اخبار ذات صلة

الأحد، 3 يناير 2021

العلم فى ظل حكم القبيلة العسكرية ,,

 


بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

لم تعد أهمية التعليم محل جدل في أي منطقة من العالم فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة في العالم هي التعليم، وأن كل الدول التي تقدمت بما فيها النمور الآسيوية قد تقدمت من بوابة التعليم ولذا تضع الدول المتقدمة التعليم في أولوية برامجها وسياساتها.


              بالمعلم سنغافورة من مزبلة إلى جنة

وقد ذهبت الكثير من أقوال المشاهير من العلماء والسياسيين إلى التأكيد علي الأهمية الكبيرة للتعليم وعلي الدور الذي يمكن أن يلعبه، ففي بريطانيا ظل رئيس وزرائها الأسبق "توني بلير" يردد طوال حملته الانتخابية وفي مؤتمرات الحزب أن الأولوية في برنامج الحكومة هو التعليم،

والتعليم، وفي نفس الإطار أكد "شيمون بيريز" رئيس الكيان الصهيوني الأسبق في حديث للتليفزيون الكيات الإسرائيلي المغتصب أنه إذا كانت الدول القريبة منا تملك الثروات الطبيعية والبترولية فإننا نستطيع أن نحسم الصراع لصالح إسرائيل عن طريق التعليم، وعن طريق الثروة البشرية التي نملكها وإتاحة التعليم الجامعي لكل فتي وفتاة في إسرائيل.


اذا أردت أن تبني دولة جديدة عليك أن تجدد وتحدث التعليم، ولنا في سنغافورة المثل الناصع لذلك، يقول أحد الذين زاروا سنغافورة: وجدتها دولة كأنما هي مرسومة رسما خياليا على الأرض .. كل شئ حديث .. كل شئ مرتب كأنما مدينة صنعت في الخيال، في حين قال بعضهم أنها كانت في السابق مزبلة ٱسيوية، وأن سبب تطورها أو تحولها إلى معجزة كما يقول الرئيس السنغافوري لي كوان يو: "أنا لم اصنع معجزة في سنغافورة، أنا فقط قمت بواجبي الوطني فخصصت موارد الدولة للتعليم وغيرت مكان طبقة المعلمين من طبقة بائسة الى أرقى طبقة في سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجزة هذه هي حكمة هذا الرئيس"


                            واليوم في مصر

بكل تأكيد سيدة المدرسة تستاهل ما جرى لها لأنها لم تعرف قدر نفسها .. وذل من لم يعرف قدر نفسه .. ذل كل معلمى مصر ويستحقوا ما فعله بهم هذا الفاشل الغشوم اليوم!!!

بكل تأكيد نحن مع النظافة فهى من الإيمان ونحن رأينا أخواتنا اللاتى يكبرنا سنا وأمهاتنا ومعلماتنا وهن يقمن بذلك المجهود الطيب بأنفسهن تطوعا وبكل حب ليس فقط فى بداية كل موسم دراسي وإنما كلما تطلب الأمر ذلك ورأينا كذلك إخواننا الكبار يقومون بنفس الدور بحب ومسئولية ذاتية نابعة من قدوة خارجية أمامهم .. وشخصيا أنا عشت هذا الجو الرائع فى المسجد والمدرسة والنادي والشارع الذي كنا فيه .. وأم زوجتى رحمها الله المعلمة الفاضلة والفنانة التشكيلية كانت تقوم بكل هذا وأكثر من هذا بكثير على مدار السنة حتى فى الأجازة وتساعد فى إعالة الطلبة الغير قادرين بما تستطيع.

أيها المسئول الفاشل ووزير التعليم الأفشل الذي أثنى على تصرف المحافظ .. أيها الفاشل على حد تعبيرك كان حلى بك قبل أن تحاكم المعلمين بهذه الطريقة السيئة وتصدر حكمك الأشد سوءا وجرما أن توفر لهم الإمكانيات اللازمة.

ولا الحكاية هى فقط لزوم اللقطة!!!..

يا سادة حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا غيركم!!!..

يا سادة قدموا أنفسكم لنا قدوة الحسنة!!!!..


لقد تعمد رجل القش هذا إلى استخدام مغالطة الإحراج الزائف (القسمة الثنائية الزائفة) ومثال ذلك إما أن توافق على خفض الضرائب وإما أن تكون راضيا على الخراب العاجل الذي سيحيق بهذا البلد .. إما أن تكونوا متعاطفين مع هذه المعلمة أى مع عدم نظافة المدرسة وإما أن تكون راضيا عن خراب التعليم وعليه لا تلوموا النظام بسبب فشل وانهيار التعليم .. رجل القش هذا يلعب مع الشعب لعبة المغالطات المنطقية والإنحيازات الإدراكية متناسيا هو وغيره من المسئولين فى جميع المنطقة العربية أن الشعوب كل الشعوب فى حالة استواء ونضوج وتهيئة إجتماعية أى أن بطولتها التى تسمى إرادة أصبحت متحققة على الأرض وتعلم جيدا أن الوظيفة التعليمية هى إحدى  وظائف الأنظمة سواء التعليم أو الثقافة أو الإعلام .. ونفس المثل بحدث فى دولة الجزائر الشقيقة لكن بطريقة معكوسة فالمعلمة هى التى تشتكى للمسئول من ضعف وسوء الإمكانات التى عليها المدرسة وهى تكرر قائلة هذه المقاعد والتخت متهالكة من أيام الإحتلال الفرنسي ونحن نقوم بمعالجتها فيعطيها ظهره ويمشي ويقول لها لا تقولى إحتلال.


يا سادة ابحثوا فى ديوان محافظة هذا الفاشل ستجدون حال أسوء وأبشع من هذا السوء الذي عليه المدرسة!!

ألم يكن من اللياقة الأدبية ومن حسن الخلق ومن الكياسة وفن الإدارة أن يبحث المحافظ فى هذه الواقعة عن (السابق والسياق واللاحق) فمن حق المعلمة أن يستمع لها المحافظ المدعو أيمن مختار بل هو واجب عليه ولاسيما وأنها طلبت منه ذلك!!!..

مين عارف ربما يكون لديها أسباب منطقية، وبالفعل كما نشرت الصحف على لسان المعلمة ومن معها أنه لا توجد عمالة فى المدرسة وأن المدرسين يساهمون فى هذه الأعمال بأنفسهم ويستأجرون فى أوقات كثيرة على نفقاتهم عمال وهذا إشارة لعنصر السابق!!!.. وتقول المعلمة إنهم كانوا يقومون بكل هذه الأعمال ومرحلة التنظيف كانت ستكون هى الأخيرة بعد كل أعمال الصيانة ولكنه قدم قبلها فهذا هو اللاحق .. وهنا يأتي السؤال الثورة معبرا عن عنصر السياق:- الذي يجب أن يلف الوطن طوله بعرضه عن تدنى مستوى إنفاق الدولة على التعليم بالرغم من رفع الرسوم الدراسية هذا العام؟!!.. وعن تصريحات رئيس الدولة ورئيس مكتبة الإسكندرية عن الوظيفة التعليمية فى الدولة.


تالله لو أن هذا اللا محافظ رأى في هذه المعلمة قوة تشعره بأنها إن خلعت الشباك ستلبسه له فى وجه بسبب أسلوبة السئ ما كان أقدم أبو جهل على إهانتها.

يا سادة "الدين المعاملة" فما بالك وأنت تتعامل مع معلمتك أيها المحافظ خريج الكلية الحربية، إذا كانت الأم مدرسة فكيف بالمدرسة؟!!!.. يقول الزعيم "لى كوان يو" السنغافورى: "تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى نزولا الأسفل"

                           الإستبداد والعلم

إذا كان رب البيت بالدف ضارب، ألم يقل على الملأ رئيسك السيسي: "أنا حا أعمل طبقة متعلمة تعليم راقي جدا وباقي المجتمع مش مهم خالص"

يا سادة أنظروا لكلمة طبقة .. أنظروا لكلمة تعليم راقى!!!..

إنها جربمة نكراء .. جريمة مزدوجة مع سبق الإصرار أن تقسم المجتمع إلى طبقية بغيضة إنها جريمة مشركي قريش

( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ).

إنها خيانة عظمى أن يصبح العلم بغيا بين الناس ألم يفعل ذلك اليهود والنصارى والفراعنة العتاه وكهنة معبد ٱمون.

( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ).

إنه الإستبداد، والمستبد دائما يخاف من وعى الجماهير

إنها كلمات محرمة ومواقف مجرمة تكفل لأصاحبها بامتباز دخول كلية الٱداب جامعة جهنم.

وها هو أكبر منافقي عصره "مصطفى الفقى" يصرح بأن الجامعات أفرزت ملايين العاطلين بسبب التعليم المجاني


يبين المفكر عبد الرحمن الكواكبي (1849 –1902) في نصه المعنون بـ "الاستبداد والعلم" أنّ أكثر ما يخشاه "المستبِدّ" الارتقاء بالعلوم، وخصوصاً ما يتعلق بالحكمة والفلسفة العقلية، وحقوق الأمم وطبائع الاجتماع، والسياسة المدنية، والتاريخ المفصّل، والخطابة الأدبية لما لها من أثر في توسيع المدارك وتغذية العقول وتنويرها وتعريف الإنسان بحقوقه وكيف يطالب بها وينالها.


ويؤكد الكواكبى صاحب الكتاب الأشهر "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، أنّ الجهل يولّد الخوف، وكلما تنوّر العقل زال الخوف من المستبد، منوهاً إلى أنّ الحرب بين الاستبداد والعلم مستمرة؛ فالعلماء يسعون إلى تنوير العقول والمستبد يسعى لإطفائها، وكلاهما يجتذب العوام الذين إذا جهلوا خافوا واستسلموا، وإن علموا قالوا وفعلوا.


وإمعاناً في إذاء المفكر المبدع "بن رشد" جمعت كتبه أمام عينيه، كما تفعل دواعش اليوم صنيعة الأيدي السوداء اليهود والفرس والأمريكان وأعوانهم من أراذل الشعوب في تدمير المكتبات وإحراق الكتب، فاضرم فيها النيران، لكن تلميذه كان يرى هذا المشهد الفظيع ويبكي ألما وحرقة وحسرة، وهنا يتدخل ابن رشد بهدوء، لينير بصيرته، كما كان يفعل دوما، فقال له متحسسا ألمه: إن كنت تبكي على حال المسلمين فلن يكفيك البحر دموعا ولكن إن كنت تبكي على الكتب المحروقة فاعلم أن للأفكار أجنحة تطير إلى أصحابها. وقد طارت أفكار ابن رشد إلى أوروبا في عصر النهضة وصارت جزءا من المكون العقلي للنهضة هناك وصار ابن رشد أحد باعثي تلك النهضة واشتد النقاش حول أفكاره وتم البناء عليها وتجاوزها، وهو امر طبيعي، لكنّ أحداً لم يفكر بحرق مقولاته وإضرام النار في كتبه.

                       نهاية مكتبة الإسكندرية 

كان الحريق الأول للمكتبة عند غزو “يوليوس قيصر” 47 ق.م، وكان ذلك عندما أحرق أسطوله في الميناء الشرقي للإسكندرية؛ خشية أن يقع في يد المصريين، فامتدت النيران إلى المدينة، واحترق جانب كبير من المكتبة الأم، ويكذّب البعض هذه الرواية على أساس أن ما وصل إلينا من مصادر حول هذا الحريق يبعد زمانًا لا يقل عن تسعين سنة بينه وبين الأحداث، وهناك زعم أن “أنطونيوس” عوّض المكتبة بعد ذلك.


أما الحريق الثاني فقد كان في العصر المسيحي، والإسكندرية من المدن التي اعتنقت وتعصبت للمسيحية منذ فترة مبكرة من تاريخها (دخل مرقص لنشر المسيحية في مصر، والإسكندرية، خاصة عام 65م) وقد عانت المكتبة من جراء ذلك، على أساس أنها أولا تناقش وتدعو إلى الأفكار الفلسفية القديمة (وهي كفر وهرطقة من وجهة نظر المسيحية)، وأن جانب من المكتبة معبد وثني – وهو السرابيوم، فقام الإمبراطور “كاراكاللا” (حكم بين 211-217م) بإغلاق المكتبة وطرد العاملين والباحثين.


الحريق الثالث كان في عهد الإمبراطور أورليانوس 273م، حيث دمر جانبًا كبيرًا من المدينة بعد اضطرابات من جانب المسيحيين قاموا فيها بإحراق جانب من المكتبة الأم، وتكرر الأمر في عام 296م.


وفي القرن الرابع حدث تغير كبير، إذ اعتنق الإمبراطور الروماني “قسطنطين” المسيحية (أو سمح لهم بالحرية الدينية، ثم اعتنقها من بعد) واستطاع الأسقف “يثوفيلوس” أن يستصدر أمرًا إمبراطوريا بتدمير كل ما يتصل بالوثنية من كتب أو معابد، ومن ثم فقد قام بتدمير المكتبة وإحراق كثير من الكتب، وأرسل مجموعة منها إلى القسطنطينية وروما.


هذه الروايات جميعًا محل اتفاق المؤرخين الغربيين والشرقيين على السواء، وأيضا محل اتفاق أن رئيس المكتبة والعاملين فيها فى كل العصور لم يشاركوا فى جرائم الحرق الأربعة تلك أم فى مصر اليوم من يحرق مكتبة الإسكندرية هو رئيسها مصطفى الفقي نفسه بل ويشارك فى حرق العلم بعدما علموا أن الأفكار لها أجنحة تطير بها كما حدث فى مكتبة الإسكندرية وبن رشد والمجمع العلمي أثناء أحداث ٢٥ يناير فكان لابد من حرق الأجنحة وحرق الناس الذين يتلقون العلم والأفكار ٱنها خطة هندسة الخراب لحرق العلم والعلماء جريمة مكتملة الأركان فى نظام جاهل وخائن بامتياز من قمته إلى قاعه واستحضروا معى مرة أخري أقوالهم:

يقول السيسي: "أنا حا أعمل طبقة متعلمة تعليم راقي جدا وباقي المجتمع مش مهم خالص".

يقول مصطفى الفقي: "الجامعات أفرزت ملايين العاطلين بسبب التعليم المجاني"

إذن اختيار هذه الطبقة سيكون معياره المال ومدى القرب من النظام والمحسوبية والواسطة والرشوة والفساد الذي قدمه أجدادهم وٱباؤهم، فهل سألتم أنفسكم كيف تكونت ثرواتهم؟!.

ولكم فى اختيار طلبة الكليات العسكرية وكلية الشرطة خير دليل .. ولكم فى انتخاب واختيار نواب مجلس الشورى ومجلس النواب خير دليل .. ولكم فى اختيار الوزراء والمحافظين وفى طرق الترقى خير دليل.

فما علمت من نكبة مرت على مصر أشد من السيسي والطيب الذين تحققت لهما قوة وركن مكين بددوها بدلا أن يبددوا المخاطر والتحديات التى تمر بها الأمة، بل أصبحوا عبئا عليها، وما علمت أشر من سد النهضة وإهانة التربية والعلم كما حدث اليوم مع  سيدة المدرسة والتى هى واحدة من ٱلاف مؤلفة حسب ما صرحت به وزارة التربية والتعليم بأن أعداد المعلمين العاملين بمدارس التربية والتعليم خلال العام الدراسي 2019 / 2020. في المدارس 1018773 معلما، منهم 608860 إناثا، و409913 ذكورا. وعدد التلاميذ ٢٣ مليون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق