اخبار ذات صلة

الاثنين، 21 فبراير 2022

في زمن الحروب والصراعات المفروضة على الأمة أين الإعلام العربي وأدواته من نقل قصص الأطفال والنساء والشيوخ التي تدمي القلوب...؟!

 


    للأسف الشديد أن بعض وسائل إعلامنا الفضائية الرسمية والخاصة مقصرة ومتأخرة في نقل ما يتعرض له الطفل العربي والنساء العربيات والشيوخ من ظلم وإنتهاك لحقوقهم في العيش بأمن وآمان وبسلام، ذلك لأن معظم هذه القنوات تنقل هذه القصص على الأهواء والدهاليز السياسية لقادة دولها وحكوماتها ومسؤوليها، والتي خلطت الحق بالباطل وجعلت الباطل حقا ليزينوا به أعين الناس التائهين مما يبث في ذلك الإعلام الملقن بخطط مدروسة وممنهجة لتبقى الشعوب مضللة ولا تعرف ما يدور حولها من أحداث وأزمات وقصص تدمي القلوب، ولما يتعرض له أطفالنا ونسائنا في منطقتنا العربية متخلين بذلك عن إنسانيتهم التي خلقهم الله عليها وجعل فيها المودة والرحمة...


     فمنذ ما سمي بالربيع العربي والأزمات والصراعات والحروب الداخلية في دولنا والأمة كاملة بأطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها يقتلون بدم بارد بمئات الألوف وعلى مرأى من العالم المنافق بجرائم يندى لها جبين الأمة والإنسانية ولهم قصص عدة تدمى قلوبنا كشعوب عربية وإسلامية بل تدمي قلوب الإنسانية كاملة إذا بقي ضمير وإنسانية لدى هذا العالم، والمشكلة هنا أن الكل كان وما زال يتابع عبر بعض القنوات الفضائية ما يتعرض له هؤلاء الأطفال وتلك النساء والشيوخ الأبرياء من إنتهاك سافر لحياتهم وحقوقهم في الحماية من ويلات الصراعات والحروب والأزمات التي شرعت بالقانون الإلهي والإنسي عبر الكثير من القرارات التي خزنت في ملفات الأمم المتحدة وعلى أرفف مجلس الأمن المسيس وفقا لمصالح ومخططات الصهيوغربيين الذين عاثوا في دول الأمة قتلا وتهجيرا وعقوبات وحصار لشعوب الأمة العربية، فمن يحميه الله من نيران الحروب والصراعات يموت جوعا في وطنه أو يموت وهو مهاجرا من وطنه إلى دول الغرب على شواطئ تلك الدول أو على حدودها من البرد والسقيع والذل والإهانة دون أن يجدوا أي دعم من تلك الدول المجرمة التي صدعت رؤوسنا بحقوق الإنسان والطفل والمرأة....


     أما باقي الشعوب التي حماها الله من تلك الأزمات والصراعات والحروب فهم يتابعون والألم يعصر قلوبهم تلك الأحداث والمجازر التي ترتكب بحق الشعوب والأطفال والنساء والشيوخ والشباب ولا يستطيعون إلا أن يرفعوا آياديهم بالدعاء لله سبحانه وتعالى على أن يحمي شعوب الأمة صغارها وكبارها رجالها ونسائها وأن يخرجوا سالمين معافين مما علقوا به من حروب وصراعات فرضت على دولهم وعليهم ولا ذنب لهم بها، وأن ينشر السلام في ربوع أوطاننا لتعود للعيش الآمن كما كانت بل أفضل مما كانت عليه،نعم إنها مؤامرات صهيوغربية مخطط لها بطرق شيطانية لتبقى الأمة وقادتها وجيوشها وشعوبها تعيش حالة إقتتال لا تنتهي أبدا، ولا يوجد طريق للمنقذين الذين كانوا يسارعون الزمن للوصول إلى اتفاقيات ترضي جميع المتصارعين على المناصب وسيادة الدول، وللأسف الشديد أن كل طرف من هؤلاء يتبع دولة صهيوغربية ينفذون ما يملى عليهم من العدو الخارجي...


    فمن سيخرج شعوبنا وأطفالنا ونسائنا من ويلات تلك الحروب والصراعات بعد 11 عام عجاف مرت بها دول الأمة العربية وما زالت تعيش تبعاتها لغاية يومنا الحالي ومن يخرج شعوبنا من المأزق الذي علقوا به أحياء سالمين منتصرين على كل ما خطط لهم في ليل مظلم، وكل الشكر والإحترام والتقدير للأبطال القادة والجنود والمقاومين والشرفاء والأحرار الذين يغامرون بحياتهم ويعملون كل ما يستطيعون لإنقاذ شعوبهم وحمايتها، وألهمنا الله كشعوب عربية وإسلامية الصبر والسلوان على من فقدنا من أحبة وأهل وأطفال ونساء وشيوخ وشباب...


    وقصص الحروب والصراعات وما يتم خلالها من إنتهاكات وجرائم ومجازر ليست القصص الوحيدة التي قصر وتأخر إعلامنا العربي بنقلها، فهناك قصصا كثير لأطفال ونساء حدثت وما زالت تحدث في منطقتنا دون أن تجد من يقول بحقهم كلمة حق تنجيهم من عذاب يوم عظيم، ففي فلسطين يتعرض الأطفال الفلسطينيون لأبشع الجرائم التي يندى لها جبين العرب والمسلمين والإنسانية كاملة من قبل قوات الإحتلال الصهيوني المجرم وبشكل يومي، والذي نكل بأطفال فلسطين تنكيلا لم يمر على طفل في تاريخنا العربي والإسلامي والإنساني، وأيضا هناك قصص كثيرة لأطفال سورية الحبيبة الذين هرب أهاليهم من عصابات الدواعش المجرمين بمختلف مسمياتها خوفا على حياتهم، والذين هاجروا عبر البحار وماتوا على شواطئ بحار الغرب وعلى الحدود، والبعض منهم عاشوا وما زالوا يعيشون في مخيمات اللجوء سواء داخل سورية أو خارجها يعانون من حرارة الصيف ومن برد الشتاء القارص والثلوج التي هدمت خيمهم على مرأى من العالم الكاذب والمنافق...


   وفي اليمن يتعرض أطفاله إلى إبادة جماعية من قصف الطيران السعودي والإماراتي والذي لا يستطيع مواجهة المقاتلين اليمنين في الجبهات فيقصفون بطائراتهم النفاثة المدنيين في صنعاء، حتى وصل أعداد الأطفال المتوفين رحمهم الله تعالى أكثر من 30000 ألف طفل حسب تقارير أممية ويمنية، هذا غير المتوفين من الحصار والجوع ونقص الأدوية ومن مات تحت الأنقاض من آبائهم وأمهاتهم وأهاليهم حتى وصل العدد الكلي لشهداء القصف السعودي الإماراتي الظالم على اليمنيون إلى أكثر من 85000 ألف شهيد خلال سبع سنوات مضت وقد إقتربت الحرب الظالمة على اليمنيون من دخول السنة الثامنة وما زال السعوديين والإماراتيبن يتفاخرون بقصفهم وقتلهم لأطفال اليمن وللشعب اليمني بكل أجياله دون وجود رادع لهذا الظلم وللظالمين الذين عاثوا بالأمة قتلا وتهجير منذ أحداث ما سمي بالربيع العربي والثورات المفتعلة من قبل الصهيوغربيين والمستعربيين والمتأسلمين...


    وكذلك الأمر في العراق وليبيا والسودان...وغيرها من الدول العربية التي فرضت عليها الأزمات والإستعمار والحروب لتنفيذ مخططات صهيوغربية قديمة متجددة ذهب ضحيتها الملايين من أطفال ونساء وشيوخ شعوب أمتنا للأسف الشديد، هذا غير الحروب التي تحاول أمريكا خاصة والغرب عامة من فرضها على شعوب منطقتنا وعلى كل من يقاوم مخططاته


وعلى كل من يقاوم مخططاتها ومشاريع سيطرتها وهيمنتها على الدول والشعوب كما يجري في أوكرانيا وعلى الحدود الروسية من إستفزازات لإيقاع روسيا وأوكرانيا في حرب إن حصلت لا تبقي ولا تذر وحينها سيذهب ضحيتها الملايين من الأطفال الروس والأوكرانيين، وأمريكا وحلفها الناتوي الصهيوني ينفذ مخططات الصهيونية العالمية والتي تعمل ليلا ونهارا لتنفيذ مراحل فكرها الصهيوني اليهودي التلمودي بإسرائيل الكبرى من النيل للفرات كمرحلة أولى وبحكم الأرض وما عليها مرحلة ثانية وهي تعمل لتنفيذ المرحلتين معا وتستخدم أمريكا وأوروبا وجيوشهما أدوات تنفيذية لتنفيذ مراحل ذلك الفكر الشيطاني المجرم حتى لو قتلت كل أطفال وشعوب الأرض مسلمين ومسيحيين...


   ولو عدنا لإعلامنا فإنه يحتاج إلى إعادة كاملة لتوجيه بوصلته إلى الحق والحقيقة للدفاع عن أطفالنا وأطفال العالم وقضايانا وقضايا العالم، ليكون إعلاما إنسانيا بالدرجة الأولى وحرا مستقلا غير تابع لسياسة أية  دولة صغرى أو كبرى وتبعها في منطقتنا وعلى كافة المستويات قيادات وأحزاب وأفراد، وهؤلاء هم الذين ضلوا وأضلوا الكثير من عباد الله لتحقيق مصالحهم الشخصية والسياسية ومصالح أسيادهم الصهيوغربيين، فمن مات من أطفال ونساء وشيوخ وهم في بيوتهم وجنود ومقاوميين هم شهداء وأرواحهم البريئة والمضحية عادت لخالقها لتنعم في جنات النعيم، ولكن هناك الكثير في منطقتنا ما زالوا عالقين في تلك الصراعات دون أن يجدوا من ينقذهم مما علقوا به رغما عنهم، أطفال أبرياء ونساء وشيوخ يموتون كل لحظة وعلى مدار الأيام والسنوات في منطقتنا وفي العالم، لذلك يجب أن ننقذ الأطفال والنساء والشيوخ وما تبقى من إنسانية لدى بعض العقلاء من المتصارعين قبل أن نهلك بظلم الظالمين وظلامهم للطفولة وللنساء وللشعوب والأوطان، وقبل أن يهلكنا  الله سبحانه وتعالى كأمم سبقتنا من جراء السكوت عن الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والشعوب والتي يندى لها جبين الأمة والإنسانية كاملة... 


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق