اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 22 مارس 2022

النيل حفيدتي وطني ودعاء مستجاب كان قلبها ,, بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

 


رق قلبي عندما سمعت صوتا حى على الجهاد ربما عطش القلب رقق سمعه فلبى النداء، رغم أن الصوت كان ممزوجا بروح السياسة وجئت قاهرتي أهرول، أسأل الأسفلت عن طعم السياسة، فلم يجب، فسألت أعمدة الإنارة فلم تجب، وقفت عند مئذنة الحسين، فوددت أن أعيش بعد الٱذان،

ما أشعر به عند الٱذان، وددت أن أعيش عقيدتي بعد التلاوة، لكنه شئ مرير داخلي، قلبي يضئ ويعم من حولي الظلام، فأردت أن أنزع القلب المراوغ للألم وأشق صدري، فاستحييت من النجوم واستحييت من السماء ومن القمر.


وظللت أناقش قاهرتي الحزينة عن الرحيل إلى الجهاد،

فلم ترد، فخشيت صمتي وخشيت صمت القاهرة عند الحوار، أحسست أن قاهرتي تخبئ عني شئ، فبكيت من ضيق البصيرة، وضأت قلبي، فسمعت قاهرتي تبوح في أذني بسر!!

"إن النهايات بدايات رائعة وإن الألم فى القلب شديد عندما تعود".

أغمضت عيني فى صلاة الإستخارة، وتركت قاهرتي حزينة، لكى أجاهد، وتركت خلفي كل شئ، وصادقت قلبي، وعاهدته أن أعود لقاهرتي بفستان عرس، وتركت قلبي يجول فى كل بحر دون خوف، ووددت أن أهز قاهرتي بانتصار عقيدتي وانتصار قاهرة المعز.


أهديكي عهد حفيدتي رحلتي ومشروعي وأصدق ما كتبت وعملت، وأجمل وأروع  ما قرأت من كلمات منذ الصغر،

كلمات من ذهب للإمام الذهبي شيخ المحدثين ومؤرخ الإسلام بعدما شاهدت حبات اللؤلؤ وقطرات الذهب تنساب من عينيكي، وما أشبه الليلة بالبارحة ما أشبه دموعك الذكية بدموع أمي وعاصمة القلب وقاهرة المعز وهم يبكون هجرتي لكنك زدتي حبيبتي بكشف سر دموع قاهرتي الحزينة التي همست به فى أذني قبل الرحيل، خوفها على النيل والتاريخ!!


أهديكي بطلتي عهد ( الحلم وحل اللغز ) بمعرفة أشياء ثلاثة معرفتك لنفسك .. ومعرفتك لمن حولك .. ومعرفتك بصدق وأمانة الميزان الذي تعملين به.


                      موازين العرب الميسرة

يقول الإمام الذهبي: "بعدما حل على المسلمين من ساء فهمه وساء قصده وقعوا فى أنواع من التأويل بحسب سوء الفهم وفساد القصد، وقد يجتمعان وقد ينفردان، وإذا اجتمعا تولد من بينهما جهل بالحق ومعاداة واستحلال ما حرم الله فيهم، وإذا تأملت أصول المذاهب الفاسدة رأيت أربابها قد اشتقوها من بين هذين الأصليين".


مع أن الذهبي قد عاش في عصر غلب عليه الجمود والنقل والتلخيص، فإنه قد تخلص من كثير من ذلك بفضل سعة دراساته وفطنته. ولعل مما يميز الذهبي عن غيره من بعض مؤلفي كتب الرجال والتراجم مثلا أنه لم يقتصر في تأليفه على عصر معين، أو فئة معينة، أو تنظيم معين، بل تناولت مؤلفاته رجال الإسلام من أول ظهوره حتى عصره، بل المعاصرين له. ومعرفة الذهبي الواسعة في الرجال دفعت تاج الدين السبكي إلى القول: “إنه كان شيخ الجرح والتعديل ورجل الرجال، وكأنما جمعت الأمة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها”.


                         الميزان الأول

كان من عادات العرب في الجاهلية إذا تكاثرت خيولهم وإختلط عليهم أمرها وأصبحوا لايفرقون بين أصيلها

وهجينها، كانوا يجمعونها كلها في مكان واحد ويمنعون عنها الأكل والشرب ويوسعونها ضربا!!

وبعد ذلك يأتون لها بالأكل والشرب فتنقسم تلك الخيول إلى مجموعتين.: مجموعة تهرول نحو الأكل .. والشرب .. لأنها جائعة غير آبهة لما فعلوا بها!!

بينما المجموعة الثانية تأبى الأكل من اليد التي ضربتها وأهانتها. وبهذه الطريقة يفرقون الخيل الأصيلة عن الخيل الهجينة!!. وما أكثر الهجين في أيامنا هذه خيلا وخيالة!!.


                          الميزان الثاني

فقير .. ماشى فى الشارع .. لقى جوهرة شكلها رائع.

قال:  أخيراً هبيعها وأتغنى وأبقى من أصحاب الأموال.

راح موديها لحد بيشترى مجوهرات .. فحصها .. قاله دى فالصو!

الراجل الفقير ماصقدش وقاله انت كذاب وحرامى وعاوز تسرقها منى و و و...الخ سابه وراح لبياع تانى .. قاله فالصو .. فضل يشتم فيه زى اللى قبله .. مر على ٤ غيرهم .. قالوا له فالصو .. ونالهم منه مانال من قبلهم!


لحد ما راح لواحد .. توسم فيه أنه رجل صالح .. أعطاه الجوهرة وقال له كل ما أروح عند حد يفحصها يقولى فالصو .. وأنت الوحيد اللى هتقولى الحقيقة .. فحصها .. قاله دى كنز .. وجوهرة لا تقدر بثمن...

الفقير : طب ماتشتريها منى..

قاله دى لا تقدر بثمن وماقدرش على ثمنها...دى اللى يقدر على ثمنها الملك .. استنى لما يجى تعرضها عليه .. وأكيد هيشتريها منك..

قاله طب الملك هيجى إمتى؟

قاله ماعرفش مالوش مواعيد...

أنا ممكن أشغلك معايا هنا عامل وأعلمك الصنعة دى وهديك فلوس كل يوم تكفيك أنت وولادك .. ولما يجى الملك ابقى إعرضها عليه...


بعد شهور .. الفقير اتعلم الصنعة .. وبقى بنفسه يفحص أى جوهرة ويعرف إذا كانت حقيقية ولا فالصو...

وجه اليوم المنتظر .. جاء الملك .. جرى الراجل الفقير وجاب الجوهرة علشان يعرضها على الملك...

بس قبل ماعرضها .. قال هفحصها أنا قبل ما أوريها للملك...

فحصها .. لقاها فالصو!!!

بنفسه اكتشف إنها فالصو..

طبعا مارضيش يوريها للملك .. والملك مشى...


رجع للراجل .. قاله أنا لقيتها فالصوا .. ليه ماقلتليش كده!!

قاله .. لو كنت قلتلك فالصو .. كنت شتمتنى زى اللى قبلى..

أنا عملت فيك معروف وعلمتك صنعة وبقيت بتكسب واكتشفت إنت بنفسك إنها فالصو !!..

غير كده كنت هتفضل عايش فى الوهم على طول .. ولا هتتعلم ولا هتتغير ومقتنع إن معاك جوهرة وهى فالصو!

.

فى ناس يا صغيرتي شايفين نفسهم جوهرة بمنطق الٱية الكريمة: (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) .. وهما فى الحقيقة فالصو..

وإنت لو ركزت مع نفسك .. هتلاقى فى حاجات كتير فالصو .. مش حقيقة .. مزيفة .. خادعة...

هتعرف الفالصو من الحقيقى لما تحط نفسك فى بيئة تعلمك وتطورك وتأخد بايدك .. هنا بداية الاكتشاف .. تشوف أيام زمان إنك كنت فالصو!!.. حط نفسك مع الناس دول اللى يعلموك ويطوروك .. فتشوف نفسك بنفسك إنك كنت قبلهم فالصو!!


           إنقاذ النيل من مؤامرة الصادات الثلاثة

لا شك أن المؤامرة على نهر النيل مقصود اللعب بها "كسنة كونية جغرافية" من قبل الصادات الثلاثة:-

"الصليبية والصهيونية والصفوية" لأنهم يريدون أن تحل الفرعونية كديانة وثنية، تحل بلغتها الهيروغليفية القديمة لذلك هم يضربون الإسلام ( قرٱن وسنة )

ويضربون (اللغة العربية) لسان وإنسان!!!


إنها حربهم العالمية الدائمة التي جمع فيها أعداء الخارج وخونة الداخل السنن الكونية الخمسة التى من المفترض أن تكون جميعها معنا نحن المسلمون فى "عصر المحاربين الشرفاء" وفى نفس الوقت ضدهم هم "كعصر متكسبين رأسمالي"  بسبب سقوطهم وترديهم الأخلاقي والمعرفي،

تماما كما تحكي "نظرية تعاقب الدورات الإجتماعية" التي أتينا عليها بالشرح والدراسة بعصورها الأربعة:-

(عصر المتكسبين، وعصر المثقفين والمفكرين ورجال الدين، وعصر العمال، وعصر المحاربين الشرفاء) وبسننها الكونية الخمسة الٱتية:- (العامل الإجتماعي، والعامل التاريخي، والعامل الجغرافي، والعامل الإقتصادي، والعامل العسكري)


وإنها لمفارقة عجيبة كيف بهذه السنن الكونية الخمسة التي تملكها كمسلمين هى كلها وفى وقت واحد معهم والمفروض أن تكون ضدهم وتعمل ضدنا؟!!..

ومن المعلوم أن سقوطهم فى واحدة فقط منها يكفي لإنهيارهم وبالرغم من ذلك طوعوها لتكون ضدنا نحن العرب والمسلمين فكيف حدث ذلك؟!!


         لابد لنا من سنة كونية في مقابل سنة كونية

إن نهر النيل "السنة الكونية الجغرافية" خير دليل على ذلك النيل الذي قدر عمره بثلاثين مليون سنة ولم يتغير مجراه،

لكنهم الٱن يغيرون مجراه بل ويغيرون اسمه من "نهر النيل" إلى "بحيرة مغلقة" بحيرة بمحبس وهويس يتحكم فيها وفينا صبية بني صهيون وغلمان الماسون.


وكذالك الثروة والمال "سنة كونية اقتصادية" كان من المفترض أن يكون سلاح ونعمة بيد المسلمين والعرب فإذ به يصبح علينا وليس لنا، لكل ذلك نقول إن حربنا معهم لابد أن تكون "بسنة كونية سادسة" جديدة نوجدها، لنرجع بها السنن الكونية الخمسة الضائعة والتي هى من حقنا مسلمين وعرب، 


لكنهم وللأسف وللمفارقة حولوا مسارهم ليعملوا ضدنا!!

إنها البطولة ( السنة الكونية السادسة ) بشقيها:-

- بطولة الأمة التي - تسمى إرادة.

- وبطولة الفرد التي - تسمى كرامة.


البطولة الحقيقية بطقوس عبورها التسعة فى (مشروعنا روح البطولة) تسعة عشر نقطة  هى ميزان يمتاز بعنصرى الثبات والصدق اختبرناها جميعها بدراسات حالة واختبرنا بها العناصر الأربعة الرئيسية (الأنظمة، والمعارضة، والشعوب، والأمريكان ) أصحاب ( عصر المتكسبين الرأسمالي )

دراسات حالة معمقة عبر الناحية المعرفية والناحية الإجرائية، والناحية العملياتية، حيث لكل طرف من هذه الأطراف الأربعة ثلاث أخطاء فوق إستراتيجية أى أن مجموع أخطائهم إثنى عشر خطأ فوق إستراتيجية، ثم يأتي الطرف الخامس وهو البطل الفرد وله ستة طقوس عبور أيضا فوق إستراتيجية لكن مضافا إليه أخطاء الأطراف الأربعة السابق ذكرهم فيصير مجموع الأخطاء فوق الإستراتيجية ثمانية عشر عيبا مضافا إليها رقم ١٩ (صدى البطل) كخادم البطولة الحقيقية فيصبح المجموع الختامي تسعة عشر طقس للعبور فى نظريتنا:

"وحدة البطل أو انتحاره" تلك النظرية التي هى إحدى تطبيقات علم الجهل الذي درسناه سويا طوال السنوات الماضية أيضا بمنهط دراسة الحالة المعمقة حتى أصبح من حقنا أن نفخر بقولنا ليس بعد العين أين!!


والٱن لم يبقى لنا من العوامل الخمسة إلا "العامل الجغرافي" الذي نعرض له الٱن وبذلك نكون قد أنجزنا عرض مشروعنا على أدق الموازين أولا: من الفكر الإصلاحي والسياسي عند المسلمين من الصحابى الجليل "أبي ذر الغفاري" والتابعى الامام "المواردي" والمجاهد الفقيه "ابن تيمية" والعلامة "ابن خلدون" و "عبد الرحمن الكواكبى" و "مالك بن نبي" وأخير المفكر الأريب "جمال حمدان".


ثانيا: الفكر الإصلاحي الغربي الذي قسمناه على ثلاثة مراحل:- - ابتداء من أرسطو وافلاطون وسقراط

- مرورا بالعصر الذهبي لٱباء الكنيسة من أول قسطنتين وصولا إلى "جان بودان" ونظريته السيادة المطلقة للملك!!

إلى حركة الإصلاح الديني "لمارتن لوثر" القائل احذروا أن تسرقكم الكنيسة!!..

- إلى "جون كالفن" القائل الهروب من التشدد إلى التعصب!!

ثم بعد ذلك لنظرية العقد الإجتماعي عند "توماس هوبز"القائل الإنسان ذئب لأخيه الإنسان!!

ثم نظرية العقد الإجتماعي عند "جون لوك" القائل لا أتفق معك يا هوبز!!

ثم نظرية العقد الإجتماعي عند "جان جاك روسو" القائل:

"لقد أخطأ توماس هوبز وجون لوك!!.. إلى أنطونيو جرامشي.

وبالتوازي كان حاضرا معنا فى مشروعنا روح البطولة تحت مشرحة الدرس والنقد في الفكر السياسي المسيحي "القديس ٱمبروز" القائل:

"الٱخرة لنا والدنيا للإمبراطور!!

ثم فى نفس قصة الفكر السياسي المسيحي كان "القديس توما الإكويني" القائل: "ليخضع الجميع الكنيسة"!!


                 العامل الإقتصادي كسنة كونية

خلال القرن ١٥ بدأت أوروبا تخرج من ظلام العصور الوسطى إلى عصر النهضة بحركة الكشوف الجغرافية وحركة التبشير والحركة الإستعمارية، وبدأت هذا ببناء الأساطيل الضخمة لإستكشاف سواحل العالم وفى هذه الفترة سعت ممالك أوروبا لإيجاد طرق بديلة بحرية توصلهم إلى الهند من غير ما يحتاجون إلى المرور بأراضي المسلمين فى الشرق الأوسط لأن الممالك الإسلامية مثل المماليك فى مصر والشام والعثمانيين فى الأناضول كانت تسيطر على التجارة بين الهند والغرب وكانت مملكة البرتغال هى السباقة فى بناء الأساطيل وإرسال المستكشفين، وكان هدف البرتغاليين هو الإتفاق حول القارة الإفريقية من الغرب والوصول إلى المحيط الهندي من غير أن يمروا على أراضي المسلمين فى الشرق.


ولما إكتشف "بارتو منيو" رأس الرجاء الصالح عاد ليبشر الملك "جون الثاني" الذي رفض الإسم وقال: إن البحارة سيخافون أن يطلعوا فى الرحلات الإستكشافية بسبب هذا الإسم المرعب لذلك أطلق علية الملك "جون الثاني" إسم "رأس الرجاء الصالح" بدلا من "رأس العواصف"


وبعد أن تأكدوا من إمكانية الوصول إلى الهند عبر الدوران حول القارة كلف الملك "مانويل الأول" مهمة الوصول للهند إلي المستكشف "فاسكو دا جاما" الذي قاد أسطول مكون من أربعة سفن وطاقم من ١١٨ ملاح وكانت كل سفينة تحمل ٢٠ مدفع وبدأ التحرك من ميناء لشبونة سنة ١٤٩٧م وحازت هذه الرحلة بمباركة بابا الكنيسة الكاثوليكية "إلكسندر السادس" الذي أمر بوضع الصليب على أشرعة السفن كى تتشبهه برحلة الحملات الصليبية. فهل وعيت الدرس ياشيخ الأزهر؟!!


ومع حلول السنة الجديد تمكن أسطول "فاسكوا دا جاما" من الدوران حولين إفريقيا والوصول إلى سواحل موزنبيق على الشاطئ الشرقي الإفريقي، وكانت هذه المنطقة جزء مهم من الشبكة التجارية فى المحيط الهندي ولجأت حملة فاسكو دى جاما للقرصنة عندما كانوا قريبين من كينيا فقاموا بنهب السفن التجارية للمسلمين بوجه خاص، وبوصولهم لهذه النقطة أصبح البرتغاليون هم أول ناس يزورون ميناء منباثا من أوروبا لكنهم قوبلوا بالسخط والرفض بسبب أعمال القرصنة التى قاموا بها فى سواحل إفريقيا، لذلك قاموا بقصف المدينة بالمدافع .. ووصل البرتغاليين إلى الهند فى ٢٠ مايو ١٤٩٨م. 


عاد فاسكو دى جاما وكافأه الملك، وفى سنة ١٥٠٢ عاد فاسكو دى جاما للإبحار إلى الهند مرة ثانية لكن فى هذه المرة كان معه أسطول أكبر مكون من ٢٠ سفينة حربية لتدعيم المصالح والنفوذ البرتغالي على سواحل شرق إفريقيا والهند.


فى هذه الحملة كان عداء فاسكو دى جاما واضح ضد المسلمين فمثلا فى طريقه إنتظر سفينة كانت عائدة بالحجاج المسلمين وقام بسلب جميع البضائع وحرق السفينة بركابها وكان عددهم ٣٨٠ شخص وعمل على قرصنة العديد من سفن التجار المسلمين.


ونجح بعد ذلك فى الوصول إلى الفلبين وكان الأسبان فى نفس الوقت قد أرسلوا "كريستوفر كولومبس" فى رحلات استكشافية لكي يصلوا إلى الهند عن طريق عبور المحيط الأطلسي لكنه بالصدفة وصل إلى القارة الأمريكية وكان يعتقد أنها الهند.


          أشرس حملة صليبية على النيل والإسلام

لا تدرك إثيوبيا، ما للنيل من أهمية تمثل مسألة «حياة أو موت» للمصريين، لذا لم يكن بناء مشروعها المزعوم «سد النهضة» إلا حلقة واحدة في سلسلة أحلامها للسيطرة على النيل، ومواجهة مصر إلا منذ أيام الحروب الصليبية التي بدأت بعد عهد الأيوبيين، إذ أيقن الصليبيون أن السيطرة على بيت المقدس والشرق بأكمله لن تأتى إلا من خلال ضمان ولاء إفريقيا لصالح أوروبا، وبعد فترة حكم الأيوبيين قامت في مصر دولة جديدة هي دولة المماليك الذين كونوا دولة قوية في مصر وبلاد الشام واستطاعت دحر التتار وملاحقة فلول الصليبيين لذا بحث الصليبيون عن حليف آخر، يكون مصدر إزعاج للمماليك فوجدوا في الأحباش حليفا مناسبا يحقق لهم مطامعهم، وياليت شعري فما أشبه الليلة بالبارحة!!


لذلك ظهر على الساحة ضابط فرنسى يدعى فليب دومزيير، وهو الذي روج للحملة الصليبية على مصر سنة ١٣٦٥، في عهد حكم الملك الأشرف زين الدين شعبان، وكانت خطته أنه أقنع ملك قبرص بضرورة ضرب مصر في العمق الاقتصادى بالتعاون مع ملك الحبشة في ذلك الوقت.


فبدأوا الترويج لفكرة تحويل مجرى نهر النيل وتم الترويج لها بشكل دينى لكنها فشلت، بسبب فضح مخطط الأحباش وحلمهم بتحويل مجرى النيل، فضرب المماليك ضربة استباقية ومنعوا الأوروبيين من الوصول إلى أعالى النيل والبحر الأحمر، وانقطع الحلم الإثيوبى بالسيطرة على النيل لمدة تصل إلى ٤٩٥ عاما لكن عاد من جديد في عهد الملك الإثيوبى، كاسا هايلو «تيودوروس الثانى» ١٨٦٠، في فترة نشاط الأطماع البريطانية الفرنسية في السيطرة على الشرق وتأمين طرق التجارة إلى الهند، حيث أوغلت إنجلترا وفرنسا الحقد والغل في الصدر الإثيوبى تجاه مصر، حتى وصل الأمر إلى أن تعلن إثيوبيا الحرب على مصر في عهد محمد سعيد باشا، ووفقا لكتاب «إسرائيل في النيل» فإن الملك الحبشى أرسل خطاب تهديد لمصر قال له فيه «إن النيل سيكون كافيًا، لمعاقبتك، حيث إن الله قد وضع في أيدينا ينبوعه وبحيرته ونماءه، فمن ثم يمكننا استخدامه في إيذائك»،


لكن هذه المؤامرة هى الأخرى قد فشلت إلى أن جاءت مؤامرة "غيرسياني" الإيطالي ولكن هذه الحملة قد  فشلت هى الٱخرى .. إلى أن جاء الصهيوني ”شيمون بيريز" وذلك وفقا لكتاب "الصليب والنهر" للدكتور: "حجاي إرليخ"

الصادر فى ٢٠٠١،

حيث زار "شيمون بيريز" منابع النيل الأزرق فى مارس ١٩٦٣ وقابل الإمبراطور "هيلاسلاسي" وبعد الزيارة وصف شيمون بيريز منابع النيل الأزرق قائلا:

"إنها منبع حياة مصر، وعندما عاد إلى دولة الكيان الصهيوني كتب تقرير سري من ٤٠ صفحة جاء فيه:

"أثيوبيا دولة مهمة جدا بالنسبة لإسرائيل، ليست دولة مسلمة ولا دولة عربية، وإن أغلب سكانها من المسيحيين ولديهم روابط تاريخية يعتزون بها مع إسرائيل، مفتاح حياة مصر فى المستقبل موجودة في إثيوبيا لأنها منبع النيل الأزرق، يجب أن ندخل مع أثيوبيا فى تحالف ثقافي وإقتصادي وعسكري وألا ندخر جهد في سبيل تحقيق ذلك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق