اخبار ذات صلة

الأحد، 20 مارس 2022

الحرب الروسية الأوكرانية ومشروع روح البطولة السنة الكونية السادسة قليل لكنه ناضج



بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

يعالج هذا المشروع مشاكل الأمة، وذلك باستخدام المنطق المشوش، فقد ظهر المنطق المشوش أو الغائم كأداة قوية لحل المسائل المعقدة الغير محددة والتى لا يوجد لها معادلات تحكم علاقة المدخلات والمخرجات، وأن هذه المعادلات فى غاية الصعوبة، فما يحدث ويتشكل أو يتداعى ويسقط يشهد على أن المآلات هى بعكس الادعاءات متجاوزة ما كان يقول به "بن رشد" من قبل عن المعادلة الخطية البسيطة من الدرجة الأولى: ( المقدمات تسوق إلى النتائج )

وبقدر ما يعنى انهيار اليقينيات وابتلاع المثاليات، الأمر الذى يخلق وعيا جادا بوجود أزمة تطال أشكال المشروعية الخلقية بقدر ما تمثل مختلف مناحى الحياة، من هنا تتشكل الآن شبكات مفهومية جديدة كما تنعقد ( ثنائيات جديدة ) تزعج مبادىء التصنيف والتحليل والتنبؤ، ومعايير التقييم والتقدير التقليدية السابقة، ليس لدى الفرد العادى، وإنما لدى مراكز الأبحاث والدراسات، وحتى أقوى أجهزة المخابرات، لكى تضع على مشرحة النقد والتشريح ما كان سائدا فى المفاهييم والنماذج والمعايير بالنظر والعمل، فما نظنها مقدمات قد نجدها بعد فوات الأوان نتائج أو مآلات، والعكس صحيح ما نظنها نتائج نجدها بعد فوات الأوان مقدمات أو أسباب،

تلك هى إذن معادلة ( التعددية الثنائية ) من الدرجة الثانية. 

وما نظنه حل نجده هو العلة والمشكلة في نفس الوقت وفى نفس المكان، وتلك هى إذن معادلة المقدمات والنتائج الدائرية من الدرجة الثالثة وهى الأشد صعوبة وخطورة من معادلة المقدمات والنتائج في الدرجة الأولى ومعادلة المقدمات والنتائج في الدرجة الثانية. 

وليس أدل على ذلك من مقولة: "عبد الرحمن بن خلدون"

"لقد أصبحت المعرفة تولد جهلا" مصداقا لقول الله تعالى: ( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ) ولقوله سبحانه وتعالى: ( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ماجاءتهم البينة ) فالبغى والحسد أمراض خلقية حتى لو جاءت نتيجة "التعددية الثنائية" السلبية لأن مردها أخلاقى تماما كما منشأها بسم الله الرحمن الرحيم:

( وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه )

هذا بعيدا عن المقولة السائدة كلما إزددت علما إزددت جهلا. من هنا الحاجة، فى المعالجة أوالمقاربة إلى عدة فكرية جديدة، بمفاهيمها وحقولها واستراتيجياتها إزاء مشاكلة العرب وأزمة المسلمين في الحرب الروسية الأوكرانية تماما كما وجدناها سابقة إزاء مشكلة بناء الأمة أو ما يطلق عليه أحيانا ( أزمة الهوية ) والتى تعد من أعقد المشكلات التى تواجه الدول منذ استقلالها المزعوم، بل إن هذه المشكلة باتت تشكل الظاهرة الأصلية التى تنيثق عنها كافة مشكلات دول الوطن العربى كظواهر فرعية لها، وعليه فإنه بدون التوصل إلى إيجاد حلول علمية لهذه المشكلة ( أزمة الهوية ) فإنه يكون من الصعوبة بمكان أن يتحقق فى الجسد السياسى العربى والإسلامي ذلك القدر من الاستقرار الذى يمكنه من مواجهة كافة المشكلات الأخرى.

هذه المشكلة إلى مصير من الانتشار وليس الانحصار سواء فى الزمان أو فى المكان والذى انتقل فيه الأخير أعنى المكان من إتفاقية "سايكس بيكو الأولى" والتى وضعت الحدود الجغرافية كحواجز بين البشر إلى إتفاقية "سايكس بيكو الثانية" والتى جلبتها ثورات الربيع العربى قبل أوانه لتكون هذه المشكلات فى نفوس البشر. وأخيرا ما يتطلبه مشكلة الحرب الروسية الأوكرانية علينا إذا لم نبادر بالتعامل الصحيح معها وفق استراتيجية عمل ومشروع يبعدنا كعرب ومسلمين من الوقوع في براثنها بل مشروع تكون هذه الحرب الروسية الأوكرانية سببا في إنجازه.

يقول بيتر بلاتر أبو علم الإدارة فى مطلع القرن العشرين "كيف يمكنك إدارة ما لا تستطيع قياسه أو وزنه".

وتقول الحكمة الشهيرة: "أن تخطئ فى الوزن ألف مرة خير من أن تخطئ فى الميزان مرة واحدة"،

ولكى تتم عملية الوزن تحتاج إلى ثلاثة أشياء:-

١- الشىء المراد وزنه.

٢- الميزان الذى يمتاز بخاصية الثبات والصدق.

٣- إجراء عملية الوزن.

كما كان لدينا فى معادلة النصر: "مصر ليبيا الجنوب العربى".

أربعة أشياء نقوم بوزنها وهم ( الشعوب ) في طرف،

وفي الطرف الآخر المقابل نقوم بوزن ( الولايات المتحدة ) وفي منطقة الوسط المنطقة البينية الواقعة بين الشعوب وأمريكا نقوم بوزن عمالقة الوهم ( الأنظمة والمعارضة ).

                      رحلة في النفس البشرية

يقسم علماء النفس الشخصية البشرية إلى أقسام مختلفة وأحيانا متناقضة كالشخصية الانطوائية، والشخصية الانبساطية، والشخصية الالزامية، والشخصيةالانفعالية.

وتتكون شخصية كل إنسان من الطباع والسلوكيات التى تميزه عن الآخريين وهو ما نسميه "بالكاركتر" فشخصية الإنسان الفرد تتكون من مزيج من أهدافه وتصرفاته وأرائه وعاداته ومقاييسه الخلقية ومدى فهمه لنفسه ومقدار تقييمه أى وزنه لها ومدى إنسجام الشخص مع الناس ومدى تأثره بالمزعجات من أعمال الناس لما يعتبره الناس صوابا أو خطأ. 

ووجدت ٢٥٥٣ سمه مميزة لكل إنسان، فلو عددت السمات التى تراها سيئة وجدتها ٥٠ سمة مثلا فلا تنزعج لأن لديك أضعافها من السمات الحسنة، وكما أنك استطعت الحصول على الحسن بالتالى ستعرف كيف تتخلص من تلك السمات السيئة. فحذاري من الذين يلعبون بالعلم ونظرياته ويلوون عنق الحقائق ويسقطون ( السمات الشخصية البشرية العامة ) على إنسان بعينه حسب جنسيته أو ديانته مستغلين أقوال العلماء فى سياق معين، وظروف معينة، ثم بقفزة في الظلام من هؤلاء يقومون بخبث ومكر ودهاء، أو بجهل وحمق وسفه لأن النتيجة المتحصلة من كل هذا واحدة.

             الإسلام يقوم طبيعة الشخصية العربية

لذلك سأتناول بالعرض والنقد لبعض هذه المواضيع المنشورة والمتداولة بحسب ما جاء فى مقال بعنوان:

"طبيعة الشخصية العربية" حيث نجد فقرتين فى هذا المقال في غاية الخطورة، الفقرة الأولى تقول:

أن أستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية الصهيونى الإسرائيلى "رافائيل باتاى" من كتابه " العقل العربى" سنة ١٩٦٧، وصف "الإنسان العربى بأنه كسول، انفعالى، مضطرب، شهوانى، عدوانى، ويقول كاتب المقال على الرغم من أن معلومات الكتاب فيها كثير من التحامل باعتبار أن مؤلفه صهيونى حقود، إلا أنه لا يخلو من الحقائق، التى لا ينبغى أن نعرض عنها، ونستخف بها، ونستكبر استكبارا، وإنما علينا أن نفرق بين الشخص والأفكار التى يطرحها، لكى نستفيد مما طرحه، ونحوله إلى نقاط قوة لصالحنا.

يقول الكاتب: ( للأسف فمن عيوب الشخصية العربية هى الانفعالية التى لا تستطيع أن تميز بين عالم الأفكار، وعالم الأشخاص، والاتكالية التى تحبذ الكسل وتقدسه، وتجعل منه قيمة تتعالى عن غيرها من القيم التى لا يجيده غيرنا، ونعجز نحن عن مجاراتهم فيها ) انتهت الفقرة الأولى من المقال

الفقرة الثانية: ( من أشق الأوصاف التى نعت بها العرب، ما كتبه الفيلسوف الكبير العلامة بن خلدون فى مقدمته الجامعة، حيث وصف العرب بأقبح النعوت وأقبح الأوصاف، فهم أمة وحشية، أهل نهب وعبث، وإذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب، يهدمون الصروح والمبانى لأخذ حجارتها أثافى للقدور، ويخربون السقوف ليعمروا بها خيامهم، وليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد، وأنهم أبعد الناس عن العلوم والصناعات... إلى آخر ما ذكره.

وهى من أشق الأوصاف بالنظر إلى أنه نفسه بن خلدون عربى، بالإضافة إلى كونه مفكرا عظيما وعبقريا فذا، فلم يتصرف بدافع العنصرية والشعوبية، ولم تحوجه الأدوات المعرفية كى يقع فى سوء التعبير وعدم القدرة على دقة الوصف ) انتهى كلام الفقرة الثانية.

                   نقد المقال فى عدة خطوات

أولا: بعد أن أثبت الكاتب أوصاف وسمات عامة للشخصية الإنسانية راح يسقطها على الإنسان العربى.

ثانيا: لقد أتى الكاتب بشخصيتن الأولى يهودية صهيونية حقودة كما اعترف الكاتب بنفسه، والثانية شخصية عربية مسلمة، وراح يدافع الكاتب عن الشخصية الأولى بطريقة ماكرة خبيثة، قائلا أيها القارئ

لا ينبغى أن تتحيز وتنكر ما جاء به اليهودى الصهيونى من علم، وانظر إلى كلمة علم التى يذكرها الكاتب وتوعد القارىء إن فعل ذلك فقد أعرض واستكبر استكبارا وبالتالى يكون القارىء قد أثبت على نفسه والعرب الصفات السيئة التى تحدث عنها هذا العالم.

وفى نفس الوقت راح الكاتب يمجد فى الشخصية الثانية العلامة الجليل "بن خلدون" وفى حقيقة الأمر هو يظلم بن خلدون بالتجنى علي بن خلدون أو ربما بالجهل به!!

راح الكاتب الكاذب يحوطه بسياج، وفى الواقع وحقيقة الأمر هو يحيط القارئ بهذا السياج حتى يبعده عن أن العلامة

"بن خلدون" قال ذلك الكلام فى سياق معين أقل ما يقال عنه سياق زمنى عن الشخص العربى قبل أن يقومه الإسلام.

ولك أن تنظر للحضارة التى قدمها العربى بعد إسلامه للإنسانية كلها.

ثالثا: نسى الكاتب أن بن خلدون نفسه قال إن المغلوب دائما مولع بتقليد المنتصر، وأن الإنسان العربى اليوم فى وضع المهزوم، وأرضه وماله وثرواته وأمنه وتاريخه وثقافته وحضارته مغتصبة من قبل العدو.

رابعا: نسى الكاتب أن هذه العيوب رفيقة الإنسان الغربى والإنسان اليهودى والإنسان الأمريكى سواء كان منتصر أوغير منتصر عبر التاريخ كله، لأنه كما جاء فى نقد العقل الغربى أنه عقل فصل من جانب، وعقل هيمنة من جانب آخر، بعكس العقل الشرقي فهو عقل وصل بامتياز.

خامسا: وفى قفزة أخرى من هذا المقال أو هذه الدراسة التى تريد أن تبعدنا بكل السبل عن العيوب الحقيقية التى نستطيع التغلب عليها بالعمل، ونضعها فى خانة العيوب التكتيكية كما أوردتها وهى فى حقيقتها أعراض لعيوب أخرى استراتيجية نستطيع أن نقبض عليها ونشتبك معها وننتصر عليها بعكس العيوب الأعراض التى هى أشبه بوهم وسراب من يطاردها كأنما يطارد خيط دخان، أو كمن يحارب طواحين الهواء!!

سادسا: وبالتالى تدخلنا الدراسة بدون أن تصرح فى متاهة وثنائية من الذى أنتج من؟

وهل نبدأ فى محاربة السلبيات التى أنتجت الأوضاع المتردية أم نبدأ بمعالجة الأوضاع المتردية التى تكرس هذه الخصائص السلبية؟

                         طقوس عبور البطولة ١٩

فى الواقع فإن هذه العيوب التكتيكية - أى عيوب السمات الشخصية المتمثلة بأعلى تقدير في ٥٠ عيب من طرف أول،

وفى الطرف الثاني المقابل لها في معادلة الصراع نجد العيوب الإستراتيجية والتى تجئ بمثابة بمثابة أهداف وطموح مثل: لا للفرقة، ولا للتدخلات الأجنبية، وكذلك هدف الخروج من الهزيمة وتحرير الأوطان، نجدها في جملتها أهداف ليست ملموسة، لا نستطيع التعامل معها على أرض الواقع، لأنها قيم، فكلنا على سبيل المثال: نقول وحدة، نكتب وحدة، ولا نعمل وحدة، وكذلك كلنا نقول جهاد، نكتب جهاد، ولا نجاهد بالرغم من صدق نوايانا لسبب بسيط أن هذه العيوب نقاط قوة في يد أعدائنا يعمل في الواقع على دعمها وتكريسها من يحكموننا وللمفارقة الصارخة يشاركهم في دعم تلك العيوب الاستراتيجية وتكريسها من يعارضونهم، باختصار شديد فإن عيوب السمات يمكن أن تحل بسهولة عن طريق الأنظمة أما العيوب الاستراتيجية يمكن حلها عن طريق الأنظمة وأسيادهم وبالطبع لن يكون الحل منهم على الإطلاق،

إنما الحل معلقا برقبة الأبطال الحقيقيين الذين يعملون على التسعة عشرة نقطة وهى العيوب الفوق استراتيجية:-

عيوب الشعوب الفوق استراتيجية:-

١- غياب المشروع.

٢- غياب القيادة.

٣- غياب الإعلام الشعبي.

ملاحظة هامة: هذه العيوب الثلاثة ليست في السعوب بل هى حوالين الشعوب التي هى بالفعل بطولتها التي تسمى إرادة وتهيئة اجتماعية حاضرة تعمل أمريكا على اجهاضها بأدوات الخيانة في الداخل والخارج المتمثلة فى أراذل الشعوب.

عيوب الأنظمة فوق الاستراتيجية:-

١- التنافر المعرفي أى التناقض.

٢- ممارسة أبشع أنواع الكذب وأبشع أنواع الخيانة.

٣- تقارب الزمان.

عيوب المعارضة فوق الإستراتيجية:-

١- الصراع على السلطة.

٢- ليس هم من يديرون الصراع.

٣- لا يدفعون ثمن الصراع.

ملاحظة هامة: الأنظمة والمعارضة يتشاركان في الستة عيوب بعد أن تم زاوجهما، زواج غير طيب، من قبل الأيدي السوداء.

عيوب الأمريكان الفوق استراتيجية:-

١- إعادة دورة حياة الإمبراطورية المتهالكة.

٢- مجابهة المارد الصيني.

٣- إجهاض ثورة الشعوب الحقيقية.

ملاحظة هامة: هذه العيوب الثلاثة قدر الولايات المتحدة الأمريكية أن تعمل عليها كلها مجتمعة في وقت واحد، وما يزيد الأمر صعوبة على الولايات المتحدة أنها تعمل فيها على ٱخر حرف من الزمن لذلك كانت الحرب الروسية الأوكرانية.

عيوب البطل الفرد الفوق استراتيجية:-

١- الاتهامات كسجن على الشاطئ.

٢-جدال الملح.

٣- جماعات الواقع الوهمي.

٤- إشارات خاطئة.

٥- البطل الضد.

٦- سد الفجوة بين البطل المفكر والبطل المناضل.

ملاحظة هامة العيوب الستة الأخيرة وكذلك العيوب الاثنى عشرة السابقة كلها عيوب يجب على البطل الفرد الذي يسمى كرامة اجتيازها بما هى طقوس عبور.

وأخيرا العيوب الثمانية عشر مضافا إليها العيب التاسع عشر يقع على عاتق صدى الأبطال بما هو خادم البطولة بشقيها بطولة الأمة التي تسمى إرادة، وبطولة البطل الفرد التي تسمى كرامة. 

 على سبيل المثال: شاهدنا وحدة الجنوب العربى مع اليمن وكانت النتيجة وحدة على الإثم والعدوان،

وكذلك وجدنا توحد كل قوى المعارضة "علمانيين واسلاميبن وعسكريين" فى ثورات الربيع العبرى فكانت خراب الأوطان. وكذلك وجدنا توحد الدول العربية مع أمريكا والغرب فى أحلاف ضد الارهاب فكانت أيضا هزيمة الأوطان.

وبالمثل: جاهد أبطال الجنوب العربى بصدق وبذلوا الغالى والنفيس وضاعت ثمرة جهادهم.

إن الميدان الحقيقى للحرب الحقيقية التى ينبغى علينا وعلى الفور دخولها يقع أولا فى المنتصف فى (المنطقة البينية الوسطى) بين ما هو تكتيكى أى العيوب الخاصة بالسمات الشخصية وما هو عيب إستراتيجى مثل عيوب الطموح والأهداف غير الممسوكة. فلقد أصبح الذى هو واقع فى المنطقة الوسطى "عيوب فوق إستراتيجىة" ويصنف فى مشروعنا روح البطولة كسنة كونية سادسة في تسعة عشر نقطة سنأتى عليها بالذكر لأنها هى المشروع، هى النقاط التي نستطيع تحديدها في ميدان العمل هى طقوس عبور البطولة الحقيقية والتي اختبرناها جميعها بدراسات حالة على مدار السنوات الماضية وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية بما هى مفروضة علينا شئنا أو أبينا وتلك هى المدرسة العقلانية وليست جهل وكذب ونفاق وخديعة الجيل الثالث من أراذل الشعوب في تعدديتهم الثنائية التي أطلقت عليها:

(ثلاثي أصحاب العطن والتراخي)  .

سابعا: سنورد مثالين يعريان هذه الدراسة ويوضحان أن هذه العيوب من السهولة بمكان أن تكون عند أى فرد وأى دولة وأى عرقية  أو أتباع أى ديانة أو طائفة أوجماعة وفى ذات الوقت مقدمة للحل. 

                        الدراستين في الميزان

ذكرت إحدى الكاتبات أن المفكر "أحمد أمين" فى بعض كتابته فى فترة الخمسينات ذكر ثلاثة عيوب للشخصية المصرية ولكنها فى عام ٢٠١٤، أصبحت العيوب أكثر بالتأكيد!!

مثل البقشيش، وأنا مالى، معلش، إيه اللى وداهم هناك، الفهلوة، عقدة الخواجة، الفتى. وكل هذه العيوب السادة الكتاب يتناولونها من بعضهم البعض تارة بالزيادة وتارة بالنقصان يتناولونها مرة بالاسهاب فى الشرح ومرة بالإختصار 

سلبيات الشخصية السورية كما وردت فى دراسة منشورة على موقع سيريا نيوز:

ينسب البعض المشكلات المزمنة والمستجدة التى يعانى منها المجتمع السورى فى مختلف المجالات خاصة منها الاقتصادية والاجتماعية إلى خصائص الشخصية السورية والسلبيات التى تطبعها، كعدم المبالاة والنفاق والقابلية العالية لتفهم الفساد وانتاجه. كالرشوة والوساطة وتجاوز القانون وسواها من الخصائص السلبية التى تزيد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية سوءا، وان مرد كل ذلك يرجع إلى خصائص وخصال المواطن السورى وسلبياته المذكورة آنفا.

ولكن فريقا آخر يعتبر ما سبق نوع من جلد الذات، ويصر على أن مظاهر الفساد وتقبله وانتهاجه الواضحة بين المواطنيين السوريين إنما هى نتيجة أوضاع إجتماعية واقتصادية سيئة عاشها المجتمع السورى فى عقود سبقت وما يزال يحيى فيها، الأمر الذى عزز نقاط الضعف فى الشخصية السورية، وقزم من نقاط القوة فى المقابل، مما يعنى أن الظروف هى التى أنتجت الخصائص السلبية الموجودة اليوم لدى المواطن السورى وليس العكس كما يظن أنصار الرؤية الأولى.

فما رأيك فيما سبق؟ من الذى أنتج الآخر الخصائص السلبية هى التى أنتجت الأوضاع السيئة التى يعيشها مجتمعنا؟،

أم العكس؟.

المشكلة ليست فى هذه العيوب العرض، بل المشكلة تكمن فى العيوب المرض، فكل البشر فى كل البلدان عندهم هذه المشاكل. والحل كما يقول الجميع يكمن فى فرض الدول العربية والإسلامية القوانيين، الحل بيد الدولة.

وأبسط مثال على الحالتين المشار إليهما مصر وسوريا.

ففى مصر أنظر لسلوك المواطن تحت الأرض فى مترو الأنفاق. وفى سوريا أنظر لمن يعيشون من أبنائها بدول مثل أوروبا والخليج ما فى مثلهم ولا أحد يشتكى من سلبية المواطن السورى المذكورة فى الدراسة!!

لأنها ببساطة يسيران على القانون مثله مثل غيره, وهو نفسه السورى عندما يرجع إلى سوريا أو المصرى عندما يصعط لسطح الشارع يرجع مواطن نموذجى بنفس العيوب. 

ولأصحاب هذا الحل سؤال جوهرى ومنطقى: أين الدولة؟! التى تطالبها بفرض القانون الذى سيقضى على هذه المثالب والعيوب التى صممت عن طريق "الأيدى السوداء" اليهود والأمريكان وتنفذ عن طريق "عمالقة الوهم" سواء برعاية أنظمة التفاهة أو معارضة السوء التي تقوم بتكريسها أهداف معينة لديها أو عدم تقديم حلول لها فتحدث النهضة.

نحن دول محتلة شبه دول كما صرح بذلك السيسي.

وحقا إنهم حكام ولا يحكمون وقضاة ولا يقضون

وقادة ولا يقودون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق