اخبار ذات صلة

السبت، 23 أكتوبر 2021

غضبة الجماهير ونظام أخف من وزن الريش ,, بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

 


يقول الممثل الأمريكي "دنزل واشنطن" أحد الممثلين الكبار والجادين فى هوليود: "لا يخشى الطائر انكسار الغصن الذي يقف عليه، لأن ثقته ليست في الغصن بل في جناحيه"!

إن مصر وفقا لمعادلة الدكتور جمال حمدان تختزل ريادة العالم العربي والإسلامي فى مقابل أمريكا التي تختزل هى الأخرى ريادة العالم الغربي. ولكن بما أن أمريكا فى تلك المعادلة قد فرضت بطريقة أو بأخرى الصراع لصالحها إيجابيا وأصبحت هى الفاعل المؤثر - أى جسم الطائر الذي جناحيه فى كل مكان - ومصر أصبحت بطريقة سلبية هى جسم الطائر المفعول به فى كل مكان وهذا فرض جائر بين قطبى الصراع الذي حسم ضد المنطق وللأسف لأحدث دولة على أقدم وأعرق دولة فى التاريخ إلى أن يأذن الله بتصحيح هذا الوضع  المعكوس .. فمصر نجدها جسم طائر لتونس والسودان وليبيا والجزائر ولبنان والأردن وسوريا والعراق والإمارات والسعودية وهكذا!

والسؤال الٱن: هل ما زال لدى عمالقة الوهم - أنظمة التفاهة ومعارضة السوء - وقت لتدارك خطة هندسة الخراب لإدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تلك الخطة القاضية بإنهاء شهر العسل مع الأنظمة والمعارضة فى مصر وتونس والسودان ودول أخرى فى منطقتنا العربية ومن ثم عزلهم عن الشعوب ورميهم فى أقرب سلة مهملات بعد أن إنتهى دورهم اللعين؟!!

إن عمالقة الوهم فى هذه المرحلة من خطة العنكبوت الأسود الأمريكية أشبه ما يكونون بطائر تكسر جناحيه الأول فى أحداث تونس الحالية وتكسر جناحه الثاني أيضا فى أحداث السودان الحالية بعد أن وقع كل من "قيس سعيد" و "عبد الفتاح البرهان" فى مصيدة المغفلين الأمريكية حيث أمرتهم بتنفيذ ما تعيب عليهم به الٱن فأمريكا مهدت لهم الطريق فهى التي عقدت بين قيس سعيد والجيش صفقة الإنقلاب على الدستور والحياة النيابية وبعد أسبوعين أوعزت للجيش التونسي بفتح باب التظاهر للقوى المدنية ليحدث ما تشاهدونه الٱن فى تونس.

وبالتزامن نرى نفس الشئ يحدث بالسودان ولكن عبر التعددية الثنائية السلبية للطرفين المتشابهين والمتساويين فى الفساد والعمالة الأمريكان كمنطقة وسطى بينهم فالإثنين ضد ثورة الشعب السوداني الحقيقية والإثنين مع التطبيع الصهيوني والإثنين معا فى ضياع نهر النيل حيث سد الخراب: ١- (العسكريين بقيادة عبد الفتاح البرهان مضافا إليه قوى الدعم السريع بقيادة حميدتي).

٢- (المدنيين بقيادة عبد الله حمدوك).

أمريكا دفعت العسكريين بتتفيذ فيلم الإنقلاب الهابط منذ شهرين لكى يتخذه البرهان ورفاقة العسكريين ذريعة بالبقاء فى السلطة وبعد أسبوعين تقريبا أمرت حمدوك رئيس الحكومة بنزول أتباعه فى الشارع ليحدث أيضا نفس المشهد الذي نراه الٱن تماما كما حدث فى الجناح الأول تونس وفى غضون أيام سيكون الإنقلاب الأكبر وبايعاذ من أمريكا أيضا وبعده سيحتدم الصراع فى السودان وسيتخلى الأمريكان بل وسيتنصلوا من البرهان ورفاقه وبهذه الخطوة الأخيرة المتوقعة ستكون السودان هذه المرة تسبق تونس على خلاف العادة ولكن تونس ستلحق بالسودان فى هذه الخطوة بعد عدة ايام!

وسيدخل الفريق السوداني "عبد الفتاح البرهان" موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدد إنقلاباته العسكرية التي قام بها من أول انقلاب على البشير ثم الإنقلاب المسرحية وأخيرا إنقلاب أول أمس بأوامر أمريكية وبمباركة السيسي الذي هو الٱن يجري على نفسه إنقلاب بيده لا بيد غيره!!!

باختصار إن عملية تكسير جناح تونس وجناح السودان المقصود منها إشعال التوتر بمصر فى الفترة القادمة التى توقعاتها منذ سنوات كإنذار يمكن تدارك الأزمة فيه من الجميع  لأن عنصر الوقت موجود فى (المنطقة الوسطى) الواقعة بين التحذير من الشئ المخوف منه ووقوع الشئ المخوف منه وهذا هو الفارق بينه وبين الإشعار بالحدث الذي يقدمه الكثير الٱن والأمثلة على ذلك كثيرة جدا أبرزها موضوع سد النهضة الصهيوماسوني فقد قدمنا التحذير من قبل بنائه ومع بداية وضع أساسه ومع اتفاقية اللامبادئ ومع المفاوضات العبثية ومع إمكانية الخروج من هذا الإتفاقية المشينة ومع إمكانية ضربه عبر طرق ومراحل عديدة والحق والوقت والإمكانات كانت معنا ولكن كانت المؤامرة والسب والشتم والتخوين والتحريض على أنا شخصيا وبعد أن سبق السيف العزل وأصبح الوقت تقريبا ليس في صالحنا يقدم أراذل الشعوب القدامى والجدد الإشعار الكاذب.

وعودة على بدء حيث يقول القوم إن التوتر سيحدث نهاية شهر ديسمبر وبداية شهر يناير ومن المعروف أن الإشعار لا يحتوى على وقت ممكن أن يتلافى فيه القوم وقوع الحدث .. فالإشعار فى مثل هذه قضايا مصيرية يقدمه الجهلة أو فاقدي الأخلاق الذين يسجلون موقف فقط لسرقة الفرح والنصر أو يقفزون من المركب المتهالك وهم يعملون فى هذا على مسارين:-

المسار الأول للتبرير: حيث يصدرون للجماهير أن ما حدث من خراب ودمار وانهيار ما هو إلا مقدر وذلك وفق طرحهم بحسب زعمهم لفكرة أحداث نهاية الزمان التي لابد أن تتحقق فيها نبوءات الخراب كما جاءت فى العهد القديم.طبعا وفقا لما يزعمون!!.. ونسى القوم أو بالأحرى تناسوا أن الشخص القاتل لا يمكن اعفاءه من جريمة إزهاق روح القتيل تماما كما هو التوقيع على اتفاقية المبادئ ٢٠١٥

المسار الثاني: وفقا لقانون العلية بأن المقدمات تتبع النتائج فإن الحل الذي سيقدمه القوم للجماهير سيكون الهروب إلى الأمام عبر قفزة فى الظلام بقولهم ظهور المهدي المهدى ومن ثم خروج المهدي وبالطبع وجود السفياني و الدجال وذلك امعانا منهم فى ضرب مشروع روح البطولة كسنة كونية سادسة الذي يقدم لمصر الطائر الغصن السليم والأجنحة الحقيقية الفعالة.

أمريكا الٱن تحرك الملفات التي ستحرق بها أدوات حكمها المنتهية صلاحيتها فى مصر سواء نظام التفاهة أو معارضة السوء.

ولا سيما بعد مرحلة وبروفة كل من تونس والسودان حيث الإنقلاب على الحياة المدنية والنيابية ثم الإنقلاب على هذا الإنقلاب ثم السماح بفتح الباب على مصراعيه ولكن بطريقة دقيقة ومحسوبة جدا لغضبة الجماهير علي طرفى الثنائية لتحدث الفوضي وعلى إثرها تقوم أمريكا بطرح بديلها الأقذر والأخبث والأشرس والأخطر والأرهب من مجموعة أراذل الشعوب الجدد وهم (المنافقون الجدد والمستشرقون الجدد والخوارج الجدد) الذين تم إعدادهم بعناية من قبل ذلك بكثير على مدار السنوات الماضية لتسد بهم أمريكا الفراغ الذي سيحدث فى معادلة الصراع بعد إسقاط (عمالقة الوهم) سواء النظام أو المعارضة منها لتصبح المعادلة بين كل من:-

(الشعوب من طرف) و (الأمريكان من الطرف الٱخر) وهذا ما تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية لذلك هى تقطع الطريق على عدوها الحقيقي (أبطال عصر المحاربين الشرفاء) الذين يمكنهم حسم الصراع لصالح الشعوب وهذا هو بيت القصيد فى الخطة الأمريكية لإعادة دورة حياة "عصر المتكسبين" الذي تقوده أمريكا والذي أوشك على الإنهيار بفعل السنن الكونية الخمسة التي فصلناها فى المشروع سابقا وهى:-

العامل التاريخي. والعامل الجغرافي. والعامل الإقتصادي. والعامل الإجتماعي. والعامل العسكري.

أيها السادة: أنا لا أفاضل بين (أراذل الشعوب القدامى) من الأنظمة والمعارضة وبين (أراذل الشعوب الجدد) الذين بالرغم من قيام الأنظمة بتربيتهم وبالرغم من أن الأنظمة تعهدت لهم بالرعاية والدعم إلا أنهم سيفقدون السيطرة عليهم لأنهم بالأساس يتبعون للسيد الأمريكي .. باختصار سيخرجون عن السيطرة ولن تنفع معهم استراتيجية اللي حضر العفريت يصرفه .. وأنا فى هذا الطرح لا أقارن للمفاضلة بين السئ والأسوء بل أرفض الإثنين السئ والأسوء جملة وتفصيلا وأجابههم بكل ما أوتيت من قوة ولكني أقدم للجميع فرصة وطوق للنجاة وهو: (مشروع روح البطولة) كسنة كونية سادسة لعصر المحاربين الشرفاء.

أيها السادة: لقد أصبح هذا الطائر ليس بحجم أو بوزن جسمه الطبيعي بل أصبح الحجم فى حالة تلاشي والوزن أقل من وزن ريشة حتى وإن كانت هذه الريشة فى مهب الريح!! بمجرد عرض فيلم بسيط وفقير فى إمكانياته المادية اسمه (ريش) يعبر عن جزء بسيط من معاناة الجماهير بالمقارنة للواقع المعاش الأشد منه قسوة وبؤس وكذلك بالمقارنة بأفلام خالد يوسف نجد أجواء "فيلم  ريش" هى نفس أجواء "فيلم هى فوضى" قبل الربيع العبري المصنوع أمريكيا!!

أيها السادة: من المسئ إلى مصر الفيلم كردة فعل أم فعل الإساءة نفسه من النظام على أرض الواقع فى كل وظائفه؟!!

قلت لكم ناصحا ومحذرا احذروا غضبة الجماهير لأنها لا تقاوم، فالشعوب ضد نقيصة التدجين يا عمالقة الوهم المدجنة أمريكيا.

أين الأغاني والأفلام والمسلسلات أين المهرجانات والمؤتمرات والندوات أين إعلام السامسونج والكتائب الإلكترونية واليوتيوبر الموجه أين الإختيارات والممر؟!!

أيها السادة: إن مصر بعد أحداث تونس والسودان على موعد مع نفس الأحداث التي من السهل أن تكون عبر صناعة أو استغلال وقوع حدث فردي أو جماعي في الداخل أو الخارج ناهيك عن تحريك مجموعة نقاط توتر سابقة وفقا لإستراتيحية ورقة النشاف التي تحدثنا عنها بالتفصيل من عدة سنوات .. اللهم إلا إذا شمرت مصر عن ساعدها ونفضت عن أكتافها عطن التراخي وقدمت الفكرة الطيبة والنموذج  الذي تنتظره شعوب العالم منها.

وليتذكر عمالقة الوهم المثل القائل: "طباخ السم بيدوقه"

في ربيعكم العبري قال لكم "باراك أوباما" الٱن الٱن وذلك بعد رفعكم لسقف المطالب ونفس الشئ سيفعله معكم "جو بايدن" بعدما بدأ مسلسل تنازلاتكم.

وليتذكر عمالقة الوهم أن غضبة الجماهير وتهيئتها الإجتماعية فى حالة استواء ونضوج فلن ينفع معها أى إصلاحات شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع أو حتى الإطاحة بعدد من الوزراء أو الحكومة كلها ولا تغييرات متوقعة فى الجيش.

الجماهير أيضا لن تنخدع بمساراتكم الهروبية المعدة سلفا وذلك بتقديمكم لبدائل سيئة فى صورة جديدة، حتى وإن لم تكن هذه البدائل محروقة عند الناس لأنها ببساطة هى فى نظر الشعب لم تنجح لعدم دخولها الإختبارات الحقيقية.

إن عدم دخول الإمتحان ليس دليلا على عدم الرسوب بل إنه السقوط بعينه وإنه فى حد ذاته لدليل قاطع على جهلها وعدم وطنيتها لأنها من الأساس لم تتفاعل مع قضايا وطنها المصيرية .. أما الأبطال الحقيقيون فهم الذين تم اختبارهم وفقا لنظرية وحدة البطل أو انتحاره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق