اخبار ذات صلة

الأحد، 21 يوليو 2024

غزة قلبت موازيين المشھد العالمي...وكشفت إنعكاساتھ على الإنتخابات الشعبية في العالم...والدولة الأمريكية العميقة قرصت أذن المترشحين الإثنين بايدن وترامب...

 



     عشرة أشھر من الصمود الأسطوري لفصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية وجبھات المساندة في لبنان والعراق واليمن والدول الداعمة لھم لوجستيا إيران وسورية...وغيرھا من الدول الكبرى كروسيا والصين ودعمھما لمحور المقاومة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولملحمة الأمة وأحرار الإنسانية والعالم معركة طوفان الأقصى، الأمر الذي جعل ھذھ الملحمة الأسطورية  أنموذجا يحتذى بھ في كل أنحاء العالم حتى لدى الشعب الأمريكي خاصة وشعوب أوروبا عامة والذين وقفوا ليلا ونھارا مع غزة وشعبھا ومقاوميھا ومحورھا المقاوم منذ بداية المعركة لغاية كتابة ھذھ السطور ضد دولھم وقادتھم السياسيين والعسكريين الذين كانوا شركاء مباشرين وداعمين بكل أنواع الأسلحة ومنھا المحرمة دوليا للكيان الصھيوني وحكومة النتن ياھو المتطرفة النازية لإرتكاب الإبادة الجماعية بحق شعب غزة العزة وشعوب المنطقة...

 

     وھذا الضغط الشعبي الأمريكي والغربي وبعد عدة أشھر على قادتھم أدى إلى نتائج عدة ومحاولاتھم للتغيير في دولھم قد نجحت،  فبعد مرور عدة أشھر من المعركة وفشل النتن ياھو وعصابات جيشھ من تحقيق أي ھدف من أھدافھ المعلنة.... وغيرھا، وإزداد حجم الإبادة الجماعية التي أرتكبت بحق شعب غزة العزة واطفالھا ونسائھا وشيوخھا العزل الأبرياء أمام أعين العالم أجمع،  والمفاوضات لإيقاف ھذھ الحرب الظالمة أفسلھا النتن ياھو وأعضاء حكومتھ المتطرفين عدة مرات، بل تمردوا على بايدن أمريكا وعلى الغرب مرات عدة، الأمر الذي أظھر ضعف بايدن وإداراتھ وقادة بريطانيا وحكومتھا وقادة فرنسا والمانيا أمام تعنت النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة النازية، وقد سقط بعض ھؤلاء في الإنتخابات الشعبية في بريطانيا وفرنسا ولحق بھم بايدن الذي أعلن يوم أمس عن إنسحابھ من الترشح للإنتخابات القادمة بعد أربعة أشھر، وسيسقط ماكرون بعد تشكيل الحكومة اليسارية رغما عنھ وسيسقط المستشار الألماني قريبا، وبذلك تكون غزة قلبت موازيين المشھد العالمي وكشفت إنعكاساتھ على الإنتخابات الرئاسية والحكومية والنيابية في أمريكا وأوروبا وستصل لمنطقتنا في الأشھر والسنوات القادمة...


    وھنا يأتي دور الدول العميقة في أمريكا وأوروبا،  وما يھمنا ما جرى في أمريكا فالدولة العميقة تقسم إلى ثلاثة أركان رئيسية ھم المسيطرون على قرارات الرئيس وإدارتھ وھم الأمريكان الإستعماريين وبقايا النازيين وأبنائھم واحفادھم واللوبي الصھيوني المتمثل بالصھيونية العالمية، وھنا رأت الدولة الأمريكية العميقة بثلاثيتھا الشريرة أن النتن ياھو وزيلنسكي قد آذلا عظمة أمريكا بھزيمتھم في غزة ومحورھا في الخارج وھزيمتھم في أوكرانيا، لذلك يجب وضع حد لھذھ المھزلة وجاءت شرارة التغيير بعد المناظرة التي فشل فيھا بايدن أمام ترامب، وتأكدت الدولة العميقة بأن ھؤلاء المرشحين بايدن وترامب إذا بقوا يسيرون على ھذا النھج المتطرف المتبادل فإن الحرب الأھلية في أمريكا قادمة لا محالة،  فحرضت الديمقراطيين ضد بايدن للتنحي عن الترشح وإستبدالھ بمرشح آخر يعيد قوة أمريكا ووحدتھا وقد نجحت، وقرصت إحدى أذن ترامب بطلقة نارية عابرة ليسير على نھجھم ويعيد لأمريكا ھيبتھا ووحدتھا إذا فاز، ومن يفوز من الطرفين يجب عليھ أن يضع حدا  لتمرد الحكومة المتطرفة في الكيان الصھيوني التي تمرد رئيسھا ووزرائھا على أمريكا ورئيسھا وعلى الدولة العميقة في أمريكا، رغم كل الدعم اللوجستي لھ وفشلھ في تحقيق أي ھدف في ھذھ الحرب الظالمة على غزة، بل جعل قادة الكيان الصھيوني أمريكا معزولة ومنبوذة أمام العالم، وكشف وجھ قادة الكيان الصھيوني وقادة أمريكا الحقيقي وأوجھ قادة الغرب كعصابات متخفين وراء ما يسمى الديمقراطية والدين والإنسانية وحقوق الطفل والمرأة والإنسان...وغيرھا من اوجھ الكذب والنفاق والإزدواجية في المعايير....


    وحتى بعد إنسحاب بايدن من الترشح ولو جاءت نائبتھ كاميلا ھرس أو ھيلاري كلينتون أو ميشيل اوباما.... أو غيرھا فستكون الأربعة أشھر القادمة حامية وفي كل الولايات الأمريكية وبالذات المتأرجحة دائما بين ترامب ومن يختارھ الحزب الديمقراطي خليفة لبايدن،  فالدولة العميقة قررت إعادة ھيبتھا ولن يعيدھا ويخلصھا من تلك المآزق والأزمات إلا من يفوز من المرشحين الإثنين بحلھا كلھا، بأفكار واقعية تنھي الأزمات في كل مكان من العالم بإسم التغيير بين الديمقراطيين أو الجمھوريين، والدولة العميقة ھي من يقرر ويدعم الرئيس المنتخب من قبلھا بإسم الشعب الأمريكي لتنفيذ أفكارھا وأفكارھ ورؤيتھا المستقبلية لبقاء الأزمات او لحلھا، تلك الأزمات العالمية التي أربكت تلك الدولة العميقة، بل جعلتھا تتخبط في إتخاذ بعض القرارات لإيحاد حلول للأزمات لتعنت النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة في غزة ومنطقتنا، ولتعنت بايدن   وإدارتھ وزيلنسكي وحكومتھ الفاسدة في الأزمة الأوكرانية، حتى اللوبي الصھيوني الثلث المعطل في تلك الدولة الأمريكية العميقة لأية حلول للأزمات التي إخترعھا وحكومة كيانھ وبدعم مطلق من إدارة بايدن الضعيفة والمتصھينة أكثر من الصھاينة أنفسھم إقتنع بالحلول خوفا على زوال دولة كيانھ الصھيوني إذا بقي تعنت النتن ياھو وتوسعت الحرب لتصبح حرب إقليمية...


    إذن ماذا سيفعل بايدن خلال الأربعة أشھر القادمة قبل نھاية ولايتھ...؟ بأمر من الدولة الأمريكية العميقة سيعملون  معا للضغط على النتن ياھو وحكومتھةالمتطرفة لإيقاف تلك الحرب التي كشفت الصور والأوجھ الحقيقية لافكارھم المشتركة بحب السيطرة والإستعمار والھيمنة والتوسع والسرقة، فھم جميعا لصوص دوليين وھذھ ھي حقيقتھم عبر التاريخ والتي كشفت أمام شعوبھم وشعوب العالم أجمع، وإدخال المساعدات بكل أنواعھا لشعب غزة وقد يطلب من النتن ياھو تقديم إستقالتھ وتشكيل حكومة جديدة ليتم التغيير أيضا فيما تسمى دولة إسرائيل، والتي كشفت حقيقتھا أمام شعبھا أيضا في الداخل والخارج، وقد يرفض النتن ياھو تقديم إستقالتھ خوفا من الملاحقات الداخلية والخارجية من المحاكم الصھيونية ومحكمة العدل والجنائية الدولية، لكن من كثرة الضغوط الداخلية والخارجية سيوافق على إيقاف الحرب الظالمة وإنسحاب عصابات جيشھ المرتزقة من غزة، ويترك أمر اليوم التالي حسب فكرھ لأمريكا والوسطاء العرب ، وإذا خدعھم وعاد لدولتھ وتابع الحرب ظنا منھ أن يستمر بالحرب لحين ظھور نتائج الإنتخابات الأمريكية، وتوقعاتھ بفوز ترامب بعد أربعة أشھر وبأنھ سيدعمھ في تنفيذ فكرھ التلمودي وبقاء الحرب على شعب غزة أو في المنطقة لتتوسع أكثر كما دعمھ في السابق فإنھ سيكون قد أخطأ في حساباتھ كعادتھ، والدولة الأمريكية العميقة سواء نجح مرشح الديمقراطيين أو ترامب فإنھم  يعلمون جيدا أنھم ھزموا وكيانھم الصھيوني ودمرت كل أسلحتھم بأسلحة بدائية في غزة وضربت بوارجھم ودباباتھم وطائراتھم المسيرة القتالية والتجسسية وقواعدھم من محور المقاومة في لبنان والعراق واليمن، وحتى ھزموا في اوكرانيا ودمر الجيش الروسي كل أسلحتھم الأمريكية والأوروبية، لذلك لم ولن تسمح الدولة الأمريكية العميقة لترامب إذا فاز في الإنتخابات والذي يظھر نفسھ أمام العالم بقوتھ وغطرستھ ولسانھ السليط أن يتم ھزيمة أمريكا والغرب مرة أخرى في المنطقة وبشكل مباشر كما جرى في العراق وافغانستان والدونباس سابقا وغزة ومحورھا المساند في الخارج منذ عشرة أشھر، ولم ولن يسمحوا لھ وللنتن ياھو من أن يجر أمريكا بحرب مع إيران الإسلامية ومحورھا بحرب إقليمية كبرى،  لكن سيعملون بإسم التغيير مع من يفوز بالإنتخابات من الديمقراطيين او الجمھوريين للحفاظ على ماء وجوھھم والنزول جميعا عن الشجرة غصنا تلو غصن حتى لا يتم السقوط المدوي مرة واحدة في منطقتنا وفي اوكرانيا وحتى في تايوان الصينية، والأيام والأسابيع والأشھر القادمة ستكون مليئة بالأحداث المتسارعة والقرارات السياسية والعسكرية...وغيرھا خوفا على زوال كياناتھم المصطنعة والمخترعة المحتلة لفلسطين ولأوكرانيا وحتى لتايوان الصينية،وخوفا من توسع الحرب في منطقتنا  لتصبح حرب إقليمية أو تتمدد في أوكرانيا بين روسيا وحلفائھا وحلف الناتو الأطلسي لتصبح حربا عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر لا سمح الله ولا قدر....


أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل السياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق