اخبار ذات صلة

الأربعاء، 15 فبراير 2023

الإنسانية العربية والإسلامية والعالمية تنتصر على السياسة الصهيوأمريكية الشيطانية...


 كل منا تابع وبحزن شديد وألم أدمى قلوبنا وأبكى عيوننا عبر أكثر من عشرة أيام المصاب الجلل وأحداث الزلزال المدمر الذي أصاب سورية وتركيا في الأيام الماضية، ولكن هذا قضاء الله وقدره ونحن لا نعترض عليه أبدا ونقول الحمد لله الذي قدر ولطف رغم فراق الأحبة وفقدناهم، والذين نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يرحم الشهداء جميعا وأن يشافي الجرحى والمصابين وأن يلم شمل كل العائلات التي تشتت هنا وهناك من تبعات ذلك المصاب الجلل والظرف الطارئ الذي ما زال الشعب السوري والتركي يعانون منه إلى ساعة كتابة تلك السطور...

     

     وهنا يجب أن نتحدث عن إزدواجية المعايير لدى الصهيوأمريكيين والبريطانيين  العنصرين والقاتلين للإنسانية ومبادئها وقيمها وشعورها في منطقتنا والعالم عبر تاريخهم الأسود والمليئ بإبادة البشر والشجر والحجر والإنسانية برمتها بجرائم يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، وأيضا يجب أن نتحدث اليوم عن الأخوة الإنسانية والشهامة والنخوة العربية والإسلامية الإنسانية الحقيقية التي عشناها خلال أحداث ذلك الزلزال المدمر والتي يجب من خلالها أن تبنى  الجسور الكبرى بعودة العلاقات بكل مجالاتها وبالذات الأخوية الإنسانية والسياسية  مع سوريا الحبيبة والتي عانت كثيرا من ظلم العدو والشقيق منذ ١٢ عام مضت وهي تدافع عن الأمة وقضاياها وتنادي بحل خلافاتها لتنهض وتتوحد وتتخلص من الهيمنة الصهيوأمريكية وتعيد دورها الحقيقي بالمتغيرات الدولية القادمة لا محالة ورغما عن أنوف كل قادة الصهيوأمريكيين والبريطانيين بالذات....


    وهنا يجب التوضيح لكل من يحلل ويدعي بأن هبة بعض الدول العربية والإسلامية وحتى الأوروبية التي كانت تأخذ منحى سياسي خاطئ إتجاه سورية وقيادتها وجيشها وشعبها بأن هبتهم كانت بموافقة أمريكية أو بضوء أخضر أمريكي، أقول لهم بأنكم أخطأت في تحليلاتكم، فكل من كان مخطئ بسياساته الخارجية إتجاه سورية قد علموا وتأكدوا بأن ما جرى في سورية ومنطقتنا ودولنا هو لعبة وأفخاخ وقعت بها أمتنا وهذه الأفخاخ لمن يقرأ التاريخ جيدا يجد بأن بعض قادة أمتنا قديما وقعوا بمثلها لسنوات طويلة ولكنهم عرفوا الحق وعادوا إلى مبادئهم وقيمهم وأخوتهم العربية والإسلامية والإنسانية رغما عن كل ضغوطات الصهيوغربيبن الفتنويين والمجرمين، والذين تبرأ منهم الإنسان في كل مكان من منطقتنا والعالم أجمع لأن حقيقتهم الكاذبة والمجرمة وآياديهم الملطخة بدماء الشعوب كشفت حتى أمام شعوبهم، وبهذا الزلزال وإزدواجية معاييرهم كشف وجههم الحقيقي أمام  الجميع حتى من كانوا يقولون عنهم بأنهم حلفائهم في المنطقة والعالم....


       والتغيير السياسي لبعض الدول تم قبل الزلزال بسنوات عدة لكن كان هناك ضغوط وترغيب وترهيب وتهديد لقادة وحكومات تلك الدول حتى لا تعود العلاقات الطبيعية مع سورية الشقيقة، ولو عدنا إلى بداية المؤامرة على سورية لوجدنا بأن بعض تلك الدول ورغم كل الضغوطات الصهيوأمريكية إلا أنها رفضت قطع العلاقات مع سورية ولم تغلق السفارة السورية الرسمية  في بلدانها أبدا ورفضت كل الضغوط ومنها الأردن، وأيضا كانت هناك عودة عربية لمعظم السفارات العربية إلى سورية رغما عن الصهيوأمريكيبن وتدخلاتهم وضغوطاتهم وبإتفاق بين بعض قادة العرب لأنهم تأكدوا بأنه بلغ السيل الزبى من تدخلات الصهيوأمريكيين والبريطانيين في شؤوننا وفي منطقتنا والعالم، وإتجهوا إلى محور روسيا والصين وإيران...وغيرها من الدول المقاومة للهيمنة الصهيوأمريكية، وكل ذلك التغيير كان من الصبر السياسي الإستراتيجي لسورية ومحورها المقاوم وضمن جهود مشتركة بين الدولة السورية وبين دول وقادة وكتاب وإعلاميبن ومفكرين وعلماء دين حقيقيون من محور المقاومة العربي والإسلامي والإنساني العالمي دافعوا عن سورية منذ بداية الأزمة وما زالوا يدافعون لغاية يومنا الحالي حتى يتحقق النصر النهائي لسورية ولأمتنا وللإنسانية جمعاء، ولا ننسى عودة أردوغان إلى التقرب من سوريا ولقاءات حصلت على مستوى أجهزة الإستخبارات والجيش ووزراء الداخلية والخارجية ولم يتبقى إلا لقاء الرؤوساء في المكان والموعد المناسبين ولكن حصل المصاب الجلل لسورية وتركيا وزيارة وزير الخارجية الأردني إلى سورية ولقاءاته مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية فيصل المقداد هو لقاء أخوي إنساني لكن هناك أيضا أزمات سياسية يجب حلها وإنهائها ومنها اللقاء السوري التركي للرئيسين الأسد وأردوغان وتوجه وزير الخارجية الأردني من سورية إلى تركيا سيكون لقاء أخوي إنساني وأيضا للحديث عن تكاتف الجهود لإنهاء الأزمة السورية ومتابعة ما أتفق عليه بين سورية وتركيا والسرعة في لقاء الرئيسين السوري والتركي والذي قد يكون في سورية أو تركية أو روسيا أو إيران أو الأردن في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة...


     وأيضا هناك بعض الدول الأوروبية التي كسرت الحصار وقانون قيصر كإيطاليا واليونان وغيرها على الطريق لدعم سورية في الأيام القادمة لأن بعض قادة دول أوروبا وشعوبها يئسوا من تدخلات الصهيوأمريكيين في دولهم وهناك الكثير من سياسيهم على كل المستويات رؤساء سابقين ووزراء ونواب إنتقدوا القادة الحاليين على السير وراء أمريكا بما يقدم من دعم لزيلنيسكي أوكرانيا  ضد بوتين وروسيا، فكل  التحية والإحترام والتقدير والمودة والمحبة لكل من دعم وساعد سورية الحبيبة وشعبها وجيشها وقيادتها بذلك المصاب الجلل وهو الزلزال المدمر الذي أصاب سورية وتركيا معا، وهؤلاء جميعا نفذوا إرادة الله سبحانه وتعالى وأوامره في كتابه العزيز لكل البشرية  ( وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم...وفي قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم...

      

      وهذه الآيات الكريمة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة هي للناس والشعوب كافة المؤمنين منهم والمتقين بحق وهم الذين يحملون الإنسانية بقلوبهم وعقولهم وأرواحهم ويدافعون عنها ويقدمون لها العون والمساعدة في الأوقات الصعبة والأزمات والكوارث والزلازل...وغيرها ويعمرون الأرض على أسس سليمة تحمل كل معاني الإنسانية وهؤلاء هم أحباب الله والذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عقاب، فهنيئا لكل من لم يسيس الدعم والمساعدات لدولة وشعب دون الدولة والشعب الآخر أي دعم تركيا ولم يدعم سورية التي أصيبت بنفس المصاب الجلل، والتي هي بأمس الحاجة والدعم الشامل والكلي والفوري لأنها عانت منذ ١٢ عام كل المعاناة ودافعت عن كل الشعوب والدول وحاربت القواعد والدواعش الإرهابيين بكل مسمياتهم حتى تعيش باقي الدول بخير وأمن وآمان وهي تستحق منا الكثير الكثير وكل ما قدمناه كدول وشعوب قبل عدة أيام هو قليل وما زلنا مقصرين، وإن شاء الله سيستمر هذا الدعم بعد أن تم كسر العقوبات والحصار وقانون قيصر رغما عن أنوف كل الصهيوأمريكيين والبريطانيين ومن سار على خطاهم وحاول تسيس الإنسانية ومعانيها وقيمها الربانية حسب سياساتهم الخاطئة والتي تعبر عن أفكارهم  المريضة الشيطانية الصهيوأمريكية وهم أعداء الله والرسل والشعوب والإنسانية كافة ولهم عذاب جهنم وبئس المصير....


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

الكاتب والباحث السياسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق