعد تخويفهم وإرهابهم وإرتكابهم أبشع  أنواع الإرهاب والجرائم التي يندى لها جبين الأمة والإنسانية جمعاء...


    ولهذا الصمود عدة أركان ومنها صمود القيادة وثبات الدولة وقوة الجيش وتمسك الشعب بهم ودعمهم بكل أنواع الدعم، وأيضا ثبات الحلفاء من محور المقاومة من حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني ومن ثم دعم الحلفاء الأقوياء إيران وروسيا والصين سياسيا وعسكريا وإعلاميا وإقتصاديا وإجتماعيا وعشائريا بعمل مصالحات بين التائهين من أبناء الشعب السوري وبين الدولة السورية أو بين أبناء المدن والقرى أنفسهم وبالتالي عودتهم إلى حضن الدولة السورية والعفو عنهم نهائيا، وكان دعم دول محور المقاومة في كل الميادين وبالذات في قرارات مجلس الأمن وإستخدام الفيتو على أي قرار لا يكون في مصلحة الدولة ووحدة سورية والشعب السوري الصامد والصابر رغم كل ما تعرض له من إنتهاكات من تلك العصابات القاتلة والعابرة للقارات ومن داعميها في منطقتنا والعالم...


     ومن ثم تم توحيد الجهود لعمل عدة لقاءات بين الدولة السورية والدول الكبرى ومن يسمون أنفسهم (بالمؤارضة الخارجية) ومنصاتها المتعددة التسميات، وكل منصة تتبع دولة في المنطقة والعالم وتنفذ إملاءاتها وأوامرها لتدمير وطنهم وتفتيته وتقسيمه، فكان الهدف من هذه اللقاءات الدولية هو تحقيق ما عجزوا عن تنفيذه في كل الميادين داخل سورية وخارجها سواء السياسية أو العسكرية أو الإقتصادية والمالية والدينية وحتى الثقافية والإجتماعية الشيطانية والمكشوفة بكل أهدافها أمام القيادة والدولة السورية وأمام حلفائهم في إيران وروسيا والصين، لذلك فشلت هذه المخططات واللقاءات نهائيا، وتمت لقاءات أخرى بين روسيا وإيران وتركيا لتهدئة الأوضاع حتى يتم التوصل إلى حل سياسي نهائي وقد عقدت عدة إجتماعات هنا وهناك وقد توصلت لبعض الحلول وخرجت معظم العصابات التي كانت في المدن والقرى إلى تركيا أو في إدلب السورية المحتلة من قبل تركيا لغاية هذا اليوم مع بعض القرى في حلب...

 

   وخلال تلك الفترة سيطر الجيش السوري بإنتصاراته المتتالية والمتلاحقة وبالتعاون والتنسيق مع الحلفاء على معظم الأراضي السورية، ولكن للأسف الشديد كان التدخل الأمريكي وسيطرته على منطقة النفط عبر أدواته في منظمة قسد الكردية الإرهابية السورية أكبر عائق لمنع التوصل إلى أي حل نهائي في سورية الحبيبة والتي هي نبض وروح الأمة العربية والإسلامية لمن يقرأ التاريخ جيدا، ثم جاء قانون قيصر الترامبي للضغط على القيادة والدولة السورية للتنازل عن مبادئها وقيمها وحقوقها والقبول بما يملى عليهم، لكن القيادة والجيش والحلفاء ثبتوا على نهجهم المقاوم ورفضوا ذلك القانون المجحف بحق الشعب السوري والذي زاد من معاناتهم اللحظية واليومية لغاية يومنا الحالي...


    وفي هذه الإنتصارات المتتالية على المتآمرين بكل مستوياتهم كانت وما زالت دولة الصهاينة المحتلة لفلسطين تقوم بضربات هنا وهناك مبررة ضرباتها لمنع التواجد الإيراني في سورية، وفي سورية لا يوجد إلا حلفاء عرب من حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وقد يكون خبراء عسكريين إيرانيين يتواجدون في غرف العمليات فقط مع الجيش السوري والروسي، ورغم ضبط النفس الذي تحملته سورية لغاية أيامنا الحالية إلا أن صبر القيادة والجيش بدأ ينفذ من تلك الضربات وقد تم تبليغ الحليف الروسي بذلك ليضع حدا لتلك الضربات الصهيونية على الأراضي السورية بالرغم من رجال الدفاع الجوي السوري تصدوا لتلك الضربات ببسالة وأسقطوا  صواريخها وفشلت معظم تلك الضربات الصهيونية ولم تحقق أهدافها...


    أما الوضع الدولي قبل الأزمة الروسية الأوكرانية فكان بإستطاعته أن يحل وينهي الوضع المتأزم في سورية لو آراد ذلك من خلال الضغط على أمريكا وتركيا وعصاباتهما من الإنسحاب من الأراضي السورية وتسليمها للدولة والجيش السوري ويستطيع أن يمنع الكيان الصهيوني من توجيه أي ضربات جوية على الأراضي السورية، لكن للأسف الشديد أن تلك الدول هي من أصبحت حجر عثرة للحل السياسي في سورية لأنها توجه (المؤارضين الخارجيين ومنصاتهم) حسب مصالحها في سورية والمنطقة والعالم، وليس من يمنع الحل في سورية القيادة والدولة كما يدعون في تصريحاتهم وخطاباتهم وقنواتهم الكاذبة...


    والكل يعلم بأن القيادة والدولة والجيش والشعب السوري لم ولن يتخلوا عن المبادئ والقيم والحقوق السورية وعن وحدة الأراضي السورية وعدم الإعتراف بالعصابات الإرهابية المسيطرة على إدلب وغيرها من التسميات التي أطلق عليها (مؤارضيين)  لأن الشعب السوري رفضهم جميعا حتى سكان إدلب والمناطق الأخرى رفضوهم وحاولوا الهرب منهم إلى مناطق تواجد الجيش السوري ووصل أعداد منهم وحضنهم الجيش السوري والدولة، وأيضا قتل آخرون أثناء هروبهم وسجن من سجن، فلولا إرهاب تلك العصابات وتخويف الأهالي بالقتل والذبح  والسجن والتعذيب لمن يحاول الهرب لما بقوا في إدلب ولخرجوا جميعا منها إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش والدولة السورية...


     وبعد كل تلك الإنتصارات لسورية وقيادتها ودولتها وجيشها ولمحور المقاومة بشكل عام وفي كل الميادين فلن يقف الجيش السوري والشعب السوري وحلفائهم مكتوفي الأيدي أمام التدخلات الخارجية سواء الإحتلال الأمريكي أو التركي أو عملائهم في قسد الإرهابية أو الضربات الصهيونية على سورية وسيردون الصاع صاعين، لأن ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتدخل الرئيس بوتين للقضاء على وكر عصابات النازيين الجدد في أوكرانيا ليس كما قبلها، وأيضا الضربات الصاروخية وتدمير وكر الموساد الصهيوني في أربيل ليس كما قبله وهذه قوى يجب على الغرب المتصهين وكيانه الصهيوني ومطبعيه في منطقتنا أن لا يستهينوا به أبدا لأن صبرهم الإستراتيجي على الأعداء قد نفذ، والنصر النهائي قادم وسيكون لسورية المقاومة ولمحورها المقاوم في منطقتنا وفي إيران وروسيا والصين...وغيرها من الدول الحليفة والصديقة الأخرى والأيام والأسابيع والأشهر والسنوات القادمة ستثبت ذلك، وسيتم عمل كل ما يلزم من تحركات لإستعادة كل الأراضى السورية إلى الدولة والشعب السوري، وسيتم وضع حد لضربات الكيان الصهيوني قريبا وسيخرج الإحتلاليين البغيضين الأمريكي والتركي وعصاباتهم الإرهابية، وستعود خيرات الشعب السوري النفطية إلى الدولة والشعب السوري رغما عن أنوف كل المتآمرين والقتلة والمجرمين بعون الله لمحور المقاومة بدوله وجيوشه وأحزابه وحركاته ومستقليه...


     وستعود سورية كما كانت بل أفضل مما كانت عليه وستبقى معادلة النصر قائمة في سوريا وحدة القيادة والدولة والجيش والشعب ودعم الحلفاء وفي كل الميادين...والله على نصرهم لقدير، حمى الله سورية العروبة وقيادتها ودولتها وجيشها وشرفاء شعبها الصامد، وحمى دول محور المقاوم وكل المقاوميين ونصرهم على كل المتآمرين الصهيوغربيين والمستعربيين والمتأسلمين نصرا نهائيا والله على ذلك لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق