اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 7 فبراير 2023

قلوبنا معكم لننسى جراحنا...ونعيش حياتنا...

 



    تلقينا ببالغ الحزن والآسى نبأ الزلزال المدمر الذي أصاب سورية وتركيا، وهي كوارث حقيقية ومآسي واقعية أصابت الشعب السوري فوق ما يعانيه من أوضاع إقتصادية سيئة من آثار المؤامرة الكونية والعقوبات والحصار وقانون قيصر الصهيوغربي على سورية وشعبها، تعازينا الحارة ومواساتنا للشعب السوري وللرئيس بشار الأسد ولحكومته، وأيضا تعازينا للشعب التركي الشقيق ولكل الذين فقدوا أعزائهم وأحبابهم وأبناء وطنهم في هذا المصاب الجلل في سورية وتركيا....  


 ومن تابع هذا الحدث المؤلم  يكتشف بأن الغرب الصهيوني ما زال يتلاعب بقيم ومبادئ الإنسانية وفي كل مجال حتى في الزلازل والكوارث فهو معروف عنه وعبر تاريخه المجرم والقاتل للإنسانية أنه يسير بما صدع به رؤوسنا من أكاذيب بمى يسمى حقوق الإنسان حسب مصالحه السياسية وطموحات توسعه وأحلام هيمنته على منطقتنا والعالم أجمع لأن قادته يعتبرون أنفسهم قادة شعب الله المختار وهم أعلى وأكبر من كل البشر وهم حثالة الأمم وإرهابيها وعصاباتها وقتلتها لكنهم يلبسون لباس الإنسانية ومقنعين بمبادئها وقيمها والتي هي بريئة منهم كل البراء...

    

      وهنا أي في هذا المصاب الجلل الذي أصاب سوريتنا لا يهمنا ذلك الغرب الصهيوني ولا تحتاج سورية ولا دول بلاد الشام الطبيعية ولا دول محور المقاومة منه أية مساعدة لأن سورية خاصة وبلاد الشام عامة الله حاميها ولو أن قوة هذا الزلزال وشدته حصلت في الغرب لهجر معظم شعوبها وهدمت بيوتهم غير الملايين من الموتى والمصابين، فالله سبحانه وتعالى قدر ولطف ونحن راضين بقضاء الله وقدره ونحمده على لطفه الخفي، وأيضا سورية ومحورها يعرفون ذلك الغرب الصهيوني جيدا ويعلمون كل العلم أنه غربا صهيونيا كاذبا منافقا حقيرا قاتلا للبشرية والإنسانية كافة، ومحور سورية العربي والإسلامي والعالمي يحارب فكره المجرم ويكشف أكاذيبه ويظهر حقيقته اللإنسانية البشعة وحقارته وإجرامه بحق شعوب منطقتنا وشعوب الإنسانية كافة....

      

      ما يهمنا هنا بعض الزعماء العرب والمسلمين أين أنتم مما حدث في سورية الحبيبة ليلة أمس وأين دعمك للشعب السوري الذي ساعدتم بسفك دمائه مرات عدة كما ساعدتم بسفك دماء الشعب الفلسطيني في الماضي البعيد والقريب وتآمرتم على شعوبهما مرات عدة، واليوم ما زلتم تنتظرون الإذن من أسيادكم في الغرب الصهيوني ليسمح لكم بكسر عقوبات وحصار قانون قيصر الغربي الصهيوني لدعم سورية وشعبها الذي عانى الأمرين من مؤامراتكم عليه، ومنذ ليلة أمس وهو يعاني كل المعاناة لينقذ من يستطيع إنقاذه من تحت الأنقاض ومن آثار ذلك الزلزال المدمر في الوقت الذي لم تقصر فيه سورية في الماضي والحاضر مع أحد منكم عندما كانت دولكم تتعرض لأية أزمة أو كارثة أو حرب، أين طائراتكم ومعوناتكم للشعب السوري الصابر والصامد منذ ١٢ عام وما زال صابرا وصامدا...

     

    وأقولها وبصوت عالي آلا لعنة الله على أتباع الغرب الصهيوني والذين ما زالوا يراهنون عليهم ويرضون بأن يبقوا تبعا للأبد لذلك الغرب الصهيوني الخاسر والمهزوم، وإذا بقيتم على طريقكم ونهجكم فإنكم خاسرون معه في الدنيا والآخرة ولم ولن تنالوا إلا غضب الله عليكم لأن الرهان على ذلك الغرب الصهيوني خاسر بكل ما تعنيه الكلمة من خسارة، ومحور سورية إنتصر على كل المؤامرات وهو لم ولن يحتاج إليكم عبر التاريخ، ولم ولن يحتاج إليكم حتى في هذا المصاب الجلل...

    

     والشكر لله على أنه ثبت عبادا له عبر تاريخ الأمة بعربها وعجمها لمساعدة إخوانهم ولمد  يد العون والمساعدة لهم في مثل تلك الكوارث وغيرها من الأزمات وبعض تلك الدول تمر بأوضاع إقتصادية صعبة ورغم ذلك هبوا بكل ما يستطيعون لنصرة ومساعدة إخوانهم في سورية الحبيبة وأيضا لمساعدة الشعب التركي، وهؤلاء نقدم لهم الشكر نيابة عن الأمة كاملة إيران الإسلامية والعراق ولبنان والجزائر وتونس والأردن ومصر والإمارات وعُمان وروسيا الإتحادية والصين والهند...وغيرها من الدول التي كسرت الحصار وألغت قانون قيصر المجرم وأجرت إتصالاتها مع القيادة والحكومة السورية للتعزية بالضحايا وتقديم كل العون والمساعدة اللوجستية لسورية ولشعبها ولأهالي الضحايا وللمصابين والجرحى، وأول طائرة وصلت مطار دمشق يوم أمس هي طائرة إيران الإسلامية والعراق الشقيق بجسر جوي وبري، واليوم طائرات الجزائر وغدا وخلال هذا الإسبوع ستصل طائرات وشاحنات الدول الأخرى لدعم سورية الحبيبة وشعبها الصابر والصامد...

    

    لذلك يجب بذل المزيد من الجهد لمساعدة الأهالي معنويا وماديا وإنسانيا للتخفيف عنهم، ليضمدوا جراحهم المؤلمة، ويقلبوا تلك الصفحة الحزينة في حياتهم، ويكتبوا صفحة جديدة يكون شعارها ( رضينا بقضاء الله وقدره...ونريد أن ننسى جراحنا...ونعيش حياتنا)، وهذا المصاب الجلل والزلزال المدمر هو حالة إنسانية عربية إقليمية عالمية يجب أن لا يتم تسيسها من قبل الغرب الصهيوني ولا يسمح لهم بذلك أبدا، ويجب أن يتم كسر الحصار ورفع العقوبات وإلغاء قانون قيصر الذي كان ضد سورية خاصة وشعوب بلاد الشام والمنطقة عامة...


    قلوبنا ومشاعرنا وعقولنا معكم ومع أهالي الضحايا في سورية وتركيا ومع كل أهالي ضحايا الزلازل على مستوى الإنسانية جمعاء، راجين من الله سبحانه وتعالى أن يخفف عنهم مصابهم الجلل، وأن يأخذ بأيدي الدول العربية والإسلامية والعالمية لبذل أقصى جهد ممكن لإيجاد حلول سريعة وفورية غير مسيسة على مستوى أممي لمثل تلك الزلازل المدمرة والحوادث والمآسي الإنسانية والتي تصيب الإنسان والإنسانية بأغلى ما يحب من الأهل والأحبة والأصدقاء وبكل ما يملك من مال ومنزل وآثاث وطعام..وغيره، رضينا بقضاء الله وقدره إنا لله وإنا إليه راجعون، الرحمة على أرواح الضحايا في سورية وفي تركيا أيضا، ونرجوا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين...

قلوبنا معكم وآيادينا مرفوعة لرب السماء بأن يلهمكم الصبر والسلوان ويحميكم ويحفظكم من كل مكروه...

اللهم آمين يا رب العالمين...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق