اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

مازالت معركتنا مع الارهاب مستمرة بقلم د / محمد سيد أحمد

على مدار التسعة عقود الماضية وتحديد منذ العام 1928 وهو العام الذي تأسست فيه جماعة الإخوان الإرهابية، وقضية الإرهاب إحدى أهم القضايا المركزية التي تشغل بال المجتمع المصري، وتشكل صداعا دائما في رأس الحكومات المتعاقبة، فالتنظيم الإرهابي الذي صنعته الإمبريالية العالمية ليكون شوكة في حلق مجتمعاتنا ما زال يمارس عملياته الإرهابية داخل مجتمعاتنا العربية، في محاولة لإشعال نيران الفتنة حتى نتهم بعدم قدرتنا على تحقيق الأمن والاستقرار.

ودائما ما تطرح الجماعة الإرهابية نفسها كبديل قادر على إطفاء النيران وتحقيق الأمن والاستقرار بل والنهضة للمجتمع، وللإرهاب داخل مجتمعنا حكاية قديمة تبدأ في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا هي القوى الإمبريالية الأكبر في العالم، وتسيطر وتهيمن على منطقتنا، فقامت بدراسة تاريخنا بعمق ودقة وتوصلت إلى أنه لا بد من خلق تنظيم وزراعته داخل جسد الأمة يرفع شعار الوصاية على الإسلام، ويمكن استخدامه لاحقا في الصراع على السلطة وممارسة العنف والإرهاب.

وبالفعل وجدت المخابرات البريطانية ضالتها المفقودة في الفتى حسن البنا مدرس اللغة العربية والتربية الدينية للمرحلة الابتدائية في إحدى مدارس مدينة الإسماعيلية، وساعدته في بناء أول مسجد للجماعة بالمدينة عبر خمسمائة جنيه قدمت له كتبرع من مدير شركة قناة السويس، وانطلقت دعوته تحت سمع وبصر ودعم الإدارة البريطانية الحاكمة لمصر في نهاية العشرينيات من القرن العشرين، وبالفعل نجحت بريطانيا في ما هدفت إليه، حيث نمت الجماعة بشكل كبير، حيث انتقلت الجماعة من الإسماعيلية إلى القاهرة وتغلغلت داخل أحيائها الشعبية.. 

حتى اكتسبت أرضية حقيقية على كامل الجغرافيا المصرية، حيث كانت البيئة الحاضنة جاهزة فقر وجهل ومرض، وتدين شعبي شكلي دون وعي ديني حقيقي، وهو ما جعل التنظيم ينجح في جذب أعضائه ومؤيديه عبر خطابه الديني المدغدغ للمشاعر من ناحية والخدمات التي يقدمها للفقراء والكادحين من ناحية أخرى.

وعندما جاءت اللحظة المناسبة وكانت الحركة الوطنية في الأربعينيات تطالب بجلاء المحتل البريطاني كانت الجماعة بدأت في لعب الدور السياسي والصراع على السلطة، وهو الدور الذي خلقت من أجله تحت عين وبصر المخابرات البريطانية، وكانت في الوقت ذاته قد تمكنت من تكوين ميلشيا مسلحة من بين أعضائها لاستخدامها في العنف والإرهاب والتصفيات الجسدية لخصومها السياسيين.. 

وكان من أبرز ضحايا الجماعة اغتيال أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء في 24 فبراير 1945، ثم المستشار أحمد الخازندار الذي كان ينظر قضية تفجير الجماعة لسينما مترو في 22 مارس 1948، ثم محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر في 28 ديسمبر 1948، وهو ما جعل الملك فاروق يشعر بالحرج وعدم قدرته على السيطرة على الإرهاب، فطالب قوات أمنه الرد بقوة فقاموا بقتل حسن البنا نفسه في 12 فبراير 1949.

ثم جاءت ثورة 23 يوليو 1952 وحاولت الجماعة أن تتصدر المشهد السياسي وتسرق السلطة من الثوار لكنها فشلت فقامت بمحاولة اغتيال قائد الثورة جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954 في المنشية بالإسكندرية، وكان رد الفعل الطبيعي هو حملة واسعة من الاعتقالات لقيادات الجماعة، وفي الوقت نفسه مشروع تنموي حقيقي للقضاء على الفقر والجهل والمرض، وبذلك تمكن جمال عبد الناصر ورفاقه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق