اخبار ذات صلة

السبت، 4 ديسمبر 2021

لماذا أختارات الأمارات أن توقع صفقة الرفال مع فرنسا بقلم أحمد الخليفي

 


لماذا اختارت الامارات أن توقع صفقة الرافال الضخمة مع فرنسا وليس التايفون مع بريطانيا مع ان الكل يعرف ان علاقة الامارات مع لندن اقوى بكثير من علاقتها مع باريس بل ان علاقة ابوظبي بلندن تصنف على انها علاقةاستراتيجية وجودية ؟؟ والأغرب من ذلك أن الصفقة الاماراتية الكبيرة مع فرنسا أتت في ضل استمرار الخلافات الحادة بين باريس ولندن .. قد يقول قائل إن صفقة الرافال كانت ردة فعل اماراتيه طبيعيةعلى وقف الكونغرس الأمريكي لصفقة ال اف35 الأمريكية الاكثر تطورا بعد ان عجزت  لندن في اقناع الامريكان بتمرير الصفقة وايضا سحب ادارة بايدن لمنظومة الباتريوت الدفاعية من الإمارات  والسعودية في مرحلة حرب او حتى على لندن نفسها بعد ان امتنعت من تزويد الامارات والمملكة بلاسلحة  والذخيرة المطلوبة في خضم الحرب مع الحوثي المدعوم ايرانيا  وهذا أمر أقرب للحقيقة ولكنه ليس كل الحقيقة . فكيف قبلت واشنطن ولندن أن تذهب منهما مثل هذة الصفقة الضخمة بدون اعتراض لصالح ادارة ماكرون المشاغب للسياسات الأمريكية والبريطانية والذي وصل به الحال ان يسحب سفير بلده من واشنطن في خطوة جريئة هي الأولى في التاريخ الفرنسي منذ الحرب العالمية الثانية أثر خلافه معها على صفقة الغواصات النووية لاستراليا وأيضا ان يمنع بريطانيا مؤخرا وبشكل مهين من حضور الاجتماع الأوروبي بشان ملف اللاجئين على أثر الخلاف الطارى نتيجة  حادثة غرق اللاجئين في بحر المانش عوضا عن الخلافات المزمنة بين لندن وباريس في الاطار الاوروبي وسباق النفوذ في الشرق الاوسط  وأفريقيا .فمهما قيل من تاويلات حول موافقة ورضا لندن وواشنطن عن صفقة الرافال كتعويض لباريس عن خطة صفقة الغواصات النووية الا ان هذا الصفقة التي فازت بها ابوظبي تثبت  ان الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة  التي تجيد استثمار الخلافات بين الكبار لتحقيق اكبر قدر منها لخدمة مصالحها كما تثبت ان المرونة السياسية واللعب على المتناقضات  التي تتبعها أبوظبي لتحقيق طموحها لتصبح دولة محورية وفاعلة وقوية عسكريا نوعآ وليس كما هي قوية اقتصادا ليس في فقط في الإقليم العربي  بل وفي منطقة الشرق الأوسط قد شارف بل هو كذلك  ليصبح حقيقة واقعة معترف بها دوليا ..


أحمد الخليفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق