اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2023

غياب القادة والجيوش العربية والإسلامية...السبب الرئيسي فيما يجري في غزة من إبادة جماعية.....

 

  المشاهد التي نراها في غزة دامية بكل ما تعنيه الكلمة، وهي إبادة جماعية وتطهير عرقي يتعرض لها شعبنا في غزة العزة وفي الضفة الغربية، بل وتشتد وتيرة العدوان الصهيوأمريكي بريطاني وبشكل واضح وظاهر امام العالم أجمع، دون أن تجد موقفا حازما من أحد من قادة وجيوش العرب والمسلمين، ومن ما يسمى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ليستطيع أن يوقف ذلك العدوان الصهيوني النازي على شعب أعزل ومقاومة لا تمتلك إلا الأسلحة الخفيفة التي تدافع بها تراب وطنها وشعبها وكرامة وشرف أمتها وقادة وجيوش الأمة النائمين والتائهين والمترددين والخائفين من الصهيوأمريكيين بريطانيين...


     والسبب الرئيسي في بقاء هذا العدون الصهيوأمريكي بريطاني وبشكل لحظي ويومي، ورفضهم إيقاف هذه الحرب النازية في مجلس الأمن، وإصرارهم على مخالفة كل الشرائع السماوية الإنسانية والشرائع والقوانين الدولية وكل ما ذكر يعود لغياب قادة وجيوش الأمة العربية والإسلامية ومواقفهم المخزية، والتي لا تتناسب مع حجم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في غزة العزة ومع حجم الإنتصار الذي حققته حماس وفصائل المقاومة في غزة ومع محور المقاومة على ذلك العدو الصهيوني وداعميه المتصهينين قادة وجيوش أمريكا وبريطانية...


    وهذا الغياب للقرار السيادي المستقل  لهؤلاء القادة والجيوش وعدم إتخاذهم قرارا حاسما لما يجري في غزة، يظهر مدى إنبطاحهم وإستسلامهم وتبعيتهم لمشاريع ومخططات الصهيونية العالمية ولأعضائها قادة وجيوش أمريكا وبريطانيا، ويبدوا أن كل ما جرى وما زال يجري في غزة متفق عليه بحجة القضاء على حماس وفصائل المقاومة، اليوم في غزة والضفة الغربية وغدا في لبنان وبعد غد في اليمن والعراق، لتنفيذ ما عجزوا عن تنفيذه في عشرية النار السابقة وهو القضاء على محور المقاومة بشكل كامل، فأحداث عشرية النار وإنتصار محور المقاومة على كل مخططاتهم وربيعهم الصهيوغربي المستعرب والمتأسلم وعصاباتهم الداعشية وهزيمتهم تكشف سبب الإنبطاح والصمت وغياب الموقف العربي الإسلامي الحازم لحماية شعب غزة والضفة الغربية، وتؤكد إنخراطهم من تحت الطاولة في المخطط القديم المتجدد، ولو لم يكونوا منخرطين بالمؤامرة كما جرى سابقا لتم وضع حد لهذه المجازر والجرائم والإبادة الجماعية، وتم وضع حد نهائي في المنطقة برمتها للتعنت والغطرسة الصهيوأمريكية بريطانية.... 


     فما يجري في غزة هاشم غزة العزة من أحداث مؤلمة إستقطبت إهتمام شعوب أمتنا وشعوب العالم أجمع حتى الشعب الأمريكي والبريطاني، وأيضا أعاد إهتمام قادة الإتحاد الأوروبي بالذات لهذه القضية، الأمر الذي جعل هؤلاء القادة وشعوبهم تنتقد تلك الجرائم بل وتصرح بتصريحات حقيقية في وصفها الصهيونية بالنازية الهتلرية، دون أن تجد تصريحات مشابه لها من قبل بعض قادة وجيوش الدول العربية والإسلامية، وعدم إتخاذ موقف حازم من قادة العرب والمسلمين ضد الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا يؤكد أنهم فتحوا الأبواب على مصراعيها لبقاء هيمنتهم على منطقتنا  وشعوبنا وخيراتنا وثرواتنا البرية والبحرية والجوية إلى يوم البعث، وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على خطورة هذه المرحلة على أوضاع منطقتنا والعالم حاليا ومستقبلا، لأن الصهيوغربيين وحلفهم الناتوي هزموا من روسيا بوتين في أوكرانيا وطردوا من كل إفريقيا، فإتجهت أطماعهم مرة أخرى على منطقتنا وثرواتنا وخيراتنا وكل ما حبانا الله بها من نعم وأرزاق لشعوب الأمة كاملة، لأنهم يعتبروننا دائما الجهة الأضعف لإستسلام وتطبيع بعض قادة وجيوش منطقتنا لهم والرضا بهيمنتهم...


    وهذا هو السبب الرئيسي من إطلاق جنون قادة عصابات الكيان الصهيوني ودعمهم من قبل أمريكا وبريطانيا بالذات دعما لوجستيا وبكل أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دوليا لإبادة شعب غزة العزة ومقاومتها، وكل من يرفض ويحارب هيمنتهم ولا يخضع لهم ويرضى بحكمهم وسيطرتهم على فلسطين والمنطقة برمتها، وهذا يؤكد أننا كمحور مقاومة بدوله وفصائله حاربنا في الماضي والحاضر ومعنا شعوب أمتنا العربية والإسلامية وشعوب العالم أعداء صهاينة ومتصهينين نازيين، إرتكبوا وما زال يرتكبون أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية بحق شعوب أمتنا في الماضي القريب وحاليا بشعب غزة العزة والضفة الغربية وحتى في مناطق ٤٨ المحتلة، ويلجأون لتنفيذ مخططاتهم وهيمنتهم بأساليب شيطانية خبيثة ووسائل محرمة دوليا وأكاذيب مبدعة لتبرير ما يرتكبونه من إبادة جماعية ومجازر وجرائم بحق شعبنا في غزة، وإذا لا سمح الله ولا قدر سقطت غزة فإنهم سيستخدمون مرة أخرى كل تلك الأساليب والوسائل الشيطانية في مصر والأردن ولبنان وسورية واليمن والعراق...وغيرها من الدول لتثبيت هيمنتهم لمئة عام قادمة...


    ودول الصهيوأمريكيين البريطانيين هي دول إرهابية مؤسسين لكل عصابات الإرهاب الدولي قديما وحديثا، وهم خارجين عن كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسية الدولية وضاربين بعرض الحائط كل ما ذكر سابقا، بل ويتلاعبون بها ويلتفون عليها بتخفيهم بلباس الأديان والحرية والديمقراطية والإنسانية الزائفة ومحاربة الإرهاب...وغيرها من أساليبهم الشيطانية الخبيثة، بالرغم من ان كل هذه الشرائع والقوانين  تحارب أساليبهم ووسائلهم في شن الحروب على الشعوب بحجج كاذبة وشماعات فارغة كشفت سابقا في العراق وأفغانستان وسورية وليبيا وكل دولنا بعشرية النار  وكشفت في الدونباس الروسية وأوكرانيا وفي دول أمريكا الجنوبية وحتى في تايوان الصينية وحاليا كشفت في بعض الدول الأوروبية وأمام العالم أجمع، لذلك يجب محاربتهم والخلاص من شرورهم وللأبد كما تمت محاربة هتلر النازي وحاشيته وجيوشه قديما في الحرب العالمية الثانية...


    وأيضا تلك الشرائع السماوية والقوانين الدولية والأممية تدعو بكل بنودها إلى إحترام الإنسان والحفاظ على حياته من الإرهاب الدولي ومؤسسيه وداعميه، ولكن هؤلاء تفردوا بمنطقتنا سابقا ويتفردون بشعب غزة العزة وشعوب كل محور المقاومة حاليا، لغياب الموقف الحازم للقادة والجيوش العربية والإسلامية بل وتواطئ البعض منهم في الماضي والحاضر على شعوب منطقتنا وعلى شعب غزة وفلسطين كاملة، وهؤلاء الاعداء الصهيوأمريكيين البريطانيين إستغلوا هذا الضعف والوهن والإنبطاح والتواطئ لبعض قادة العرب والمسلمين للإستمرار بهذا العدوان الغاشم والظالم، بل ورفع وتيرته وزادة جرائمه وإبادته وفتح شهيته وأطماعه التوسعية في الضفة وكل فلسطين، وفي الدول المحيطة والعالم أجمع لتنفيذ فكرهم التلمودي بحكم المنطقة والأرض وما عليها لأنهم شعب الله المختار وباقي الشعوب والأديان إما أن تموت ويتم إبادتها وإما ان تستسلم وتخضع لحكمهم وهيمنتهم وإلى الأبد...


    وهذا ما يجري اليوم في غزة وغدا  في دول منطقتنا وبعد غد في دول العالم أجمع، الأمر الذي يحتم على قادة الأمة العربية والإسلامية وجيوشها أن تراجع مواقفها المخزية والمذلة والصامتة والغائبة غيابا كليا، والتي إنتقتدها كل شعوب الأرض وقادة دول كبرى كروسيا والصين وأمريكا الجنوبية وكوريا الشمالية،  تلك الدول الكبرى التي دافعت مع محورنا المقاوم في الماضي عن شعوب أمتنا ومنطقتنا ضد الهيمنة الصهيوأمريكية بريطانية وما زالت تدافع عنا وعن غزة العزة، لذلك يجب إعادة التقيم لما يحدث من قبل هؤلاء القادة والجيوش وإذا لم يتخذوا موقفا حازما فلم ولن يكون لهم أي دور بعد تحقيق الإنتصار على محور الشر الثلاثي الصهيونية العالمية وقادة أمريكا وبريطانيا وجيوشهما المتصهينين وكيانهم الصهيوني المحتل لفلسطين وأراضينا العربية، ولعل وعسى أن يعيدوا إعتبارهم بين القادة والجيوش كما أعادها وحافظ عليها في الماضي البعيد والقريب محورنا المقاوم بدوله إيران وسورية وكل فصائل المقاومة في غزة العزة ولبنان واليمن والعراق ليكون لهم موقع وقطب في المتغيرات الدولية القادمة لا محالة بعد إنتهاء الحرب على غزة العزة ومحورها المقاوم، وإنتهاء الحرب على روسيا وإنتصارهما على الصهيوغربيين وحلفهم الناتوي الصهيوني وإنتصار محورهما المقاوم العربي والإسلامي والعالمي...


 أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق