اخبار ذات صلة

الأحد، 12 فبراير 2023

الزلزال موت واتصال.. هزة أصابت المجتمع السوري في العمق بقلم الكاتبة السورية هيام سليمان

 


الزلزال أحدث هزة عنيفة في وجدان الناس فهبت بعد نوم عميق أمام الحقيقة المره التي نعيشها طوال سنوات الحرب لتقارب النفوس.

بعيداً عن اختلاف الدلالة بين المصطلحات، نلتقي على أرضية النظرية المشتركة لا تقوم  بدونها المعرفة العقلانية في التفكير

ساهمت ثورة  التواصل الاجتماعي  بتوسيع دوائر الحدث  وقد انتقل إلى الأوساط الاجتماعية وتردد على ألسنة المثقفين ومن لهم صلة بالشأن العام أو المهتمين بمناقشة المفاهيم والمصطلحات المتداولة حول التغيرات الجغرافية  وبعيداً عن التنظير المطلوب اليوم، كي لا نقع في التشاكل المفاهيمي النظري الذي يقود إلى تمترس وخلاف، يفضي إلى انقسام حاد بين المختلفين، دعونا نتفق أن العقلانية في التفكير تعني فيما تعنيه : الاعتراف بالواقع الموضوعي الذي تحركه نظم وقوانين مستقلة عن رغباتنا وطموحاتنا وآرائنا ومواقفنا منه.

علما انه في زمن الحروب تتدخل  قوى خارجية تتحكم بالواقع، الواقع ينتجه تفاعل القوى المؤثرة فيه المعبرة عن مصالحها ومنظوماتها العقدية والأخلاقية. وفهم الواقع وتشابك علاقات القوى الاجتماعية الفاعلة فيه، المنبثق عن حجمها ووعيها، هو المعيار والعامل الحاسم في قضية التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي.وادارة الازمات حال وقوعها 

فالمرجعيات النظرية المتباينة والتي قد تبلغ حد التنابذ والخصومة، لابد لأصحابها من الاعتراف والاحتكام إلى السياقات المتغيرة في حركية الواقع، وبالتالي فإن الآراء النظرية والمرجعيات أياً كان مصدرها لا يمكن أن تعيش في واقع قد تجاوزها، لأنها نتجت وأُنجزت لواقع آخر، فيها حلول لمشاكل مختلفة، لا يحق لنا تعميم حلولها على واقع مختلف، ومهام أخرى.

المرحلة التي نعيشها اليوم، بكل تعقيداتها وتضارب مصالح القوى المحركة لها، داخلياً وإقليمياً وخارجياً، تقول بصوت مرتفع: لابد من حل توافقي، لا يقصي أحداً من حقل المشاركة في اتخاذه، ولا يصادر رؤية أية فئة اجتماعية أو فصيل سياسي، كما أنه يبتعد عن اختزال الجميع في  نظرية أو رأي.

العالم اليوم في لحظات ذهول  ، عالم متعدد الأقطاب، هذا العالم ولادته ستكون عسيرة، فحجم القوى المعيقة مازال قوياً، والقوى المغيرة في المنظومة نفسها ليست موحدة الصفوف، وتعاني من انقسامات نظرية واجتماعية، يمكن التوافق عليها لما هو في مصلحة البشرية جمعاء، وقاعدتها صيانة السلم العالمي والمحافظة على كوكبنا وسعادة الإنسان أينما وجد فوقه، بغض النظر عن الواقع .

القوى الخارجية لها امتدادات داخلية، أو لنقل مصالح القوى في الداخل تجد لها مؤيدين وداعمين في الخارج، والعلاقات الداخلية محكومة بعلاقتين: حجمها وتأثيرها في الداخل، ومدى ارتباط مصالحها وتوافق تلك المصالح مع الخارج.

الوضع العالمي يجسد انعكاسه في الأوضاع الداخلية، ضمن قانون العلاقات بين الداخل والخارج، والمحدِّد فيها هو الداخل، فالخارج يتشكل وفق قوى وأنظمة وقوانين الداخل.

في هذه اللوحة الواضحة البسيطة والمعقدة في آن معاً، ما هو المطلوب من رجال الفكر والثقافة والسياسة؟

بكل وضوح بعيداً عن التبسيط، لابد من الخروج اولا من محيط الألم وبحلول توافقية على أساس مفهوم تدوير الزوايا ونبذ الخلافات الجانبية، والابتعاد عن التطرف في إبداء الرأي، والعودة إلى العقل والاحتكام إليه، فالعقلانية هي القاسم المشترك الأعظم الذي يوحد ولا يفرق، يجمع ولا يشتت، بعيداً عن الغوص في تفاصيل الاختلاف ، نشأةً وتطوراً وفهماً وخصوصية.

الأرضية المشتركة هي العقلانية، ومن دون الرؤية العقلانية، يصعب الخروج من المماحكات النظرية المفاهيمية، فلتوحدنا الإرادة والإخلاص لقضية الوطن الموحد الذي يتسع لكل أبنائه على أساس المواطنة وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية، والاعتراف بأولوية الواقع وسيادة العقلانية في تفسيره وتغييره



وقد تطرق القانون الدولي الإنساني لوضع المناطق المنكوبة في الفصل السادس الخاص بالدفاع المدني في البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقيات جنيف عام ١٩٧٧.

وقد أوردت المادة ٦١ من البروتوكول المذكور قائمة المهام منها عمليات الإجلاء ، والإنقاذ والخدمات الطبية ، والممرات الآمنة ،وتقديم مواد الإغاثة .

 انه في حال حدوث مثل هذه الكوارث لرئيس الدولة التي تشكل المنطقة المنكوبة جزء منها أن يعلن حالة الطوارىء من اجل ان يقوم باتخاذ الإجراءات العاجلة بهدف تخفيف شدة الكارثة في المنطقة المنكوبة وبذل كامل الجهد من أجل إعادة تشغيل المرفق العام للقيام بمهامه بغية العمل على إعادة الحياة الى طبيعتها في وقت محدد .


الكاتبة..هيام سليمان .. سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق