اخبار ذات صلة

السبت، 16 ديسمبر 2023

"صوت العرب من القاهرة" ... عبد الرحمن البسيوني يروي لمونت كارلو 70 عاما من تاريخ إذاعة "صوت العرب"

 


"صوت العرب من القاهرة" ... عبد الرحمن البسيوني يروي لمونت كارلو 70 عاما من تاريخ إذاعة "صوت العرب"

تحتفل إذاعة صوت العرب هذا العام بعيدها السبعين، وبهذه المناسبة استضفنا السيد عبد الرحمن البسيوني كبير الاذاعيين بصوت العرب، ليحدثنا عن ذكرياته مع هذه الإذاعة التي ولدت في تموز/ يوليو 1953، وكانت شريكا أساسيا ومنبرا للسياسيين والفنانين والمثقفين العرب. واكبت صوت العرب ثورة يوليو المصرية ودعمت حركات التحرر العربي من اليمن وحتى المغرب، وكيف تعرف المستمع العربي على صوت فيروز وام كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم من الفنانين والمثقفين عبر أثير هذه الإذاعة العريقة.

"صوت العرب كانت منطلق لأصوات كثيرة جدا من العالم العربي ... كانت بدايتهم في صوت العرب، أنا أضرب مثلا بفيروز ... من أهم برامجنا وأشهرها في صوت العرب هو برنامج كان اسمه "أول مرة" وكانت تقدمه الإذاعية نادية توفيق بالتعاون مع أحمد سعيد، الذي هو الرئيس التاريخي لصوت العرب، وكنا نسميه ناظر مدرسة صوت العرب الإذاعية،

نادية توفيق كانت تقدم البرنامج لأول مرة وسجلته مع فيروز في لبنان، وقالت لي أنها كنت مسافرة مع زوجها إلى لبنان، وربما لم تكن الفنادق كثيرة في ذلك الوقت، واستضافتها فيروز في منزلها في هذا الوقت، وقالت لي "أنا نمت بجوار فيروز وزوجي نام في غرفة أخرى مع زوج فيروز"،

فكانت هناك علاقة ودية جدا بين المطربين وبين العاملين في صوت العرب،

المؤكد أن أحمد سعيد نفسه هو الذي كان أشار في هذا التسجيل قائلا "يا جماعة أنا شفت فيه مطربة في لبنان اسمها فيروز تستحق أن نبرزها في صوت العرب"

في بداية ظهور فيروز؟

طبعا، لم تكن جاءت إلى مصر، وذهبت إليها نادية توفيق عملت معها هذا اللقاء الإذاعي، ثم بعد ذلك جاءت فيروز وكانت من بدايات ظهورها في مصر مع إذاعة صوت العرب.

الحقيقة أن هذا الأمر استمر بالنسبة لكل المطربين لكل الفنانين، يعني نعلم جميعا أن وجدي الحكيم كان من أشهر مديري المنوعات في صوت العرب، أحد الكبار الذي كان علاقته الشخصية مع عبد الحليم حافظ وكل المطربين، ووجدي الحكيم كان أشهر مذيع منوعات في العالم العربي وشهرته لاتزال قائمة، وقدم برامج في التلفزيون فيما بعد، لكن وجدي الحكيم هذا كان أسطورة المنوعات في العالم العربي، وكان يحكي لنا المذيعون الأصغر منه كيف كان منضبطا في عمله، كيف كان محل ثقة لكل الناس.

كان يحكى لنا، مثلا، أن المطربين العرب جميعا وخاصة عبد الوهاب وغيره ... يعني الكل يسمى مطرب عربي، كانوا يحرصون دائما على معرفة مواعيد إذاعة أغانيهم في صوت العرب وتوقيتها، وكانوا يزعلون لو أن أحدهم أذيعت له أكثر من أغنية أو أخذ مساحة أكبر من الآخرين، دليل على الحرص على متابعة إرسال صوت العرب والوجود داخل صوت العرب.

عندما نتكلم عن الإذاعيين ... أحمد سعيد، لأنه صوت العرب لما بدأت، بدأت في البرنامج العام أي الإذاعة الرئيسية، وصوت العرب كان في البداية مجرد برنامج داخل إذاعة البرنامج العام، وكان يقدمه أحمد سعيد ونادية توفيق وكان معهم الأستاذ صالح جودة الشاعر الكبير، وهو إذاعي قدير أصلا وهو يعتبر هو من بدأ البذرة، لكن أحمد سعيد هو أول رئيس تاريخي لإذاعة صوت العرب ... وكان أحمد سعيد أسطورة كبيرة.

أنا أزعم أن صوت العرب التي أنشئت، كما تعلمون، بهدف التحدث إلى العالم العربي، بهدف مساعدة الدول على الاستقلال والتحرر من الاستعمار، فأنا أزعم أن صوت العرب لم تكن ولن تأتي بعدها وسيلة حظيت بنفس الدور الذي قامت به هذه الإذاعة أو بهذا التأثير في الشارع العربي، يعني أنا سمعت مثلا من السفير سعيد كمال الذي كان سفير فلسطين في مصر، سمعت منه واقعة في إحدى الحفلات التي كنا نقيمها للاحتفال بصوت العرب، عندما كان أحمد سعيد يقرأ التعليق ... تعليق صوت العرب على الأنباء، كان كل العرب يستمعون إلى هذا التعليق، لدرجة ما حدث في هذه الواقعة في فلسطين، يومها كان التعليق عن أحداث في فلسطين وبمجرد انتهاء التعليق، قامت مظاهرات في فلسطين وكان الهتاف "قول وعيد يا أحمد سعيد ... فلسطين عربية"

أنشأنا إذاعة مستقلة اسمها إذاعة فلسطين ... صوت فلسطين ... كانت إذاعة مستقلة تابعة لصوت العرب، ولدينا وادي النيل ... كان زمان اسمها ركن السودان.

بالنسبة للجزائر، وأنا استمعت لهذه الحكاية من أحمد سعيد شخصيا، أنه بالنسبة للجزائر في لحظة التحرر كان الاحتلال الفرنسي ينوي إعلان رئيس جمهورية تابع له، فقام أحمد سعيد سريعا وبالتعاون مع الثوار الجزائريين بإرسال مذيع بدبابة دخل الإذاعة وأعلن أحمد بن بيلا رئيسا للجزائر، فكان لصوت العرب دور مهم.

المغرب وعندما نفي ملك المغرب، كان هناك من يتحدث باسم الثورة المغربية من هنا، وهو علال الفاسي كان يقدم من هنا ... من داخل صوت العرب خطابات وبرامج موجهة للشعب المغربي، ولذلك سمعت من أحمد سعيد رحمة الله عليه أنه كان من ضمن الوفد الذي حضر عودة الملك محمد الخامس من المنفى وأنه كان يستقبل أحمد سعيد استقبال الزعماء لأن مكانته كانت كبيرة، وهو يسلم على الملك قال له جلالة الملك لا تنسى الجزائر، فقال له الجزائر مثل المغرب ولن أتخلى عنه.

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

إلى بلد آخر، اليمن ... عبد الناصر نفسه كان هناك في اليمن، وقال إنه على الاستعمار أن يحمل عصاه، ويرحل، وكان مذيع صوت العرب الموجود في هذا التوقيت هناك هو الأستاذ محمد مرعي رئيس صوت العرب ونائب رئيس الإذاعة سابقا، وأحد مشاهير صوت العرب.

أحب أن أقول شيء مهم جدا، وربما يكون طريفا، وهو أنهم كانوا يسمون في اليمن الراديو "راديو أحمد سعيد" ... أو "صندوق أحمد سعيد"، ونظرا لحب المتابعين لصوت العرب في كل مكان، شركة من الشركات العالمية أنتجت جهاز راديو مكتوب عليه صوت العرب وهو موجود حتى الأن ويحتفظ البعض بنسخ منه"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق