اخبار ذات صلة

الاثنين، 1 فبراير 2021

مصر وحيرة الأمريكان من دعم أو إدانة انقلاب ماينمار ,,بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

 

هل السيسي فى حالة حيرة من الإنقلاب في ميانمار؟!!

الانقلاب الحادث في "ميانمار" القاتل الأصلي فيه "للمسلمين الروهينجا" هو نفسه زعيم الانقلاب العسكري وجيشه المنتصر الآن على الزعيمة القاتلة المجرمة الملطخة أيديها بدماء المسلمين!!!..فالذي يحدث في ميانمار هو بالضبط مثل الذي حدث ويحدث لنا كعرب وكمسلمين من جراء ثنائية الإدارة الأمريكية المتمثلة فى "الحزب الجمهوري" كطرف  و "الحزب الديموقراطي" كطرف ثاني .. وإنها لأبشع خيانة تلك الخياتة التي تمارسها الٱن الأنظمة والمعارضة لإعادة تلك الثنائية الأمريكية المنهارة والتي للأسف تعاد بأيدى "عمالقة الوهم" الأنظمة والمعارضة وبالأخص فى منطقتنا العربية وبأخص الخصيص فى مصر وهذا ما أوضحته من قبل وبالتفصيل فى مقالات سابقة.

     

          لماذا الإنقلاب طالما الجيش سيفقد مكانته

بايدن يهدد بإعادة فرض العقوبات ويدعو للضغط على الجيش لترك السلطة .. هدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بإعادة فرض العقوبات على ميانمار إثر سيطرة الجيش على السلطة في انقلاب عسكري.

ووصف بايدن اعتقال الزعيمة "أونغ سان سو تشي" وقادة مدنيين آخرين بأنه "هجوم مباشر على الديمقراطية وسيادة القانون".

ودعا الرئيس الأمريكي المجتمع الدولي إلى التعاون للضغط على الجيش في ميانمار للتخلي عن السلطة على الفور وإطلاق سراح القادة المدنيين.

وقال بايدن في بيان "لا يمكن إلغاء إرادة الشعب بالقوة أو محاولة محو نتائج انتخابات صحيحة".

ويستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ يوم الثلاثاء لمناقشة الانقلاب. وانضم الاتحاد الأوروبي واليابان والهند إلى الولايات المتحدة في المطالبة بعودة الديمقراطية في ميانمار.


خلال السنوات الخمس الماضية، قادت سو تشي وحزبها الذي كان محظورا في السابق الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية (أن أل دي) البلاد بعد انتخابها في ٢٠١٥ في أو انتخابات حرة وعادلة في البلاد منذ ٢٥ عاما. وكان من المفترض أن يبدأ الحزب دورة ثانية في السلطة صباح يوم الاثنين.

بيد أنه في الكواليس، ظل الجيش يحكم قبضته القوية نسبيا على ميانمار (التي كانت تعرف سابقا باسم بورما)، بفضل الدستور الذي كان أعطاه ربع مجمل مقاعد البرلمان، فضلا عن تحكمه بمعظم الوزارات المهمة

وعلى الرغم من فوز حزب اتحاد التضامن والتنمية، المدعوم من الجيش، بعدد قليل من الأصوات، إلا أن الجيش ما زال يتمتع بهيمنة كبيرة على الحكومة بموجب دستور عام ٢٠٠٨ المثير للجدل، الذي أقر خلال فترة حكم المجلس العسكري. فهو لا يمنح الجيش ربع المقاعد البرلمانية بشكل تلقائي فحسب، بل والسيطرة أيضا على ثلاث وزارات رئيسية؛ وهي الشؤون الداخلية والدفاع وشؤون الحدود.


وهكذا، طالما ظل هذا الدستور قائما من دون تغيير، يظل الجيش محتفظا ببعض السيطرة، بيد أنه يمكن لحزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، بعد الأغلبية التي فاز بها، تعديل هذا الدستور؟


ويستبعد جوناثان هيد هذا الاحتمال، قائلا إن ذلك يتطلب دعم نسبة ٧٥ في المئة من البرلمان، وهي مهمة شبه مستحيلة لأن الجيش يسيطر على الأقل على ٢٥ في المئة من البرلمان

بالطبع، المٍسألة أبعد من ذلك بكثير. ما الذي يحمله المستقبل؟.

في الواقع، لا يعلم الخبراء عن سبب تحرك الجيش في هذا التوقيت بالضبط، إذ يبدو أنه لن يجني إلا القليل.

وقال الدكتور جيرارد مكارثي، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراة بمعهد الأبحاث الآسيوية في جامعة سنغافورة الوطنية ، لبي بي سي: "من الجدير بالذكر أن النظام الحالي مفيد جداً للجيش: فهو يتمتع فيه باستقلالية تامة لقيادته، ولديه استثمارات دولية كبيرة تحقق مصالحه التجارية وبغطاء سياسي من المدنيين لجرائم الحرب".


وأضاف "أن الاستيلاء على السلطة لمدة عام كما أعلن الجيش، سيبعد الشركاء الدوليين غير الصينيين، ويضرّ بمصالح الجيش التجارية ويصعّد من مقاومة ملايين الأشخاص ممن ساعدوا في تنصيب سو تشي، والرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، في السلطة وقيادتها للبلاد فترة حكم أخرى".


                 مفارقات شتي تطيح بألف رأس

 وإنها لمفارقة صارخة من نوع الكوميديا السوداء أن أمريكا التى تحمى "عمالقة الوهم" الأنظمة العميلة والمعارضة الأشد عمالة لها تحتاج إلي مساعدتهم إياها فى إعادة ثنائيتها المنهارة فى الوقت الذي ثنائية عمالقة الوهم هى نفسها فى تداعى أشد ينذر بانهيارها!!!.

ولأن عمالقة الوهم يعيشون (بطريقة الشكك) وبسمعة صاحبه السيئة بأنه يأخذ ولا يسدد لدرجة أن صاحب المحل رفع لافتة: "الشكك ممنوع والزعل مرفوع"، فأصبحوا إن شئت فقل يعيشون يوم بيومه بالدين ذو الفائدة المركبة، وعبثا لا يقدرون على سداد هذا الدين وفي ذلك يصبح حالهم عامل مساعد فى بلورة عنصر (التهيئة الإجتماعية)  الماء الثقيل لحدوث الثورة الحقيقية .. إنه الربا الحلال الذي يزداد ثقلا حتى أصبح هما كالجبل الجاثم على صدور أراذل الشعوب عمالقة الوهم فهو يزيدهم وهن على وهن يوما بعد يوم لأن فاتورته تتراكم فيها نقاط الظلم والفساد والعمالة والفشل متفاعلة مع بعضها البعض!!!  


خسر كل من هرول أو عول أو استقوى بالأعداء ولعب على حبل ثنائية الأمريكان من "عمالقة الوهم" - الأنظمة والمعارضة - فترمب الجمهوري دعم الأنظمة ضد الشعوب وضد الأوطان، وكذلك بايدن الديموقراطي يدعم الٱن المعارضة ضد الشعوب وضد الأوطان فثنائية "قراصنة الطين العفن" وثنايية "عمالقة الوهم" ظلمات فوق ظلمات .. فإن كان الظلم الواحد مؤذن بخراب عمرانهم المشيد على جرف هار فما بالكم بأن ظلمهم أصبح ظلمات!!!


وإنها لمعضلة مزدوجة .. ولكن السبيل للخروج من تلك الأزمة المعضلة سهل ويسير على من يسر الله عليه.

فالعلاج يكمن فى (مشروع روح البطولة) كسنة كونية سادسة بشقيها بطولة الأمة التي - تسمى إرادة، وبطولة الأبطال الحقيقيين التى - تسمى كرامة، وليس حاس البطولة المزيفة. والمشروع جاهز وحاضر وقد قمت بإثبات صحة فرضياته الثمانية عشر بالإضافة إلى فرضية صدى البطل على مدار الأعوام الماضية، وما محاربة أعداء الخارج والكثيرين من أعوانهم أراذل الشعوب القدامى والجدد لهذا المشروع إلا لأنه كاشف لحقيقتهم المخزية، كاشف لأدوارهم الرذيلة الرخيصة، فاضح لهم ليس بالكلام وتوجيه الشتم والسباب ولكن بحقائق وأدلة دامغة نتيجة لدراسات الحالة التي أجريتها عليهم بما ينطقون به هم كعمالقة وهم وبما يقرونه هم بأنفسهم على أنفسهم كأصحاب ثورات ملونة من قبل أو كأصحاب مبادرات ومشاريع مشوهة ومشبوهة الٱن لا تقل عن ربيعهم العبري السابق.

نعم الحل سهل وبسيط وهنا تكمن عبقرية البطولة الحقيقية لأن تلك (التعددية الثنائية السلبية) الخاصة بأراذل الشعوب يقابلها (تعددية ثنائية إيجابية) خاصة بالشعوب متمثلة فى أن القوى الخارجية لو وقفت مع طرف ضد طرف سيسقط لا محالة الطرفين فى وقت واحد، لأن القوى الخارجية كمنطقة بينية سلبية لابد بالضرورة وفق نظرية المقدمات والنتائج أن تؤدي للطرفين يأخذون نفس ضعفها ونفس ما يعتريها من مظاهر السقوط والتهاوى .. أما إن دعمت القوى الخارجية متمثلة فى أمريكا الإثنين مجتمعين الأنظمة والمعارضة فسيستمر حنق الشعب وستزداد غضبة الجماهير قوة يوم بعد يوم، وإن شئت للدقة فقل ساعة بعد ساعة لأنهم يعملون على ٱخر حرف من الزمن .. أما إن تركتهم القوى الخارحية بدون مساندة ودعم أمام غضبة الجماهير فستكون حالة الأنظمة والمعارضة بمثابة نزع الأوكسجين عنهم لأنهم الٱن فى حالة موت سريري إنهم ميتون اكلينيكيا.

لذلك فإن مسألة سقوطهم أيضا مسألة حتمية لا محالة فيها!!. لأن ثورة أبطال "عصر المحاربين الشرفاء" أخذت فى النضوج والتبلور.

وللمفارقة فان بايدن الديموقراطي الذي يدعم بعض الإنقلابات العسكرية فى بعض الأنظمة كما هو حادث فى ميانمار ويدعم أيضا بعض التحركات المدنية ضد الجيوش الحاكمة فى أماكن أخرى ومن بين هذه الأماكن مصر التي يشير إليها بايدن باصبعه عفوا يشير للسيسي وزمرته.


إن موقف الإدارة الأمريكية فى غاية التعقيد والصعوبة جراء هذا الإنقلاب البروفة في دولة بورما (ميانمار) سواء كانت الإدارة الأمريكية تريد تعميمه على كثير من المناطق الخاضعة لها لتتفادى به انتقال ما هو حادث الٱن فى (بروفة تونس) إلى بقية دول المنطقة وبالأخص (مصر) حيث أن أمريكا تريد أن تقول للشعوب أن هذا الإنقلاب هو الطريقة المثلى التى ستقف معها بغية التغيير فى هذه الدول .. أما إن وقفت أمريكا ضد هذا الإنقلاب فستكون بمثابة من يشير بقوة للشعوب إلى بروفة الثورة التونسية وهذه الأخيرة هى ما تخشاه أمريكا بقوة بعد أن قلبت الشعوب هذه البروفة لصالحها وخرجت معادلة تفاعلها عن الطور المرسوم لها والذي تريده (الإدارة الأمريكية) حيث أنها تشاهد بأم عينيها أن أبطال حقيقيين يمكنهم بسهولة ويسر الإطاحة بمخططهم رأسا على عقب ويصبح تدميرهم فى تدبيرهم بفعل استراتيجية قلب معدلات القوى لأن عمر خروج الأبطال لحظة مع عنصر التهيئة الإجتماعية الحاضر والمعبر عنه ببطولة الأمة.


إن تمرير المجتمع الدولي لانقلاب ميانمار ليس في مصلحة السيسي!!.. وكذلك تدخل المجتمع الدولي لاسقاط الانقلاب في ميانمار ليس أيضاً في مصلحة السيسي!!

هذا صحيح جدا لأن السيسي أصبح حالة مستعصية بتخطيه نسبة معامل الحد الحرج فى إثارة غضب الجماهير وأن العواقب المترتبة على هذا الإحتقان لا تحمد عقباها عند القوى الخارجية الغرب وأمريكا خوفا على مصالحهم المترامية فى المنطقة وخوفا على استمرار نجاحهم فى تنفيذ مخططاتهم، فإن تدخل المجتمع الدولى ضد السيسي يسقط فى ٢٤ ساعة .. وإن ساند المجتمع الدولي السيسي يصبح بمثابة ٱلة حماقة تعمل بالكهرباء بلا انقطاع ذات انتاج غزير من مادة استفزاز الشعب المصري على مدار ٢٤ ساعة وهذا الإحتقان من شأنه حدوث ثورة حقيقية.


إن ما يعنينا فى المقام الأول والأخير أن تكون هذه التهيئة الإجتماعية أى بطولة الأمة أحد العناصر الثلاثة للثورة بعيدة عن القيادات والنخب الفاسدة التي اختبرت على مدار العشرة سنوات الماضية، وأيضا بعيدة عن مساراتهم الهروبية التى أعدوها بخبث، لأنهم جميعا وبلا استثناء أولاد نوال السعداوي من العم سام الأمريكي ومن يريد أن يستثني نفسه ويكون ممن رحمه ربه فعلية أن يأتى بأعمال جادة على الأرض ليثبت صدق توبته وتفكيره عن مشاركته فى ثورات الربيع العبري.


       حيرة السيسي من أمريكا وليست من الإنقلاب

وأخيرا وصلنا لمحطة الإجابة عن سؤال المقال الرئيسي:

هل السيسي فى حالة حيرة من الإنقلاب الحادث أمس فى ماينمار هل يدين الإنقلاب أم يباركه؟!!

بالطبع السيسي ليس فى حيرة من هذا الإنقلاب العسكري فى ماينمار كما يعتقد أو يظن كثير من المحللين بأنه لو أدان الإنقلاب سيكون يدين نفسه عما حدث منه ولو بارك هذا الإنقلاب سيكون كمن يفتح الباب على نفسه للعدوى به!!..

بالطبع هذا المنحى غير صحيح على الإطلاق لأن السيسي ونظامه ابتداء يقولون: أن ٦/٣٠ ثورة شعبية وأن الشعب المصري هو الذي طلب الجيش وقام بتفويضه.

ولانه أيضا مضى على هذا الحدث أكثر من سبعة سنوات والمجتمع الدولي اعترف به كرئيس.

أما حيرته فى مباركة الإنقلاب خوفا من أن يحدث عليه!

فهو أيضا رأي جانبه الصواب جملة وتفصيلا لسببين:-


السبب الأول: طبيعي لأنه لا يوجد حاكم مدنى ملك أو أمير أو رئيس جاء بانقلاب عسكري أو جاء للحكم بطريقة مدنية إلا ويخشى ويتحسب فى كل لحظة أن ينقلب عليه الجيش لأن الإنقلاب عمل فوقى يمتاز بالسرعة الخاطفة والسرية التامة وهذا ما يجعل الحاكم فى توجس دائم من الجيش.


ثانيا: الجيش كله فى قبضة يد السيسي بما اتخذه من إجراءات شديدة فلن تجد على سبيل المثال قطعة سلاح وزخيرتها فى مكان واحد شئ منها هنا وشئ منها هناك، ولا يعلم هناك هذا أحد، ناهيك عن وسائل الترغيب من عطايا وامتيازات وزيادة رواتب وسلطة على بقية الناس.

أما الترهيب فيحدث بصور عديدة:-

١- فئة عريضة جدا تكاد تكون ٨٠٪ من الجيش هى من نفسها تخاف ولا تريد غير الحفاظ على المكتسبات التى تحت أيديها وليس عندها أى طموح شخصي أو وطني.

٢- فئة كل تحركاتها وسلوكها دائما تحت الميكروسكوب لا تتنفس نفس إلا وهو محسوب عليها سواء داخل الجيش أو خارجه.

٣- فئة تعمل على كل هؤلاء بنصب المصائد لها وهذه الأخيرة هى السمة السائدة فى كل الجيش وهى بالطبع مقصودة حتى يفقد الجميع ثقتهم فى بعضهم البعض وهذه لها أساليبها.

٤- فئة أخيرة وهى أخذ عينات للمراقبة العشوائية.


إخواني الأحبة: إذا كان الجيش فى قبضة يد السيسي كما أوضحت لكم فإن السيسي وقبضته وما ملكت يمينه فى قبضة الولايات المتحدة الأمريكية فهى التي تستطيع بكل سهولة ويسر أن تطيح به بانقلاب عسكري في غمضة عين وأمريكا لها رجالاتها داخل المؤسسة العسكرية.


لكل هذه الأسباب أقول إن السيسي ليس فى حيرة من انقلاب ماينمار وإنما فى حيرة أخرى نابعة من موقف ٱخر نستطيع أن نعبر عنه بالسؤال التالي:- هل يستمر ويمضي فى الحكم بنفس طريقته التى كانت أيام ترمب، أم يجب عليه أن يغير طريقته فى حكمه وذلك باطلاق الحريات كما يريد بايدن؟.. وفى الحقيقة السيسي فى تلك الحالتين خاسر لا محالة لأنه موضوع فى (المنطقة الوسطى) بفعل "تعددية ثنائية سلبية" تعمل بالشئ ونقيضه، ولاسيما وأنه لا يريد ولا يقوى أساسا على تبنى المستوى الثالث الوارد فى مشروع "روح البطولة" وهو الخروج بنجاح وانتصار من قبضة الأمريكان.


                السيسي وبوتين والصين لكن أمريكا

أيها الأحبة إن انقلاب الجيش البورمي الموالي للصين له تداعيات أخرى قوية وعنيفة ستظهر الأيام القادمة فى البيئة الخارجية بين الصين وأمريكا لأن الصين تخشى بشده أن يفعل الأمريكان معها نفس الشئ الذي تفعله أمريكا الٱن مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ولا سيما وأن الصين رأت الأنظمة والمعارضة فى الفناء الخلفى للحديقة الأمريكية بمنطقتنا العربية يرفعون بجهل وخيانة ما سقط وتكسر من قوة لأمريكا متمثلة في ثناييتها "ترمب الجمهوري" و "بايدن الديموقراطي" بما يعيد لها امكانية وميزة استخدام (استراتيجية تعدد الوسائل والبدائل) التي تحتكرها أمريكا وتتفوق بها على خصومها.


إن هذه الإستراتيجية هى الفيتو الحقيقي على طموحات نمو (الصين) لأنها تقدم لأمريكا فرصة ذهبية فى إعادة دورة حياة عصر المتكسبين المنهار بفعل السنن الكونية الخمسة.

فإذا كانت الصين قد تحركت ودعمت قائد الجيش الموالي لها فى ميانمار فإن رد أمريكا على الصين سيظهر فى الأيام القادمة داخل الصين نفسها فى عدة ملفات يأتي في مقدمتها ملف اضطهاد مسلمي الإيجور وملف حقوق الإنسان.


إن هذا الصراع بين هذه القوى الكبرى فى حد ذاته يمكن أن يكون فرصة خير لأبطال "عصر المحاربين الشرفاء" بفعل وليس ردة فعل لأن ردود الأفعال لا تسمن ولا تغني من جوع بل إنها سبة فى حقنا كعرب ومسلمين لأنها تجعلنا فقط مواليين أو تابعين للصين أو غيرها ولكنا هنا بهذه الفرصة نعمل على فرض إرادتنا نحن على الجميع فى البيئات الثلاثة الداخلية والإقليمية والدولية.


هذا ما أوضحته كثيرا للعرب والصينيين والروس وأخص بالذكر هنا ما قلته لوفد (حركة شباب ناشي) الروسية عند زيارتهم لى فى القاهرة عام ٢٠١٣ ولكنهم لم يفعلوا شئ مما نصحتهم به، فعرفت مستوى تفكيرهم البسيط وقلت لهم ذلك فى وجوههم أنتم فى خطر .. نعم عندما وجدت زواري وفد "حركة شباب ناشي" غير متحمسين للفكرة الفرصة وانهم لن يفعلوا أى شئ مما نصحتهم به قلت لهم ساعتها إذن أنتم ذاهبون إلى الهاوية!!.. وكان مما حذرتهم منه خلال الأسبوع الذي تواجدنا فيه معا فى القاهرة يا سادة عندما تصلون إلى بلدكم روسيا ستبدأ العقوبات الإقتصادية الغربية عليكم بايعاذ من الأمريكان .. وهذا ما حدث ولكن قبل أن يغادروا القاهرة عائدين إلى وطنهم، وبحكم قرب هؤلاء الشباب من الرئيس بوتين لأنهم كانوا يجتمعون به مرتين فى الشهر بصفة دورية استطعت من خلالهم معرفة مستوى عقلية الرجل وقلت لهم أنتم وبوتين ياسادة ستصبحون دمى فى يد أمريكا بفعل استراتيجيتها ،(تعدد الوسائل أو البدائل) وتركتهم وغيرت أرقامي بالرغم من أنهم كانوا يتيحون لى مساحة واسعة فى إذاعة صوت روسيا - اسبوتنيك حاليا - لقائين فى الأسبوع.


كان هؤلاء الشباب الروس بما يتمتعون به من قوة فى الدولة قد قدموا لى دعوة لزيارة روسيا وإلقاء عدة محاضرات فى خمسة أماكن مختلفة وكانت أول محاضرة فى جدول الزيارة ستكون فى جامعة موسكو حيث الطلبة العرب والمسلمين وٱخر لقاء سيكون حاضر فيه الرئيس بوتين فى افتتاح مشروع ولم يذكروه ولكني اعتذرت بعدما أدركت مستواهم.


أيها الأحبة ها هى المظاهرات الضخمة تندلع بقوة فى أكثر من سبعين مدينة روسية ليس الهدف منها فحسب اسقاط بوتين أو قلب نظام الحكم أو تقسيم روسيا إلى دويلات وإنما هو ضرب روسيا كواحدة من ثلاثة أماكن مهمين يمثلوا الشرق من المحتمل أن تنتقل إليهما الحضارة من الغرب بعد زوال عصر المتكسبين.

للأسف فإن موقف روسيا بوتين أضاعوا من بين أيديهم هذه الميزة بتخليهم عن المنطقة العربية وقد تجلى ذلك فى موقفهم المخزى من الربيع العبري وبالاخص ثورة الناتو ١٧ فبراير فى ليبيا كما أوضحت ذلك من قبل.


أما بالنسبة للصين فهم براجماتيون يتعاملون فى المكسب الحاضر البسيط وليس المستقبل الإستراتيجي المرسوم وتجلى ذلك أيضا فى تخليهم عن الشرق فى أزمة الربيع العربي .. والٱن أصبحتا الدولتين (روسيا والصين) فى أمس الحاجة إلى "ثورة عصر المحاربين الشرفاء" بعد أن فقدتا روسيا والصين الكثير من قوتهم بسبب مواقفهم المخزية من مناصرة القضايا العربية بكلمة اعتراض (فيتو) ولو مدفوع الاجر بأضعاف مضاعفة وهذا ما أوصاني به الشهيد معمر القذافي ولا نزكيه على الله أن أناشد به روسيا والصين فى بداية الأزمة على الهواء ففعلت ولكن بلا جدوى كما توقعت. 


روسيا والصين بعد ان كانوا أقوياء أمام ما تواجه أمريكا من نقاط ضعف مطلقة وتحديات مصيرية ثلاثة خطورتها أنها مجتمعين فى وقت واحد والعمل عليهم يعتبر كمن يعمل على ٱخرةحرف من الزمن كما أوضحت ذلك فى مشروع روح البطولة كسنة كونية سادسة، حيث يخص أمريكا وحدها من مجموع (ثمانية عشرة نقطة) ثلاثة نقاط مصيرية هى أخطاء فوق إستراتيجية:-

١- إعادة دورة حياة الإمبراطورية الأمريكية المتهالكة.

٢- إجهاض المارد الصيني ومعه روسيا.

٣- إجهاض ثورة الشعوب الحقيقية.


عندما تكون هذه النقاط، نقاط ضعف فى معادلة القوى كما عبر عن ذلك الرئيس الأسبق "نيكسون" فى كتابه "الفرصة السانحة" محذرا: " أمريكا دولة عظمى ولكن بلا أفكار"

فأخذت الإدارة الأمريكية هذه الكلمة وبدأت مراكز الأبحاث والدبابات الفكرية تعمل بجد لكى تنتج فكرة فكانت للأسف  الفوضى الخلاقة التى كسرت به اهم منطقة فى الشرق وهى المنطقة الغربية بثورات الربيع العبري اذانا بالعمل ضد المنطقتين الأخرتين المرشحين روسيا والصين .. ولن تستطيع روسيا والصين مجابهة أمريكا الٱن إلا بمساعدتهم عصر المحاربين الشرفاء فى المنطقة الغربية مرغمين بعد أن كان عن طيب نفس فى السابق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق