اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 21 مايو 2024

القضية الجنوبية .. سياسات وتكتيكات ونتائج ::


 

ماهر عبدالرحيم باوزير 

كانت القضية الجنوبية تحمل آمال الأغلبية الساحقة من أبناء ما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي دخلت في وحدة اندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية في 22  مايو 1990 م ليتم إعلان الدولة الوليدة من هذا الإندماج السياسي تحت مسمى ( الجمهورية اليمنية ) والتي لم تلبث أن مر على مرورها أربع سنوات حتى شهدت حرب جهوية شمالية جنوبية تحت شعارات سياسية ودينية انتهت بخروج الطرف الجنوبي من المشهد وتسيد الطرف الشمالي على كل مفاصل الدولة التي شهدت عملية إقصاء ممنهج لأبناء الجنوب والسيطرة الكاملة على القرار والثروات ترتب عليه حالة من المعارضة التي ما لبثت أن تحولت إلى ثورة سلمية جنوبية تم مواجهتها من قبل رأس النظام وأدواته بالقتل والتنكيل والتعذيب والملاحقات لكل من يرفع شعار إستعادة الدولة الجنوبية .


وبعد كل هذا السنوات من المعاناة التي تشهدها مدن وقرى وبلدات الجنوب لم يستطيع من تصدر المشهد الجنوبي تحقيق الحد الأدنى من متطلبات الشارع الجنوبي الذي أعطى الفرصة كاملة للمجلس الانتقالي الجنوبي مع كامل الدعم إلا أن النتائج لم تكن في مستوى التضحيات مما عقد المشهد الجنوبي أكثر وساهم ذلك في ظهور دعوات  مناوئة لبعض التشكيلات والمكونات لكنها لا تحظى بدعم كبير في الشارع الجنوبي مما حجم تأثيرها بعكس ما كان يراد لها من قبل صانعيها وفي كلا الحالتين كان واضحا تأثير الإقليم على مسار جميع المكونات السياسية في المشهد الجنوبي بما فيها المجلس الانتقالي. بالمقابل حالة اليقظة التي يتمتع بها الشارع الجنوبي الذي فوت كثير من المحاولات لضرب النسيج الاجتماعي الجنوبي .


ومن خلال ما يعتمل في المشهد الإقليمي والدولي خصوصا بعد مقتل الرئيس الإيراني رئيسي ومرافقيه وحالة الهدوء الذي يسبق العاصفة وتأثير ذلك على الجنوب وقضيته العادلة التي لم يتحقق لها تسجيل حضور مستحق وتأثير إيجابي في المشهد اليمني والإقليمي نتيجة ضعف الأداء السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي ما أثر سلبا على حضور القضية الجنوبية بقوة في الحلول المقترحة للحل النهائى للأزمة اليمنية وتحقيق مكاسب سياسية ولو حتى بشكل مؤقت مع الاشتغال على اقتناص الفرص المتاحة وتسخيرها لصالح القضية الجنوبية وهو ما لم يتحقق .


إن لم يتم تدارك الموقف الجنوبي واحداث عملية تقارب جنوبي جنوبي بأسرع وقت ممكن فإن المتغيرات السياسية قد تتجاوز الجنوب وقضيته وتتحول إلى ملف محلي أسوة بغيره من الملفات المطلبية في الساحة اليمنية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق