اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 22 فبراير 2022

هل الإعتراف الروسي بإستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ستكون نهاية الحرب الباردة...وماذا بعد....؟؟!!

 


 كل العالم تابع توقيع الرئيس الروسي بوتين على مرسوم الإعتراف رسميا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك رغما عن أنوف شياطين أمريكا خاصة والناتو عامة، وحتى نعلم لماذا إتخذ ذلك القرار يجب العودة قليلا إلى الماضي البعيد والقريب وهذا ما ذكره الرئيس بوتين في خطابه قبل الإعلان والتوقيع، لذلك يجب أن لا ننسى الأحداث التي جرت في أوكرانيا قبل الإنقلاب وأحداث الشغب والعصابات المسلحة التي سميت بالمعارضة المدعومين من أمريكا وكل قادتها وبحضور شخصي للمحروق في نار جهنم جون ماكين وغيره من الأحزاب الأمريكية الجمهورية والديمقراطية وأيضا بوجود عراب دمار منطقتنا والعالم وصاحب نظرية الفتن والفوضى الخلاقة ومنفذ فكر الصهاينة التلمودي بحكم الأرض وما عليها اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي ولا ننسى تشجيعهم للمتظاهرين في ساحات كييف للإنقلاب على حكم الرئيس الشرعي لأوكرانيا فيكتور بنقافتش والذي قام بمنح بعض صلاحياته للحكومة ولمجلس النواب وقام أيضا بعمل إتفاقية سلام مع المعارضين أي تبع أمريكا وهم عصابات راديكالين تابعين للصهيوأمريكيين وبعد عدة أيام إنقلبوا على تلك الإتفاقية وعلى الرئيس فيكتور وبتحريض ودعم من أمريكا وأوروبا وعصاباتهم المسلحة والتي قتلت معظم مؤيدي الرئيس فيكتور ومن عارض الإنقلاب، وبعدها هرب الرئيس فيكتور وذهب إلى روسيا وبعدها إستقر في شرق اوكرانيا ثم إتخذت روسيا خطوة في وقتها عبر إستفتاء من سكان القرم وتم ضمها إلى روسيا وبقيت الجمهوريتين اللتين إنفصلتا عن أوكرانيا وإستقلتا من طرف واحد في حالة حرب مع الإنقلابيين الذين حكموا ألشعب الأوكراني، وبعدها تم عمل إتفاقية منيسك الأولى والثانية والتي جمعت دول الروماندي روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا لإنهاء الأزمة نهائيا ووقف إطلاق النار وإنسحاب الجيش الأوكراني الذي تم تصفيته بشكل كامل ليكون أمريكيا وتابع مستقبلا لحلف الناتو، وبعد إتفاقيات منسك لم يلتزم حكام أوكرانيا بأي بند من بنود الإتفاقية الأولى والثانية وأصبحوا تابعين بشكل كامل لأوامر أمريكا وأوروبا ولحلف الناتو الذي صرح عدة مرات بمحاولات طلب أوكرانيا للإنضمام إلى حلف الناتو وهو إتفاق مشترك بين الصهيوأمريكيين والأوروبيين وتبعهم حكام أوكرانيا الراديكالين الإنقلابيين، وأصبحت الأحداث تتسارع وبتحريض وإستفزازت يومية لروسيا من قبل الصهيوأمريكيين وبآيادي تبعهم حكام أوكرانيا لوقوع حرب مع روسيا وبدعم لوجستي كامل للجيش الأوكراني مع بعض المرتزقة من عصاباتهم العابرة للحدود ومنها عصابات الدواعش الذين تم إخلاء سبيلهم من سجن غويران في الحسكة وتم نقلهم بطائرات أمريكية من سورية إلى أوكرانيا، وبعد فشل كل تلك التحركات السياسية لإنهاء الأزمة المفتعلة بين روسيا وأوكرانيا من قبل الصهيوغربيين وعدم إعطاء الضمانات الأمنية المحقة لروسيا ومنها والأهم سحب كل القواعد الأمريكية والناتوية من وسط أوروبا وشرقها، وبعد القصف الأوكراني لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وقتل المدنيين في دونباس ومحاولة التحرك للجيش الأوكراني لإجتياح الجمهوريتين وبدعم صهيوغربي والسيطرة عليهما، وبعد وصول القذائف الأوكرانية والعصابات إلى الحدود الروسية وقتل جندي روسي وإصابة غيره في منطقة روستوف لم يعد بوتين وروسيا يتحملون الصمت أمام كل تلك الإستفزازت والجرائم التي ترتكب بين الفينة والأخرى بحق المدنيين والعسكريين لذلك وقع الرئيس بوتين على قرار الإعتراف بإستقلال الجمهوريتين وهو قرار جاء في وقته ليكون ردا ساعقا على رؤوس الصهيوغربيين وتبعهم حكام أوكرانيا الراديكالين، ومنذ إعلان بوتين وتوقيعه على قرار الإستقلال بدأت شعوب الجمهوريتين بالإحتفالات فرحا بتلك المناسبة وبإستقلال الجمهوريتين دونيتسك ولوغانسك والحصول على قرارهما المستقل وسيادتهما وحقوقهما التي نهبت من الإنقلابيين التابعيين للصهيوغربيين ولحلفهم الناتوي المجرم...


      أما أمريكا وحلف الناتو فهم إستخدموا تبعهم الراديكالين قادة أوكرانيا كأداة لضرب روسيا وأصبحوا  كالخنجر في صدر روسيا وخاصرتها، بالرغم من أن روسيا قد أعطت أوكرانيا مساحات واسعة من الأراضي الروسية لتنضم إلى أوكرانيا في الماضي البعيد، وبلغت

مساعدات روسيا لأوكرانيا  أكثر من 150 مليار دولار خلال عقود مضت، وكانت للشعب الأوكراني ولكن منذ الإنقلاب الغربي عام 2014 نهبوا كل تلك المليارات والمصانع والشركات والبنية الإقتصادية كاملة وتم  السيطرة عليها ونهب أرباحها وتدميرها بشكل كامل، وأصبحت بأرصدتهم في بنوك الغرب، وأيضا الدعم المالي الغربي في أوكرانيا كان يذهب لجيوب أدواتهم وتبعهم الفاسدين الذين تم تنصيبهم على سدة الحكم في أوكرانيا، وهم لا يعملون لمصلحة شعبهم الأوكراني بل لمصلحة الغرب الراديكالي فقط، ورغم ذلك روسيا تعاملت معهم بكل شفافية ودبلوماسية ووقعت إتفاقيات منيسك معهم ولكنهم لم ينفذوا قرارات تلك الإتفاقيات نهائيا وهذا يدل على إلغائهم تلك الإتفاقيات كما فعلت سيدتهم أمريكا بإلغاء الكثير من الإتفاقيات الدولية والمعترف بها كحل الدولتين في فلسطين والإتفاق النووي الإيراني الدولي وغيره، وخلال الأيام الماضية وصلت الأمور في دونباس إلى قصف أوكراني يومي على سكانها الأبرياء أطفالا ونساء ووصلت الأوضاع إلى نقطة حرجة لا يتحملها أحد ممن رأى إراقة دماء الأبرياء تم إتخاذ هذا القرار الجريئ والذي جاء في وقته لوضع حد للفاسدين الذين يحكمون أوكرانيا ولأسيادهم الصهيوناتويين القتلة والمجرمين والذين لا يهتمون لقتل الملايين من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الآمنين في دولهم وبيوتهم في سبيل تنفيذ مخططاتهم الشيطانية بالتوسع والتمدد والسيطرة لحكم الأرض وما عليها، وهم بحق يرتكبون كل تلك الإنتهاكات والجرائم في منطقتنا والعالم للسيطرة الكاملة على الأرض وما عليها ولو قتلوا الملايين من شعوب منطقتنا وشعوب روسيا والصين والعالم أجمع فهذا هو فكرهم المجرم الشيطاني فكر العصابات والقتل للإبرياء، وقد وضع الرئيس بوتين الكرة في ملعب قادة اوكرانيا إذا إرتكبوا أية مغامرة أو حماقة في الجمهوريتين المستقلتين وأن الرد سيكون من روسيا حاسما وبكل ما تعنيه الكلمة، ومن ناحية سياسية فإن القرار سيكون ورقة ضغط قوية جاءت في الوقت المناسب على أمريكا والناتو وتبعهم في أوكرانيا وهو وضع جديد ولا يستطيعون تغييره أبدا...


     وهم يعلمون جيدا بأن خطة بريطانيا جالبت الخطط والمصائب والكوارث والأفكار الشيطانية والحروب لمنطقتنا والعالم والتي قدمها جونسون  لأمريكا ولحلف الناتو عبر الحزب الجمهوري الأمريكي وبعض الديمقراطيين كانت خطة عسكرية لإستفزاز روسيا وجرها مباشرة لدخول أوكرانيا وبعدها يتم ضربها ضربة قاضية من حلف الناتو قد فشلت وروسيا كانت تعلم بتلك الخطة والدليل تصريح ماريا زاخاروفا قبل عدة أسابيع حينما قالت للقادة الأوكرانيين بأن ياخذوا العراق عبرة، وهي خطة طبقت سابقا بحجم مصغر بغزو العراق للكويت والكل يعلم ماذا جرى للعراق والكويت معا ومن كان المستفيد ونجحت أهدافه، وقد صرح بايدن في الغرف المغلقة وعلنا في لقاء إعلامي له بأننا نتعامل مع أقوى جيوش العالم ويقصد الجيش الروسي، أي أن روسيا وجيشها وقيادتها ليس كالعراق وجيشه وقيادته من حيث الحكمة والحنكة والقوة والعدة والعتاد والجغرافيا،  فتلك الخطة وكل خططهم  العسكرية من وراء الحملة الإعلامية الهستيرية بأن روسيا ستغزو أوكرانيا قد فشلت فشلا ذريعا وقد نجح الصبر الإستراتيجي لبوتين وروسيا في صفع أمريكا وحلف الناتو بتوقيع ذلك القرار الجريئ والذي صدر عن مجلس الدوما قبل إسبوع تقريبا وما إتخذ بعده من قرارات وبالذات تحرك الجيش الروسي إلى الجمهوريتين المستقلتين دونتيسك ولوغانسك لحمايتهما وتأمين الأمن والآمان والسلامة لشعوبها وقادتهما ودعم جيوشهما...


     لذلك نجحت حنكت وحكمة بوتين وفشل الصهيوأمريكيين والأوروبيين وما سيجري في الأيام القادمة هو طلب أمريكي لإنعقاد مجلس الأمن مرات عدة ومحاولات إصدار قرار أو قرارات ضد روسيا وفرض عقوبات إقتصادية أحادية أمريكية أوروبية على روسيا، وقد بدأت دهاليز العقوبات الإقتصادية المسيسة والمستشار الألماني أعلن في مؤتمره الصحفي مع بعض الدول الأوروبية تعليق إعتماد مشروع نورد ستريم 2 بالرغم من أنهم يعلمون جيدا بأن تعليق هذا المشروع له تبعات إقتصادية كبرى ستؤثر على أوروبا كاملة في مجال الطاقة والغاز والذي يمدهم بكل حاجتهم من الغاز وهي نسبة عالية لا يستطيع أحد في العالم من تأمينها لأوروبا،  الأمر الذي سيجعل ألمانيا بالذات وأوروبا في حالة تخبط وشعوبها تعاني إرتفاع أسعار الطاقة والغاز، وللعلم روسيا كانت تمنح أثمان الغاز لألمانيا بالذات ولأوروبا بأسعار تفضيلية أقل من السعر العالمي، وروسيا منذ إشعال الأزمة إتخذت وأعدت الخطط الكاملة لبيع الغاز لدول أخرى ولا ننسى الإتفاقيات بعيدة المدى التي وقعتها روسيا مع الصين وإيران وغيرها من الدول في أمريكا الجنوبية وفي كل المجالات لتأمين أسواق جديدة للغاز الروسي عبر إيران والصين رغما عن العقوبات أحادية الجانب المفروضة على تلك الدول، وهناك دهاليز إقتصادية كثيرة أعدتها روسيا في الأيام القادمة لتوزيع الغاز وتعويض كامل عن ذلك الخط، والذي ستعاني أوروبا كثيرا من جراء تعليقه، وفيما بعد أي مستقبلا ستدخل ألمانيا بالذات وأوروبا الوساطات إلى روسيا لإعادة تشغيل ضخ الغاز لأوروبا،ولن تستطيع أمريكا وكل حلفائها في منطقتنا والعالم من تأمين الغاز لأوروبا  لأن توفيره من دول أخرى مكلف كثيرا وأيضا سيحدث عجز كلي لدى تلك الدول التي تعمل ليلا ونهارا لتأمين الغاز لشعوبها وإذا كانت من الدول المنتجة للغاز فإن الكمية لا تكفي شعوبها وتضطر لشراء الباقي من دول أخرى منتجة للغاز كروسيا وبعض حلفائها ككزخستان وأيضا إيران وقطر. ..وغيرها، وأيضا من ضمن المحاولات الأمريكية الأوروبية القادمة سيكون هناك جولات دبلوماسية ولقاءات متعددة وكثيرة لمنع أية دولة في منطقتنا والعالم من الإعتراف بإستقلال تلك الجمهوريتين، وللرد على تلك المحاولات رد لافروف عليها قبل أن تبدأ وطلب من دول المجتمع الدولي والحلفاء بالإعتراف بإستقلال تلك الجمهوريتين ودبلوماسيته المعروفة ستنجح بذلك وستقوم الكثير من الدول بالإعتراف وعلنا ودون خوف أو جلل من الأحداث القادمة... 


   أما بوتين روسيا فقد وضع الكرة في مرمى أمريكا وأوروبا وحلفهما الناتوي وتبعهم قادة أوكرانيا وصرح بكل وضوح وهدد من إرتكاب أية مغامرة هوجاء إتجاه تلك الحمهوريتين وبأنه سيتحرك ضمن الرد الذي سيكون في الأيام القادمة فهو لا يريد غزو أوكرانيا ولا يريد الحرب أبدا، أما إذا أرتكبت أية حماقة من هنا أو هناك إتجاه حلفائه في تلك الجمهوريتين فإنه وبإرادته (وليس بجره للغزو) قادر مع جيشه المدرب على الحروب الصغرى والكبرى ومع حلفائه في تلك المنطقة على إجتياح كل أوكرانيا ووضع حد لأمريكا وأوروبا وحلفهما الناتوي بل وإخراجهما من كل المنطقة أي من دول شرق أوروبا وحتى وسطها، والأيام القادمة ستظهر أحداث جديدة في تلك المنطقة وستكون لصالح روسيا وكل حلفائها حتى لو إرتكب حكام أوكرانيا وبتحريض صهيوغربي أية حماقة أو مغامرة هنا أو هناك فستكون روسيا جاهزة لكل الإحتمالات وبالتنسيق مع كل حلفائها وجيرانها في منطقتنا والعالم...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق