اخبار ذات صلة

الأحد، 3 أبريل 2022

صيانة الضمير بقلم : محمد حسين زغلة




نعم أعلم أن ضمير الإنسان ليس آلة , فالكل يعلم ذلك جيداً , ولكني أقول أنه يحتاج لعمل صيانة دورية له " يومياً , وشهرياً ,وسنوياً " ولكل نوع ترتيب وإجراءات خاصة به ,. وهذا كى لا يصدأ , أو يصاب بالعطب , لأنه حين يصاب بأى خلل فعليه العوض في الأخلاق والمبادىء والقيم والأصول , فنحن وكثير من الشعوب التى لا يوجد لديها ثقافة الصيانة الدورية للأشياء , وهنا لا أعنى أن تكون الصيانة للأشياء المادية البحتة فحسب كما هو متعارف عليه في حياتنا العملية , ولكن الإنسان أيضاً يحتاج لعمل صيانة ذاتية له دائماً أي بواسطة الإنسان نفسه , فهو لا يحتاج لأشياء ماديه خارجية توضع له , ولكن ممكن أن يكون هناك مؤثر خارجي مثل الكهرباء مثلاً , والتى هى ضرورية للأجهزة والمعدات , وكثير من الآلات الحديثة , فمن غيرها تبقى هذه الأشياء كلها ليس لها قيمة أو لها وجود محسوس , أو فائدة " ميتة يعنى "  فالذي يمثل الكهرباء هنا بالنسبة للإنسان  هي النصيحة والحكمة والتذكير التي يتلقّها من خلال أهل العلم والدين المعتدلين , وأهل الثقة والخبرة ومن أهل الأدب والأخلاق فيا من لا تعي هذه الأشياء والمعاني أقول لك يجب عليك إن تعيد بناء ذاتك ترتيب نفسك من جديد قبل أن يموت الضمير بداخلك الذى هو جوهر ذاتك هو أنت أيها الإنسان فهناك حالات كثيرة تؤدى لموت الضمير , فمن أشد هذه الحالات هو ترك الواجب أو التهاون في أدائه سواء كان واجباً لله الخالق , أو للمخلوق، وذلك قبل أن يؤدى

موت الضمير إلى التعدي على الأنفس والأموال وأكل المال بالباطل ، ومن الأمثلة على ذلك ما يحدث من الفساد المالي والإداري وعدم النزاهة الوظيفية كل ذلك بسبب موت الضمير حتى يهون العمل السيئ على صاحبه ويخل بأمانته فعلى الإنسان دائماً أن يتقبل النصيحة من أهل العلم والدين , وأهل الثقة والخبرة وأيضاً أهل الأدب والأخلاق كما ذكرت سابقاً فهى من الأدوية الفاعلة في علاج موت الضمير , والأهم والأكثر فاعلية هو الإكثار من ذكر المولى عز وجل ) أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (.. وكما يقول سبحانه وتعالى :  ) وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (، لأن موت الضمير من الشيطان الذي يزين للإنسان سوء عمله حتى يراه حسناً فيعيش في الظلمات وهذا عمى البصيرة الذي هو أشد من عمى البصر ويقول  )فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ( , ومن الأدوية الفعالة بل والأكثر فاعلية في علاج موت الضمير: هو الخوف من المولى العلى القدير , ومراقبته في السر والعلن ، فإنه متى عَمر القلب بالخوف من الله فإن ذلك عون على حياة ضمير صاحبه، فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ومراقبة الله مصدر كل فعل حسن وطريق الرحمة والعطف والمواساة، ولا يجد الشيطان سبيلاً إلى قلب عامر بالإيمان وطاعة الرحمن.

هناك تعليق واحد: