اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 15 فبراير 2022

خواطر من الزمن الجميل💞💞 في يوم عيد الحبّ.

يقولون أنّ للحبّ عيدا وهل علموا أنّ في كلّ نبضة  قلب حبّا و عيدا؟ أنا لا أنتظر العيد حتى أحبّ ، فالحبّ يسري في دمي ونبضي وفي كل لحظة ...أحبّ الله الذي منحني كلّ السّجايا : قلبا ينبض بالحبّ والسّلام ، ظلّا يظلّلني به في كلّ الفصول ، نورا ينير عتمتي في الدروب ..أحبّ وطني الذي منحني الأرض والسّماء والماء والهواء ، وأحبّ فيه الزيتونة المتجذّرة والنّخلة الشامخة والجبل الصّامد والموج الهادر والطائرالمغرّد في الصّباح والقمرالمنير في ليالي الأحلام ، أحبّ والديّ وأبنائي وأحبابي وأصدقائي وتلاميذي والإنسان ، فالحبّ هو ذلك الشعورالدافىء الذي يغمر قلوبنا، نحيا به ويحيا معنا فنزرع في طريق من نحبّ وردا عطرا وفي قلبه نبضا صادقا وفي حياته حكايات جميلة وعلى شفتيه ابتسامات مشرقة...أحبّ أن أكون عكّازا يرحم عجزالضّعفاء ، وطوق نجاة ينقذ من الغرق وهواء نقيا يمنع الاختناق وخيط أمل يرسم الأمنيات وأحتوي في صدري الرّحب مشاعرالرّحمة والمودّة والحِلم والغفران..وبكل حبّ وصدق أضع خاطرتي هذه بين أيديكم (ولتبق سرّا بيننا لا يعلمه إلا الله وأنا وأنتم والتاريخ ).   

وصلتني بعض الخواطر في الحبّ  أيام الشباب والدّراسة فيها من الغزل والورود المجفّفة والقلوب المضروبة بالسّهام نبضات قلوب مغرمة ، كنت قد أخفيتها ضمن دفاتري في رفّ خاصّ بي في ركن بغرفتي قرب سريري ، ولمّا قرب موعد زفافي انتقيْت بعض الكتب والمجلات ووضعتها في صندوق لأحمله مع الجهاز إلى بيتي الجديد ، وأحرقت تلك الرسائل بشيء من المرارة لحرماني من إعادة قراءتها والتأمّل فيها كلّما هبّت رياح الذكريات والحنين إلى أيام الصّبا ، ومن بين تلك الرّسائل رسالة كان قد بعثها لى جاري وأنا في المعهد مقيمة داخلية... هو شاب التقيْت به على خشبة المسرح في التدريبات على تمثيلية أعدّها أستاذنا في نطاق التنشيط الثقافي الصّيفي في بلدتي ...كنت في قاعة المراجعة ليلا ، منكبّة على دراسة نصّ إذ بالموظفة تدخل القاعة وتنادي اسمي طالبة منّي أن ألتحق بمكتب القيّمة العامّة...يا للمصيبة!!!  ارتعدت فرائصي واحمرّ وجهي ووجدتني أتبعها بخطى متثاقلة كالمهزومة في حرب القبائل ...دخلت المكتب ، حيّيت بخجل ، فسألتني القيّمة بصوت حادّ النبرات : " من يكون باعث الرّسالة يا للّا (سيدتي ) ؟"..قلت بارتباك شديد: من ؟ لا أعرف سيدتي... أريني... وقرأت :"جُهيْنة "... نعم جهيْنة فقط ...شعرت بالارتياح وانبسطت أسارير وجهي لأن الإسم مؤنث وأدركت في قرارة نفسي أنّه جاري منيرالذي قام بدورجُهيْنة الغفاري في التمثيلية ولكنّي تجاهلت الأمروقلت : هذه صديقة لي ...قالت بنبرة العجوز الشّمطاء : لا بل حبيب...تملّكني خوف شديد وخجل كبير وتمنّيت لو تنشقّ الأرض وتبتلعني ...أطبق الصّمت بيننا لحظة ثمّ قدّمت لي الرسالة وقالت : اقرئي ...تفرّستْ عيناي في كل حرف فيها ولم أجد ما يشير إلى غزل أو إطناب في الحبّ فلا قلب مرسوم ولا وردة حمراء ولا جملة غزلية...لم أجد سوى بعض مفردات الحنين إلى تلك الأيام التي قضيناها في التدريب على التمثيل صحبة أصدقائنا الممثّلين وأستاذنا ...ولا أخفي بأنّ رعشة حنين وشوق إلى ذلك الشاب الوسيم  قد دبّت في جسمي حينها وتمنّيت لوأضمّه وأشكره لأنّه بدأ حكيما رصينا ولم يكسر خاطري أويجرح كبريائي بكلمات الحبّ التي تحرجني أمام هذه المرأة الطاووس ... تمالكت أعصابي وجمعت شتاتي وعزمت على الإجابة بتحدّ ، إذ لا شيء في الرّسالة يشوّه سُمعتي أويخدش حيائي (وبقي ما بالقلب بالقلب )... عندئذ أحسست بالارتياح وكأنّني خرجت من هوّة عميقة ، فرفعت رأسي وتنفّست الصّعداء وقلت بعفوية البراءة وثقة النفس: "عفوا مدام ليس فيها ما يزعج ..هو مثل أخي وأراد أن يذكّرني بأيام التدريب على التمثيلية التي قمنا بها في الصّيف وأبهرنا سكّان بلدتنا وكنّا فخرا وشرفا لخيرة الشباب  " قالت: أعرف أنّك أصيلة ومهذّبة لكن من واجبي أن أنبّهك حتّى لا تقعي في الغراميات... خرجت من المكتب وأنا أردّد في صمت : غراميات !!! وأضحك في سرّي من عقلية التسلّط والكبت التي تصادرأجمل المشاعر لدى الإنسان في مجتمعاتنا العربية وأتوعّد جاري الحبيب بتمتماتي "سترى ما أفعل بك يا منير عندما أعود يوم العطلة الأسبوعية إلى البلد...ههه"جُهينة" قال !!! 

✍ حسيبة صنديد قنّوني✍


v

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق