اخبار ذات صلة

السبت، 25 فبراير 2023

بداية عام جديد على المواجهة بين روسيا والغرب الأطلسي وبوادر متغيرات دولية قادمة....

 



      مر عام على دخول العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا والتي كانت أهدافها الرئيسية حماية شعب دونباس من المجازر الأوكرانية وإجتثاث النازيين وتخليص النازيين الجدد في أوكرانيا من أسلحتهم والتي شكلت خطرا كبيرا على شعب دونباس وعلى الأمن القومي الروسي، لأن المخطط الغربي الأوكراني كانت أهدافه القضاء على شعب دونباس وقادتهم ومن ثم العبث في جزيرة القرم لإعادة دونباس والقرم كما يدعون لأوكرانيا، وقد كشف الروس تلك العملية ففرضت عليهم القيام بتلك العملية الخاصة وتحقيق أهدافها التي ذكرت سابقا كما صرح بذلك الرئيس بوتين في خطابه الأخير، لكن وبعد دخول العملية الخاصة حيز التنفيذ أصيب الغرب وعصاباتهم النازية في أوكرانيا بخيبة كبيرة لأن مخططاتهم التي أعدوها منذ ٢٠١٤ بالسيطرة على دونباس والقرم  تحولت إلى سراب...


     لذلك جن جنون الغرب وزيلنسكي وحولوا العملية الخاصة العسكرية الروسية إلى حرب غربية ناتوية كونية على روسيا بقيادة أمريكا الليبرالية المتصهينة، الأمر الذي فتح الإحتمالات كلها على مصراعيها، وبالذات بعد أن أصبحت أوكرانيا ملعبا وسوقا لتجار السلاح في الغرب مما زاد من أرباحهم بتريلونات الدولارات ومكاسب مستمرة لذلك هم يعملون ليلا ونهارا على عدم إيقاف تلك الحرب ويضغطون على زيلنسكي وحاشيته بعدم الدخول بأية مفاوضات مع روسيا ويزيدون من إشعال الحرب والعمل على بقائها مستمرة ليحققوا مكاسب أكثر ويستنزفوا روسيا كما يظنون، فبدأ الدعم اللوجستي لقادة اوكرانيا النازيين منذ بداية العملية لتتحول إلى حرب بين روسيا والغرب الأطلسي الناتوي إلى أن وصل في العام الأول الدعم المالي والعسكري الغربي لأوكرانيا لأكثر من ١٦٠ مليار دولار أمريكي مستغلين أدواتهم وإمعاتهم التنفيذية في أوكرانيا زيلنسكي وحاشيته...

    

     ومن ثم فرضت عقوبات إقتصادية لا تعد ولا تحصى على روسيا لتدمير الإقتصاد الروسي ولم تؤثر تلك العقوبات الغربية الناتوية على الإقتصاد الروسي   بل بالعكس كانت نتائج تلك العقوبات أكثر ضررا على الدول الأوروبية التي بدأت شعوبها بالتحرك يوميا ضد سياسات حكامها الخاطئة إتجاه روسيا ويطالبونهم بوقف الدعم اللامحدود لأوكرانيا  بل أصبح المعارضون بإزدياد حتى من رؤساء تلك الدول السابقين وسياسييهم ونوابهم الذين يصرخون علنا بإيقاف ذلك الدعم العسكري والمالي إلى زيلنسكي الأخرق لأن دول أوروبا أصبحت على حافة الهاوية والإنهيار الإقتصادي والعسكري والشعبي الشامل وهذا هو المخطط الخفي لأمريكا وبريطانيا إتجاه الإتحاد الأوروبي والذين يعملون ليلا ونهارا لإضعافة بل وجعل دوله في حالة ضياع وتشتت ومن ثم يتم إستنزافه وتفكيكه مستقبلا دون حروب....


    فبريطانيا رأس الأفعى وجالبت المصائب والكوارث والعصابات اليهودية الصهيونية  لمنطقتنا وللعالم حينما خرجت او إنسحبت من الإتحاد الأوروبي كانت تخطط مع أمريكا لذلك الإنسحاب حتى يتم تنفيذ مشاريعهم الصهيوأمريكية بريطانية في أوروبا وروسيا والصين ومنطقتنا بكل أريحية دون أن تلتزم بريطانيا بما تقرره دول الإتحاد الأوروبي مجتمعة فبريطانيا كانت تشعر بأنها مقيدة اليدين أثناء وجودها بالإتحاد الأوروبي ولا تستطيع التحرك لتنفيذ مخططات ومشاريع الأفكار التلمودية للصهيونية اليهودية العالمية في كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة...


   أما روسيا الإتحادية ورغم كل تلك العقوبات ومحاولات الحصار والحروب المعلنة عليها من قبل الغرب الناتوي بقيادة الصهيوأمريكيين والبريطانيين إلا انها حققت الإنتصار تلو الإنتصار على كل مخططاتهم وهي منتصرة في أرض المعركة وقالها بوتين في خطابه الأخير أنهم يريدون هزيمتنا إستراتيجيا وتفكيك دولتنا وإلغاء حضارتنا وتغيير مبادئنا وقيمنا وحتى التدخل في أسرنا بل التدخل في قيم ديننا ومن المستحيل ان تتم هزيمتنا في ساحة المعركة الأمر الذي جعله يعلق إتفاقية ستارت العسكرية مع أمريكا ردا على كل ما إرتكبته أمريكا وبريطانيا المتصهينتين من أخطاء بجر دول أوروبا معهم في تلك الحرب القذرة وبدعم زيلنسكي وحاشيته من النازيين الجدد...


     والكل يعلم بأن تركيا ساهمت بتوقيع إتفاقيات كثيرة بين روسيا وأوكرانيا وبحضور الأمم المتحدة وبشكل مباشر مثل الطاقة والحبوب والسلاسل الغذائية وتبادل الأسرى...وغيرها، وقدمت سابقا مبادرات عدة لمفاوضات السلام بين الطرفين لكن أمريكا وبريطانيا بالذات كانت تضغط على زيلنسكي وحاشيته بعدم المواقفة على أي طرح تركي، والصين يوم أمس الجمعة قدمت مبادرة من ١٢ بند لإيقاف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة بين الروس والأوكرانيين لكن أمريكا وبريطانيا بدأت تحركاتهم على دول الإتحاد الأوروبي للتشكيك بتلك الإتفاقية وليستمر الضغط على زيلنسكي وحاشيته بعدم الموافقة عليها نهائيا لأنها حسب  أكاذيبهم تمثل رأي الصين إتجاه الحرب الدائرة وهي دعم لحليفها بوتين....


      فالصهيوأمريكيين والبريطانيين بالذات يريدون إستمرار تلك الحرب التي أشعلوا فتيلها منذ البداية لأنهم هم وشركات الصهيونية اليهودية العالمية من شركات أغذية وأدوية وسلاح وطاقة ونفط وذهب وشركات السياحة لنقل  المهجرين برا وبحرا وجوا...وغيرها وشركات التجارة بالبشر وأعضائهم، وهم المستفيدون من كل ما جرى وما زال يجري وهم يعلمون جيدا أنهم لم ولن ينتصروا بالمعنى العسكري على روسيا الإتحادية وحلفائها ولكنهم ينفذون مخططات يضربون من خلالها حجرا واحدا ليصطادوا عدة عصافير وليحصلوا على عدة فوائد تكون لصالحهم، وعملياتهم مزدوجة وذات حدين كمعايرهم المزدوجة، فالصهيوأمريكيين والبريطانيين منذ ٢٠١٤ كان مخططهم إستنزاف روسيا عسكريا وتدميرها إقتصاديا وتفكيكها بفتن دينية وطائفية وقومية وقد فشلوا بذلك وأصبحوا متأكدين بأن بوتين منتصر لا محالة ولم ولن يوقفه شيئ لتحقيق الإنتصار النهائي عليهم وعلى حلفهم الناتوي ولكنهم ما زالوا يحاولون لهزيمته لا سمح الله ولا قدر وسيفشلون بذلك وسينتصر بوتين وروسيا الإتحادية وكل حلفائه....


      والفوائد الأخرى للصهيوأمريكيين والبريطانيين من إستمرار تلك الحرب إنهيار دول الإتحاد الأوروبي بالكامل ولو كان ذلك على حساب شعوب دول الإتحاد الأوروبي ودورها العالمي، وإستغلال دول أوروبا الشرقية بالذات وقادتها وجيوشها وشعوبها لتكون ساحة حرب عالمية عسكرية كبرى لو تمددت الحرب لحدودها، وأوكرانيا التي ذهبت ضحية لتنفيذ مخططات ومشاريع الصهيوأمريكيين والبريطانيين واليهودي الصهيوني زيلنسكي وحاشيته النازية وهذه أيضا من الفوائد للصهيوأمريكيين والبريطانيين لوضع المتغيرات الدولية القادمة كما يريدون حسب هيمنتهم وتقسيمها دولة  كبرى وحيدة أمريكا، دول كبرى متوسطة بريطانيا وبعض دول الإتحاد الأوروبي المنهارة  وأيضا روسيا والصين، دول إقليمية وعالمية كبرى ومتوسطة اليابان كوريا الجنوبية...وغيرها من حلفاء أمريكا وقد يتم وضع دولة الكيان الصهيوني مع تلك الدول نكاية بإيران....وأيضا إيران وتركيا، وأخيرا دول محورية صغرى....


      والمحور الروسي الصيني الإيراني وغيرهم من حلفاء المحور المقاوم لم ولن يوافق على هذه التغيرات الدولية الصهيوأمريكية لأنه يرفض مبدأ القطب الأوحد والهيمنة الصهيوأمريكية بريطانية على العالم ويعمل ليلا ونهارا للخلاص من ذلك القطب الأوحد ليكون هناك أقطاب أخرى متعددة في المتغيرات الدولية القادمة والتي بدأت ملامحها بالظهور كدول عالمية كبرى ومنظمات ومحاور إقليمية وعالمية ودول صغرى، وهنا يجب على العرب والمسلمين أن يتوحدوا علنا مع محور المقاومة العالمي روسيا والصين وإيران الإسلامية ليختاروا في أي مكان يتواجدون في هذه المتغيرات الدولية القادمة لا محالة وعليهم أن يعملوا كل ما بوسعهم ليكونوا أو لا يكونوا....


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق