اخبار ذات صلة

الأربعاء، 23 مارس 2022

وحدي في رحلة البطولة ,, بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

 


قال: أبو جعفر المنصور يوما لأصحابه من صقر قريش؟.

قالوا: أنت يا أمير المؤمنين.

قال: ما صنعت شيئا.

قالوا: فمعاوية.

قال: ولا هذا.

قالوا: فعبد الملك بن مروان.

قال: لا...

قالوا: فمن يا أمير المؤمنين؟!!

قال: عبد الرحمن بن معاوية الذي تخلص بكيده عن سنن الأسنة وضبأة السيوف، يقهر القفر ويعبر النهر حتي دخل بلدا أعجمي فمصر الأمصار وجند الأجناد وأقام ملكا بعد إنقطاع بحسن تدبيره وسعة عزمه.. وأن معاوية نهض بمركب حمله عليه عمر وعثمان وذلل له صعبه .. وعبد الملك ببيعة تقدمت له وأمير المؤمنين أنا بطلب عطرته واجتماع شيعته.

وعبد الرحمن بن معاوية منفردا بنفسه مؤيدا برأيه مستصحبا بعزمه.

قصة فريدة رجل مطارد ومطلوب الرأس مشرد يبحث عنه في كل مكان يتجاوز كل هذه الأحداث وينشأ ملكا وحده بدون جيش ينشأ ملكا ويسيطر علي الأندلس أجمعها.

ليس هذا فحسب بل خلال حكمه تثور عليه خمسة وعشرون ثورة فيخضعها جميعا أي قوة أي إرادة تلك التي توفرت لعبد الرحمن بن معاوية!!

                  

              أراذل الشعوب وخطة قتل البطولة

إن لأراذل الشعوب أدوار تعف القيم والمبادئ النبيلة أن تذكرها أو أن تحصى أشكالها وإن كانت كلها تدور حول نظرة الأعداء في قتل البطل أو تعطيل قدومه وضياع عمره في الرد علي التهم الموجهة إليه وإغراقه في بحر سحيق حتي يجد نفسه شيئا فشيئا في عنابر السجن مع المتهمين في الوقت الذي يحذرونا فيه الرسول من تقارب الزمان يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم"لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع.. عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين إكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا فعل به" يقول الرسول الأكرم "لا تقوم الساعة حتي يكون القرآن عارا ويتقارب الزمان" أخرجه الطبراني.. وفي قوله يتقارب الزمان إشارة إلي إستهلاك حياة الأفراد والشعوب وإغتيال أوقاتهم واغتصاب أموالهم واستئناف علمهم في غير التوجه الصحيح لله.

ولما لا وأعداء الأمة عملوا وما يزالون يعملون بكل ما أوتوا من قوة علي تحويل "السنن الكونية الخمسة" التى هى في حقيقتها لصالحنا كعرب ومسلمين وذلك بحرقها عن مسارها الطبيعي وتوجيهها لتكون ضدنا.

وحقا لم يبقي لنا من هذه السنن إلا "السنة السادسة"

التي أعمل عليها منذ كان عمرى ثمانية عشرة عاما.


- فالعامل التاريخي: الذي يقضي بزوال (عصر المتكسبين) تعيده أمريكا من جديد.

- العامل الإجتماعي: الأخلاقي الذي فساده عندهم ويقضى بزوال عصرهم المنهار يرموننا به الٱن لنتساوى نحن معهم كخطوة أولى في الفساد الأخلاقي.


- العامل الإقتصادي: بالرغم من أنهم في حالة إفلاس ونحن في حالة غني وثراء فاحش علي سبيل المثال دول الخليج البترولية لم تستفد من العامل الإقتصادي بل أصبح نقمة عليهم وعلي باقي المسلمين. 


- العامل الجغرافي: الذي من المفترض أن يكون لصالحنا أصبح بشغل وجد أعدائنا ضدنا.


- أخيرا للعامل العسكري حيث الغرب بقيادة أمريكا تصيبهم لعنة حالة اللاحرب، ونحن العرب والمسلمين ديننا يأمرنا بالجهاد ومع ذلك نحن في وضع هزيمة.. كل ذلك بفعل المنطق المشوش أونظرية الفوضى الخلاقة.


               نعم لم يبقي لنا غير سنة البطولة 

ومن الكتاب من خلق لنا هو نفسه أسطورة العصر الحديث فصور لنا بطلا كالبطل الأسطوري الذي يعيش داخل حقيقة أضخم من إرادته بمنطق ليس هو منطق إرادته بل هو منطق تلك الحقيقة الضخمة.. ولكن "الحقيقة الضخمة" كانت تسند البطل الأسطورى الأول وتحفظه وتجرى الخير علي يديه إلي أن يأتي أجله المقسوم. أما الحقيقة الضخمة في أسطورتنا الحديثة فإنها تضطهد البطل وتحاربه إلي أن تقتله لا كملك ولكن "ككلب" وسيقول لنفسه لم يعد أحد يذكرني، وأولادى يخجلون مني، وأصحابى يخافون من ذكر إسمي... 


 - عاصمة القلب: الحقيقة ستفعل بالبطل كل هذا؟!!

توجه البطل لله سبحانه وتعالى في إعادة وحدة المسلمين، وفي إحياء فريضة الجهاد الغائبة تفعل هذا؟!!

صدي البطل: لا يا عاصمة القلب، لا يا أمان الله،

لا أبدا شوفى: العدو هنا ليس في الحقيقة الضخمة إنما في الذين ينتسبون إليها زورا وبهتانا في أراذل الشعوب...


أخرج بن وضاح في البدع: "سيخرج قوم في آواخر الزمان هم كذابون دجالون يبدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم".


               لست بالخبء ولا الخبء يخدعني

إن الأمة إذا ضعفت ظهر فيها التزلف وكثر الجدل وبرز التعالم وزاد الخلاف، وإذا كان الضعف لأسباب خارجية كسيطرة عدو أوطمع من جوار أو تسلط غاشم فإن ما يكون من الأبناء أشد أثرا ووقعا من الأعداء. ويكون هذا بسبب الضعف الداخلي.

تلك الأسباب الداخلية والخارجية مجتمعة تمثل بحق السبب الخارجي لسقوط البطل الإيجابي، وتعطيل قدومه، لأن في سقوط البطل عوامل داخلية أخري في ذاته، في نفسه إن لم يتداركها يسقط. سنأتي عليها في وقت لاحق في الجانب الفكري الفلسفي من مشروع روح البطولة كسنة كونية سادسة


والآن لن نأخذ من كل هذه الأسباب إلا سببا واحدا وهو العدو القريب في سقوط البطل الحقيقي وتحويله من

( بطل إيجابي ) إلي ( بطل تراجيدى )، كنظرة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما قال:

"اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم".

هي نفس الفكرة التي تقول:

إن الفعل الذي ينزل بالبطل يجب أن يأتي من أقرب الناس إليه سواء كان عن خبث أو عن طيبة غير مسئولة لذلك سنركز علي العدو القريب لأنه الأخطر والأخفي، والظاهرة التي تبرز في مسار الأمة وتبرز خاصة في فترات سقوطها.. 


إن دور المنافقين يكون أكبر من دور الكافرين، ومصائبنا تقع ممن - يتكلمون بألسنتنا ويأكلون من عرقنا ويدعون محبتنا وربما أستاذيتنا التي لم نطلبها منهم لأننا كنا دائما نلبس ثوب الطالب ونحن نقدم لهم العلم،

نعم إن أكبر مما يقع علينا بأيدي أعدائنا، وتذكر أن هؤلاء القوم يأتون إليك مدفوعون بمخطط إما من قبل الأعداء أو من قبل أنفسهم وأتمني أن يكونوا من قبل الأعداء.

لأن المسألة ساعتها ستكون أهون بكثير في العلاج مما لو كانوا مدفوعين من قبل أنفسهم.

لأنه ساعتها سيكون التصدي للسواد الذي تمكن منهم أصعب بكثير.

أيها البطل كن قويا فالناس لا تسمع للضعيف، والقوة هنا ليست التجبر والبطش، بل الرحمة والقدرة علي فعل الخير ، واستحضر أنهم لن يثبتوا إلا إذا كان معك مال وسلطة. وزد لنفسك من الشعر بيتا أنهم خلال صحبتهم لك سيعملون بجد واجتهاد علي تنمية قوة لهم لهدمك ماديا ومعنويا.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مابعث الله من نبي إلا في منعة من قومه". بسم الله الرحمن الرحيم:

(قالوا ياشعيب مانفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه ورآءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط).


ولعمري الطويل والقصير ما كان ينقصني دراية بمعرفتهم ولا كنت أحمقا كما روجوا معلنين بوقاحة وتناقض في ذات الوقت الذي يلقبونني فيه بالمعلم، فوالله لو قالتها - الأراذل - من خلف ظهري لكانت أهون ولو قالتها في وجهي لكانت أهون.. أما أنها تخطها علي صفحاتها فهي المؤامرة لأنها جمعت ببن الأسوأين للنيل منك معنويا...


نعم أنا أتفهم وأتفهم جيدا أن يطلب الناس العاديين أن يروا فيك هذه القوة لكن في حالة عدم نضوج أو تحقق بطولتهم - إرادة التغيير - ولكني لا أقبلها أبدا من الذين يتصدرون المشهد ويعتبرون أنفسهم قادة رأي، ولا أقبل منهم بشدة أكبر سعيهم لتنمية قوة لهم لضربي بعد ما يأخذوا عنى... 

في هذه الرحلة .. رحلة بحثي عن أشخاص في ربوع العالم العربي والإسلامي. مخاطبا فيها الكل - حكام  ومحكومين - لصناعة  (البطولة الوسطي) التي تقود الدولة وتسير دفة الحكم، البطولة الوسطى التي تقع بين البطولتين الحاضرتين هنا بالفعل (بطولة الأمة) التي تسمي إرادة وهذه الإرادة بالمناسبة لا تقود لأنها رأي عام منقاد.. وبطولة (البطل الفرد) التي تسمى كرامة وعمرها لحظة والبطل الحقيقي أيضا لا يقود لأنه رمز يساهم في صنع بطوله الٱخرين ويحافظ عليها.

ولكنه يصنع البطولة الوسطي، ويمنع عن بطولة الأمة أى الإرادة الجمعية الإختراق والتصفية.

          

           لعبة الصلاة خلف علي والأكل مع معاوية

الفرق كل الفرق بين مقولة: "إكتفينا من أشخاص علي هيئة دروس، فاللهم أشخاص علي هيئة حياة".

ومقولة: "ما أحلي صلاة العشاء خلف علي وما أشهي تناول العشاء عند معاوية".

سؤل: عمرو بن العاص عن علي وعن معاوية فقال:

الصلاة خلف علي أقوم والجلوس علي مائدة معاوية أدسم فلجأ معظم الناس إلي مائدة معاوية.

والآن تذهب "أنت" وتذهب "هى" بالكلية إلي المائدة الأدسم حيثما وجدت يمين يسار شرق غرب معارضة نظام، الموائد كثيرة وأنتم تفتشون علي المائدة الأدسم،


وحقا مازال المرء عالما حتي إذا قال أني علمت واستكفيت فقد جهل .. لكن مع كل هذا إلتمس لهم الأعذار، قدم لهم النصح والعتاب، ثم اتركهم فترة وجيزة وأنظر ماذا يصنعون وتذكر أن الفرحة بعودة أحدهم إلى الحق لها أثر جميل على النفوس الطيبة مصداقا لقوله تعالى:( قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدى أم تكون من الذين لا يهتدون).


وحذاري أيها البطل أن تتحداهم في أنفسهم فأنت أصلا لا تملك من أمر نفسك شيئا .. أنت لست جالسا مع ربنا علي كرسي العرش حاشا لله ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ).


إستعمل معهم إستراتيجية الصبر أى: "القطرة التى أغرقت الكأس" وليس إستراتيجية "حرق المراجل" حتي يكون منك أنت التسامح لهم، لا تسامح العمالة الذي يعطونه هم حصريا لأعداء الأمة ويجعلونه حكرا عليها ويبخلون به علي المسلمين، بل ويتهمونهم بالإرهاب.


لا مانع أن تنخدع لهم واتركهم يصنعون وضعا، وألبسه هذا طاقية خواجة.

ثم قل ( يارب .. يا الله )، فرب أشعس أغبر لو أقسم علي الله لأبره...

ساعتها سترى هذا الشخص سواء (هو) أو (هي) في حالة في حالة إنهيار نفسي أنا كاذبة، ستكشف نفسها بنفسها وتظهر علي حقيقتها المهينة والمخزية، ليس أمام نفسها فهي تعرف نفسها جيدا فأم الطفل أدرى بأبيه، ولا حتى ليس أمامك فأنت كنت تعرفها من واقع تجارب سابقة وربما من نصيحة من رأى تصرفاتها السابقة ومن لحن القول...

وصدق الفاروق عمر رضى الله عنه وأرضاه عندما قال:

"لست بالخبء ولا الخبء يخدعني".


نعم لقد وجدت أراذل الشعوب تلك الأنماط من (هو .. وهى) عيونهم وهى معلقة وآذانهم وهى مصغية، ولكن العقول شاردة والقلوب تائهة ميتة، لا تعرف اتجاه القبلة لتصلي ولا تعرف معني الوفاء والإخلاص لله ثم الوطن، ولا تعرف معني الولاء للرجال الحقيقيين  ( الأبطال ) ولا حتى الولاء للوطن أو المؤسسات فالإثنين (هو، وهي) مؤدلجين لذاتهم ولمصلحة أعداء الأمة، ولكن التعرية المقصودة هنا في هذا الموقف هي نزع المصلحة التي كانوا ينشدونها مصداقا لقول الله تعالى:

( وانظر إلي إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ).


وأخيرا استحضر في نفسك أسمي آيات التسامح واطلب لهم ولك الهداية ( وكذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ).

فإن اهتدوا فأهلا بهم وسهلا، وإن اعتدوا فاتركهم في الفراغ يحترقون، فهى كانت في بداية الرحلة بين أمرين:-

١- إما البحث عن الخير فيها للمسلمين والخير لها من المسلمين.

٢- إما أنه أو أمها مجرد بحث علمي "دراسة حالة"فقط  لمعرفة ما يدبره لنا أعداء الأمة من شرور، فمن تعلم لغة قوم أمن مكرهم، والمرؤ حيث يضع نفسه تماما مثل الأمم. 


وفي رحلة البحث للأمة عن صناعة "مائة رجل" للبطولة أو بمعنى أدق للقيادة الوسطي لأنها بحكم طبيعتها أقل من البطولتين. تذكرت في مثل هذا الموقف كلمة سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه، مع القاسطين والمارقين والخوارج أصحاب الجمل وصفين والنهروين عندما قال:

"سأصبر حتي يعجز الصبر عن صبري، سأصبر حتي ينظر الرحمن في أمري، سأصبر حتي يعلم الصبر إني صبرت علي شئ أمر من الصبر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق