اخبار ذات صلة

الخميس، 4 فبراير 2021

الانتخابات الفلسطينية في مهب الريح !

 

يوماً بعد يوم تزداد الحالة الفلسطينية سوءً ، نتيجة استمرار الانقسام الفلسطيني ، وصراع الساسة الذين لا يراعون المصلحة الوطنية العليا ، وبلا شك أصبح الصراع الأساسي في فلسطين ، صراع داخلي بين حركة فتح وجماعة الإخوان المسلمين -حماس- ولكن الأسوأ من ذلك ، انبثاق تيارات سياسية من داخل الحزب الواحد ، تتصارع على تصدر المشهد السياسي وترويج نفسها ، من خلال توجيه الاتهامات ، سواء كان ذلك بشكل مباشر عبر وسائل الإعلام المختلفة -الواضحة- أو بواسطة الجيش الالكتروني التابع لها -بواسطة الصفحات المشبوهة- أو فرض نفسها من خلف الكواليس بالقوة ، والتحكم في زمام الأمور ، على أرض الواقع من خلف الستار..!


تظهر هذه التيارات السياسية ، كلما اقتربنا من الوصول إلى تفاهمات إيجابية ، وكانت هناك أجواء إيجابية في مباحثات -ملف- المصالحة الوطنية الفلسطينية ، وبدأت تنعكس من خلال الهدوء الإعلامي في تبادل الاتهامات ، والمجاملات الشبه صادقة على أرض الواقع ؛ فسرعان ما تتسابق التيارات المنبثقة ، في تعكير الأجواء والبحث عن أساليب تفسد الأجواء الإيجابية ، وتبدأ عملية التراشق الإعلامي الممنهج بطريقة أفضل من سابقتها..؟!


في الآونة الأخيرة بات من الواضح ، وجود هذه التيارات وصراعات سياسية داخل الإطار -الهيكل- التنظيمي الواحد ؛ تلعب دوراً كبيراً في مصير الحالة الفلسطينية ، تظهر هذه الصراعات أكثر فأكثر ، عندما يدور الحديث عن الوصول إلى تفاهمات إيجابية ، وبداية بشائر الخير تنعكس في تغيير بعض السياسات إعلامياً وسياسياً ، وتغيير في سياسات على أرض الواقع ، كعدم تشديد الرقابة على من يمارس حرية الرأي والتعبير !


وبعد أن أصدر الرئيس محمود عباس مرسوماً رئسياً مساء يوم الجمعة الموافق لــ15 كانون الثاني 2021 يحدد فيه مواعيد إجراء الانتخابات على ثلاث مراحل في جميع محافظات الوطن ، وبما فيها القدس ، التشريعية بتاريخ 22 أيار 2021 والرئاسية بتاريخ 31 تموز 2021 وتعتبر انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى من انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني ، ويستكمل تشكيل المجلس الوطني في 31 آب 2021 وفقاً لأحكام المادة (5) من النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية ؛ بدأت التيارات المنبثقة المعادية لأي حلول سياسية تلوح في الأفق السياسي القريب..؟!


 بلا شك أن داخل حركة فتح يوجد تيارات سياسية تتصارع على تصدر المشهد السياسي ، وترويج نفسها في الساحة السياسية أو فرض نفسها على أرض الواقع ، وتسجيل نقطة لصالحها ، في ظل الحديث عن إجراء انتخابات فلسطينية على ثلاثة مراحل ، كما جاء في المرسوم الرئاسي قبل أيام قليلة ، أبرزها الصراع بين عباس ودحلان ، ولكن هذا الصراع أقل خطورة من صراعات تيارات حماس من خلف الستار ؛ فصراع تيارات حركة فتح في نهاية المطاف محسوم ، إما تراشق إعلامي وتبادل اتهامات ، وإما دعم أشخاص أو قوائم لتشتيت الأصوات في صندوق الاقتراع !


أما تيارات حماس السياسية والعسكرية والأمنية ، وهي الأشد خطورة من تيارات حركة فتح ، والتي لا تظهر على الساحة السياسية ، فعادة تكون من خلف الستار وداخل كواليس التنظيم ؛ ولكن سرعان ما ينعكس صراع هذه التيارات المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين ، وتظهر كلما اقتربنا من جولة مصالحة إيجابية ، فهناك سوابق شاهدة على ذلك ، تتبع التفاهمات الشبه نهائية  " انقلاب ، جولة تصعيد عسكري مع الاحتلال ، أحداث أمنية وعسكرية داخلية وما شابه ذلك..!!" 

ولكن هذه المرحلة حاسمة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين -حماس- فهناك من يرى بقاء الوضع على ما هو عليه أفضل لحماس ، وهناك من يرى الانتخابات فرصة للتملص أمام العالم ، والعودة من جديد بسيناريو حديث -مثل سياسة حزب الله في لبنان- إدارة الأمور من خلف الستار ، وهناك من يرى إجراء الانتخابات بمثابة قارب نجاة للحركة -خاصة في ظل الحديث عن خوضها بالقائمة المشتركة- وبالتالي تكون فرصة ذهبية ، للرجوع الى المشهد السياسي بالقليل من ماء الوجه ، والذهاب إلى منظمة التحرير بهدوء ؛ بعدما عجزت عن إيجاد وسيلة ، لتجعل الشعب يتقبلها من جديد في المشهد السياسي ، والعودة للحكم -تجديد السيطرة- باعتراف دولي صريح كشريكة في أي تفاهمات سياسية مع الاحتلال !!


السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الوسيلة التي ستلجأ إليها هذه التيارات ؛ لمحاولة إفشال الجهود المبذولة لإجراء الانتخابات الفلسطينية..؟!

الأيام القليلة المقبلة -القليلة- كفيلة بكشف الستار عن مصير الحالة الفلسطينية والانتخابات !!  


#على_الهامش:

في السابق كان الأقوى نفوذ هو من يتحكم في الحالة الفلسطينية ، أما اليوم أصبح الأقوى عسكرياً وأمنياً على أرض الواقع ؛ هو من يتحكم في مصير الوطن والشعب..!!


طراد أبودقة

محامي فلسطيني حر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق