اخبار ذات صلة

الأربعاء، 6 أبريل 2022

مجتمعنا بيقول أن هو الراجل بقلم أمنية إبراهيم


 تتصاعد مشاعر الخنقة والغضب مع تزايد الصعوبات التي تُواجهها بطلتنا "فاتن" في مسلسلنا الرمضاني "فاتن أمل حربي".


حيث ينكأ جروح السيدات اللاتي تُعانين من آثار الطلاق، أو حتى مَن تُحاول منهنّ حتى اللحظة الحصول عليه بشق الأنفس، مع تغافل المجتمع عنهم عمدًا.


صُناع المسلسل ليْسوا فقط يحاولون إنعاش ذكرى "القوة الناعمة القادرة على التغيير" عندما نضع أمام المُشاهد الحقيقة فيراها من وجهة نظر شريكته على هذه الأرض - المرأة - بأفلام مهمة كـ فيلم "أريد حلا" للرائعة "فاتن حمامة" الذي أدى لتغيير في قانون الأحوال الشخصية وقتها.


 

فرغم مرور السنين، مازلنا نعاني من التشريعات غير المنصفة للمرأة، التي تضع على كاهلها أعباء لا يمكن تحملها، فـ  "حبال المحاكم طويلة" كما نعرف جميعًا، وكما يعرف الر جال كيفية استغلالها للأسف.


فالست هنا لن يكون مشوار المحكمة والمحامي وأقسام الشرطة من مفردات يومها العادي فقط، ولكنها أيضًا ستواجه أعباء مادية مهولة، واللعبة هنا على "الوقت" الذي لا يعني أي شيء للأسف في مصر.


كأن وطأة الإنفصال ليست سببًا كافيًا للإشفاق على تلك السيدة، وأن نرحم شعورها الطاغي بالخيبة والمشاعر السلبية التي خرجت بها من العلاقة المؤذية، تاركينها للمجتمع الذكــــ وري القاسي الذي يسلخها بكلماته واستخفافه بها. بل رؤية الأذى يقع عليها فلا يحركون ساكنًا كما حدث مع بطلتنا "فاتن" عندما سرق زوجها أثاث بيتها بالكامل، وغيّر قفل البيت وقام بتأجيره لغيرها أمام سمع وبصر حارس البناية والجيران.


 

كيف يا تُرى يمكن لأم تعاني بهذا الشكل أن تحافظ على نفسية أطفالها وعلاقتهم بأبوهم؟ كيف يطالب المجتمع الأطفال ببرّ أبوهم عندما يروا أمهم يتم سحلها لأقسام الشرطة وتبيت الليل وسط المجرمين كذبًا وبهتانًا؟ بل ولم يُراعِ وجودهم أو يهتم بسلامتهم أو ما فيه صالحهم.


 

وماذا عن العايشين في كوكب آخر الذين يُحدثون الشابات عن التخفيف في طلبات الزواج، بمؤخر بسيط، ولا داعي لقائمة المنقولات والأثاث، ولا داعي لذهب الشبكة وغيرها من تلك الأمور، فلازم يكون في ثقة..  "وإحنا - زي ما إنتوا عارفين؟ إيه؟ -  بنشتري راجل!"


لنأخذهم في جولة بسيطة في الأسَر التي يُجبر فيها الزوج زوجته على بيع ذهبها، وترك مُرتبها لدفع أقساط شقة أو سيارة وخلافه، ليكتبها بعد كل ذلك "قانونيًا" بإسمه وحده باعتبار إن "أنا الرا جل، والناس تقول عليا إيه" .. لنجد أن تلك الزوجة عندما تُطلّق - دا لو ربنا بيحبها وعرفت تتطلق أصلاً ! - بلا مأوى؟ بلا أموال؟ بلا دليل على حقها في أثاث بيتها، بلا أي شيء .. 


ليه؟ علشان كما نعلم  أعزائي القرّاء مجتمعنا الجميل بيقول إنه هوّ "الرااااااااااجل" 


 


كتابة: أمنية إبراهيم


#رمضان2022

#مسلسلات_رمضان

#فاتن_أمل_حربي

#طلاق

#قانون_الأحوال_الشخصية

#نيلي_كريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق