اخبار ذات صلة

الجمعة، 11 فبراير 2022

الحق أحق أن يتبع ,, بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد‏

 


إذا كان دوستويفسكي يقول: ”أنت مرغم على العيش مع جماعة من المنافقين والموهومين والكذابين مع عدم وجود طاقة تكفيك لإحتمال كل هذه التفاهات"

فأنا أقول له من واجبي أن أكون: "سمحا حتى مع الذين يثقلون على القلب بتفاهات الأمور، وهوامشها الغير مجدية رافعا راية الانتظار فربما تعلمهم التجارب شيئا جديرا بالممارسة"

وإن لم يتعلموا واستمرؤا الخطأ والتفاهات حلت عليهم مقولة نابليون: "إذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه"

بل ساعده بأن يلعب بٱخر ورقة في يديه وفلسفتها تكمن في أنها هة التي تلعب بمن يعتقد أنه يلعب بها، فصاحبها فاقد لعملية التباديل والتوافيق محروم من أن يقول فين السنيورة .. وهكذا أصبح حال عمالقة الوهم أمام الشعب نظام تفاهة يهرب بثورة تصحيح من داخلة مزيفة ومعارضة سوء تتقدم للوراء باعتمادها على جيش النظام والأمريكان لمثل ذلك أنشد الخطابي قائلا: 

"حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور"


وتالله فإن السيسي وأتباعه يعلمون موعد السقوط الذي حددته لهم أمريكا والسيسي بكل أريحية موافق عليه.

ولعمري ما علمت فى تاريخ البشرية أحدا مخلصا للخيانة إلى النهاية مثله حتى لو كان الدور علي رقبته، لقد تفوق على فرعون الذي كان مخلصا لطغيانه حتى بعدما رأى من ٱيات ربه الكبرى!!!

وتالله فإن الجيش والشرطة والأزهر والكنيسة وكل أطياف المعارضة يعلمون جيدا موعد السقوط المحقق ولكنهم يدخلون الشعب متعمدين في مساراتهم الهروبية اللعينة ويحاربون بكل ما أوتوا من قوة مشروع الفكرة الطيبة ماذا بعد السيسي لكى يحرقوا ٱخر ما تبقى بين أيدينا من وقت لإنقاذ مصر وضرب سد الخراب الصهيوماسوني، فهم الآن يغرقوننا بالكلام الساكت .. الكلام الغير منتج عن سيناريوهات سقوط السيسي وكلها معدة لهم سلفا.

بحسب زعمهم إذا كان وزير الدفاع "محمد زكي" ورئيس الأركان "أسامة عسكر" وقادة الأفرع في خلاف حقيقي مع السيسي، خلاف لصالح الوطن أو حتى خلاف بينهم من أجل الصراع على السلطة والثروة .. فوالله لو أنهم أصبحوا كما تزعمون لا يأتمرون بأمر السيسي بحسب الرسائل المبعوثة لكم من داخل الجيش عن طريق الفريق أو عن طريق زيد أو عبيد، ولو أن السيسي كما تزعمون وتروجون لا يستطيع تحريك أى قطعة عسكرية فى الجيش لقام هؤلاء الذين تتقدمون للوراء بهم بالانقلاب علي السيسي الان .. الٱن  ولقاموا أيضا بضرب السد الٱن .. الٱن على الأقل قبل فوات الأوان بقيام أبي أحمد وأثيوبيا بعملية الملء الثالث ولكسب هؤلاء بذلك ثقة الشعب المفقودة فيهم بعد اشتراكهم في مؤامرة الربيع العبري.

أيها الحمقى إن الانقلاب العسكري عمل فوقي يمتاز بالسرية التامة والسرعة الخاطفة فكيف بمن يسعون للانقلاب بكسر هاذين المبدأين؟!!

أيها الحمقى ألا تعلمون إنهم حكام ولا يحكمون وقضاة ولا يقضون وقادة ولا يقودون إنهم جيش في وطن وليس جيش وطن لن يقوموا بالإنقلاب على حاكمهم إلا في حالتين فقط:-

الأولى: عندما يصدر لهم أمر من أمريكا وتذكروا دور الأمريكان في إنقلاب ٢٣ يوليو ١٩٥٢ على الملك فاروق وتذكروا دور الأمريكان في إنقلاب ٢٥ يناير ٢٠١١ على الرئيس حسني مبارك.

الثانية: إن هذا الجيش لن يخرج على حاكمه بمعنى أدق لن يناصر الجيش ثورة الشعب إلا بعد تأكده التام من نجاحها حتى يقفز على النصر وأيضا بأمر من أمريكا، أفلا تتذكرون دوره في سرقة ثورة ٦/٣٠؟!!

أما حكاية الاستثناء التي في صفوفه فهى تثبت القاعدة ولا تنفيها .. إنه إستثناء لا يعطى أملا حقيقيا لأنه لن يصل بأى حال من الأحوال إلى كتلته الحرجة وفقا لطبيعة بنية الجيش وطبيعة تبعيته لعصر المتكسبين الذي تقوده أمريكا لذلك أقول لكم إن اليأس فيهم هو قمة الأمل وبداية العمل الصحيح الجاد في الدخول لعصر المحاربين الشرفاء.

بسم الله الرحمن الرحيم: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا )

يا عمالقة الوهم إياكم والظن بأن جماهير الأمة سينطلي عليها تلك التفاهات!!.. هل وصل بكم الأمر إلى هذا الحد من التلاعب بمشاعر الناس والعمل بخيانة الوطن عبر تلك المستويات الثلاثة في مسرحية لعبة الأمم القديمة الجديدة:-

١- الفصل المعرفي: بأنكم تصنعون الدجالة صاحبة إبليس بسنت ثم تقومون أنتم الإثنين نظام التفاهة ومعارضة السوء بعمل تعدديتكم الثنائية السلبية، وتقومون فيها باحتكار الفعل وأيضا باحتكار ردة الفعل لكى تروجوا لفكرة سقوط السيسي بعد عدة شهور وتضعوا الناس إما أمام خزى وعار الوقوع فيما حذرنا منه سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم:

( من ذهب إلى دجال أو عراف فلن تقبل صلاة أربعين يوما ومن ذهب إليه وصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )

 وإما بغية إضاعة الوقت في جدال الملح بين (مصدق ٱثم) و(غير مصدق مفرط) تماما لتصلوا بالجماهير إلى الفصل الثاني من مسرحية الخيانة وهو:

٢- الفصل الإجرائي: أى الخلاف الحاصل الٱن بين الجيش والسيسي .. أعود وأكرر ما قلته لكم ٱنفا لو أن هذا الخلاف حقيقي لكانت نتيجته الختامية هو قيام الجيش الٱن وفورا بضرب سد النهضة وسيجدون الشعب المصري كله عن بكرة أبيه والشعب العربي وكل المسلمين بل وكل أحرار العالم واقفة معهم تساندهم وتساعدهم ضد أمريكا وشركائها في مشروع إعادة دورة حياتها ودورة حياة عصر المتكسبيين.

٣- الفصل العملياتي: تخدرون الناس لعدة شهور قادمة حتى تضمنوا بها اكتمال بناء السد ثم تقومون بعد عملية التخدير بإسقاط السيسي وتصبحون أبطال في نظر الناس بأنكم أسقطتم السيسي الخائن العميل الذي ضيع النيل، ولكن مع الحفاظ على بقاء السد على ما هو عليه، فيصبح السد سيفا مسلطا على رقبة مصر ورقبة الأمة فى عودة الاحتلال وضياع سيناء وفرض الدين الإبراهيمي الإلحادي.

- وساعتها ستقولون ويقول السفهاء لنا لسنا نحن من وافق على بناء سد الدجال!!

- وساعتها ستقولون ويقول السفهاء لنا نحن لن نستطيع ضرب سد النهضة الأثيوبي حتى لا تغرق مصر.

- وساعتها ستقولون أيها السفهاء نحن لا نستطيع رفض أوامر الأعداء مهما كانت هذه الأوامر بحجة أنهم يضعون مصر والأمة بين شقى رحى وفكى كماشة يضغطون علينا في حالة عدم تنفيذ أوامرهم أو الإعتراض عليهم بالموت إما غرقا أو عطشا.

وصدق فيهم قول أمير الشعراء أحمد شوقي عندما كان يرثى ضياع الخلافة

لا تَبذُلوا بُرَدَ النَبِيِّ لِعاجِزٍ

عُزُلٍ يُدافِعُ دونَهُ بِالراحِ

بِالأَمسِ أَوهى المُسلِمينَ جِراحَةً

وَاليَومَ مَدَّ لَهُم يَدَ الجَرّاحِ

فَلتَسمَعُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ داعِياً

يَدعو إِلى الكَذّابِ أَو لِسَجاحِ

وَلتَشهَدُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ فِتنَةً

فيها يُباعُ الدينُ بَيعَ سَماحِ

يُفتى عَلى ذَهَبِ المُعِزِّ وَسَيفِهِ

وَهَوى النُفوسِ وَحِقدِها المِلحاحِ

إن أى سيناريو يقوم به عمالقة الوهم - الساقطون فعليا - لإستبعاد الشعب المصري من معادلة الصراع الحقيقية التي أصبحت بين الشعب من جانب وبين الولايات المتحدة الأمريكية من الجانب الآخر لهو الخيانة بعينها مع سبق الاصرار والترصد ولو تدثر أصحابها بحجة عدم جاهزية الشعب، متناسبن أنهم بذلك يناقضون أنفسهم بما قالوه من قبل ويقولونه الٱن عن جاهزية الشعب للثورة.

إن إصرار القوم على ذلك هو ما يدفعني لسؤالهم وهو سؤال المجاراة ليس إلا...

- ترى ما هى أسباب عدم جاهزية الجماهير من وجهة نظركم؟!!

.. فردوا على قائلين: غياب المشروع، وغياب القيادة، وغياب الإعلام الشعبي، وهو عين ما تقول به أنت في مشروع روح البطولة.

- فقلت لهم ابتداء الفرق كل الفرق بين جاهزية الشعب للثورة وبطولته الحاضرة التي تسمى إرادة أو تهيئة إجتماعية وبين تلك العيوب الثلاثة الفوق استراتيجية، لأن هذه العيوب حوالين الناس وليست فيهم، وعليه فإن هذه العيوب الثلاثة تقع على عاتق من ينادون بالاصلاح لأن الشعب ( رأى عام منقاد ) هذا توصيفهم في القرآن وتوصيفهم فى علم الرأى العام نفسه.

فإن كان الناس على دين ملوكهم فمن باب أولى الٱن أن يكون الناس حرفيا على دين من ينادون بالاصلاح فيهم.

إن هذه العيوب عيوب المصلحين، عيوب خاصة الناس وليس عيوب لعامة الناس. عيوب توضع على عاتق المصلحين - أى القادة - مثلها مثل العيوب الفوق استراتيجية الستة الخاصة بالنظام والمعارضة مضافا إليهم عيوب أمريكا الثلاثة، وأخيرا عيوب الأبطال أنفسهم .. تلك إذن هى طقوس العبور الثمانية عشر سمها عيبا أو تحديا يمها ما شئت طالما هى لهم في الأخير أرض إختبار وطقوس عبور لإثبات صحة وصدق بطولتهم.

أيها القوم إن كانت هذه العيوب الثمانية عشر "الفوق استراتيجية" مسائل غير محلولة عندكم فهى مسائل محلولة فيما قدمناه لكم في مشروع روح البطولة كسنة كونية سادسة.فإن قلتم وهذا بالقطع حق لكم ما أدرانا بصحة هذا المشروع؟

- أقول لكم فلتخضعوا المشروع للمناقشة الجادة والنقد البناء فإن من أسباب الجهل: النظرة السطحية، وإتباع الظن، والأخذ أو الرفض بدون دليل أوحجة.

فوالله لو أنكم بذلتم في هذا المشروع عشر ما بذلتموه أو تبذلونه الٱن من مجهود حتى وإن كان هذا المجهود على المستوى المعرفي فقط بعد عملية النقد وإثبات صحته لحلت بفضل الله المشكلة.

موقفي واضح وكلامي واضح كل حرف فيه يدعوا إلى الثورة الحقيقية التي تنتظرها الأمة، موقف لا يقبل المزايدة من أراذل الشعوب بأنه موقف رضا الشخص اليائس حسب المثل الشعبي الدائر: "إذا كان معاك نحس لا تسيبه يجيك أنحس منه"!!

تالله ما علمت أنحس وأشر على مصر والمسلمين من السيسي  تالله ما علمت أنحس وأشر على مصر والمسلمين ممن قاموا بثورات الربيع العبري وعلى رأسها ٢٥ يناير ثورة الكذابين ويصدقها الجهلاء، وثورة ٦/٣٠ ثورة الجهلاء ويصدقها الكذابين ولا أشر من الذين يكررون نفس الأخطاء من جديد.

تالله ما علمت أنحس ولا أشر على مصر والمسلمين ممن يعولون على الصين أو على روسيا في مواجهة أمريكا بدعوى توازن القوى، وهم يعلمون أن الكفر ملة واحدة وأن جميعهم كانوا ضد الإسلام وضد مصر من قبل والٱن وفيما بعد وموقفهم الأخير اتضح في مجلس الأمن حيال أزمة سد النهضة، إنهم جميعا ينتمون لعصر المتكسبين المنهار الذي تقوده أمريكا وتعمل على إعادة دورة حياته المتهالكة والمتزامن مع محاولة أمريكا لإعادة دورة حياة إمبراطوريتها الأمريكية المتهالكة.

تالله ما علمت أنحس ولا أشر على مصر والمسلمين من الذين يقولون إن أمريكا قوى عظمى لا طاقة لنا بها، ويقولون تارة أخرى إن أمريكا فى حالة انهيار وسقوط حتمي من تلقاء نفسها بفعل السنن الكونية الجارية عليها فاتركوها تسقط لوحدها حتى تأمنوا شرها.

وتالله ما علمت أنحسر ولا أشر وأزيد في هذه الحالة ولا أكذب على مصر والمسلمين من أناس يدعون أنهم أصحاب رؤى فلسفية وأنهم مستقلون ومتبعون للمنهج العلمي وهم في حقيقتهم أشد من بني إسرائيل في تحريفهم الكلم عن مواضعه حتى لو كان قرٱن أو سنة أو إجماع انعقدت عليه الأمة وكذلك من تحريف حقائق وثوابت ومواقف واضحة وكذلك من تحريف لكلام مفكرين وعلماء بالدس عليهم تارة والحذف تارة والتشويه تارة وطرقهم ومساراتهم الضالة والمضلة في هذا المجال كثيرة جدا...

وتحت يدى في نفس هذا التوقيت المتزامن والمتوازي مع ما يقوم به (عمالقة الوهم ) من "استراتيجية الهروب للأمام" التي تقوم بها أنظمة التفاهة و "استراتيجية التقدم إلى الوراء" التى تقوم بها معارضة السوء عدة نماذج من أراءل الشعوب هى الأخطر على مصر والأمة على الاطلاق لأنها تكرس لبقاء القوم الفاسقين الذين كلما تعرضوا للانهيار والسقوط رفعوهم من جديد وأمدوهم بقبلات الحياة.

نماذج تخدم على أسيادها اليهود والأمريكان في إنفاذ خطة هندسة الخراب لإعادة دورة حياة عصر المتكسبين أيما تخديم وذلك بتخوبف الناس من فكرة شرور المرحلة الإنتقالية

إن من باب حسن الظن بهؤلاء الأشخاص تقديم العذر اهم أولا بأنهم يهرفون بما لا يعرفون والواجب عليهم أن يتعلموا قبل أن يتكلموا ولكن القوم قتلوا في أنفسهم حسن الظن بهم لأنهم يدعون الحكمة والنظرية الفلسفية العميقة والمنهج العلمي الصحيح لقد أضاعوا على أنفسهم مبدا العذر بالجهل.

ألم يكن من الأفضل لهم أن يتبعوا فليقل أحدكم خيرا أو ليصمت أما كان يكفيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

" إذا رأى أحدكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"

ولكنهم استمرؤا العمل بالشئ ونقيضه في نفس الوقت حتى ينخدع الناس فيهم ولكى يحجزوا لأنفسهم مقعد ٱخر في حالة سقوط عمالقة الوهم، ولأن الصراخ على قدر الألم فلا يسعني إلا أن أقول إن الشيطان يقدم إستقالته أمام شر هؤلاء الأراذل وأقسم بالله أنهم كذابون دجالون مفترون جهلة ليس لهم صلة بالاصلاح ولا شموا رائحة العلم ولا يعنيني هل هم أدوات أم أنهم رواد كل ما يعنيني هى النتيجة النهائية والممثلة الختامية لهم، لأنهم يقدمون أفكار مدروسة وممنهجة ومخطط لها من الغرب وهم داعمون لها في الداخل 

النموذج الأول: من جماعة أراذل الشعوب الذين يعمدون لمناشدة أصحاب الشرور والخيانة والإفساد في الأرض بأمرين هم أغرب من بعض!!

الأول: حل المشاكل الواقعة بتعمد منهم.

الثاني: مطالبتهم بحلول خيالية أشبه بالميتافيزيقا تماما كالذي ينصح الشيطان بالتخلي عن إغواء البشر، أو دعوة العقارب والحيات بالتخلى عن طبيعتها فى لسع الناس أو لدغ الناس بالسم الزعاف .. أما وإن فعل الشيطان وفعلت الحيات والعقارب وفعلت أنظمة التفاهة ومعارضة السوء وهى بالفعل فعلت وتفعل فعليها أن تقدم للضحية أى الشعوب المصل الواقي والترياق الشافي كل ذلك باستحضارهم مصوغات من الدين ومن العلم تحت دعوى "من أتلف شيئا فعليه إصلاحه" وبالرغم من أنه ليس بحديث لكن تشهد بمعناه شواهد كثيرة، فهو من جملة قواعد العدل بين الناس، والشخص مطالب شرعا بضمان ما أتلفه، والعقل والبلوغ والقصد ليست شروط للضمان.

أيها التعساء: هل يعقل أن نطلب من الذين أشعلوا نار أزمة سد النهضة لتحقيق أهداف مخططهم أن يحلوها وأن يقوموا بزراعة صحاري الربع الخالي ومصر وافريقيا بالغابات حتى لا ينهار كوكب الأرض بانهيار التوازن البيئي.

النموذج الثاني: من جماعة أراذل الشعوب وهم الذين نتطرق لهم من خلال محاضرة ألقاها شخص لا أود ذكر إسمه وكانت في مملكة البحرين بدعم من السفير المصري ياسر شعبان وبحضور السفير الفلسطيني وكثير من الشخصيات العربية في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد ٱل خليفة للثقافة والبحوث بعنوان: "كيف نفهم مايجري في العالم بكلمة واحدة"

كانت هذه الكلمة ( interregnum ) وتعني الفترة الانتقالية بين نظام يسقط ونظام ٱخر يولد يقول المفكر التعيس اللامع: ( كان في فيلسوف إيطالي إسمه أنطونيو غرامشي ما حدش يسمع عنه تقريبا أبدا لكنه إشتهر بكتاب كتبه في السجن في ١٩٢٩ كان عنده أفكار ثورية كان شاعر وفيلسوف ماركسي عاش ٤٦ سنة ودخل السجن لأن موسوليني شاف خطورة فى أفكاره المتطرفة على نظامه.

غرامشي كتب كلام كتير مقالات كتير جمعت لاحقا في كتاب بعنوان: "مذكرات سجن" واللي ما حدش يسمع عنه كتير اشتهر لاحقا بأنه كان بيحاول يتأمل الأوضاع بين الحربين العالميتين الأولى والثانية

أنطونيو غرامشي كتب عبارة اشتهر بها جدا سنه ١٩٢٩ هذه الكلمة إرتبطت في ذهني أنا فيما كتبه ورأيت أنها بتمثل تقريبا الفترة التي نحن فيها لأنه في غياب السلطة الكبرى الأمور تنفلت وهى:

( إن الأزمة تتمثل بدقة في حقيقة أن النظام القديم يموت والنظام الجديد يتعذر ميلاده في هذه الفترة الانتقالية كثير جدا من الأعراض المميتة والشرور تظهر )

وغرامشي عبر عنها في نفس المذكرات بطريقة ثانية كانت أوضح قال: ( العالم القديم بيموت والعالم الجديد لم يولد بعد أو بيكافح من أجل أن يولد، هذا وقت الشياطين والأشرار ) 

وهنا نلاحظ أن هذا المحاضر - المفكر - الذي يقول أنه يتبع المنهج العلمي بدأ كلامه عن غرامشي بتشويه الرجل حيث قال: غرامشي كاتب ماحدش يسمع عنه "تقريبا أبدا"!!

وضع عزيزي القارئ خط أحمر تحت كلمة المحاضر "تقريبا وأبدا" كيف تجتمع الكلمتان ياصاحب التفكير العلمي؟!!

لقد تناسى المحاضر أن الفيلسوف أنطونيو غرامشي كان مشهورا جدا وأن أفكاره هزت عرش موسوليني وكان هذا واضحا أثناء محاكمته وكلمة القاضي عنه في المحكمة خير دليل على أهميته وشهرته ومدى تأثيره في المجتمع بل في العالم كله فالرجل انتقد الماركسية في مواضع كثيرة وانتقد الشيوعية أكثر ووضع أفكار بالغة الأهمية لدرجة أنه أصبح صاحب مدرسة تسمى "الغرامشية".

ثم بعد ذلك يقول هذا المحاضر إن غرامشي كتب كلام كتير مقالات كتير ثم بعدها بدقائق معدودة نجده يقول:

ومن يكتب كتير ويتكلم كتير عادة الكلام بتاعهم لا يكون رصين لكن بس هو جيد بيقول كلام كويس!!

وياله من تناقض ٱخر يقع فيه المحاضر وفي نفس الجملة حيث كان يتكلم عن المؤرخ البريطاني "نايل فيرجسن"

وبالطبع التشويه يطول غرامشي بالقصد والمحاضر يخرج منها سالم .. ثم ينتقل بنا المحاضر نقلة أخرى أشد في تشويه غرامشي وهو: استشهاده بجملة أنطونيو غرامشي الشهيرة عن المرحلة الانتقالية حيث ينزعها المحاضر من سياقها العام ليخدم بها على عملية تكريس الأوضاع وابقاء الحال على ما هو عليه في يد أنظمة التفاهة كل هذا ليصل بنا إلي التشويه الثالث والأخطر وهو أن أمريكا تسقط من تلقاء نفسها مغالطا لحقيقة هامة ألا وهى:-

أن أمريكا تعيد دورة حياتها وأيضا تعيد فى نفس الوقت دورة حياة "عصر المتكسبين" وبمساعدة الدول التي تدعي في العلن مجابهة أمريكا مثل روسيا والصين الصين وروسيا.

أيها التعساء ألم يكن من الأجدر بكم أن تقدموا نموذج لصعود عصر ٱخر أمام عصر المتكسبين المنهار بفعل السنن الكونية الخمسة لأن أمريكا لن تسقط وعصر المتكسبين لن يسقط طالما أنهم يعملون على إعادة دورة حياتهما ولسبب ٱخر أنهما يعملان فى فراغ بفعل نظرية القصور الذاتي طالما أنه ليس هناك مشروع يوقف مخططهم.

والسؤال الذي يثور هنا: لماذا لم يتعرض الكاتب المحاضر المفكر للطرف الثاني من كلام غرامشي أى مشروع غرامشي ومع احتفاظ المحاضر بحق نقده كما فعلت أنا مع غرامشي ومع عبد الرحمن الكواكبي الذي سبقه؟!!

إنه الهوى والتحريف المتعمد لتخويف الناس عن مجابهة الظلم والانتظار الأبله لسقوط الأشرار من تلقاء أنفسهم.

يقول الكواكبي: "فناء دولة الإستبداد لا يصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمار الأرض والناس والديار، لأن دولة الإستبداد في مراحلها الأخيرة تضرب ضرب عشواء كثور هائج أو مثل فيل ثائر في مصنع فخار، وتحطم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال، وكأنما يستحق على الناس أن يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والإستبداد، وعدم تأملهم في معنى الآية الكريمة: ( وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ۖ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ )

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق