اخبار ذات صلة

الأربعاء، 18 مايو 2022

الإنتخابات البرلمانية اللبنانية لم تحقق أحلام الصهيوبترودولارية وتبعهم للقضاء على حلف المقاومة...

 

  الديمقراطية والحرية ليست فقط بالتصويت في صناديق الإقتراع، ولكن الديمقراطية هي في حرية التصويت بالذكاء العقلي لدى الناخب بإختيار من يمثل الوطن والمواطن بكل قومياته وأديانه وطوائفه ومذاهبه وأكثريته وأقليته وإعطاء الصوت لمن يدافع عنهم وعن ثرواتهم وضحى بالدماء لحمايتهم من الكيان الصهيوني وداعميه، ولمن يحقق لهم نهضتهم وتقدمهم وإستقلالهم وسيادتهم الحقيقية في أوطانهم دون أي تدخل خارجي من الدول الغربية والكيان الصهيوني وتبعهم في المنطقة، وللأسف الشديد أن معظم شعوبنا تعتبر التصويت بصناديق الإقتراع هو الديمقراطية والحرية فقط لذلك يذهبون للتصويت بدون قرار مستقل لحريتهم الفكرية الحقيقية التي تسمح لهم أو تشجعهم على التصويت وإذا وجدت تلك الحرية يتم شرائها بأموال البترودولار مستغلين ضنك العيش الذي يمر به الشعب اللبناني والذين هم من كانوا أسبابه للضغط على الشعب اللبناني ليتخلى عن المقاومة وحلفائها داخل لبنان...


    لذلك يصوتون بديمقراطيتهم وحريتهم المزيفة أو المدفوع ثمنها لأبناء قوميتهم أو طائفتهم أو عشيرتهم أو صاحب عملهم أو حزبهم فتكون النتيجة بأن نوصل من لا يستحق لمثل تلك المناصب فيخرج لدينا نواب وقادة أو رؤساء حكومات ووزراء  لا يعملون لخدمة وطن وأمة بأكملها وإنما يخدمون اسيادهم في الخارج وأنفسهم ومن إنتخبهم ولا يفكرون بأبعد من ذلك، لأنه لا تهمهم قضايا الوطن ككل لتحقيق سيادته وإستقلاله الحقيقي ولا بقضايا الأمة وبالذات القضية المركزية للأمة بعربها وعجمها وهي قضية فلسطين، لذلك تأخرت الدول ونهضة الأمة وتقدمها ووحدتها وطال تحرير أوطانهم من التبعية للغرب وتبعه في الخليج، وطال تحرير فلسطين كاملة وهذا ما كان وما زال الصهيوغربيين وتبعهم في منطقتنا يخططون له في كل إنتخابات تشريعية أو رئاسية تجري في لبنان أو في دولنا العربية والإسلامية لذلك تمدد العدو ونشر مخططاته ومشاريعه في المنطقة وكان من السهل عليه إختراق قومياتنا وديننا وطوئفنا وعشائرنا، لأن هؤلاء إختاروا الديمقراطية المزورة وتم شراء ذممهم بثمن بخس، وإعتبروها فقط بالتصويت في صناديق الإقتراع دون التفكير بحريتهم وذكائهم الفكري بمن يختاروا للأسف الشديد وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن وهذا ما أوقعنا انفسنا فيه من السماح للتدخل الصهيوغربي في دولنا وحتى في فكرنا...


    ويوم أمس ظهرت نتيجة الإنتخابات البرلمانية اللبنانية، وكانت صادمة لحلف الصهيوبترودولار وتبعهم داخل لبنان وذهبت ضغوطاتهم ومحاولاتهم الدنيئة لخلط الاوراق وشراء ذمم بعض اللبنانيون الذين هم بأمس الحاجة للمال لإطعام عائلاتهم ذهبت هباء منثورا وحصل محور المقاومة داخل لبنان على 60 صوت تقريبا وحلفاء الصهيوغربيين والبترودولار 40 صوت والباقي 28 صوت تقريبا مستقلين وحزبيين وبعضهم مع محور المقاومة وبعضهم مع محور البترودولار، وأنتصر محور المقاومة بالرغم من أنه لم يحقق عدد الأصوات في إنتخابات 2018 إلا أنه كان نصرا على كل الآلاعيب الإنتخابية الخبيثة التي صدرت من حلفاء البترودولار وعلى رأسهم سمير جعجع والسنيورة الذي اشترى أصوات السنة  وباعها لأسياده الصهيوغربيين والسعوديين لتدعم بها سمير جعجع... 


     ويوم أمس بعد ظهور النتائج النهائية لكل الدوائر شهد لبنان عرسا وطنيا بإمتياز لإنتصار المقاومة وحلفائها من مسلمين ومسيحيين، حتى من باع صوته لفقره ولحاجته للمال خرج وإحتفل لإنتصار حلف المقاومة، أما حلف الصهيو والبترودولار فأصبحوا كمن على رؤوسهم الطير بعد أن فشل مخططهم لقلب الأوراق مرة أخرى وليعود لبنان للمربع الأول زمن الإحتلال والإجتياحات وإتفاقية 17 آيار وفشل مخطط التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي كانوا يعدون له أنفسهم ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر وهم يشترون الأصوات وذمم الفقراء من بعض اللبنانيون للحصول على أعلى عدد من المقاعد في تلك الإنتخابات البرلمانية، ففشلت كل مشاريعهم وسترمى في مزابل التاريخ اللبناني قريبا بإذن الله تعالى...


   واليوم هؤلاء أمام خياريين وقالها لهم حلف المقاوميين فإما أن تنتهي آلاعيبهم الخبيثة ويجلسون على طاولة الحوار كخصوم شرفاء وحقيقين  للعمل على تشكيل حكومة لبنانية وطنية حقيقية ذات سيادة وإنتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للحكومة حسب كتلة حلف المقاومة الأكبر، والعمل معا على تحسين أوضاع اللبنانيون جميعا وتحسين حالهم وأحوالهم وحل كل القضايا العالقة داخليا وخارجيا معا للنهوض بلبنان من كبوته التي طال أمدها، وإلا لن يسمحوا لهم بأن يكونوا درعا لمخططات وأجندات الصهيوبترودولار أو أن يكونوا أدوات تنفيذية لمشاريعهم داخل لبنان...


    وتلك الإنتخابات ونتائجها كانت وستبقى الفرصة الأخيرة لهم ليختاروا، أما اللبنانيين فأختاروا من يمثلهم ويمثل القيم والمبادئ والأخلاق والقوة والحكمة والشموخ والمقاومة لمشاريع الأعداء وتبعهم، وكل هذه الصفات ورثناها عن أبناء أمتنا العظيمة الذين كانوا رحماء فيما بينهم أشداء على الأعداء والعملاء والتبع والخونة والمطبعين وأذناب الإستعمار الجدد والذين عاثوا في لبنان الشقيق وفي دولنا وشعوب أمتنا فسادا وقتلا وتهجيرا وسرقة ونهبا لخيراتها وإستنزاف لقوتها وبكل المجالات العسكرية والمدنية، ونرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يبقى الشعب اللبناني المقاوم وبعد كل ما مر به من مؤامرات خارجية صهيوبترودولارية وبتنفيذ أدواتهم داخل لبنان صامدين صابرين في الأيام والأشهر القادمة على كل ما سيجري من مهاترات وضغوطات وآلاعيب جديدة قد يستخدمها تبع حلف الصهيوبترودولار  وأن تبقى حريتهم الفكرية الحقيقية التي إختاروها قائمة، وأن يقدموا كل الدعم لحلف المقاوميين الذين ضحوا بأنفسهم ودمائهم وبالغالي والنفيس ليحققوا للشعب اللبناني أمنه وآمانه وسيادته وإستقلاله الحقيقي ويعملون لحماية ثرواته النفطية في البر والجو والبحر والتي يريد الكيان الصهيوني وبالتعاون مع تبعه أمثال سمير جعجع نهبها...


    ولولا المؤامرات والضغوطات والعقبات التي كان يضعها تبع الصهيوبترودولار أمام حلف المقاومة لتم تحقيق كل ما يطمح له اللبنانيون من رخاء إقتصادي ولأعادوا أموالهم المنهوبة ولسيطروا على مواقع النفط والغاز داخل بحر لبنان ولبدأت الشركات بالعمل والإنتاج والبيع ولعاد لبنان  أفضل من السابق، فحلف المقاومة كان وما زال وسيبقى يحقق للشعب اللبناني الأمن والآمان والإستقرار والسيادة الحقيقية في وطنهم العظيم ليعود لبنان لشعبه وأمته ويبقى مقاوما شامخا يرفض الكيان الصهيوني ويرفض أي إتفاقية معه أو تطبيع كامل ويجب أن لا ينسى الشعب اللبناني أن هناك أرضا محتلة له وهي مزارع شبعا وله قضية مركزية وهي فلسطين المحتلة وأيضا الجولان المحتل للأشقاء السوريين الذين حموا بدمائهم لبنان...وغيرها من دول الأمة من اخطر مؤامرة نازية فتنوية صهيوغربية ومستغربة ومتأسلمة على الأمة ودولها وشعوبها وثرواتها وخيراتها لكنها فشلت بعون الله لمحور المقاومة وفي كل الميادين...


     وبذلك الدعم لحلف المقاومة سيعود لبنان أفضل مما كان عليه ويعود لدوره الفعلي والمحوري والمهم في المنطقة والعالم، والأيام القادمة ستظهر من عمل وما زال يعمل من أجل لبنان وشعبه ومن باع لبنان وشعبه مئات المرات وقبض الثمن على ظهورهم من أسياده الصهوبترودولار، وستكون ثمرة الحرية الفكرية لإختيار الشعب اللبناني ووقوفه مع حلف المقاومة هي ديمقراطيته وحريته الحقيقية ذات السيادة والإستقلال الحقيقي والعزة والشموخ والمقاومة دائما...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق