اخبار ذات صلة

السبت، 26 مارس 2022

مستشار أسامة بن لادن السابق يحكى أسرار

 


بتاريخ: 18-12-2010 | 

أخبار الساعة حاوره "سيد أمين"

لا توجد وسيلة إعلام عالمية او محلية إلا وتحدثت عن تنظيم القاعدة وساقت ضده التهم حتي صار للتنظيم قائمة  طويلة حبلي بالاتهامات التي كان أشهرها وربما المصدر الأول لها تلك - الاتهامات التي ساقها صحفي يعمل بالقناة الثانية بالتلفزيون السويسري في كتابه "دولارات الرعب" والذي صدر في 1999، وللتاريخ أهمية، ومن أهمها، بحسب ما ذكرته مراكز الأبحاث العالمية أيضا، أن هذا التنظيم عميل لإسرائيل ويدللون علي ذلك بعدم تنفيذه لأي عملية ضد الكيان الصهيوني، وكذلك أن القاعدة هي نتاج أمريكي وكانوا علي صلة بالاستخبارات الأمريكية ابان الاحتلال الروسي لأفغانستان، وأن مصدر التمويل يرجع لتجارة المخدرات. 


فضلا عن أن القاعدة لم تسلم من سهام التيارات الإسلامية فعلى سبيل المثال وليس الحصر:-

-  نجد أن "الجماعة الإسلامية" ممثلة فى الشيخ كرم زهدى وضعوها فى بئر سحيق من الاتهامات غير المبررة وذلك فى برنامج ملف خاص 8/8/2006،

وكذلك اتهامات الرجل الثانى فى الجماعة الإسلامية الدكتور "ناجح إبراهيم" مفتى الجماعة والذى نشر فى مجلة المصور العدد 4492 بتاريخ 10/11/2010.

- ناهيك عن الجماعات والتيارات التي شعرت بأن البساط ينسحب من تحت أقدامها بسبب التعاطف العالمي الشديد من قبل الشعوب مع "القاعدة والشهيد أسامة بن لادن" فكان الإخوان المسلمون هم أشرس من ناصبوا القاعدة لدرجة أنهم كانوا يكفروننا لأنهم يريدون أن يقدموا أنفسهم لأعداء الأمة على أنهم يمثلون التيار الإسلامي الوسطي المعتدل، حتى المراجعات التى قام بها الدكتور سيد إمام الشهير بمفتي القاعدة السابق أسقطوا الأحكام الشرعية العامة على القاعدة.

- وظهر الحقد الصفوي الشيعي الرهيب على المجاهدين الأفغان العرب والقاعدة.

- وأخيرا التيارات العلمانية سواء اليسارية أو الليبرالية 


- لا يفوتنا الإشارة الى أن أفظع ما كتب فى ملف القاعدة كان على لسان "مايكل شوير" فى كتابه "الفوقية الامبريالية الأمريكية" وهو الكتاب الذى يعد لدى المتابعين المصدر الرئيسى للمعلومات عن القاعدة وقد اعتبرته صحيفتا النيويورك تايمز والواشنطن بوست كأفضل الأعمال التى نشرت حديثا "علما بان الكتاب قد صدر أساسا

"باسم مجهول" وذلك بناء على طلب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كشرط أساسى لمنحة الإذن بالنشر ، 


والجدير بالذكر أن المؤلف استقال من منصبه المذكور فى نوفمبر 2004 بعد خبرة دامت نحو 20 عاما فى العمل على القضايا المتعلقة بأفغانستان وجنوب أسيا وتم تقديم المؤلف فى العديد من البرامج الإخبارية على محطات التلفزة المحلية "والدولية" كما تم إجراء عدة مقابلات إذاعية معه بالإضافة الى ظهوره فى برامج وثائقية ذات صلة علاوة على أنه كان محور الإعلام المقروء فى كافة إنحاء العالم..


وقد اعتمد السيد "شوير" فى قسم من مصادره على أعمال هيئة البث الفيدرالية التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية التى قامت بتقديم كافة تصريحات "أسامة بن لادن" وغيره الى قادة الولايات المتحدة والمراجع المختصة بعد ترجمتها، وهو عمل يصفه السيد "شوير" بالعمل المتعذر على وسائل الإعلام التجارية سواء المكتوبة أو الإليكترونية.


وقيل عن هذا الكتاب "أنه يضم بين طياته كما كبيرا من المعلومات القيمة حول ولادة الحرب على الإرهاب والوضع الراهن الذى ألت إليه، وقد تمكن هذا العمل من الاستحواذ على اهتمامى منذ الصفحة الاولى!" مجلة الناشرين الإسبوعية 


وقيل أيضا "اعتقد أن الأقلام مهما أجادت الوصف فلن تفى هذا الكتاب العظيم حقه" رالف بيترز وقيل أيضا "من النادر أن يجد المرء كتابا يتمكن من تغيير مسار الحوار والآراء على الصعيد الدولى، إلا أن هذا العمل نجح بجدارة فى تحقيق ذلك" مارتا ساليج- صحافة ديترويت الحرة


وسبب الاستطراد فى الحديث عن كتاب "مايكل شوير" ما ذكر عن وقوف القاعدة وراء عملية كراتشى والتى وردتوفي كتابه كالٱتى:- " 8 مايو 2002 صفحة 158 : تم دفع سيارة مفخخة فى طريق باص صغير فى كراتشى كان يقل فنيين بحريين فرنسيين يعملون فى سلاح البحرية الباكستانية وقتل من جراء التصادم 11 فرنسيا وجرح 12 كما قتل باكستانى واحد وجرح 12 أيضا وقد قالت القاعدة حول تلك الحادثة أن العملية المسلحة التى استهدفت الفنيين العسكريين الفرنسيين أظهرت ضعف هذا النظام الباكستانى وأثبتت ان البنيان الذى أقامه النظام قد بدأ يتداعى كورق اللعب "نقلا عن موقع الأنصار". وفى 18 /11/2010 ظهر زيف تلك القضية بشكل واسع وقام أهالى الضحايا برفع قضية ضد الإليزيه طالت كلا من الرئيس الحالى ساركوزى والذى كان وقتها وزيرا للمالية فضلا عن الرئيس الأسبق جاك شيراك..

ربما كان "للأسبوع أون لاين" فرصة نادرة فى استقاء المعلومات من مصدرها عبر إجرائها هذا الحديث مع أيمن محمد فايد وكنيته "أيمن الفايد" المستشار الاعلامى السابق للقاعدة و للشيخ أسامة بن لادن.


إن لأراذل الشعوب أدواراً تعف القيم والمبادئ النبيلة عن أن تذكرها أو أن تحصي أشكالها وإن كانت كلها تدور حول نظرة الأعداء في قتل البطولة بشقيها بطولة الأمة وبطولة البطل وتعطيل قدومه وضياع عمره في الرد علي التهم الموجه إليه وإغراقه في بحر سحيق حتي يجد نفسه شيئا فشيئا في عنابر السجن مع المتهمين في الوقت الذي يحذرنا فيه الرسول صلي الله عليه وسلم من تقارب الزمان، قائلا:

"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:

عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا فعل به"


يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتي يكون القرآن عارا ويتقارب الزمان" أخرجه الطبراني.

وفي قوله يتقارب الزمان إشارة إلي استهلاك حياة الأفراد والشعوب باغتيال أوقاتهم واغتصاب أموالهم واستنزاف علمهم في غير التوجه الصحيح لله.


إن الحقيقة الضخمة كانت تسند البطل الاسطوري الأول وذلك في الماضي تحفظه وتجري الخير علي يديه إلي أن يأتي أجله المقسموم أما "الحقيقة الضخمة" في أسطورتنا الحديثة وهي تحطم أكبر أسطورة بشرية عرفها الناس المتمثلة في

"جحافل الروس" فلقد تحطمت أكبر آلة عسكرية،

وزال من أذهاننا ما يسمي بالدول العظمي وهذه الحقيقة تضطهد البطولة بشقيها:-

"إرادة الشعوب، وكرامة البطل" وتحاصرها إلي أن تقتل البطل لا كملك ولكن ككلب وسيقول لنفسه لم يعد أحد يذكرني، وأولادي يخجلون مني وأصحابي يخافون من ذكر إسمي. 


العدو هنا ليس في الحقيقة الضخمة إنما في الذين ينتسبون إليها زوراً وبهتاناً في (أراذل الشعوب) قادة الرأي وجماعات الفرقة.

ولقد أخرج بن وضاح في البدع: "سيخرج قوم في آخر الزمان هم كذابون، دجالون يبدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم".

وما السبيل للخروج من هذه الفتنة؟

أولاً: تحديد زمان هذه الفتنة ومكانها ودور كل من له دور في إتمامها بحيث لا نترك مجالا لها.


ثانياً: أن نكون في جو من التفاعل القوي مع مجموعة الوسائل التي اتخذها أراذل الشعوب في خطتهم لإسقاط البطولة.


ثالثا: يجب الأخذ بعين الاعتبار أن في مواجهة هذه الفتنة نسبة وخسارة وقدراً من التضحية، وهناك غالبا اختيار بين شرين للوصول إلي خيرهما كما في قولة سيدنا عمر المأثورة: "ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ولكنه الذي يعرف خير الشرين".

فالأبطال دوماً خصهم الله بموهبة فيهم لا في غيرهم ودورهم في الواقع لا ينقطع ولا تغطى عليه كتابات أو إعلام لقد وضع الله علي عاتقهم الخلاص للبسطاء إن ناصرهم الواقع أو وقف ضدهم، فكل هذه الأمور ليست بالعمق الكافي للوقوف أمام خطاهم التي لا يدركها سواهم، فمهما تقدمت علوم الرصد الفكري والغزو الثقافي فهم لا يعبأون بمثل هذه الأمور رغم ثقلها أثناء فترة الدعة والراحة ولكن عندما تأتي المواقف الحقيقية يسقط القناع وتبقي الحقيقة.


نعم هؤلاء سيكيلون للبطل الايجابي تهماً وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان سيدفعون إليه بالكثير من القضايا ليغرق فيها ويستنفد جهده كاملا فيها فيجب عليه أن يتعامل معها وكأنه مع الشئ ونقيضه دون أن تلتهمه كما هو معد يرتدي زي الصراع السياسي الوهمي ثم يخرج منه متسللا تاركا هذا الزي يلعب بهم بل وبالعالم بأشكاله المختلفة لأنه لا يفل الوهم إلا الوهم.. بذلك يحقق رمية بدون رام مرددا:

والله لو صحب المرء جبريلا ، لم يسلم المرء من قال ومن قيل، قد قيل في الله أقوالا مصنفة، تتلي إذا رتل القرآن ترتيلا قد قيل إن له ولدا وصاحبة، زوراً وبهتاناً وتضليلاً هذا قولهم في الله خالقهم، فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا!! 


وأخرج ابن وضاح في البدع: "ويح لهذه الأمة ماذا يلقي فيها من أطاع الله؟ كيف يكذبونه ويضربونه لأنه أطاع الله من أجل أنهم ما أطاعوا الله".

قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله الناس يومئذ علي الإسلام؟.. قال: نعم يا عمر قال عمر: يا رسول الله الناس يومئذ علي الإسلام؟.. قال: نعم يا عمر قال عمر: يا رسول الله، ولماذا يبغضون من يأمرهم بطاعة الله؟.. قال:

"ترك القوم الطريق وتزين الرجل بزينة المرأة لزوجها وتبرج النسا، زيهم زي الملوك الجبابرة يسمنون كالنساء فإذا تكلم ولي الله وأمرهم بطاعة الله قيل له: أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة وتكذب بالكتب وتحرم زينة الله التي أخرج لعباده، تألوا كتاب الله علي غير تأويله واستذلوا أولياء الله".


١- الاتهامات ستكون هذه التهم من السهل الرد عليها فهذه فلسفتهم في إضاعة العمر، لأنها لو كانت تهماً حقيقة فببساطة لن يرد عليها بل سيستفيد منها في إصلاح أمره وبذلك سيكونون هم الخاسرون بنجاح البطل في تجاوز هذه الفتنة وعبورها وتضييع الفرصة عليهم ويقولون:

"مازال يقظا" وهكذا يبدأون بنقاط أخري.

٢- جدال الملح.

٣- جماعات الواقع الوهمي.

٤- اشارات خاطئة.

٥- البطل الضد.

وكيف ترد علي تلك الاتهامات؟


بداية .. سأعمد في الرد علي هذه الافتراءات علي ثلاثة أدلة:- أولا دليل شرعي: ويتمثل في تقاطع المصالح باتفاق أو بدون اتفاق.

ثانيا دليل منطقي: طبقا للنظرية العقلانية وهو موقف الصين من المجاهدين، حيث أنه الأولى أن يتم اتهامهم بالعمالة لها وليس لأمريكا.

الدليل الثالث واقعي: حيث أن لسان الحال خير من لسان المقال متمثلا في فكرة إنشاء القاعدة واستراتيجيتها ومراحل تكوينها ومعادتها لأمريكا وقوي الشر المتحالفة معها وكذلك ظهور طالبان وارتباطها بالقاعدة وارتباط القاعدة بها.


                        الدليل الأول: شرعي

إن مثل هذه الافتراءات والتهم من قبل أمريكا وأعوانها من سياسيين ومفكرين ومثقفين ورجال إعلام ورجال دين قد باعوا أنفسهم لأعداء الأمة مقابل الوهم والقروش الدنسة،

هذه الافتراءات لا يمكن الرد عليها ودحضها إلا وهي في وضعها الطبيعي، وحتي يستقيم الأمر يجب ألا ننزعها من السياق الذي حدثت فيه التجربة، وألا نختزلها في فاعل ومفعول به بل أقل أحيانا من ذلك،.

هذه التجربة الأفغانية الجهادية ليست بين أفغانستان والروس فحسب، بل إن أفغانستان في هذه التجربة هي مناط لصراع دولي فمثلاً:-

حقيقة الدعم من الدول العربية، خاصة دول الخليج لباكستان حتي تدعم الجهاد لم يكن لوجه الله إنما كان خوفاً علي عروشهم من الزحف الروسي، وتنفيذا لرغبة أسيادهم الأمريكان، فالولايات المتحدة في ذلك الوقت كان رئيسها "جيمي كارتر" لم يستطع أن يتكلم بكلمة ذات شأن إلا بعد مرور بضع وعشرون يوم، حيث قال:

"إن أي تدخل لروسيا إلي منطقة الخليج نعتبره اعتداء علي أمريكا لأنه محتل لهذه المنطقة، محتل لبترولها"،

لذلك هدد باستخدام القوة العسكرية إذا حدث هذا التدخل، 


فالأمريكان يكذبون إذا زعموا أنهم تعاونوا مع المجاهدين العرب في يوم من الأيام، ونتحداهم أن يبرزوا أي دليل،

وإنما هم كانوا عالة علينا وعلي المجاهدين في أفغانستان، ولم يكن وجودنا باتفاق معهم وإنما نحن المجاهدون كنا نقوم بواجب في نصرة الإسلام في أفغانستان، هذا الواجب تقاطع بغير رضانا مع مصلحة أمريكا، مثلما قاتل المسلمون الروم، حيث إن القتال الشديد كان دائما بين الروم والفرس، فلا يمكن لذي عقل أن يقول إن المسلمين لما بدأوا بالروم في غزوة مؤتة كانوا هم عملاء للفرس، فتقاطع المصالح بدون اتفاق لا يعني الصلة أو العمالة.

- استوقفك بخصوص الرئيس جيمى كارتر .. ما وقع الاجتياح الروسى لأفغانستان عليه من وجهة نظرك؟


لقد أقنع "زيبجنيو بريجينسكي" مستشار الأمن القومي الأمريكي الرئيس "جيمي كارتر" بضرورة استدراج الاتحاد السوفيتي لأفغانستان حتي تكون له فيتنام السوفيتية كما عاني الأمريكان في حربهم في فيتنام، وقامت الاستراتيجية علي أساس دعم المخابرات الأمريكية "C.I.A" للأفغان المعارضين للنظام الأفغاني الموالي للشيوعية وذلك قبل ستة أشهر من غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان في 25 ديسمبر عام 1979. في هذا التاريخ وبعد ساعات اقترح بريجنيسكي علي الرئيس كارتر "توريط" المسلمين في حرب مقدسة ضد السوفيت الكفار واستنزاف الجيش الأحمر في حرب عصابات مرهقة تجعل من أفغانستان فيتنام أخري للروس.


وفي ذلك الوقت كانت سمعة المخابرات الأمريكية في الوحل من جراء ما حدث في إيران فقد كانت إيران الشاه أصبحت "طفل الوكالة الملوث" فكانت عقدة نفسية مزمنة مثل عقدة فيتنام النفسية المزمنة للبنتاجون أو المؤسسة العسكرية الأمريكية. كان عدد الجنود السوفيت في أفغانستان حوالي 90 ألفاً، بخلاف الخبراء والمدرعات والصواريخ وشبكات المراقبة، عملية عسكرية تتسم بالجرأة والتحدي بها يكون الاتحاد السوفيتي أخذ نفس المفاتيح والأوراق التي لعبتها أمريكا من قبله وهي سياسة الحروب المرنة أو الحرب الخاطفة مفتاحا لحل اللغز في الحرب الباردة أو مبدأ التعايش السلمي، هذا ما جعل بريجينسكي يقول:

"إن السوفيت تمددوا أزيد من اللزوم، لكنه بعد أن قرر أن تقاتلهم أمريكا حتي آخر أفغاني، ثم حتي آخر رجل مسلم وأضاف دعهم ينزفون".

إن حوالي 40 ألف أمريكي يعملون في هيئة الأمن القومي وينتشرون في كل أنحاء العالم تقريبا لم يعد في أولوياتهم سوي هذه العملية وكانوا علي اتصال أولاً بأول بمركز القيادة في فورت ميد "بولاية مريلاند"، أما الذين كانوا يديرون العملية فحوالي ألف عنصر هم من يشكلون مجموعة السوفيت في الهيئة.


لقد بدأ بريجينسكي تحركاته بتشكيل التحالف الذي سيخوض نيابة عن أمريكا الحرب ضد الروس في أفغانستان، وتوجه بريجنيسكي شخصيا إلي باكستان في حين زار وزير الدفاع الأمريكي "هارولد براون" الصين.

- وماذا عن الرئيس "رونالد ريجان" حيال هذه الاحداث؟


في صباح يوم 15 يناير 1981، وقبل أن يتسلم الرئيس الأمريكي مهام منصبه رسميا بخمسة أيام، دعا مدير المخابرات المركزية "ستانسفيلد ترنر" لسماع تقريره النهائي عن نشاط الوكالة، وحضر ريجان ونائبه "جورج بوش" والمدير الجديد للوكالة "وليم كيس" إن عملية أفغانستان هي أهم عملية في عهد كارتر، وبأن ريجان يريد الإستمرار فيها وتعزيزها وبأنها كانت نقطة احتكاك مع السوفيت.


كان من رأي "الكسندرا دي مارينشيز" مدير المخابرات الفرنسية في ذلك الوقت: إن الولايات المتحدة بما تفعله في أفغانستان تلعب بالنار، فالرهان علي الجماعات الإسلامية قد يكسر الاتحاد السوفيتي ويجبره علي الخروج مهاناً من أفغانستان، لكن هذه القوي الإسلامية ستخرج قوية ومدربة، وسيصعب السيطرة عليها وكما حاربت الملحدين السوفيت، ستحارب المشركين في الغرب، فالتحالف مع مثل هذه القوي ليس مضموناً في الغالب وعندما ما قابل مارينشيز الرئيس ريجان اقترح عليه خطة أخري تخلو من آثار "الجهاد" الجانبي، وكانت هذه الخطة البديلة إغراق أفغانستان بالمخدرات لإفساد حماس الجنود السوفيت وإنهاك قواهم، وعرض مارينشيز مساهمة المخابرات الفرنسية في هذه العملية.

إن أفغانستان ظلت حتي 1979، لا تعرف الهروين، وفي تقرير "جاك بلام" رئيس لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الكونجرس أنه خلال عشر سنوات من التدخل الأميركي في أفغانستان ومن السياسة العمياء هناك بل ومن التواطؤ الايجابي أيضاً تحولت هذه المنطقة بمساعدة الولايات المتحدة إلي واحدة من أكبر مراكز العالم من حيث تهريب المخدرات. وخلاصة القول بل القول السليم في الموقف الأمريكي من الجهاد في أفغانستان.

أولاً: أن أمريكا لم تسع للثأر لكرامتها الجريحة في فيتنام من جراء مساعدة الروس للثوار الفيتناميين، فأمريكا تماما كالمرأة اللعوب التي لا تحكمها إلا نظرية المصالح ومسألة الكرامة لا تعنيها في شيء من قريب أو بعيد.

ثانياً: أنها لم تورط الروس بادخالهم في مستنقع أفغانستان لاستنزافهم اقتصاديا لأن هذه الحرب الاقتصادية في المقام الأول تستطيع أمريكا أن تقوم بها دون الدخول في آثار جانبية ضارة بها فمن الأيسر عليها أن تقوم باستنزاف السوفيت عن طريق حرب النجوم وهو ما يؤكده فعل ريجان فيما بعد.

ثالثا: وهو الصحيح أنها كانت مجبرة علي مساعدة الجهاد الأفغاني لأن الروس قد أفاقوا من نومهم في فترة التعايش السلمي المزعوم وأخذوا ينمون لأنفسهم نفس الاستراتيجية الأمريكية وهي الحروب المرنة "الحرب الخاطفة" التي قامت بها أمريكا من قبل وتوسعت في كل أنحاء العالم حتي باتت علي أبواب الدب الروسي مهددة إياه وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة أو دور "التوسع والنضوج" علي العكس تماما من المرحلة التي كان يمر بها الاتحاد السوفيتي وهي مرحلة "الشيخوخة" التي من سماتها أن يقنع صاحبها بما لديه دون السعي إلي كسب أراض جديدة بل كل ما يعنيه في هذه المرحلة هو الحفاظ علي ممتلكاته من الضياع إلى أن استفاق الروس علي الحقيقة المرة التي جاءت بثمارها الحرب المرنة لأمريكا مما دفعها لمعاودة تحقيق حلمها القديم وهو الوصول إلي المياه الدافئة حلم بطرس الأكبر حيث إن معظم موانيها علي بحر البلطيق تتجمد أثناء الشتاء وهي تريد أن تصل قرب جودار الباكستانية علي بحر العرب وهناك تقف علي فم مضيق "هرمز" الذي يمر عبره معظم البترول العربي الذي يمثل أكثر مصدر للنفط العالمي وتكون بذلك أيضا قد حلت مشكلة تفاقم المد الإسلامي وطوقت الصين في ممر "واخان" المنفذ الاستراتيجي للصين في أفغانستان الذي ستحصل منه الصين علي الإمداد في حربها الحتمية مع الروس التي كان يتوقعها العالم آنذاك.


وتكون بذلك قد حلت روسيا المعادلة الصعبة التي تمسكت بها بحكم ظروفها التي ذكرناها من قبل في التعايش السلمي ومغريات الحرب ومكاسب الحرب الخاطفة اقتداء بأمريكا وعليه كان موقف الصين من المجاهدين في كل مكان، وتجدر الاشارة إلى أن الصين توقفت كتكتك مرحلي – عن دعم عملاءها الشيوعيين الأفغان أمثال "شعلي جاويد" منذ فترة لاستفادتها من تجربة روسيا في أفغانستان وأوعزت إليهم بالتسلل في بعض الأحزاب الداخلية المعتدلة، وبعضهم تسرب الي المنظمات الجهادية.

بهذا السياق والمدخل الصحيح يتضح لنا مدي تهافت وتفاهة الاتهامات الملفقة من قبل أمريكا وعملائها من "أراذل الشعوب" - قادة الرأي وجماعات الفرقة - حيث إنه كان من الأحرى أن يتهموا المجاهدين بعمالتهم مع الصين في أفغانستان.

لأن أمريكا هي التي علي طول الخط تقف ناصبة العداء للمسلمين فهي التي تحمي إسرائيل وهي التي تساندها بجميع قرارات الفيتو التعسفية، وهي التي تسيم العرب والمسلمين سوء العذاب في كل مكان، وهي التي حولت حكام العرب والمسلمين إلي دمي في يدها ومستعمرين بالوكالة عنها في بلدانهم .. فكيف بالله يكون المجاهدون علي صلة تآمرية بعدوهم القديم الجديد؟!

كان الأحرى أن يكون هذا الاتهام مع الصين وهذا ما سنوضحه في الموقف الصيني، لاسيما والصين كانت شريكة في هذا التحالف بقوة فلماذا لا يتهم المجاهدين بالعمالة لها؟!!

- كيف كان موقف الصين من القاعدة؟

سأتي إلي هذه المسألة في


                      الدليل الثاني: المنطقي

موقف الصين من الجهاد الإسلامي: إن هذه المسألة المصيرية بالنسبة للصين تأتي علي أمرين:-

الأول: التناقض القومي الحالي بين روسيا والصين.

ثانياً: التناقض القومي المستقبلي بين أمريكا والصين.


الأمر الأول: ولأن التناقض بين روسيا والصين هو تناقض قومي، لا حل له إلا بحرب ذرية تشنها روسيا مباشرة علي الصين، أو من خلال الهند وفيتنام. لأن الصين لا تستطيع النمو بدون الاستيلاء علي سيبريا التي تعتبرها من أراضيها التي إنتزعها الروس في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مع أن سيبريا أصلاً لا صينية ولا روسية، بل كانت مقاطعة من بلاد المسلمين. والصين تشكو من كثافة مرعبة في السكان، وسيبريا تقريباً خالية من السكان، ومعروف تاريخياً أنه كلما تجاور بلدان بهذا الحجم تضاعفت إحتمالات الحرب بينهما. 


وإن كانت الصين تحاول تأجيل هذه الحرب حتي يكتمل استعدادها، وتحاول روسيا استفزازها لضربها قبل أن يتم هذا الاستعداد، وخلال ذلك تحاول تطويقها واستنزافها بالهند وفيتنام. وكما قلنا فإن روسيا تستعد لحرب مصيرية مع الصين، وهي بالطبع تخشي أن تتحد اليابان والصين،

فلكتاهما تعتبر روسيا الفيتو علي طموحاتها في شرق آسيا، وكلتاهما لها مطالب وطنية مغتصبة من جانب الروس.


تقول البرافدا: الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي السوفيتي إننا نواجه برنامجاً توسعياً صريحاً ذا أهداف بعيدة، وهذا البرنامج لم يظهر اليوم أو بالأمس، ففي عام 1954، صدر في جمهورية الصين الشعبية كتاب يتضمن خريطة الصين حيث الحدود الشمالية تسير بحذاء سلسلة جبال استانوفواي التي تفصل أراضي الشرق الأقصي عن الاتحاد السوفيتي،

وفي الغرب أدخلت في حدود الصين جزءاً من قرغيزيا وطاجكستان وكازاخستان حتي بحيرة بلخاس، كذلك ادعت أن سخالين جزء من الأراضي الصينية، فإذا نظرنا إلي خريطة الامبراطورية الصينية في 1850، مثلاً:-

 فسنجد أن جزءاً كبيراً جداً من سيبيريا الشرقي بما في ذلك فلاديفوستك ليس ذلك فحسب بل مناطق كبيرة إلي الشمال من نهر آمور وكل منغوليا الخارجية التي تشكل نوعاً من التابع لروسيا اليوم. فالخلاف علي مليون ونصف مليون كيلو متر مربع ولم تكن روسيا بالتي تنتظر حتي تصبح الصين قادرة علي إعادة رسم الحدود.

القضية كما صورها كتاب التهديد هي وجود خمسين مليون مسلم في وسط آسيا تمزقهم حدود مصطنعة تمر في قلب جماعات من أصل واحد تجمعها اللغة والدين والثقافة والتقاليد التاريخية، تعداد "سينكيانج" قدر عام 1978، بحوالي 12 مليونا و60% منهم مسلمون أتراك.. وهو يري أن سياسة الصين يمكن أن تثير القلاقل في روسيا خاصة أن الصين تملك حرية الحركة في المجال الإسلامي بأكثر بكثير مما تملك روسيا وذلك للآتي:-

تعداد المسلمين في الصين عام 1978، كان 13 مليوناً منهم 1.3% أو أقل من اثنين بالمائة من تعداد الصين، بيما تبلغ نسبتهم في الاتحاد السوفيتي 18% ومن ثم فتشجيعهم بل حتي تسليحهم وإغراؤهم بالاستقلال لا يشكل خطراً علي الصين، بل يحدث شرخاً خطيراً في جاراتها اللدودة فسيفسائية التركيب حيث يشكل الرعايا من غير العنصر السلافي السيد نصف مجموع السكان وبالمقابل نجد في الصين أن نسبة الهان لا تقل عن 94%


وتجب ملاحظة أن نصف المسلمين في الصين هم صينيون، ولذا فالإسلام في الصين هو دين وطني تقريباً، بينما كان الإسلام ولايزال ينظر إليه في روسيا باعتاره كائناً غريباً معادياً. ومنذ وفاة ماو بدأ الصينيون يحسنون صورتهم عند المسلمين ووقع أول تغيير في الاستراتيجية في آخر عام 1980، عندما أعلنت الصحيفة الرسمية أن المنهاج الماوي القديم قد تخلي عنه ليحل محله منهاج علمي في معالجة مشكلة القوميات، واعترفوا بأن مركزه في "سينكيانج" قد تدهور في السنوات العشر الماضية، ولتعويض هذه الخسارة منعت كل الأنشطة الملحدة ضد الإسلام ولم يعد يعاقب علي ممارسة شعائرها، وأعيد فتح المساجد وبناء مساجد جديدة، وقد لاحظ زائر أمريكي أنه في "طرفان" بالصين يوجد أكثر من مائة مسجد عامر، بينما بخارى التي تعد مركز إشعاع ثقافي في التاريخ الإسلامي لا يوجد فيها إلا مسجدان،


في 1980، سمحت حكومة الصين رسمياً للكازاك والأغور باستخدام الأبجدية العربية وهو ما يرغب فيه المواطنون المسلمون، ويرحبون به للغاية. ويدرك الصينيون أن عبئاً ثقيلاً يمكن أن يفرضه الإسلام علي روسيا وينظرون للمشكلة الإسلامية كخطر محتمل لموسكو ولذا يجب ألا نستبعد خطوات أكثر إيجابية من الصينيين،

وهناك أدلة عديدة علي أن بعض الأقليات المسلمة في روسا خاصة الكازاك والقرغيز ربما يرحبون بالصينيين فإن "شعار انتظروا حتي يأتي الصينيون وسنريكم ما نفعله بكم"، هو تعبير كثيراً ما يسمع في وسط آسيا.


الأمر الثاني: لقد شاركت الصين في المراحل الأولي من الجهاد الأفغاني ولا سيما عقب التقارب مع الولايات المتحدة بفضل جهود "هنري كيسنجر" ثم زيارة براون وزير الدفاع الأمريكي لبكين مبعوثاً لجيمي كارتر في الفترة من 4 حتي 13 يناير عام 1980، وأثمرت الزيارة اتفاقاً مع القيادات الصينية السياسية المخابراتية علي التعاون الاستراتيجي لدعم الجهاد ضد الروس، وعقب عودة الوزير إلي واشنطن وافق الكونجرس علي اتفاقية منح الصين وضع الدولة الأولي بالرعاية، كما بدأت الولايات المتحدة في تزويد الصين بتكنولوجيا عسكرية وأخرى ذات استخدام مزدوج في محاولة لاحتواء الاتحاد السوفيتي.


وها نحن وفي 88 أقدم الروس علي الانسحاب، وهناك مؤشرات كثيرة علي ذلك وبالأخص بعد سلسلة الهزائم المتتالية لهم. تخيل كل هذه السنين الصين تستفيد من هذا الوضع، ولكن حان الوقت لأن يكون أصدقاء الأمس أعداء اليوم والغد أيضاً.


- وازاء هذا الموقف كيف ترك كانت حالة العلاقات بين الصين وأمريكا؟

لذلك تستعد أمريكا لحرب مصيرية مع الصين، وهي بالطبع تخشي أن تتحد الصين والإسلام، أمريكا في هذه الحرب تعتمد علي العديد من الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية، وإن كان لكل من هذه الوسائل جوانب إعلامية ودعائية لا تخفي علي أحد إلا أن الوسائل الإعلامية أهم وأبرز أدوات التنفيذ في خطة الولايات تجاه الصين وهي من أكثرها تأثيراً وستكون علي النحو التالي:-

١- تعمد الولايات المتحدة الأمريكية إظهار الصين بصورة مشوهة مزرية وذلك باستبدالها بصورة الروس النمطية في جميع وسائل الإعلام، وبالأخص علي المستوي الدولي في الصحف، الكتب، المعارض، وسائل الإعلام الالكترونية إلي جانب السينما، ولقد أحرزت أمريكا تقدماً هائلاً في هذا الميدان، فقامت بتحقير الصين وإلحاق أشنع الأوصاف بها وبأبنائها وبقيادتها وبإرخاص حقوقها.

٢- قامت بتشويه صورة الصين عند العرب والمسلمين بدس منتجات عليها صور وكتابات حقيرة عن الرسول صلي الله عليه وسلم والإسلام وسط البضائع والمنتجات الصينية!!


إن المنطق ليرفض مثل هذا الهراء و البلاهة والعته بأن يقبل أن تقدم الصين علي ذلك لأنها ببساطة ستصبح كشركة قدمت منتجاً أنفقت عليه الكثير من المال ثم تناولت هذا المنتج في حملتها الإعلانية - بمزيج تسويقي وترويجي متكامل - بسلبية منقطعة النظير ، وذلك تحت استراتيجية إعلانية

"احذروا هذا الدواء .. الدواء فيه سم قاتل".

٣- وقد جندت أمريكا حفنة من أراذل الشعوب "قادة الرأي وجماعات الفرقة" وعهدت إليهم بمهمة لى الدين الإسلامي وتطويع نصوصه زوراً وبهتاناً ليثبتوا للمسلمين مثلا:

 أن قوم "يأجوج ومأجوج" المنصوص عليهم في كتاب الله هم أهل الصين، فلم يجدوا أبرع من رجال الدين للقيام بمثل هذا الدور حيث إن جماهير المسلمين يثقون في سمتهم الإسلامي، ونحن لا نقول هذا من فراغ فلقد أقدم علي مثل هذه الفعلة الداعية "طارق سويدان".

وكان الأحري به أن يصف الأمريكان أو كل القوي الاستعمارية التي عصفت بالديار والعباد من قبل مثل الإنجليز والفرنسيين، والإيطاليين والإسرائيليين الذين تدعمهم القوي الغربية الحاقدة بقيادة أمريكا.

إن جاز هذا الأمر شروعاً فالأحرى أن تفسر أيها الداعية كتاب الله علي مراد الله سبحانه وتعالي وليس علي هوى أمريكا ونحن نسألك سؤالاً:

أيوجد للصين قاعدة عسكرية في بلاد المسلمين أو في الكويت بلدك؟.

٤- يرتبط بالعرض السابق نقطة أخري في غاية الأهمية، تتعلق بالمواجهة العسكرية وبالطبع هي لن تقدم علي هذه الخطوة تجاه الصين لأن أمريكا أجبن ما تكون فهي تماماً كالفئران تسعي في الليل، وستبني استراتيجيتها في هذا الصراع علي سيناريوهين:-

السيناريو الأول: ستعهد أمريكا بهذه المهمة العسكرية إلي المسلمين، وذلك بتجييش الرأي العام الإسلامي خلف قيادة منتصرة ولن تجد قيادة أفضل من القادة الأفغان المنتصرين علي على الاتحاد السوفيتي ولاسيما وأنهم في معظمهم من إخوان مسلمين يتبعون التنظيم الدولى الذي هو في قبضة بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة.

إلا أن هذه الاستراتيجية ستكون صعبة للغاية بل مستحيلة، لأن هذه القيادات الأفغانية قد ثبت للأمة الإسلامية أنها قيادات دعية انحرفت عن جادة الصواب وتطاحنت فيما بينها حتي وصل بهم الحقد إلي الاقتتال فأصبحت في صورة مزرية يشمئذ منها المسلمون "إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار".

وعليه ستقوم أمريكا بعمل المساندة لأي تيار جديد علي أجمل ما تكون الصورة الإسلامية، للفت أنظار المسلمين إليها وتعلقهم بها، وذلك لكي يتم لهم المراد عسكريا ضد المارد الصيني القادم. فتكون بهذا السيناريو قد أوقفت الصين وفي نفس الوقت أطاحت بأسطورة الجهاد وشعلته المتقدة في نفوس أبناء الإسلام بعد انتصارهم علي الاتحاد السوفيتي ودحره في أفغانستان وهي في نفس الوقت مطمئنة أن هذا التيار لن يخرج من قبضة يدها. وإن كان هذا السيناريو قد خرج من قبضة يدها كلية بعد أن قلبت "الطالبان" ظهر المجن لأمريكا.

هذا بالاضافة إلي الفشل الذريع الذي منيت به أمريكا في محاولة استقطاب الصينيين المسلمين المشاركين في الجهاد الأفغاني عن طريق إغرائهم بالانفصال عن الصين وقد وفقنا الله في هذه، عن طريق أخونا المجاهد عبدالخالق الصيني وبالمناسبة هو من مجموعة الـ 23 خريجي وارسك.

فقد انطلقنا من خلاله لاحباط هذا المخطط حيث إنه لو تم لنشب الصراع بين الصين والمسلمين أو في أحسن الحالات لتأزمت العلاقات بينهما.


السيناريو الثاني: بما أن الصين تحاول لعب دور صديق الإسلام بموقفها من باكستان ومساعدتها لها في برنامجها النووي، ومنذ وفاة "ماو" بدأ الصينيون يُحِّسنون صورتهم عند المسلمين ووقع أول تغيير في الاستراتيجية في آخر عام 1980، عندما أعلنت الصحيفة الرسمية أن المنهج الماوي القديم قد تخلي عنه ليحل محله منهج علمي في معالجة مشكلة القوميات، وُمنعت كل الأنشطة الملحدة ضد الإسلام وأعيد فتح المساجد وبناء مساجد جديدة، وفي عام 1980، سمحت حكومة الصين رسميًا للكازاك والأغور باستخدام الابجدية العربية وهو ما يرغب فيه المواطنون المسلمون ويرحبون به للغاية هذا بالاضافة إلي أن تاريخ الصين ليس به أي علاقات سيئة مع المسلمين والعرب،

وبما أن أمريكا قد فشلت بوضع الأسفين في العلاقة كما بينا في الاتجاهات السابقة إذن ليس لديها خيار أو بديل عن المجابهة الصين عسكريا ولكنها بالطبع لن تجرؤ علي هذه المجابهة مع الصين بل ستعمد بها إلي أضعف حلقات هذا الحلف وهو بالطبع المسلمون لأن أحدا لن يجروء علي الاعتقاد بأن المسلمين في حالة تسمح لهم بالانتصار وستقف الصين في السيناريو المعد من قبل أمريكا موقف المتفرج لأن القيادات العربية والاسلامية قد ثبتت عمالتهم وخيانتهم لأمريكا لأنهم وكلاء استعمار واحتلال لأوطانهم بالنيابة عن أسيادهم الأمريكان.

إن الصين لن ولم تنخدع أبدًا بأشكال التقارب الكاذب من قبل حكام العرب والمسلمين إليها حيث إنهم جميعًا في عقيدتها أزرار تجسس من قبل أمريكا موضوعة في الكرفتات أو الزوايا والأركان، أو النعال، لأنهم إما أدوات للتجسس أو لإفراغ أزمات شعوبهم تجاه أسيادهم الأمريكان.


فالعرب والمسلمون مع الصين هم الفيتو الحقيقي علي طموحات أمريكا، فالصين لم تواصل نموها وصعودها كقوي كبري إلا بكسب المسلمين بما يقدمون للصين من مواد خام كالبترول الذي هو إكسير الحياة بالنسبة للصين وكذلك كقوي استهلاكية كبري لصادرات الصين أما بالنسبة للمسلمين فلن يخرجوا من وضعهم الراهن إلا بالتعاون مع الصين وهذا ما تفرضه طبيعة الأشياء.

لكل هذا الصين لن تقف موقف العداء تجاه أي حركة توحدية أو ثورة حقيقية يقوم بها أي تيار بشرط أن تكون ثورة حقيقية وليست أعمالاً من قبل أراذل الشعوب مدفوعة من أمريكا وبأيدي حكام متآمرين لإجهاض "غضبة الشعوب" والتهيئة الاجتماعية التي وصلتا بالمنطقة إلي حالة مخاض حقيقية.

فالصين لن تنخدع بكفاية أو تحالف من أجل إنقاذ كذا أو أي جماعة أو حزب واقفة كحائط صد في منطقة بينية لحجز غضبة الشعوب عن فساد وخيانة الحكام بما يقدمونه من ضلع في الثالوث الدنس مع الصليبية الدولية والصهيونية العالمية.


فالبعض الذي يدق طبول الحرب، وهو عين ما تريده أمريكا وإسرائيل، لأن أحدًا مهما كانت سخافته لا يستطيع أن يزعم قدرتنا علي هزيمة إسرائيل وأمريكا لو نشبت الحرب اليوم في ظل الوضع العربي والإسلامي المتردي.


-هل العلاقة بين الصين والمسلمين تشكل "فيتو" في وجه طموحات الولايات المتحدة الامريكية؟

إن البعض الذي يدق طبول الحرب، وهو عين ما تريده أمريكا وإسرائيل، لأن أحدًا مهما كانت سخافته لا يستطيع أن يزعم قدرتنا علي هزيمة إسرائيل وأمريكا لو نشبت الحرب اليوم في ظل الوضع العربي والإسلامي المتردي، الحرب المطلوبة، المحتومة، سيحمل عبئها الشعب المصري وكل العالم الاسلامي.

فياليت الذين يدقون طبول الحرب كانوا سذجًا، إذن لانحصرت المشكلة في جهلهم فعلمناهم، ولكنها العمالة والمكاسب التي يحصدونها ليل نهار. والحرب لو قامت ستلحق الهزيمة طبعًا بالآخرين السذج الذين دقوا طبول الحرب، هذا إن كانت السذاجة حقيقتهم. أعني أنهم يريدون الحرب بلا مبدأ بل يريدونها بمكسب، والحقيقة تقول إنهم يستفيدون ماديًا من رفع أصواتهم والمتاجرة بالبناء للحرب. 


هذه الحرب المقبلة مسألة حتمية ومصيرية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تسعي لخوضها مع هذا الفيتو ليل نهار "الصين ـ المسلمين" وذلك من خلال الحلقة الضعيفة وهي المسلمون وخاصة العرب.

فأمريكا ستشن هذه الحرب لأنها تقدم لها عدة نجاحات مهمة منها:-

١ـ إجهاض الثورة المتولدة في رحم الأمة الاسلامية وبقية الشعوب المقهورة.

٢ـ ضرب المارد الصيني المناوئ لها.

٣- اعادة دورة حياة الامبراطورية، بعد وصولها الي مرحلة الشيخوخة حيث أنها سنة كونية لا يمكن تفاديها إلا بقيام حرب كبيرة تخرج منها الولايات المتحدة الأمريكية منتصرة لنفسها ولعصر المتكسبين , وللأسف لا تجد أمريكا تيار يستطيع أن يقوم بالحرب إلا تيار الجهاد وخاصة القاعدة التي لها شرف الانتصارات السابقة، وما المنادين لهذه الحرب إلا أبواق وطبول من أراذل الشعوب، تستغلها أمريكا وأعوانهافي المنطقة لإشعال فتيل الحرب المطلوبة،


لذلك أحذر إخواني المجاهدين من هذه الخطوة وألا ينخدعوا ويقعوا في هذا الشرك، تحت ما تزعمه الولايات المتحدة من وهم معركة "هرمجدون" بتسميتا عندهم في كتبهم المحرفة والمعركة الحقيقية التي وقعت مانت أيام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي "اليرموك"

فأحذر إخواني المجاهدين وباقي المسلمين حتي لا ينخدعوا فيكونوندا سكينا في ظهر المسلمين، وكل ما أطلبه منهم هو العمل علي وحدة المسلمين أولا وقبل كل شئ وحدة حقيقية علي البر والتقوي وليست وحدة أراذل الشعوب،

حيث ان استراتيجية الاستعمار ليست فقط كما هو شائع

"فرق تسد" وإنما أيضا "وحد تسد" بسم الله الرحمن الرحيم: ( وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوعلي الاثم والعدوان ) 


- ذكرت الدليلين الشرعي والعقلي فماذا عن الدليل الثالث؟ 


                       الدليل الثالث: واقعي

ويتمثل في مراحل ثورة القاعدة وهي كالتالي:-

المرحلة الأولي: التكوين والإرادة.

المرحلة الثانية: الاختراق المزدوج المرحلة.

الثالثة: الانهيار وما بعد الانهيار.

المرحلة الرابعة: البعث والإحياء "الخديعة الكبري".

أما عن خطة عمل المرحلة الأولي فهي:-

١ـ البدء في التحرك العملي "اختيار بن القيم وأبوحنفي للإدارة والحملة في القاعدة كأهم منصبين فيها".

٢ـ البرامج التدريبية وإنشاء معسكرات جديدة والاستمرار في المعارك ضد العدو الروسي.

٣ـ اختبار كل من فروض الميزان التمييزي ونظرية الثورة.

٤ـ الإيكال بكثير من المهام والأدوار إلي مجموعة 23 شباب وارسك.

٥- بناء الهيكل التنظيمي للقاعدة وهو كالآتي:ـ

أ ـ القاعدة العقائدية والفكرية.

ب ـ القيادة.

جـ ـ الحركة بشقيها السياسي والعسكري.

د ـ القاعدة الإعلامية.

هـ ـ القاعدة الاقتصادية.

6 ـ البحث عن أماكن أخري غير أفغانستان بشرط ألا تكون أماكن متوترة مثل 'د"كشمير، فلسطين" بل المطلوب أماكن مثل "السودان، الصومال، الفلبين", وأيضا مقارعة أراذل الشعوب التي تعتمد عليهم الأيدي السوداء الايهود والفرس والأمريكان في كل مكان، مقارعة بالحجة في كل مكان. 


المرحلة الثانية: الاختراق،

النوع الأول من الاختراق: من قبل "أ ـ القاعدة ب ـ بن لادن" 

مباشرة لجماعات وأحزاب الفرقة، وما له وما ليه.

النوع الثاني من الاختراق:

أ ـ وهو ما تم من جماعات وأحزاب الفرقة للقاعدة سواء من الداخل مثل إلحاق الأفراد التابعين لهم في القاعدة.

ب ـ إختراق لأعمال القاعدة من قبل هذه الفصائل مثل

ما حدث في السودان واليمن من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية أيمن الظواهري، عمر عبدالرحمن.

جـ ـ المنافسة في استراتيجيات العمل وما ترتب عليه من سقوط أهداف حيوية وسطو علي نجاحات القاعدة وعدم استثمارها بشكل صحيح، اشارة إلي عملهم في دولهم بأساليب خاطئة: التنظيمات السرية ـ اللعبة الديمقراطية. 


المرحلة الثالثة: الانهيار وما بعد الانهيار

أ ـ محاولة إثبات الوجود تفاديًا لما ألم بها من اختراقات 'د"معركة جلال آباد" التصدي لصادم حسين في تهديده لدول الخليج وما أعقب هذه الخطوة من تعنت ورفض شديدين من قبل الحكومة السعودية وما إستتبعه من تحول إلي معاداة الأنظمة العربية التي تآمرت مع الغزو الغربي بقيادة أمريكا للمنطقة، مجموعة المشكلات والظروف غير المناسبة التي واجهت القاعدة في السودان من قبل الدكتور أيمن الظواهري والشيخ عمر عبدالرحمن.

ب ـ ما بعد الانهيار متمثلاً في هذه النقاط كعلامات فارقة في مصير القاعدة والأمة الإسلامية:

١ـ أحداث دار السلام ونيروبي والمدمرة كول في اليمن.

٢ ـ أحداث 11 سبتمبر.


المرحلة الرابعة: البعث والإحياء.

القاعدة ليست هي، القاعدة واللاقاعدة، القاعدة والاستثناء

أ ـ أمريكا تقود الغرب في تقديم القاعدة للمسلمين في ثوب المنتصر مثل أعمال المقاومة الناجحة في العراق وأفغانسان، وذلك بقدر معين محسوب بدقة.

ب ـ وهذه النقطة وثيقة الصلة بالتي قبلها وهي نفى التهم والافتراءات التي ألصقوها بالقاعدة وذلك من خلال طرف خفي علي طريقة سري جدًا المعهودة فيهم.

جـ ـ وبناء علي ذلك:-

١ـ إجهاض الثورة الحبلي بها الأمة الإسلامية.

٢ ـ تجديد دورة حياة الإمبراطورية الأمريكية.

٣ـ وسحق المارد الصيني. وهو الدليل الذي سنأتي اليه في الحلقات التالية من الحديث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق