اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 21 مايو 2024

إجراءات دستورية مباشرة تتخذھا إيران الإسلامية تثبت نھج السياسة الداخلية والخارجية لإيران الإسلامية...

 


      من تبريز إلى طھران أحزان ووداع شعبي ورسمي للشھداء الأبرار وبحضور عربي وإسلامي ودولي في تشييع الشھداء الكرام رحمھم الله جميعا وأدخلھم جنات النعيم، وھو مشھد مؤلم أصاب الأخوة في إيران الإسلامية وأصاب كل شعوب أمتنا العربية والإسلامية بعد الھبوط الإضطراري لطائرة الرئيس ورفاقھ الشھداء والذين قضوا نحبھم وما بدلوا تبديلا، 

نعم ھي خسارة كبيرة ومؤلمة وحزينة للجمھورية الإسلامية الإيرانية ولكل الأمة العربية والإسلامية لكن إيران الإسلامية وشعبھا وكل قيادتھا سيتجاوزون ھذا المصاب الجلل لمتابعة مسيرة الثورة الإسلامية وسيكونون أقوى بإذن اللھ تعالى، قال تعالى ( ولا تھنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) صدق اللھ العظيم...


      ففي عھد الرئيس رئيسي ووزير خارجيتھ شھد الإقليم كاملا مصالحات وإنفتاح كامل على الدول العربية لردم  الخلافات المعلقة سابقا مع المحيط والإقليم والخارج، الأمر الذي متن العلاقات الإيرانية والعربية مع السعودية ومصر ...وغيرھا من الدول، وكانت ھناك زيارات ولقاءات متعددة بين الرئيس الشھيد ورؤساء الدول العربية داخل إيران وخارجھا، بالإضافة إلى الجولات المتلاحقة التي كان يقوم بھا وزير الخارجية الشھيد حسين آمير عبد اللھيان في الدول العربية والخارج، وقد نجحت الدبلوماسية الإسلامية الإيرانية بإنھاء كل الخلافات في الإقليم وبناء حصن منيع حولھا بتوقيع إتفاقيات متعددة بين إيران الإسلامية والدول العربية والإسلامية كافة ومن ضمنھا أذربيجان الإسلامية والتي كان وما زال يعيش فيھا الصھيوأمريكيين فسادا ونخرا من الداخل...


   وعلى مستوى خارجي وفي عھد الرئيس الراحل الشھيد إبراھيم رئيسي والشھيد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللھيان رحمھم الله تم توثيق العلاقات الخارجية ضمن زيارات متعددة للخارج ولقاءات متعددة ومتبادلة مع الحلفاء روسيا والصين وكوريا الشمالية ودول أمريكا الجنوبية وبالذات كوبا وفنزويلا والبرازيل، وأيضا تم إنضمام إيران إلى منظمة بريكس مع بعض الدول العربية وغيرھا من المنظمات، وكانت ھذھ الأمور كلھا نجاح كبير يسجل في تاريخ وعھد الرئيس الشھيد إبراھيم رئيسي ووزير خارجيتھ حسين أمير عبد اللھيان، وأيضا في عھدھ الميمون تم الكشف عن الكثير من الصناعات العسكرية الحديثة والمتنوعة  للجيش الإيراني البطل برية وبحرية وجوية وسجلت تلك الصناعات في عھد الشھيد خادم الجمھور والشعب الإيراني...

   

   وأيضا  على مستوى إقتصادي ومالي كانت نسبة التضخم في إيران تتجاوز ٥٠ بالمئة وفي عھد الشھيد رئيسي رحمھ تقلصت تلك النسبة إلى أقل من٣٠ بالمئة تقريبا، وأيضا تم توقيع إتفاقيات إقتصادية وتجارية وسياحية متعددة مع دول الإقليم والعالم، وذلك التبادل بالعملات الوطنية ببن إيران وتلك الدول بعيدا عن الدولار الأمريكي النجس، ورغم العقوبات الأمريكية والأوروبية الكثيرة والمتنوعة والمتلاحقة منذ قيام الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩ مرورا بالرؤساء السابقين إلى عھد الرئيس الشھيد إبراھيم رئيسي، إلا انھ تم تجاوز معظم تلك العقوبات الأحادية الظالمة وبالتعاون والتنسيق مع دول الإقليم العربي والإسلامي ومع الحلفاء الدوليين كروسيا والصين ...وغيرھا من الدول التي تناھض محاولات الھيمنة الصھيوأمريكية غربية على منطقتنا والعالم... 


     وجمھورية إيران الإسلامية ذات تاريخ وحضارة ممتدة منذ آلاف السنين، وھي دولة قوية صلبة صامدة شامخة ثابتة  بمرشدھا الإمام السيد علي خامنئي وبالقادة الإيرانيين الأخرين من سياسيين وعسكريين وإعلاميين ورجال فكر وعقيدة سليمة، وأيضا موحدة بطوائفھا ومذاھبھا وقومياتھا وأحزابھا سواء المحافظين أو الإصلاحيين أو المستقلين، وھي جمھورية ودولة ذات مؤسسات مدنية وعسكرية متعاونة وقوية، وھي دولة قانون ولھا دستور قوي متفق عليھ من كل ابناء الشعب الإيراني المسلم، ورحيل وإستشھاد رئيس او وزير أو أية قيادة لا يؤثر على إستراتيجيات  وثبات سياسة الجمھورية الإسلامية الإيرانية داخليا وخارجيا، لأن كل تلك القيادات ھي من الشعب وأبناء مدرسة واحدة وھي مدرسة الثورة الإسلامية التي خدمة الشعب الإيراني، وھي تسير على نفس النھج الثوري الذي جعل إيران جمھورية ودولة إقليمية ودولية كبرى، ولھا دور كبير في كل القضايا الإقليمية والدولية، وما جرى في مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة للطاقة النووية والوقوف دقيقة صمت تكريما لأرواح الشھداء الأبرار وتنكيس الأعلام ھو دليل على أھمية إيران الإسلامية ودورھا إقليميا ودوليا رغما عن أنواف كل الصھيو أمريكيين غربيين...


    لذلك ستبقى إيران الإسلامية داعمة لكل المظلومين على الأرض ولمحور المقاومة وأحزابھ وحركاتھ وفصائلھ وبالذات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة العزة وفلسطين، وھو نھج لا ولم ولن  يتخلى عنھ قادة إيران الإسلامية أبدا بالرغم من كل ما يتعرضون لھ من ضغوطات وقيود وعقوبات أمريكية غربية أحادية ظالمة، إلا أن دعم المظلومين في منطقتنا والعالم أمام دول الغطرسة والإستكبار العالمي تعتبرھ إيران وكل قادتھا واجب وفرض ديني تنفذھ إرضاء للھ سبحانھ وتعالى ولسيدنا محمد صل الله عليھ وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ولم ولن تتخلى عنھ أبدا، وبالذات فلسطين وشعبھا وقضيتھا وستبقى داعمة للشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي حتى يتم تحرير فلسطين وكل الأراضي اللبنانية والسورية وتخليص الأرض وعباد اللھ المظلومين من ذلك الكيان الصھيوني المجرم وداعميھ الصھيوغربيين أعداء اللھ والرسل والأمة والإنسانية كافة...


    وقبل أن يتم الإعلان عن الوصول إلى حطام الطائرة وبعد  الإعلان عن إستشھاد الرئيس إبراھيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللھيان ورفاقھم ، إتخذ المرشد الإيراني السيد علي خامنئي حفظھ اللھ ورعاھ إجراءات دستورية مباشرة وفقا لقوانين وبنود الدستور الإيراني، فتم تعين نائب الرئيس محمد مخبري رئيسا مؤقتا للبلاد للعمل مباشرة لإجراء إنتخابات رئاسية خلال ٥٠ يوم من إستشھاد الرئيس رئيسي رحمھ الله تعالى، ومباشرة تم تشكيل ثلاث لجان لتنفيذ تلك الإجراءات الدستورية مشكلة من الرئيس المؤقت محمد مخبري ورئيس مجلس القضاة ورئيس مجلس الشورى الإيراني، وإنبثق عنھا ستة لجان لمتابعة الأمور وتنفيذھا على أرض الواقع، وتم تعين د.باقري وزيرا للخارجية وتم إختيار رئيسا لمجلس مصلحة صيانة النظام...وغيرھا من الإجراءات التي تؤكد ثبات إستراتيجيات جمھورية إيران الإسلامية وقادتھا على نفس النھج الداخلي والخارجي...


     حمى الله الجمھورية الإسلامية الإيرانية ومرشدھا السيد علي خامنئي ورئيسھا المؤقت د.محمد مخبري وحكومتھا ووزير خارجيتھا د.باقري وكل قادتھا السياسيين والعسكريين، وألھمھم الصبر والسلوان وأيدھم بحمايتھ وحفظھ ونصرھ القريب إن شاء اللھ تعالى، تعازينا الحارة للجميع، والرحمة على أرواح شھداء إيران والأمة الإسلامية الأبرار، ولا نقول إلا ما يرضي اللھ سبحانھ وتعالى في ھذا المصاب الجلل إنا لله وإنا إليه راجعون.. 

 بسم اللھ الرحمن الرحيم ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتھم مصيبة قالوا إنا للھ وإنا إليھ راجعون) صدق اللھ العظيم...


أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق