اخبار ذات صلة

الخميس، 7 مارس 2024

في الذكرى الأولى لإستشهادك



"غمدان "تركتنا وسط الطريق..نصارع خيالنا لفك فحوى  رسالتك المخلوطة  بالحبر والدم ..

كتب/ صدام محمد الردفاني 

 

تهل الذكرى الأولى لاستشهاد الصديق /غمدان محمود عبدالكريم قاسم؛ ففي مثل هذا اليوم  المشؤوم رحل عنا من كان إلى جانبنا يجالسنا ويسامرنا بطباعه العفويه المليئة بالنٓقاء، والنفَس المُصٓفئة التي لا تحمل مثقال ذرة من الغٌلْ والضغٓينه 


 مثل هذا اليوم الأول من شهر مارس من العام الماضي. تركتنا   لتنظم لمرافقة مواكب الشهداء النبلاء الذين وهبوا أرواحهم رخيصه في سبيل التضحيه عن الوطن 

فترابنا الجنوبي سقاء بدماء ابطاله الميامين شجرة الحريه التي ننعم بها حتى اليوم منذ أن امتطاء شبابنا خيول الوغاء والعزّه للدفاع عن تراب هذا الوطن المشبع بالمأسي والطعنات 


ففي  خجلات الكتابه التي تنتابني رعشه وتخبط في أناملي كونني لم استطع أن أرثي الشهيد البطل منذ استشهاده ، فكلما حاولت أن أكتب عن مناقبه أو صداقته التي كانت معه يتَعقد لساني عن البوح بما في وجداني من شوق ولهفه للقاء بغمدان فصورته التي قابلته في أخر لقاء مازالت ماثلة أمام عيناي 


 مازلت أراء  "حدبات" عيونه المنقليه التي ترى الحياة بتلك البساطه التي لا يجب أن تتعثر أمامها ؛ فالحياة مجرد شريط ذكريات فلا داعي أن تهتم بما هوا مكتوب لك في هذه الحياة_ هكذا قال لي واثْخَن في اعطائي مصباح الأمل بأن كل يوم نعيشه هوا بمثابه سقوط مسبحة من عقدة الخيط فلخص لنا الحياه بهذه الجمله البسيطه _ بدون تصنع فلسفي صعب الفهم..!


حتى تجاعيد وجهه _ناظره امامي _تنظر إلى تقلبات وضع الشباب في ظروف يختزلها الغموض عن المستقبل المجهول المملوء بالعراقيل والصعاب ، وتتفوه بما كان يراه الشهيد بأن المستقبل غامض؛ فالاشواك تفترش الطريق ،وتعرقل مشروع القضيه التي استشهد من أجلها.

ففي مثل هذا اليوم وتحديدا قبل الظهر نويت الاتصال فيه للإطمئنان عنه لكنني كنسلت المكالمه وقلت في نفسي وقت " العشاء" أفضل يكون فيها الحديث شيق ، لإتفاجاء!   برساله نصيه بعد الظهر  من أحد الاصدقاء يقول فيها "غمدان استشهد  في المخاء ".

هكذا وصلتني الرسالة ..!

بدون اي تلطيف أو تبخير 

 بدون مقدمات ..!

فكانت أسواء رسالة لي حتى اليوم _ فلم تراعي تلك الرساله مزاجي وتقبلي مثل تلك أمور كونها تتحدث عن موت بدون اي حديث آخر _ فلو كانت الرسالة جاءت بعباره

 "غمدان أصيب في المخاء"لكانت أقل وْطاءة  من الصدمه الهيدروجينية التي أوصلت ناصية عقلي يجوب في سحيق خاوي   ليجف لعابي وتتزرق شفتاي عن النطق وبقيت اسوح في عالم غير عالمي 


تلك هي الفاجعة ..وبعدها بلحظات ارسل لي  صديق رسالة مكتوبه بخط الشهيد عبر عنها عن موقفه من قضية شعبه "الجنوب" فبداء يتحدث، ويكاشف نفسه بأن المرحله صعبه وليست سهله ؛وأن هناك اشواك في الطريق تقف عائٖقً عن الهدف المنشود لشعب الجنوب في سبيل الاستقلال واستعادة الدوله فكشف المشكله بقوله "بأن العراقيل حتما سوف تأخر هدفنا المنشود".لكنها لا تعرقل مسيره 


لينتقل إلى  الجزاء الثاني منها ليقول : "لسنا ممن يقف وسط الطريق "  وفعلا ترك الطريق وودع الحياه


لينتقل إلى الجزاء الاخير ليتحدث عن حتمية استعادة الدولة التي كان ينشدها لتسقط "قٕصَاصته "المكتوبه لتخالط دمه الطاهر  وتمتزج بمداد خطه لتشكل أحد أهم قصاصه تتحدث عن شعب يكافح بكل ما  أوتي من قوه في سبيل  الإيمان بقضيته العادلة.



ومنذ ذلك اليوم مازال حبر المداد يتحدث عنك ويحكي لنا بأن ما في جوفك من الجأش العفوي نحو التضحيه المكبوتة بداخلك قد طرشه حبرك مع دمك ليشكل لوحة دستور يجب أن يدرس في الكليات والمعاهد العسكريه المتخصصه لتشكيل توجيه معنوي في الجيوش لتكون أحد ملازم التدريس النفسي الذي يسٌتمدّه الجندي خلال خضوعه للدورات العسكريه وأثناء خدمته العسكرية المختلفة.


فسلام لروحك العطره المبٌشره بجنَاتِ النعيم إن شاء الله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق