اخبار ذات صلة

الاثنين، 9 سبتمبر 2024

حدثان ليس بينهما رابط يثيران سؤالين بينهما رابط

 

كاتب المقال محمد صلاح

تابعت بكل شغف المؤتمر الصحفي لمعالي المستشار تركي الشيخ و الخاص بالاعلان الرسمي عن مسابقة (القلم الذهبي) و اعجبتني الفكره و المحاور الاساسيه التي تتبناها و كم الجوائز المخصصة لها 

ثم لفت انتباهي بشده عرض برومو لانتاج برنامج حواري تحت اسم (الفيلسوف ) و الذي سيعرض على قناه العربيه السعودية 

  مما اثار لدي سؤالين يبدو ان ليس بينهما رابط السؤال الاول ماذا تهدف المملكه الشقيقه من وراء ذلك، للإجابة على ذلك يجب ان نعود للخلف قليلاً لنرى حجم المكون الثقافي فى العقل الجمعي للمملكة لنجده عقل نقلي محافظ من الطراز الاول يرفض اي محاوله للتجديد و التحديث  او إعمال العقل فى كل مناحي الحياه فكانت المملكه تتطور شكلياً فقط من حيث استخدام التكنولوجيا و تطوير شكل الحياه الخارجي ولكن جوهر الحياه لم يتحرك للامام قيد انمله بل ظل فى حاله سكون تام على مدار القرون السابقة.

  حتى ظهر جيل جديد شاب تحمل مسؤليه التغير و مواكبة العصر 

ولن ادخل فى تفاصيل ما حدث ولكن ما يهمني هنا هو المحاولات الجاده لجعل البيئه الاجتماعيه قابله للتغيير و خلق بيئه ثقافيه سوف تأتي أكلها الايجابيه خلال العقود القادمة 

  اما التساؤل الثاني ماذا فعلت و تفعل مصر عاصمه الثقافه و الفنون العربيه لعقود طويله سابقة 

  بملاحظه بسيطه لما يعرضه التلفزيون المصري بقنواته الخاصه و الحكومية على السواء (بما انه اقوى وسيله إعلامية ذات تأثير ) شئنا ام ابينا تجدها مقسمه بين برامج رياضيه ذات مستوى حواري رديء تزكي روح التعصب و الكره بينا كأشخاص منتمين لوطن واحد و برامج دينية تجعل للدين و ما يطلقون على انفسهم (برجال الدين و علماء الدين ) اليد الطولى لمناقشة جميع تفاصيل الحياه و برامج اخبارية و نقاشية تعرض وجه نظر واحده بالاضافه لبعض البرامج الاجتماعية و الترفيهية الغير هادفه 

وهنا اتساءل اين البرامج الحواريه التى تدعو للفكر و التأمل و التدبر 

 اين مفكرينا و علمائنا و كتابنا و أدباؤنا و شعرائنا و فلاسفتنا من ذلك. 

 يا سادة ان البساط ينسحب من تحت اقدامنا و نحن غافلين سواء عن عمد او جهل 

فبعد تدهور حال التعليم الذى ينتهج منهج تزكية النقل و الحفظ عن اعمال العقل 

فها هو الاعلام الذي يمتلك اليد الطولى فى تشكيل الوعي و العقل الجمعي المصري ينسحب من المشهد بل اخذ على عاتقه العمل على طمس هويه المجتمع المصري من فكر و فن و ثقافة و موسيقى.


   افيقوا يرحمكم الله قبل ان يصل الوطن الى عصور الجاهلية.


بقلم / محمد صلاح

هناك تعليق واحد: