اخبار ذات صلة

الجمعة، 25 فبراير 2022

الجمهور يسأل والمفكر السياسي أيمن فايد يجيب

 


إجابتي على السؤال المتكرر الذي طرح على اليوم من إخواني وأخواتي الكرام الأفاضل عن رأيي فيما يحدث الٱن من غزو روسيا لأوكرانيا هل ستكون بداية حرب عالمية؟؟؟
بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد
بداية أحب أن أذكر حضراتكم أني قد أجبت على هذا السؤال المحوري والهام جدا من قبل، عدة مرات، منذ أكثر من أربعة أشهر من خلال تناول الأمر وفقا لطبيعة الحدث وليس مظهر الحدث السياسي المشتمل على "الأسباب والأبعاد والنتائج" أو تعابير التاريخ والجغرافيا فهذه التفاصيل موجودة بكثرة في كل ما يتم طرحه الٱن، تفاصيل تجذب الإنتباه ولكنها تحرف الرؤية الصحيحية وتجلب الربكة والحيرة والتيه والإضطراب وتوقعنا في قاع قاع التعددية الثنائية السلبية كما يريدها لنا مهندسي الخراب لتفريغ وإجهاض إرادة الأمة أى بطولتها الحاضرة التي تنتظر فقط أبطالها الشرفاء أبطالها الحقيقيون الذين عمرهم لحظة أى أنهم يتوقعون فى أى لحظة فتغلق دائرة البطولة الحقيقية كسنة ٱلهيه كونية سادسة فمن ذا الذي يستطيع فصمها وهذا ما يرعب أمريكا ويرعب روسيا نفسها لذلك يريد القوم أن تكون الشعوب واقعة في ثنائيتهم السلبية بين:-
١- طرف أول مؤيد ومعجب ببوتين نكاية في عنجهبة وصلف وتجبر أمريكا.
٢- طرف ثاني مع أمريكا ضد الغزو الروسي وبذلك تضيع فكرة التوازن التي العرب والمسلمين على موعد معها.
- فهل عصر المتكسبين الذي اتفقت على إعادة دورة حياته أمريكا والغرب وروسيا والصين وعمالقة الوهم أنظمة التفاهة ومعارضة السوء سيقف لو غزت روسيا أوكرانيا أو بالعكس لو دخلت أوكرانيا في حلف الناتو؟!.

بالطبع لا .. بل سيكون كلا الأمرين مفيد لهم في مشروعهم الجديد، إنما ينهار هذا الاتفاق المصيري بالنسبة لهم جميعا لو اختلفوا فيما بينهم على عدة نقاط حاكمة وهى:-
الاختلاف على بقاء أو ضرب سد النهضة .. أو الإختلاف فيما بينهم على الإستمرار أو التوقف على محاربة الإسلام وفرض الدين العالمي الجديد .. أو أنهم اختلفوا فيما بينهم على ضرورة ضرب روح البطولة كسنة إلهية كونية سادسة .. أو أنهم نقضوا الاتفاق المبرم بينهم على عودة إحتلال إفريقيا قارة المستقبل بعد أن شاخت أوروبا وأصبح الجميع مقبلون على أزمات إقتصادية طاحنة. 

                  إنها طبيعة الحدث يا سادة
طبيعة الحدث وفق المحددات الثلاثة التي تعتبر عيوب فوق إستراتيجية لدى الإدارة الأمريكية وهى كالتالي:-
١- إعادة دورة حياة الإمبراطورية الأمريكية.
٢- مجابهة المارد الصيني.
٣- إجهاض ثورة الشعوب الحقيقية.
 
وبناء على هذه التحديات الثلاثة التي أتينا عليها بالتفصيل بدراسات حالة مع باقي التسعة عشر محددا في مشروعنا (روح البطولة) قلت لكم مبكرا سيكون هناك اتفاق ضمني على أن تأخذ روسيا أوكرانيا وتأخذ الصين تايوان.
وأن تكون كل من مدينة الشمس في كازاخستان، والبيت الإبراهيمي في أبو ظبي، والعاصمة الإدارية في مصر، وكذلك سد النهضة الصهيوماسوني، إرثا للجميع لكن تحت قيادة أمريكا راعية ( عصر المتكسبين - الرأسمالي) والتي تعمل أمريكا بالنيابة عن جميع الدول الكبرى على إعادة دورة حياته من جديد ولكى تنجح أمريكا في ذلك لابد لها أن تعقد اتفاق بين الشركاء لكى تضمن عدم غدرهم بها فتكون كمن نقضت غزلها بنفسها من بعد قوة انكاسا .. وكذلك لكى تتحلل من أعباء ذلك المشروع الذي أرهقها إقتصاديا فأصبحت أكثر دولة مدينة في العالم .. وأهم من كل هذا وذاك أن تغسل سمعتها كقرصان طين عفن فتصبح غضبة الشعوب موزعة على باقي شركائها في المشروع الجديد وهذا يفسر انسحابها من أفغانستان ومن كثير من خطوط التماس كما ذكرت ذلك من قبل عدة مرات .. فقط خطة الانسحاب تحتاج لشئ من الدراما حتى لا ينفرط العقد من أمريكا فتظهر هي والغرب بمظهر ضعيف فيشجع الشعوب على القيام عليها وعلى عملائها في كل العالم لذلك سيطول المشهد في أوكرانيا قليلا  
وأن ما يعزز ما أقوله ويدعمه ثلاثة أمور:-

الأمر الأول: حالة الواقع التي حدثت وعشناها صوت وصورة وأقصد بها حالة التوافق التام ضد مصر في جلسة مجلس الأمن الخاصة بأزمة سد النهضة وكذلك توافق الجميع في أحداث كازاخستان على أنها للجميع وليس لدولة ما خصما من دولة ما أخرى وذلك لما تمثلة من أهمية في مشروع الدين العالمي الجديد .

الأمر الثاني: وهو رؤية استراتيجية خاصة بي مفادها أن أمريكا لن تحارب روسيا مباشرة ولن تجعل أوكرانيا مستنقع تسقط فيه روسيا وتستنزف وتنهار لأن أى ضعف سيعتري روسيا على الفور سيغري الصين بتحقيق حلمها في استعادة سيبريا من روسيا التي هى في الأصل ليست أرض روسية أو أرض صينية بل هى فى الأصل أراضي مسلمين!!

نعم سيبريا وما أدراك ما سيبريا حيث بها تقريبا كل غاز ونفط روسيا بمساحة مليون ونصف مليون كيلو متر مربع وذات كثافة سكانية منخفضة جدا جدا .. ولك أن تتخيل أخى الفاضل أختي الفاضلة ما موقف أمريكا لو أن الصين غريمها اللدود الذي يمارس الفيتو الحقيقي على طموحاتها بل على بقائها كدولة كبري أو كدولة .. أمريكا حاليا هذا حالها أمام تهديد الصين المتعطشة للطاقة التي تتنفس الغاز والنفط كما نتنفس الأوكسجين، فما بال أمريكا لو حصلت الصين على إكسير حياتها أى الطاقة الجبارة المهولة من سيبريا بدون نفقات بل بدخل إضافي من عائداته مهول.
فكيف ساعتها لأمريكا أن تجابه الصين؟!!

الأمر الثالث: وهو يأتي بالتتابع، يأتي كنتيجة منطقية للأمرين السابقين بعد أن تمعن النظر في أن سيبيريا أرض مسلمة وكازاخستان دولة مسلمة وكذلك الأمر بالنسبة للإمارات ووطبعا بالنسبة لمصر .. أعيد وأكرر مصر مرة أخرى بما يمثله سد الخراب الصهيومسوني من تهديد وجودي ليس لمصر وحدها بل لمصر ولكل الأمة أى أن عنصر التهيئة الإجتماعية، او غضبة الجماهير، أو بطولة الأمة التي تسمى إرادة حاضرة للثورة الحقيقية ثورة الوحدة ووحدة الثورة التي نحياها بقوة لذلك نجد أن أمريكا وروسيا والصين وأوروبا وعمالقة الوهم أنظمة التفاهة ومعارضة السوء لن يسمحوا للأزمة الروسية الأوكرانية أن تكون بوابة لنشوب حرب عالمية ثالثة ستعصف بهم جميعا والمنتصر الوحيد فيها ستكون الشعوب العربية والإسلامية التي دفعت الثمن مقدما وليس لديها ما تخسره

على سبيل المثال مصر التي تستورد ٨٠٪ من القمح والذي ليست لديها إحتياطي منه الٱن إلا شهرين ونصف على أعلى تقدير وليس أربعة شهور .. مصر التي تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا، القمح الذي سيرتفع ثمنه بسبب ظروف الحرب وبسبب فرض العقوبات على روسيا .. القمح الذي يحتاج من مصر عملة صعبة أكثر في حين أنها الٱن لديها فيه عجز بما نسبة ٩,٩ مليار دولار فما بالنا وقت إشتداد الأزمة.

                الحقيقة بلا خوف وبصوت عال
إنها طبيعة الحدث يا سادة: أقول لكم لن تضار مصر بعكس دول كثيرة لأن الشعب المصري ساعة وقوع أزمة في الخبز وليس مجاعة سينصب الفخ للأيدي السوداء سينصب لهم سيرك تعدديته الثنائية الإيجابية.
- إما أنه سيخرج يأكل أخضر ويابس نظام التفاهة الذي أهدر المال العام في مشاريع السوء وليس في مشاريع زراعية جادة والذي أضاع ماء النيل.
- وإما سيفرض على الغرب كله وعلى رأسهم أمريكا أن يتداركوا غضبة الجماهير والا إنقلب السحر على الساحر، وهذا الأمر على العكس تماما من العقوبات الإقتصادية التي ستفرض ضد روسيا وستتاثر بها ولكن بطريقة أقل مما ستتأثر به أوروبا وبالأخص ألمانيا.

لذلك أنا أجزم أنهم لن يستطيعوا أن يتحملوا فكرة أن تضرب مصر مجاعة بسبب هذه الأزمة .. فقط يمكنهم أن يتركوا مصر للخراب وللدمار وللمجهول في حالة اكتمال بناء سد النهضة وإتمام عملية الملء الثالث وبما أنها يا سادة على وشك الحدوث لذلك فنحن كجماهير مطالبون بالخروج على سد الدجال وحراسه في الداخل والخارج من الآن.

إنها طبيعة الحدث يا سادة: إذا كانت أمريكا والغرب يتكتلون في حلف ضد روسيا بوتين بالصورة التي يصدرونها لنا فليس أمام روسيا من مفر في كسر هذا الطوق إلا بمساعدة الشعوب المسلمة لكن السؤال كيف يتسنى لروسيا الوصول لتلك النقطة؟!!
أهديها لهم إن كانوا صادقين ولكن بعد أن نقر بصحة هذا الفرض .. هب أن روسيا قامت بمساعدة المصريين والمسلمين في ضرب سد النهضة الصهيوماسوني ألا يكون لها بهذا العمل إلا تعاطف قوي من كعرب والمسلمين حتى بفرض رفض نظام التفاهة  المصري ذلك فلن تعدم روسيا تعاطفا أصدق في قوته على مستوى تلك  الشعوب يمكنها من كسر الطوق الأمريكي الغربي عليها في تلك الحرب التي يصورونها على أنها حربا عالمية ثالثة أو مستنقعا لإستنزاف الروس.

هل يفعل هذه الفكرة البسيطة السيسي أم يرفضها؟..
هل يفعل هذه الفكرة البسيطة بوتين أم يرفضها؟..
هل تفعل هذه الفكرة البسيطة الصين أم ترفضها؟..

أقولها بكل وضوح لن يقدم السيسي على ضرب السد ولن تتعاون روسيا ولن تتعاون الصين الداخلة بقوة في تايوان خلال الساعات القادمة مع الشعب المصري والمسلمين في ضرب السد لأن المسألة باختصار كما ذكرت لحضراتكم في بداية الكلام ما هى إلا إعادة تقسيم أدوار فيما بينهم لإقرار خريطة العالم الجديد والدين العالمي الجديد الذي اتفقوا عليه جميعا لإعادة دورة حياة عصرهم "عصر المتكسبين" خوفا من ظهور غريمهم "عصر المحاربين الشرفاء".
تلك إذن هى الفكرة الطيبة العملية الأسهل التي بين أيدي العرب والمسلمين لأن بطولة الأمة فيها حاضرة.

فهل تفعل هذه الفكرة البسيطة السهلة المعارضة؟..

أقولها بكل وضوح لن تفعل قوى المعارضة هذه الفكرة ولن تشارك في إقرارها بل ستقف ضدها والماية تكدب الغطاس لأن طقوس عبور البطولة الحقيقية بالنسبة لهم مغرما وليس مغنما.
نعم سيعمد "عمالقة الوهم" نظام التفاهة ومعارضة السوء إلى حرق ٱخر ثلاثة شهور لدينا كفرصة لضرب السد بادخال الشعوب في مسارات هروبي جديد لكنه عالمي هذه المرة ألا وهو الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الصينية التايوانية تماما كما أضاعوا الشهور الثلاثة الماضية بالتعويل على الصراع الوهمي بين السيسي وقادة الجيش المصري نعم ستكون مسارات كلامية عنترية لا محل لها من الإعراب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق