اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 22 مارس 2022

ويحكم كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟!!

 


بقلم: صدي البطل ,, أيمن فايد

تعرف أنا كنت في الأزهر الشريف بأتعلم القرٱن الكريم والسنة النبويه المطهرة ... تعرف إن القلوب المصرية هي من أطهر القلوب ومن أكثرها صدقا ...

مش هقول صادقة تماما لكنها أقرب للصدق ... لذلك إخترت مصر بالذات علشان أتعلم فيها ... الناس فيها فيهم دفء وطيبة ... ربما الظروف والأزمات بتهزهم شوية ... لكن ما بتهزمهمش ... لأنهم أسرع شعب بيعرف يرجع بنفسه ... ما بيتهانش ... شعب فيه أصالة ... وفيه رجولة وشجاعة وطيبة وسماحة مش في كتير من الشعوب ... علشان كده أنا حاسه إن البلد دي لازم تفضل مستهدفة علي طول...


نعم يا عاصمة القلب تذكرينني بصور الأبطال الشرفاء

بعمرو بن العاص، وعمر بن عبد العزيز، وصلاح الدين الأيوبي، وقطز، والظاهر بيبرس مجتمعين علي حب مصر، حب مسئولية مش حب ترف ورفاهية ... ما هو المنطق بيقول مصر ما عملتش فيهم حاجة وحشة علشان يكرهوها.


لكن الأمر لا يسلم من أن تأتي صور أخري علي النقيض من تلك الصورة الرائعة الجميلة .. فهناك صورة من نوع ٱخر تعمل بقصد أو بدون قصد علي هزيمة الشعب وتحطيمه معنويا وإفقادة الثقة في نفسه حتى تتحطيم إرادته .. "فكم هو مؤلم أن تشهد هزيمة بعد حرب، ولكن كم هو جريمة أن تحيا هزيمة بلا حرب"، إنها الحرب النفسية التي ما برح يمارسها العدو علينا طول الوقت، لكن أن تكون هذه الحرب بيد أحد من أبناء الوطن فهذا هو الأخطر !!


بين أيدينا موضوع سنتناوله بالدرس والتحليل معتمدين فيه علي منهج ( تحليل المضمون ) أو بالأحرى ٱداة تحليل المضمون، بدءا من الوحدة الصغرى وهى  ( الكلمة ) إلي

( الموضوع ) ذاته وصولا إلي ( شخصية الكاتب ) ومن يشاركه الرأي، هذا من جانب الرسالة والمرسل.


لكني أميل إلي أن تحليل المضمون ٱداة لجمع وتحليل البيانات، لأن جميع المناهج البحثية سقطت بإنتهاء الحرب العالمية الباردة لأنها كانت مناهج مؤدلجة لا أحد يعمل بها الٱن إلا في المنطقة الإستثناء، للأسف منطقتنا العربية، وللأمانة العلمية هناك عدة علماء في إفريقيا يستخدمون ( منهج تحليل النظم ) التابع للكتلة الشرقية سابقا نكاية في تجبر أمريكا ليس إلا .. وبإذن الله لنا وقفة مطولة في ( علم الجهل ) مع إشكالية تلك المناهج، وكيف يمكننا حلها بابداع منهج جديد أو ميزان عدل.


على أية حال سنقوم باستخدام ( علم السيمانطيقيا ) لدراسة وقع الرسالة موضع الدراسة وتأثيرها علي المستقبل الفرد أو المجموع والسيمانطيقيا: علم لغوي حديث، يبحث في الدلالة اللغوية، والتي يلتزم فيها حدود النظام اللغوي والعلاقات اللغوية، دون سواها، ومحاولة دراسة المعني اللغوي علي صعيد المفردات والتراكيب ).


لقد أولى الفلاسفة اليونانيون اهتماما كبيرا لقضية الدلالة في أبحاثهم ومن أهمها قضية العلاقة بين اللفظ ومعناه.

ولقد ظهرت بدايات هذا العلم عند العرب والمسلمين وبرع الكثيرون منهم مثل:- بن خلدون، والجرجاني، والسكاكي وغيرهم والذي وصلوا لدراسة معني الكلمة ( الدال والمدلول ) ومعنى الجملة ( الإشارة والإستدلال ).


وعند الغرب حديثا ظهرت السيمانطيقيا أو السيمانتيك في مقالة بحثية علي يد العالم الفرنسي: "ميشال بريال" ١٨٩٧, وهو أول من استعمل مصطلح سيمانتيك لدراسة المعنى .. وفي سنة ١٩٢٣، ظهر كتاب ٱخر بعنوان: "معني المعني" الذي ألفه الإنجليزيان "أوجدن" و "ريتشارد" وقد جاء هذا الكتاب نتيجة التأثير الكبير الذي أوجده "ميشال بريال" إذ كان بمثابة الموجه إلي قضية هامة تعني بالمعني وهي السىمانتيك،

فعلم السيمانطيقيا هو علم العلاقات والدلالات حيث يقرر علماء السيمانطيقيا أن الخطاب يحوي علي ألفاظ رمزية لا يقصد بها معانيها الموضوعة لها بل قد يكون شيئا ٱخر غير معاني الألفاظ مثل استخدام الجملة الإنشائية للتهديد كقول الأب لإبنه ( العب كثيرا ) ويقصد من ذلك تهديده وحثه على ترك اللعب، فترى أن المعنى الأول الجملة أعلاه غير مقصودة. وفي القرٱن كثيرا من هذا.


هيا بنا نضع النص الذي بين أيدينا  بموضوعية دون تحيز،   نضعه علي ميزان العلم فالرائد لا يكذب أهله وذلك من خلال ما ورد في النص محل الدراسة عبر هذه النقاط الثلاثة الٱتية:- 

 

النقطة الأولي: إتهام الناس بالخوف والجبن وعدم الوطنية.

النقطة الثانية: الكيل بالمديح والثناء وتزكية النفس.

النقطة الثالثة: إتهام القارئ بالجهل وإتباع الهوي وعدم الوطنية أى الخيانة.


                    كلام الأستاذ بنصه وفصه

( إذا كان الناس خايفة تعمل لايك علي بوست سياسي علي الفيس بوك  علي الرغم من أنها متفقه معاه، مستني منهم ايه بقي، اذا كان الجبن والخوف مزروع في القلوب وبيكبر كل يوم عن التاني، يا عزيزي الجبناء لا يبنون أوطان. 

أحنا اكتر ناس بنحب البلد دي، واحنا أول من سنحارب عنها اذا تم العدوان عليها، احنا اللي بنبكي أول ما عسكري أو ظابط بيموت، واحنا برضوا بنبكي أول ما حد يتعدم أو يتسجن ظلم، واحنا برضوا اللي قلوبنا تأن علي الفقراء والمقهورين والمظلومين، واحنا برضوا اللي بنصفق للمسئول اللي حقق انجاز حقيقي،

 احنا اللي بنخاف علي أمن وأمان هذا الوطن، احنا اللي بنقدر جيدا الدور الهام اللي بيقوم بيه رجال الشرطه والجيش، احنا اللي بنحترم  الجميع المؤيد قبل المعارض نحن من نعشق تراب هذا الوطن نحن لا نبيع أوطاننا من أجل مصلحه شخصيه،

ويتابع قائلا: نحن في المقدمه نحن رجال القانون أصحاب المواقف المشرفه ومعنا الكثير من أبناء الوطن المخلصين الذين يعشقون هذه البلده الطيبه ويعرفون جيدا تاريخ الأرض التي يعيشون عليها، أنا عارف كويس صعب جداً تفهم المعادلة دي أو تحاول تتجرد من كل الأهواء الشخصية وتكون وطني حقيقي ).


              يقولون لي إن ردك يكسر ويفرق!!

فبالله العجب ردي علي هذا المنشور بنقد علمي يكسر ويزيد الفرقة!! علي العموم سأترك أمر الحكم على للناس. 


يا سادة: الناس ليست خائفة الناس جاهزة ولاسيما وأنها هي الوحيدة التي دفعت وتدفع دائما الثمن مقدما .. ياريت نضع في الحسبان أن الناس بطولتها حاضرة .. أما الذين يخافون غهم من يتصدرون المشهد الٱن وينادون بالإصلاح بحناجرهم دون وعي معرفي أو إجرائي أو عملياتي.يعني طحن بدون طحين، وإذا ما دعوا إلي دور جاد وحقيقي وليكن ( البطولة ) السنة الكونية السادسة التي يطلبونها،


ولكن  بعد محاولات الجدل والعناد الشديد منهم في النقاش، فتراهم يقولون: إن الأمور وصلت لمرحلة صعبة ولكي تحل تحتاج لمعجزة وعندما تبطل حجتهم تلك المثبطة للنفوس المقوضة للعزائم الجالبة للهزيمة النفسية يتهموك بأنك واهم وخيالي .. وبعد هذا الإتهام بخطوة بعدما توفق في اسقاط هذه التهمة تراهم يقولون: تري إنتبه السنن الكونية والمعجزات من عند الله وأنت بهذا تكون قد خلعت علي هذا الحل وعلي نفسك هالة قدسية أي سلطة ثيروقراطية،

تقول لهم السنة الكونية هنا هي ( البطولة ) وهي عمل شاق ودؤب، وتشرح لهم طقوس العبور.

فيناصبون البطولة العداء بمساراتهم الهروبية علي أصعدتها الثلاثة بطولة الأمة التي تسمي إرادة، وبطولة البطل الفرد التي تسمي كرامة، والقيادة الجسر الرابط بين البطولتين.

ساعتها لن يثبت لهم قدم إلا في الخوف الذي كانوا يتهمون الناس به بالباطل من لحظة!! بسم الله الرحمن الرحيم:

( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ).


نعم الخوف و النكوث علي أعقابهم لأن البطولة مغرم وليست مغنم إختبار في تسعة عشر محطة، وليست ترشيح واختيار بتزييف إرادة الناس بأي صورة من صور بالدين الصناعي المسمى ديموقراطية - والتي تكاد تعبد من دون الله،

والغريب أن كل من كان يرفض الديموقراطية ولاسيما المتأسلمين ويكفرونها .. دخلوا فيها .. هؤلاء الذين يعيبون علي الناس عدم وضع إعجاب لما يكتبون هم أنفسهم لم يعلقوا أو حتي يقوموا بوضع إعجاب علي مواضيع يراها كثيرون من الناس على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم وأوطانهم أنها مواضيع جادة.


ياريت لا نلصق التهم بناسنا وأهلنا علي أنهم جبناء ومستكينين والخوف مليهم .. في عملية إسقاط، والإسقاط مرض نفسي .. ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقي ).


ياريت لا نحزب أنفسنا لشيع وجماعات وفرق بل وأقل من ذلك لطبقات وفئات حتي وصلنا إلي الفرقة علي أساس العمل والوظيفة والمهنة بل وحتى الهواية .. ألم يقول لك نحن رجال القانون ونحن رجال السياسة ونحن رجال الدين ونحن رجال البطيخ وهو يضيع بهذا وحدة ونسيج الشعب ويضيع بطولة الناس - التي تسمي إرادة وتهيئة إجتماعية

( ألم ترى إلي الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا  أنظر كيف يفترون علي الله الكذب وكفي به إثما مبينا ).


يارجل القانون "الكيس الفطن من دان نفسه" وأنا أدين نفسي قبل أيى شخص وأتهمها بالتقصير وأتهم نفسي بأنني سبب الحالة التي تمر بها الأمة .. أنا وحدي .. أنا المسئول عنها.د .. وليست الشعوب كرأى عام منقادة لأن هذه طبيعتها في القرٱن توصف ( بالعامة ) وفي العلوم السياسية  ( بالرأي العام المنقاد ) الشعوب هي التي تنادي المثقفين والمفكرين والفلاسفة بأن يقودوها ويحلون لها ولهم عيوب ثلاثة:-

١- غياب المشروع.

٢- غياب القيادة.

٣- غياب الإعلام الشعبي.


فهل يا صاحب هذا الكلام، يا رجل القانون والحقوق أعطيت الناس حقهم في هذه النقاط؟!!

أم تراك قمت بظلم الناس. كفاية تعميم علي حساب الشعوب بسبب حفنة لا تزيد عن مائة راقص وراقصة مستأجرون للعب هذا الدور أمام بعض اللجان. علما بأن الشعوب العربية كلها  ليست راضية عنهم.ثم لماذا بقفزة في الظلام تسقط هذا الفعل وتعممه علي كل الناس الذين من المفترض أن تكون انت منهم أمانك تعد نفسك من كوكب تاني!!.


ثم بعد ذلك نراك تقوم (بعملية إستثناء) بعد (عملية التعميم) بكلمة إحنا إحنا علي رأي العندليب .. يا سادة: العيب ليس في الناس، العيب حوالين الناس، وحقا: رمتني بسمها وانسلت!!


سيدتي سيدي: هل قمت أنت وهى بالدور الذي تطلبه من الناس وقدمت للشعوب حلا لنقاط العيوب هذه الفوق إستراتيجية؟!!


- أتحداكم أنت وهى أن تكونا قد فعلتم ذلك!! وإذا كنتم فعلتم فاين هذا المنتج؟!!

وأقسم بالله سأكون خادم وصدي لها ولك. إذن لا تسقط عدم فعلك علي الناس في إتهام بالباطل.

تقول نحن في المقدمة، إذن أين هو المشروع الذي تعملون به وأين هي جحافلكم التي أنت وأتباع مهنتك في مقدمته؟!! 

تقول نحن أصحاب المواقف المشرفة.

أين هى مواقفكم المشرفة من الفساد الذي ضرب على الأقل كل جوانب مهنتكم بشهادتكم أنتم علي أنفسكم

( وشهد شاهد من أهلها ) أين شرفكم وأنتم تدافعون عن الناس بقوانين باطلة جائرة معظمها من القانون الفرنسي المعادي لحدود الله والذي علي الأقل لا يناسب بيئتنا؟!!

تقول الشعب ساكت.


أقول لك أنت الذي لم تقدم للشعب شيئا في النقاط الثلاثة الخاصة به علي الأقل لكي يثق بك.

تقول أنكم في مقدمة الصفوف .. ألم تعلم أن نقابتك ونقيبك رفعوا علم ثوار الناتو فوق نقابة المحامين في ٢٠١١،

فإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم. هذا العلم الذي صنع في دولة الكيان الصهيوني إسرائيل لضرب ليبيا وسفك دماء وإزهاق أرواح الأطفال والنساء والشيوخ وضياع الأمن القومي المصري في ليبيا بما حدث ويحدث حتي الٱن في ليبيا؟!!


تقول انك في المقدمة وما رأيتك تدافع عن ليبيا معنا ولم تشارك في انزال علم ثوار الناتو واليهود والأمريكان من علي نقابتك معنا، بل كان البعض منكم مشارك في هدم الأوطان والبعض الآخر ساكت عن الحق إلا من رحم ربي!! 


تقول أنكم  في المقدمة ونقيبك الأستاذ سامح عاشور كان نائبا لعمرو موسي في لجنة الخمسين في صياغة الدستور الذي عدل يالأمس وقضي تماما علي السلطة القضائية بما سيترتب عليه هدم الدولة، فأين الجحافل التي أنت في مقدمتها؟!!

أنت إتهمت الناس بأشياء كثيرة مشينة ومذلة لهم فهل لو رددت عليك وعلي معجبيك بالحجة وبلين الكلام ستقبلون ردة الفعل هذه أم تراكم ستأخذكم العزة بالإثم وتتركوا فعلكم كعادتكم وتجرمون ردة الفعل؟!! 


السؤال لك ولها ولكل جحافلك وأعتقد لو أن هناك إنصاف

يا رجل ويا رجال القانون ستقوم علي صفحتك بنشر هذا الرد في نفس المكان الذي نشرت فيه موضوعكم هذا.

أنا أتحداكم أن تفعلوا ذلك، بالرغم من أنك تتحدث عن القانون والتجرد من الهوي والموضوعية أليس حق الرد مكفول وحجبه هوى مرفوض؟!!


        ***  ويحكم: كلكم يبكي فمن سرق المصحف!!

يحكي أن الإمام مالك بن دينار وعظ الناس في خطبة له فأبلغ في وعظه حتي بكي الناس من الخشوع والتأثر، ولما فرغ من صلاته بحث عن مصحفه فلم يجده فقال:

ويحكم كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟! 

ترى من سرق بلادنا؟!

ألسنا نحن الباكين علي وحدتنا؟!

فمن سرق الوحدة؟!! 

 

كلامي في المطلق العام لا أقصد به أحد بعينه .. وإن قصدت أحد بعينه فهو بالتأكيد أنا .. يقول: "نابليون بونابرت" عندما تم نفيه في جزيرة القديسة "سانت هيلانا" "ليس أحد غيري مسئول عن هزيمتي لقد كنت أنا أكبر عدو لنفسي".


وأنظروا لإعتراف رئيسة وزراء الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية "جولدا مائير" في "لجنة أجراناد"

بعد هزيمتهم في حرب أكتوبر ١٩٧٣، أنها هي المسئولة عن الهزيمة.

يا سادة إن الشعوب بطولتها جاهزة وهي تنادي علي الأصحاء الناصحين النجباء، فهل لبيتم نداء الناس وتركتم التبريرات وإلصاق التهم بالناس كما يفعل "عمالقة الوهم" أنظمة التفاهة ومعارضة السوء، وكما يفعل "أراذل الشعوب" المنافقون الجدد والمستشرقون الجدد والخوارج الجدد، عفانا الله وإياكم أن نكون منهم.

أيها السادة: الناس ليست خائفة الناس جاهزة، ياريت نضع في حساباتنا أن الناس بطولتها حاضرة وهذا ما يرعب الأمريكان واليهود والمنافقين وكل أعداء الأمة.

الشعوب تحاول أن تبني لنفسها قوة فهي تنظر وتترقب وتنتظر، فلا تدخلوها في نوبات اليأس والإحباط أو الصدام والصراع.


بالتأكيد إن الذين يخافون هم في الأغلب الأعم من يتصدرون المشهد وينادون بالإصلاح بحناجرهم دون وعي معرفي أو إجرائي أو عملياتي .. يعني طحن بدون طحين .. وإذا ما دعوا إلي دور جاد وحقيقي وليكن ( البطولة ) لن يكون لهم سبق ولن يثبت لهم قدم، وخافوا، ونكثوا، علي أعقابهم لأن البطولة الحقيقية مغرما وليست مغنما إختبار في "تسعة عشر محطة"، وليست ترشيح بتزوير إرادة الناس بأي صورة من صور عوار الدين الصناعي المسمي ديموقراطية التي تكاد تعبد من دون الله.


والغريب أن كل من كان يرفضها ولاسيما المتأسلمين ويكفرونها .. دخلوا فيها .. هؤلاء الذين يعيبون علي الناس عدم وضع إعجاب هم أنفسهم  لم يعلقوا أو حتي يقوموا بوضع إعجاب علي مواضيع يراها كثيرون ممن اختلفت أذواق ومشاربهم وثقافاتهم وأوطانهم أنها جادة.


فياريت لا نلصق التهم بناسنا وأهلنا علي إنها جبانة ومستكينة وسطخية وجهلة والخوف مليها .. في عملية إسقاط وعلي الفكرة الإسقاط مرض نفسي .. ياريت لا نحزب أنفسنا لشيع وجماعات وفرق بل وأقل من ذلك لطبقات وفئات حتي وصلنا إلي الفرقة علي أساس المهنة!!


يقول لك نحن رجال القانون ونحن رجال السياسة ونحن رجال البطيخ ويضيع وحدة الشعب ويضيع بطولة الناس - التي تسمي إرادة وتهيئة إجتماعية "الكيس من دان نفسه" وأنا أدين نفسي في أن التقصير والهزيمة الحادثة مني أنا وأنا المسئول عنها وليس الشعوب المنقادة لأن هذه طبيعتها في القرٱن والعلوم السياسية .. الشعوب هي التي تنادي المثقفين والمفكرين والمتفلسفين بأن يقودوها ويحلوا لها ولهم عيوب ثلاثة  ( غياب المشروع .. غياب القيادة .. غياب الإعلام الشعبي ).

فهل يا صاحب هذا الكلام يا رجل القانون والحقوق أعطيت الناس حقهم أم تراك قمت بظلمهم - بكفاية الكيل طفح منك ومن أمثالك - العيب حوالين الناس وليس فيهم - وحقا: رمتني بسمها وانسلت.

نعيب زمننا والعيب فينا          وما لزماننا عيب سوانا

ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب     ولو نطق الزمان لنا هجانا 

وليس الذئب يأكل لحم ذئب    ويأكل بعضنا بعضا عيانا


                          أسئلة مشروعة

هل قمت بدورك الذي تطلبه من الناس وقدمت للشعوب حلا لنقاط الضعف المطلقة هذه؟!!..

أتحداك أن تكون فعلت!!!.. وإذا كنت قد فعلت فدلني علي إنتاجك منها، أين هو؟!!.. 

وأقسم بالله سأكون خادم وصدي لها ولك بكل حب وتواضع ..  إذن لا تسقط عدم فعلك علي الناس في إتهام بالباطل .. كلامي في المطلق العام لا أقصد به أحد بعينه .. وإن قصدت أحد بعينه فهو بالتأكيد أنا .. يقول: "نابليون بونابرت" عندما نفي في جزيرة القديسة "سانت هيلانا" "ليس أحد غيري مسئول عن هزيمتي لقد كنت أنا أكبر عدو لنفسي" .

 وأنظروا لإعتراف رئيسة وزراء الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية "جولدا مائير" في "لجنة أجراناد" بعد هزيمتهم في حرب أكتوبر  ١٩٧٣ أنها هي المسئولة عن الهزيمة .. الشعوب بطولتها جاهزة وهي تنادي علي الأصحاء الناصحين النجباء الصادقين الأمناء أصحاب المشروع الحقيقي وليس مشاريع الوهم والسراب مشاريع "الميثولوجيا"  مشاريع الهزيمة والجهاد في صف أعداء الأمة كما فعلتم في ربيعكم الأحمق .. بطولة الأمة حاضرة فهل لبيتم النداء؟!!.. أم تراكم ستجهضون غضبة الجماهير وتضربونها باليأس والإحباط أو جرها للصراع والصدام؟!!..


( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ).

الله سبحانه وتعالى يأمركم أن تحكموا بين الناس بالعدل فما بالكم وأنتم تحكمون علي الناس، الأولي أن تحكموا بالعدل هل حكمتم بالعدل علي الأمور بعد وزنها بميزان العلم وتركتم التبريرات وإلصاق التهم بالناس كما يفعل "أراذل الشعوب" الأنظمة والمعارضة والمنافقون الجدد ؟!!


فتبريراتكم المعلبة سابقة التجهيز حفظها الصغير قبل الكبير  مثل:- نحن ننقل أخبار ورؤي وناقل الكفر ليس بكافر .. وقولكم الإختلاف لا يفسد للود قضية، ونسيتم أن هذا خلاف وليس إختلاف هذه تهم بالباطل في حق الشعوب .. وقولكم ما بيننا من نقاش يجب أن يتحلي بثقافة الإختلاف - لا والله أضحك الله سنك ثقافة إختلاف أم ثقافة خلاف مؤداها الإحتلال كنتيجة طبيعية لمقدمة الخلاف والفرقة.


تقولون: يجب أن تحترم وجهة نظر الٱخر .. نعم تحترم ولكن بالنسبة إلي من - في أي وجهة وأي جهة - وعلي أي ميزان وأي مسطرة؟!!

أكيد علي ميزان العلم الذي يجب أن يمتاز بصفتي الثبات والصدق لا أن نعمم وفي قفزة في الظلام متناقضة نخصص لنستثني أنفسنا.

 ضع ما قلته حضرتك علي "منهج تحليل المضمون" وأنت ستعرف هذا, ومن جانب ثاني ضع كلامك علي "علم السيمانطقيا" لتعرف مدي سيكون وقعه علي الناس وعلي القارئ .. إنه العلم الذي أمرنا الله سبحانه وتعالي به

( إنما يخشي الله من عباده العلماء ) 

( أمن هو قائم أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الٱخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ).


وجهة نظر مبنية علي علم وليس كلام مرسل ولاسيما في قضايا الأمة المصيرية ولكي تكون وجهة النظر مبنية علي العلم يجب أن تمر بهذه المراحل الثلاثة:-

١- مرحلة التوصيف وتسمي المرحلة الطفولية في العلم فلو أحضرنا طفل وعالم وأدخلناهم غرفة ما وقلنا لهم أوصفوها لوصفها الإثنين نعم العلم سيوصفها بترتيب ولكن في النهاية يتساوى الإثنين.

٢- مرحلة التفسير والتحليل وللأسف نحن كمسلمين لم نخلق لأن نكون منخل او غربال نحلل كيف ضربنا علي رؤوسنا أو أحتلت أوطاننا.

٣- مرحلة التنبأ ونحن كمسلمين لم نخلق لكي نتنبأ متي سيدخل العدو أوطاننا .. الوقاية خير من العلاج، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج .. مرحلة التنبأ بدون عمل كالنكتة الفرنسية القذرة "فرنسي لزوجته إذا أغتصبتي ولم تستطيع المقاومة فاستمتعي".


 ولأننا كنا نحيا في الماضي علي مقولة:

"نحن نعيش مشاكل تقليدية تحتاج لحلول غير تقليدية" 

والٱن وبعد أن تكسرت هذه المقولة وأصبحت من حفريات الماضي بعد أن ضربنا الأعداء بالفوضي الخلاقة أصبحت المعادلة الجديدة:

"نحن نعيش مشاكل غير تقليدية تحتاج لحلول أكثر من عبقرية"، أي أن العلم الذي بين أيدينا بمراحله الثلاثة يحتاج أن يتطور أكثر لمواجهة المشاكل غير التقليدية التي طرأت علينا فما عساكم وأنتم ترجعون القهقرى وتتقدمون إلي الخلف بجهل وبضرب العلم بالكلام المرسل تحت مسمي وجهة نظري!!

نعم وجهة نظرك بكل تأكيد من حقك أن تمارس حرية ( التعبير والتفكير والتدبير ) وجهة نظرك تحترم وتقدر وهي محل اعتبار، علي العين والرأس، بشرط أن تكون مبنية علي العلم والمعرفه الصحيحة وليس علي النظرة السطحية وإتباع الظن والأخذ أو الرفض بدون دليل أو حجة.

عفانا الله وإياكم أن نكون من الجاهلين أو المتكبرين.

( فما لكم كيف تحكمون ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق